العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-14, 05:07 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


تجديدٌ فقهي ليبرالي .. نهايته تعرية المرأة !

بسم الله الرحمن الرحيم


كانت أساليب الليبراليين في الهجوم على الإسلام والتشكيك فيه ، والتملص من نصوصه وأحكامه في القرن الماضي تتخذ أسلوبًا مباشرًا ، وجريئًا ، كما في كتابات طه حسين وتشكيكه في بعض قصص القرآن ، أو محمد خلف الله وادعاؤه أن قصص القرآن مجرد أساطير ! وأمثالهم ، ممن ووجهوا بردة فعل قوية من الرأي العام المسلم ، وتصدى لهم علماء الإسلام مفندين مقولاتهم ، مطالبين بمحاكمتهم .

عندها عرف الليبراليون ومَن يؤزهم من خلفهم أن مواجهة الإسلام مباشرة ستكون غير ممكنة ، وفاضحة لهم أمام المسلمين . عندها تفتق ذهنهم عن فكرة إبليسية ماكرة تؤدي إلى الالتفاف على نصوص الشريعة دون مجابهة لها ، وإنما عن طريق تفريغها من محتواها الذي أُنزلت لأجله ، وحشوها بمضامين عَلمانية ، وغزوها – كما يُقال - من الداخل من خلال ماسموه ( القراءة الجديدة للنص ) أو ( تاريخية النص ) ، حيث ادعوا أن نصوص الشريعة أتت لتجيب عن مشكلات بشرية تنتمي إلى زمن تاريخي معيّن ، وحقل جغرافي محدد ، وأن لكل زمن قراءته الخاصة به !

ليُصبح لكل إنسان – مهما كان جهله بالشريعة – الحق في قراءة تلك النصوص ، وفهمها ! دون مراعاة لفهم الصحابة رضي الله عنهم ، أو لإجماعات المسلمين ، أو حتى المعلوم من الدين بالضرورة . كما أنه لا عبرة بشروط المفسر لكتاب الله التي وضعها العلماء ، ومنها :
1- معرفة اللغة .
2- معرفة النحو .
3- معرفة التصريف .
4- معرفة الاشتقاق .
5- معرفة علوم البلاغة .
6 معرفة علم القراءات .
7- معرفة أصول الدين .
8- معرفة أصول الفقه .
9- معرفة أسباب النزول .
10- معرفة الناسخ والمنسوخ .... إلخ الشروط . فكل هذا لا عبرة به عند أصحاب القراءة الجديدة .

وبهذه القراءة تُصبح الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ، والمجمع عليها ، مجرد أفهامٍ تاريخية خاضعة للتجديد والمعاصرة ، لتحل محلها معانٍ أكثر تطورًا وملاءمة للعصر – بزعمهم - .
وبهذه القراءة الجديدة للنص تُنزع الثقة بمصدر الدين : قرآنًا وحديثًا ، والغالب أن الحديث وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم غير معترَف بها مصدرًا للدين عند أفراد هذا التيار .

وقد اعترف بهذه الخطة الماكرة أحد أساطينهم ، وهو محمد عابد الجابري ، حيث سأله محرر صحيفة " المستقبل العربي – العدد 278 " :
( مع كل هذا العطاء العلمي في ميدان الدراسات التراثية ، مقرونًا بإطلالة غير منقطعة على أسئلة العصر وأسئلة الفكر الحديث ، هل ما زلت مقتنعا بأن الطريق إلى كسب مطالب العقلانية والحداثة والتقدم تمر حتما عبر تبيئتها وتأصيلها وعبر ربط الجسور باللحظات الحية والتقدمية في تراثنا ؟ أم انك أفسحت مجالا آخر ؟ أو تتفهم ذاك المجال الذي يمكن أن يكون ساحة لمنافذ أخرى قصد طلب هذه القيم والمبادئ ، طبعا دون المرور بمسائل التراث ؟ )

فأجاب الجابري : ( إن وجهة نظري في هذا الموضوع تعبر عن اقتناع شخصي ليس فقط من خلال تجربتي منذ البداية ، وأنا على اتصال بالطلاب والمثقفين ، بل أيضا لأن هذا الاقتناع تكون لدي أساسا كنتيجة النظر في تاريخ النهضة العربية . أنت تعرف أنه كانت هناك ثلاثة تيارات معروفة ؛ هي التيار السلفي والتيار الليبرالي و التيار التوفيقي أو التلفيقي ، وأنت تعرف أن تجربة مائة سنة قد أسفرت عن جمود الحركة في هذه التيارات ، فلا أحد منها تطور وحقق أهدافه ، بل كل ما حدث هو اجترار وعود على بدء مستمر . لقد استنتجت من ذلك تلك القضية الأساس التي أدافع عنها وهي أن التجديد لا يمكن أن يتم إلا من داخل تراثنا باستدعائه واسترجاعه استرجاعا معاصرًا لنا ، وفي الوقت ذاته بالحفاظ له على معاصرته لنفسه ولتاريخيته ، حتى نتمكن من تجاوزه مع الاحتفاظ به ) !


فالمقصود إذن هو " التجاوز " .. مع إبقاء النصوص والاحتفاظ بها مُفرّغةً من محتواها الحقيقي !


وإلى القارئ الكريم نموذجًا لقراءتهم المعاصرة أو تجديدهم الفقهي ؛ ليُعلم أين ستصل بهم الحال إن استمروا في هذا التحريف والزندقة :


يزعم محمد شحرور في كتابه السيىء " الكتاب والقرآن قراءة معاصرة " ( ص 606 – 607 ) بأن جسد المرأة يُقسم قسمين ، قسم ظاهر بالخلق ، قال الله فيه : ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) ، وهو ما ظهر من جسدها بالخلق ؛ كالرأس والبطن والظهر والرجلين واليدين !
وقسمٌ غير ظاهر بالخلق ، وهو ما يسميه شحرور الجيوب ، كما قال تعالى : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) ، وهو مأخوذ – كما يدعي – من ( جوب ) وهو ماله طبقتان لا طبقة واحدة .
فالجيوب المأمور بسترها في جسد المرأة هي : الفرج والثديين والإليتين والإبطين فقط !! ولها أن تبدي ما سوى ذلك !


فهل رأيتم تحريفًا أعظم من هذا ؟!


هذا هو مآل قراءتهم الجديدة وتجديدهم .. " تعرية المرأة " بطريقة يزعمونها إسلامية !


وتجاهلَ هذا المُحرّف معنى الآية عند علماء التفسير :
وأن المراد بالخمار : غطاء الرأس، والمعنى: أنها تغطي بخمارها وجهها ونحرها، فتدلي الخمار من رأسها على وجهها وعلى نحرها خلافًا لما كان عليه الأمر في الجاهلية، فإن نساء الجاهلية كن يكشفن نحورهن وصدورهن ويسدلن الخمار من ورائهن كما جاء في كتب التفسير، والله جل جلاله أمر نساء المسلمين أن يضربن بخمرهن على جيوبهن، والمراد بالجيب فتحة الثوب من أعلاه من الأمام، فهذا يستلزم أن تغطي المرأة وجهها ونحرها ولا يظهر شيء من جسمها، لأن الوجه أعظم زينة في جسم المرأة، وهو محل الأنظار، وهو محل الفتنة، وهو مركز الحسن والجمال .

قلت : وللاطلاع على المزيد من تحريفاتهم أنصح القارئ بكتاب مهم في هذا الباب ، هو " القراءات المعاصرة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير " ؛ للدكتور محمد كالو – وفقه الله - .






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "