العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-13, 12:17 AM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني في ميزان الشيعة .. للأستاذ أحمد النعمي

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما قدم المحتل الإسرائيلي إلى فلسطين مدعوما من الانتداب البريطاني آنذاك بعد حصولهم على الوعد المشئوم من وزير الخارجية البريطاني اليهودي( بلفور) "وعد بلفور" ومع تزايد الهجرات اليهودية إلى فلسطين بغطاء دولي وتآمر عربي رسمي أحيانا ,حينها بدأت العصابات الصهيونية بصب حممها و أحقادها على الشعب الفلسطيني وتهجيرهم بقوة السلاح الصهيوني الذي أعطيت له شرعية دولية في تواطؤ سقطت فيه جميع قيم وأخلاقيات المجتمع الدولي بشهادة التاريخ الأخلاقي والإنساني للأمم,و أصبحت القضية الفلسطينية تحمل بطياتها كارثتين هما :
اغتصاب الأرض المقدسة , وتهجير شعب بأكمله إلى خارج أراضية,

وفي خضم العديد من المعطيات والواقع السلبي الذي عاشته الأمة الإسلامية من ذلك الحين , والذي مازال حتى الآن, برزت العديد من المشاريع الهلامية التي تصدرت المشهد السياسي للواقع العربي والإسلامي آنذاك بمشرقه ومغربه , وكان من أبرز تلك المشاريع المشروع السياسي و العقائدي الأكبر للشيعة بالعالم الإسلامي وهو المشروع الإيراني حينما أعلن عنه الخميني إبان ثورته عام 1979م والذي يحمل بطياته تصدير الثورة للعالم الإسلامي على وفق تصوره وفهمه للإسلام بعدما بدأ فعليا بتطبيقه في إيران إبان نجاح ثورته ضد الشاه ،حينذاك رفع الخميني شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل وكانت تلك الشعارات بمثابة جواز المرور والمسلك الذي تسلل به الى قلوب الجماهير الشعبوية بإيران وفي خارجها على امتداد العالم الإسلامي، وقد لامست هذه الشعارات خلجات العديد من الشعوب بل وانساقت وراءها في العديد من الدول العربية والإسلامية عبر الأقليات الشيعية التي حملت هذا المشروع إلى بلدانها لأنها عبرت في ظاهر الأمر عن حقيقة أمنيات الأمة في زمن مليت فيه بالانكسارات والهزائم وفي أفضل الأحيان تبرم اتفاقيات الذل والهوان مع العدو والمعطى السياسي والعسكري الوحيد الذي عاشته الأمة حين ذاك هو الهزائم في زمن عنوانه الذل والهوان ,

لا شك أن قضية المسلمين الجوهرية والأساسية هي فلسطين والعدو الحقيقي هي إسرائيل ومن يدعمها دعما كليا ولا يوجد أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية يقف خلف العدو الإسرائيلي بكل ما أوتي من قوة ,
ولهذا السبب لامست تلك الشعارات شغاف قلوب العديد من أبناء العالم العربي والإسلامي بل وأخذت ترددها في كثير من الأمصار,

ومن أهم ما قام به الخميني بهذا المجال , هو إعلان يوم القدس العالمي في عام 1979م ودعا فيه أتباعه والعالم للاحتفال سنويا به في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في كل عام , ليضفي المزيد من النبل والإخلاص لمشروعه الذي يبدوا وكأنة المدافع عن مقدسات الأمة وبذلك يعزز إمكانية قبوله في أوساط العالمين العربي و الإسلامي ,

كانت ولا تزال هذه الشعارات والعداء المعلن لإسرائيل وأمريكا هي من أهم معطيات تسويق هذا المشروع وهو بالأساس ديدن كل جماعه تبنت هذا الأمر ولقد ضلت الأقليات الشيعية متمسكة بهذا الشعار وتردده بكل وقت وحين ,
وانساقت الادعاءات بحبهم لفلسطين والقدس الشريف والتباكي عليه أسيرا بيد المحتل ولقدسيته ولمكانته العظيمة في القلوب ,لكن يبقى التساؤل: هل يُكن الشيعة للمسجد الأقصى هذا الحب في نفوسهم؟؟؟
وهل يحظى بمكانة عقائدية عظيمه في أنفسهم وفي تراثهم العقائدي والمذهبي وبنفس القدسية التي يظهرونها في خطاباتهم أمام العوام ؟؟؟

المسجد الأقصى عند أئمة الشيعة

في حقيقة الأمر أن المسجد الأقصى عند أئمة الشيعة وخصوصا الإثنا عشرية ليس موجودا أصلاً، وهو أن وجد ففي السماء، وهي الحقيقة التي سيجدها كل من تتبع أمهات الكتب من الأحاديث والتفاسير التي اعتمدوها في مذهبهم، و سيصل الباحث إلى أن حقيقتهم العقائدية لا تعترف بهذا المسجد إطلاقا وتنفي وجوده جملة وتفصيلاً، بل ويسفهون من يقول بوجوده ,
جعفر بن مرتضى العاملي أحد المعاصرين وهو من أئمة المذهب الإثنا عشري من مواليد جبل عامل بلبنان 1945م، أفرد كتابا كاملا للتشكيك بحقيقة المسجد الأقصى، وأن عمر عندما فتح هذه البقعة لم يكن هناك أي مكان لهذا المسجد وأن من بناه هو عبد الملك ابن مروان ومعنى قوله تعالى ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من السجد الحرام إلى المسجد الأقصى)) أن المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه والذي بارك الله حوله هو في السماء على حد قوله ,
ويقول في كتابه أيضا الذي يحمل عنوان ((المسجد الأقصى أين؟؟)) والذي يبين لنا عدة حقائق بخصوص المسجد الأقصى والذي يحسم الأمر أنه ليس بفلسطين,وما خلصنا إليه أن المسجد الأقصى مسجد بالسماء الرابعة وليس كما يعتقد عامة المسلمين بأنه مسجد بمدينة القدس بفلسطين.. (انتهى كلامه)
الجدير بالذكر أن العاملي حصل على جائزة إيران للكتاب وقد كرمه الرئيس أحمدي نجاد شخصيا على هذه المؤلف بالإضافة إلى مؤلفه الآخر الذي يحمل عنوان ((الصحيح من سيرة النبي الأعظم)) وقد ساق فيه أيضا العديد من روايات التشكيك بوجود الأقصى الشريف بمدينة القدس .

ومما يدلل أن ما جاء به هذا المرجع الشيعي ليس بدعا من أقوالهم إنما هي عقيدة راسخة في دينهم، وذلك ما تحدثت به العديد من التفاسير وأمهات الكتب لمؤسسين هذا المذهب العقدي ,
أورد المجلسي عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام قال سألته عن المساجد التي لها فضل فقال : "المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم قلت والمسجد الأقصى جعلت فداك فقال: ذاك في السماء أسري إليه برسول الله صلى الله عليه وسلم , "فقلت إن الناس يقولون أنه ببيت المقدس فقال مسجد الكوفة أفضل منه"
[بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي(97/405) الطبعة الثالثة 1983 - 1403 ]
وجاء في كتاب منتهى الآمال لعباس القمي " والمشهور أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس لكن من الأحاديث الكثيرة التي وردت عن آل البيت إنما هو البيت المعمور بالسماء الرابعة وهو أبعد المساجد"
[منتهى الآمال لعباس القمي ص70]

روى بن قالويه في كتاب كامل الزيارات, عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام قال" جاء رجل إلى أمير المؤمنين وهو بمسجد الكوفة فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد عليه السلام فقال: جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى فأردت أن أسلم عليك وأودعك فقال عليه السلام: و أي شي أردت بذالك ؟؟ فقال الفضل: جعلت فداك، فقال: بع راحلتك وكل زادك وصلِّ بهذا المسجد، فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة، والنافلة عمرة مبرورة، والبركة منه على اثني عشرا ميلا وقال: وما دعي الله به مكروب بمسألة إلا فرج الله عنه كربه و أجاب له حاجته [كامل الزيارات ص 80]

وفي تفاسيرهم أيضا كما جاء في تفسير الصافي ((للفيض الكاشاني)) في تفسير قوله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير " يقول في معنى هذه الآية أي : إلى ملكوت المسجد الأقصى الذي هو في السماء الرابعة كما يظهر من الأخبار، وأتبع كلامه بهذه الرواية((روى القمي عن الباقر علية السلام أنه كان جالسا في المسجد الحرام فنظر إلى السماء مرة و إلى الكبة مرة ثم قرأ قولة تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجعفي وسأله أي شيء يقول أهل العراق عن هذه الآية يا عراقي ؟؟
فقال يقولون أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس فقال الباقر عليه السلام ليس كما يقولون لكن أسري به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى الكعبة والسماء)) .
[تفسير الصافي للفيض الكاشاني الجزء الثالث الصفحة 166 الصادر عن مؤسسة الأعلمي للمطبوعات]

،،إن أمهات الكتب التي يستمد منها الشيعة مقومات منحاهم العقائدي مليئة بالإنكار والتكذيب لو جود مسجد ذو قداسة إسلامية بالقدس, والأقصى إن وجد فهو في السماء الرابعة وهناك المئات من الروايات التي تناقلتها كتبهم في هذا الصدد
وفي المقابل هناك ما هو أشد سوءاً وتنكيلاً في واقع القضية الفلسطينية وهو كيف تعامل الشيعة من بداية تاريخ الانتكاسة بفلسطين مع الشعب الفلسطيني؟؟؟؟ وما هي طبيعة العلاقة بين الشيعية وبين اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مواطن الشتات التي بها تواجد للشيعة ،،

الشيعة واللاجئون الفلسطينيون

إن المتتبع لهذا الجانب من هذه القضية سيرى العجائب التي لا يتصورها عاقل ولا تمت إلى أي الأخلاقيات الإنسانية فضلا عن أخلاقيات الدين الإسلامي,
ما أستطيع قولة وهو ما تثبته العديد من الوقائع والأحداث في التاريخ المعاصر أن الشعب الفلسطيني لم يلاقي الويل والتنكيل والقتل على الهوية خارج بلاده التي طرد منها إلا في مواطن الشتات التي تحتوي على أقليات شيعية، فقد ذاق المواطنون الفلسطينيون على أيديهم أصنافا من القتل والحرق والتشريد تكاد تكون أشد وأبشع مما لاقاه على أيدي الصهاينة في فلسطين المحتلة ,
تعد أهم الأقطار العربية التي لجأ إليها الشعب الفلسطيني هي لبنان وسوريا و والعراق وغيرها ،
كيف سادت العلاقة بين الشيعة وبين اللاجئين الفلسطينيين في تلك البلدان ؟

الشيعة واللاجئون الفلسطينيون بلبنان

تعد مجازر صبرا وشاتيلا وصمة عار في جبين الإنسانية ولعنة مقيتة تلاحق مرتكبيها ضد شعب أعزل فر من لظى الصهاينة إلى جحيم الحاقدين من البشر ولنستذكر بعض تفاصيل الأحداث لمجزرة مخيم صبرا وشاتيلا بلبنان وحقيقة الجرم ومن ارتكبه :
في مايو سنة 1985 صرح " نبيه بري" غلام إيران ورئيس حركة أمل في العديد من الوسائل الإعلامية اللبنانية
أن إعادة سيطرة الفلسطينيين على المخيمات المحيطة ببيروت، أيّا كان اللون الفلسطيني الغالب، يعني فصل الضاحية (إحدى معاقل الشيعة) عن بيروت مرة أخرى، وبالتالي التمهيد لإعادة التوازنات في عاصمة لبنان لغير مصلحة حركة أمل !!
وقد تولى "نبيه بري" قيادة الحركة التي أسسها رجل الدين الشيعي موسى الصدر بعيد اختفائه على يد القذافي بليبيا,
لقد كانت كل الظروف آنذاك تهيئ لعدوان شيعي على المخيمات الفلسطينية والتقلبات الأمنية التي شهدتها لبنان بتلك الفترة أتاحت فرصة مواتية للانقضاض على تلك المخيمات والإجهاز على كل من يقطن بها ,
تبدأ حكاية العدوان الشيعي على المخيمات بقصة مفبركة مفادها أن شاباً فلسطينياً يحمل مسدساً تبادل إطلاق النار مع عناصر من حركة أمل، الذين كانوا يشكلون دورية مسلحة. وانطلقت في ليلة العشرين من مايو /1985 شرارة العدوان،حيث اقتحمت ميليشيات أمل مخيمي صبرا وشاتيلا،
وقامت باعتقال جميع العاملين في مستشفى غزة، بالمخيم وساقوهم مرفوعي الأيدي إلى مكتب أمل في أرض جلول، كما منعت القوات الشيعية الهلال والصليب الأحمر وسيارات الأجهزة الطبية من دخول المخيمات وقطعت إمدادات المياه والكهرباء عن المستشفيات الفلسطينية. وفي فجر ذلك اليوم، بدأ مخيم صبرا يتعرض للقصف المركز من قبل عناصر أمل بمدافع الهاون،
والأسلحة المباشرة من عيار 106ملم , وفي صباح اليوم نفسه تعرض مخيم برج البراجنة لقصف عنيف بقذائف الهاون وانطلقت حرب أمل المسعورة تحصد الرجال والنساء والأطفال،و أحرقوا دار العجزة الذي يقطنه المسنون الفلسطينيون ,يذكر أن حركة أمل استعانت باللواء السادس في الجيش اللبناني المكونة من أفراد من الشيعة وفي صباح اليوم التالي أي 21/ 5/ 1985م، وجه اللواء السادس نداءات بواسطة مكبرات الصوت إلى سكان المخيمات تطالبهم بإخلائها تجنباً للقصف، وسارعت العائلات على الفور بالنزوح من منازلها، ولم تدم هذه الهدنة طويلاً، إذ سرعان ما عاد قصف أمل للمخيمات، وتوقف نقل الجرحى، الذين ظلوا ينزفون حتى الموت، حتى إن بعض التقارير قالت إن طفلاً من المصابين يموت كل خمس دقائق,
ولم تكن أمل الشيعية وحدها في عدوانها على المخيمات إذ سرعان ما انضمت ألوية أخرى ,
من الجيش اللبناني الماروني ومن جيش النظام السوري النصيري إلى المعركة يجمعهم بعض أهل السنة واستمر حصار أمل لمخيمات صبرا وشاتيلا قرابة الشهر، لم يرَ فيه اللاجئون أشعة الشمس حيث خرجوا من الملاجئ بعد شهر تزكم أنوفهم رائحة الجثث المتعفنة، وليشاهدوا منازلهم المتهدمة، وكانت حصيلة العدوان كما يلي:
3100 بين قتيل وجريح وأكثر من 15 ألف مهجر، وحوالي 90% من المنازل تهدمت كليا أو جزئياً. لقد بلغت المذابح التي ارتكبتها عناصر أمل الشيعية بحق اللاجئين الفلسطينيين مبلغاً جعل مراسل صحيفة صنداي تايمز يقول:"إنه من الاستحالة نقل أخبار المجازر بدقة،
لأن حركة أمل تمنع المصورين من دخول المخيمات، وبعضهم تلقى التهديد بالموت طعناً بالسكين , وقال المراسل أيضاً : "إنه في العادة يجري نشر أخبار المجازر بشكل واسع في الصحافة الدولية، ولكن الخوف والتهديدات وصلت إلى حد أن المصادر أصبحت تفتقر إلى أخبار تلك المجازر" ،
وقد جرى سحب العديد من المراسلين خوفاً عليهم من الاختطاف والقتل، ومن تبقى منهم في لبنان كانوا يجدون صعوبة وخطورة في العمل وذكرت صحيفة " ريبوبليكا" الإيطالية أن معاقاً فلسطينياً لا يستطيع السير، رفع يديه مستغيثا في شاتيلا أمام عناصر أمل طالباً الرحمة، وكان الرد عليه قتله بالمسدسات ,
ونقلت محطة ""BBC التلفزيونية البريطانية خبر اختفاء 1500 فلسطيني في مراكز الاستجواب التابعة لأمل، وأعربت عن اعتقادها بأن عدداً من الفلسطينيين ربما قتلوا في المستشفيات في منطقة بيروت الغربية, وقالت إنه عثر في أحد المستشفيات على مجموعة من الجثث الفلسطينية ذبح أصحابها من الأعناق ,

يقول الصحفي البريطاني المشهور روبرت فسك :
"قبل سنوات دخلتُ إلى مكان فيه من الرعب ما جعلني - لليلة الأولى والوحيدة فيه أعاني كوابيس مروّعة في حياتي. لقد دخلت إلى مخيم صبرا وشاتيلا الفلسطيني في بيروت، بينما كان سفاحي ميليشيات حركة أمل اللبنانية ما زالوا يقومون بإتمام مهمتهم في الذبح والاغتصاب,
كانت هناك أجساد يغطيها الذباب، نساءٌ مبقورات، أطفال اخترق الرصاص رؤوسهم. ولاجتياز شارع واحد، كان عليَّ أن أعبر فوق كومة من الأجساد، كانت أذرعهم و أمعاؤهم ورؤوسهم تضغط حول ساقي، ولم يكن هناك ما يتحرك سوى الذباب وعقارب الساعة حول المعاصم الميتة , في الجانب الآخر من الكومة، كان هناك قبر جماعي، وعندما اختبأت عن رجال الميليشيات وجدت نفسي أجثم إلى جانب صبية ، كان دمها ما زال ينزف ,توقفت عن عد الأجساد عندما وصلت إلى رقم 100. يقولون أن 600 قد قتلوا، مع أن هناك، قبراً جماعياً بالقرب من ملعب بيروت للجولف، يضم ربما 1400 فلسطيني وأنا على يقين أن الحقيقة أكثر دموية بكثير من ذلك" .


الشيعة واللاجئون الفلسطينيون بالعراق

بعد احتلال العراق من قبل الأمريكان والوصول إلى السلطة من قبل الأحزاب الطائفية المرتبطة بإيران والتي حملتها الدبابات الأمريكية إلى سدة الحكم.. بدأ الشيعة بحملة منظمة إعلامياً وسياسياً، وصلت لحد الإهانة والإذلال والقتل للفلسطينيين بدعوى أنهم إرهابيون ؟؟!! وتشريد كثير من الناس عن مساكنهم، بتهمة " فلسطيني "، وتحت ذريعة أن الحكومة السابقة كانت تسكنهم في بيوت وتدفع إيجار رمزي لأصحابها قهراً مما ولد حقدا من هؤلاء على الفلسطينيين – غير أن حقيقة هذه المساكن أنها غير صالحة لسكن الحيوانات – على حد وصف بعض المسئولين العراقيين,
وتعاملت شيعة العراق مع الفلسطينيين بحقد عجيب، حتى صرح العديد من القيادات الشيعية بأن الفلسطينيين في العراق هم سبب أزمة السكن!! وتارة بأنهم سبب الخراب والدمار، وسبب الاضطراب وتردي الوضع الأمني والاقتصادي, ولعب الإعلام العراقي الطائفي دور فاعل في تأليب الرأي العام في الشارع العراقي وخاصة في أوساط الشيعة، حتى وصل الحال بالبعض من الفلسطينيين بأن لا يتجرأ على القول بأنه فلسطيني عندما ينتقل من مكان إلى مكان، لأن سيف القتل والتنكيل استل ضدهم وفق الهوية ,ناهيك عن الاختطافات والحرق للبعض منهم عندما يمر بنقطة تفتيش، حيث وصل بهم الحال إلى التمني بأن تكون هذه السيطرة من قوات الاحتلال الأمريكي لتفهمهم الحال، أفضل من تلك الميلشيات الطائفية على حد قول أحد اللاجئين الفلسطينيين بالعراق ,
بينما ضل الفلسطينيون في العراق هم الحلقة الأضعف في مكونات الشعب العراقي، فلا ميليشيات تحميهم، ولا قوى سياسية تنادي باسمهم، ولا حضور على الأرض، مع غياب شبه كامل لممثليهم دولياً، الأمر الذي سهل مخطط ذبحهم والاستفراد بهم دون أن ينتصر أحد لدمائهم؛ فثمة حاقدون من رجال الميليشيات العراقية الطائفية نفذت مجازر شبيهة بـ"صبرا وشاتيلا" في منطقتي "الحرية والبلديات" في بغداد، وأشارت العديد من أصابع الاتهام ,إلى مسؤولية "جيش المهدي" الذي يترأسه "مقتدى الصدر" عن تلك الجرائم والمجازر، فتم تشكيل وفد فلسطيني للقاء "مقتدى الصدر" زعيم التيار الصدري لمناشدته إطلاق الأوامر لأتباعه بالكف عن تقتيل المواطنين الفلسطينيين بالعراق، حينها طالبهم الصدر بالتوقيع على بيان يدينون فيه الرئيس السابق "صدام حسين" والتبرؤ من نظام البعث، وهي التهمة التي أذاقتهم الويلات على أيدي المليشيات الشيعية واستطاعوا عبر إلصاقها بهم صب حمم الحقد والكراهية الطائفية والتعامل البغيض مع اللاجئين الفلسطينيين بالعراق,
ولم يكن يجمع هؤلاء الفلسطينيين بنظام الرئيس صدام حسين، إلا أن كان قُدِّر لهم اللجوء إلى موطن أواهم ذاك النظام حين عزفت بقية البلدان العربية عن استقبالهم,
الجدير بالذكر أن العديد من أعضاء الوفد الفلسطيني الذين التقى بزعيم مليشيات جيش المهدي "مقتدى الصدر" تم اختطافهم فيما بعد وتعذيبهم وتصفيتهم ومن ضمنهم الشيخ المسن"توفيق عبد الخالق" الذي ترأس الوفد عند زيارة الصدر والذي تم تقطيع أطرافة وقتلة والتنكيل بجثته ,
وفي بيان لمنظمة "فلسطينيون بلا حدود" تعليقا على تلك المجازر قالت إنه من العار على العالم الذي يتغنى بالديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان أن يحدث ما يحدث اليوم بحق الفلسطينيين في العراق على مسمع ومرأى منه.

اللاجئون الفلسطينيون والنظام الشيعي بسوريا

حين عبرت رياح الانتفاضة العربية إلى سوريا, وبين معطيات ومشاهد التنكيل الذي لاقاه الشعب السوري على يد النظام السوري ودخول الثورة السورية إلى نفق الصراع المسلح, لم يعمل النظام السوري الشيعي والموالي لإيران على تحييد اللاجئين الفلسطينيين بسوريا, بدءا من دعوته قيادات حركات المقاومة الفلسطينية المقيمة بسوريا، إلى إعلان بيان تتبنى فيه وقوفها إلى جانب النظام السوري، ومرورا إلى طلب الرئيس "بشار الأسد" من هذه الفصائل المقاومة مساعدته في قمع الانتفاضة السورية من أجل إقحام هذه الفصائل وجعلها طرفا في الصراع مما يسهل القضاء عليها في خضم الاقتتال والانفلات الأمني بسوريا,
ويعد تنكيل النظام السوري باللاجئين الفلسطينيين ليس جديدا فالتاريخ المعاصر حدثنا بالكثير منها ولنعد بالتاريخ قليلا إلى الوراء,
أحد القادة الفلسطينيين وهو "ممدوح نوفل" قائد الثورة الفلسطينية في لبنان، والذي قال في مذكراته : إن ما ارتكبه نظام حافظ الأسد من مجازر بحق الفلسطينيين بدعم ومساندة من حركة «أمل» في برج البراجنة وتل الزعتر وغيرهما من مواقع وأماكن وجود الفلسطينيين بلبنان، والتي سميت لاحقا بحرب المخيمات، كانت أسوأ وأفظع من تلك المجازر الإسرائيلية التي ارتكبها أريل شارون ضد الشعب الفلسطيني,
ويتحدث عن مخيم تل الزعتر بالقول :
في العام 1976م تم قطع الكهرباء والماء عن المخيم و اغتصاب النساء وقتل الأطفال وإعدام الرجال ، وكانت الحصيلة النهائية ارتقاء آلاف الشهداء من سكان المخيم وتدمير المخيم بشكل كامل، مشاهد مروعة ومجزرة بشعة لن ينساها التاريخ لجيش الأسد الوحشي الذي اعتاد على سفك الدماء وقتل الأبرياء بدون وجه حق,
اللواء "توفيق الطيراوي" مدير المخابرات الفلسطينية العامة سابقا, عضو اللجنة المركزية لحركة فتح تحدث في مذكراته, عن عذاباته في سجون البعث السوري حين اختطفته المخابرات السورية من لبنان وتم اعتقاله وتعذيبه لمدة عشر سنوات على أيدي النظام الأسدي، يحكي للتاريخ قصصا تنبئ في طياتها عن مدى الحقد الشيعي النصيري ضد الشعب الفلسطيني حين تم اعتقاله في سجن فرع فلسطين بدمشق، ومن شدة التعذيب أصيب بالشلل النصفي وفقدان للبصر، جراء التنكيل الوحشي الذي لاقاه في زنازين النظام الطائفي السوري و هو يذكر عن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أنه قال : " إن شارون العرب (أي حافظ الأسد) قد حاصرنا من البر، وشارون اليهود قد حاصرنا من البحر"
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في (29/9/1976م) تصريح "لشمعون بيريز" وزير دفاع العدو الصهيوني السابق أن هـدف إسرائيل هو نفس هدف دمشـق بالنسبة للمسألة اللبنانية، وقال أيضاً: ( يجب أن نمنع وقوع لبنان تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية )
ونشـرت مجلـة المجتمـع في العـدد (172) في (28/5/1983) تقـول: قال ( جوناتان راندال) في كتابه مأساة لبنان: ( وطوال سـنة (1976م) كانت السفن السورية والإسرائيلية تقوم بدوريات في قطاعات مختلفة من الساحل اللبناني , لمنع تزويد الفلسطينيين بأية إمدادات، وقدمت الدولتان (سوريا وإسرائيل) أسلحة وذخيرة للميليشيات المسيحية.
ويقول القيادي في حركة "فتح صلاح" خلف (أبو إياد) في حديث تلفزيوني، أرسل"ياسر عرفات" اثنتي عشرة رسالة إلى حافظ الأسد يطالبه بفك الحصار المفروض علينا في بيروت، وعندما لم يتلق جوابـاً أرسل مبعوثاً خاصاً، وبعد أن سلم رسالة عرفات، وعرض عليه سوء الأوضاع, وصلف العدو أجاب حافظ الأسـد: (أنـا أريد أن تهلكوا جميعاً لأنكم أوباش).
يقول "صلاح خلف" : "عندئذ أدركنا تآمر نظام الأسد علينا وعلى القضية الفلسطينية ، وأن له أوثق العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة" .
تلك هي جرائم حافظ الأسد بحق الفلسطينيين، وسار الابن على نهج أبيه، وكما يقال الولد سر أبيه, ولا تلد الحية إلا أفعى, فمنذ بداية الاضطرابات الأمنية بسوريا صب النظام الشيعي الطائفي لبشار الأسد جام غضبه وحقده على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسوريا، كمخيم اليرموك بدمشق, والحسينية ومخيم سبينه بجنوب دمشق للاجئين الفلسطينيين, حين تم دكها وقصفها بالمروحيات والصورايخ وتدمير المخيمات على رؤوس ساكنيها والتي راح ضحيتها المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، وتلك المخيمات لا زالت تقصف حتى الآن.
"إن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس بكبد السماء في رابعة النهار أن تلك الشعارات الزائفة والتي تتستر بها الشيعة لنصرة قضايا الأمة ما هي إلا مفتاح لصناعة عدو وهمي لخداع الأمة من أجل تمرير مشروع كشف عن وجهه الدموي في العديد من الأقطار العربية والإسلامية وسيستمر مسلسل الخداع والتستر حتى تتهاوى العديد من الدول العربية والإسلامية ما لم تكن هناك آليه جادة توقف تلك الغطرسات والأحقاد الطائفية عند حدها وكما قيل دائما "الشقي من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره" ولا أحسب أن كل الأمة الإسلامية أشقياء" !!!!!


المراجع
[بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي
[منتهى االأمال لعباس القمي ]
[تفسير الصافي للفيض الكاشاني الصادر عن مؤسسة الاعلمي للمطبوعات]
[كامل الزيارات أبن قولوية ]
[كتاب تدمر شاهد ومشهود /مذكره للكاتب محمد سليم الحماد لا جئ فلسطيني بسوريا]
[وجاء دور المجوس / د/ عبدالله محمد الغريب]
[المسجد الاقصى أين؟؟ /جعفر بن مرتضى العاملي]
[الشيعة والمسجد الاقصى د/طارق بن عبدالله حجازي]
[فلسطينيوا العراق /فيلم وثائقي]
الأرشيف الصحفي / لصحيفة الشرق الأوسط ,موقع حركة فتح الإخباري , قناة BBC على اليوتيوب

أحمد بن عبدالرحمن النعمي
كاتب صحفي يمني ""
[email protected]






  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "