العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-12, 08:56 PM   رقم المشاركة : 1
نبيل العوذلي
عضو






نبيل العوذلي غير متصل

نبيل العوذلي is on a distinguished road


القاعدة في السعودية واليمن !!! من الجهاد الى العناد؟


القاعدة في السعودية واليمن !!!من الجهاد الى العناد؟

http://www.sahatksa.com/forum/showthread.php?t=83031
بسم الله الرحمن الرحيم

القاعدة في السعودية واليمن !!!من الجهاد الى العناد؟
المقدمة
دخل تنظيم القاعدة الى عاصمة محافظة أبين في جنوب اليمن قبل عدة أشهر تحت مسمى –انصار الشريعة-واخذوا الودائع المالية المودوعة للبنوك والمتمثلة بميزانية المحافظة والمجلس المحلي والمرافق الوظيفيه كالتربية والاشغال والصحة والبلدية .....الخ ,كما اخذوا السيارات التي بحوزة بعض المؤسسات الحكومية والاليات التابعة لمصلحة الطرقات وغيرها وثبت انهم قد باعوا احد المولدات الكهربائية لقبيلة بني حارث الماربية اسوة ببعض الاليات والسيارات وغضوا الطرف عن سرقة بعض المواطنين اجهزة الكمبيوتر من بعض مرافق محافظة ابين الحكومية ولم يوقفوا عملية الاحراقات لبعض الوثائق ---وهذا ثابت متفق عليه
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ...هل كان يعتبر انصار الشريعة ان عاصمة زنجبار هي دار كفر بحيث تم استحلال أخذ الاموال والتصرف بتلك الممتلكات؟
لن يقول لك انصار الشريعة—نعم—لكن ممارساتهم تدل على انهم تصرفوا وفق ذات العقيدة التي اعتبروا على اساسها ان مدينة زنجبار هي دار كفر بحيث استحلوا الاموال والممتلكات كغنائم حرب
لايستطيع ان يخرج انصار الشريعة من هذا المطب الا ان يقولوا ---لالالا—نحن لم نأخذ اموال الناس الذين لانكفرهم أبدا بل أخذنا اموال الدولة!!
وبغض النظر عن دفع هذه الحجة الواهية بالقول لهم ان الاموال والممتلكات هي ملك ابناء محافظة ابين كمخصص من ميزانيتهم للمحافظة والمديريات والمرافق التي يعملون فيها كموظفين وطالما انها في بنوك محافظة ابين وليست في بنوك الرئيس اليمني او نجله فهم من ينتفع بها كمرتبات وميزانيات لمشاريع او خدمات مجتمعية وسنوافقهم على انها فعلا ملك الدولة بدليل ان الدولة قد احضرت بدلا عنها للموظفين والنازحين فيما بعد ولكن يظل السؤال هل كان تصرفهم كفيلا باقناع الناس على انهم قد يكونوا البديل السليم لامامتهم ومسك زمام الاموروقيادة المحافظة وبالتالي حسب طموحهم اليمن بدلا عن المؤتمر الشعبي العام او اللقاء المشترك او الحراك الجنوبي؟
هل ماظهروا به في زنجبار كنموذج يريدون من خلاله اقناعنا على انهم البديل المناسب لكل اولئك الارباب الحزبية والسياسية والقبلية كطواغيت هو فعلا يمكن الاقتناع به؟
لنناقش الامر مع عقلاء تنظيم القاعدة في اليمن وليعرفوا اولا اننا كنا اصلا على ذات الايدلوجية وليس لدينا نوايا سلبية ضد مشروع دولة اسلامية يكون فيها الحاكمية لله بجعل كلمة الله تعالى هي العليا ويكون الدين كله لله..ولكن لنناقش الامر سويا
اننا لسنا ضدهم ابتداء
لسنا ضد صدقهم وحبهم للاسلام
لسنا ضد تفانيهم وتضحيتهم لنيل الشهادة في سبيل الله تعالى
لسنا ضد الجهاد في سبيل الله تعالى الذي هو اعظم مقام تعبدي ينال به العبد درجة يغبنه عليها الكثير عظماء الصالحين يوم القيامة وهي درجة الشهادة في سبيل الله
بل نحن اليوم امام نقاش محوره هل هذه الحالة التي انتم فيها ايها الصادقين المجاهدين هي حالة جهاد أم حالة عناد؟

الوصول الى استنباط مفهوم العناد
المفهوم المجمل للعناد عند اهل الشرع هو الجحود
قال تعالى: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [النمل:14].
جاء في تفسير ابن كثير
( وجحدوا بها ) أي : في ظاهر أمرهم ، ( واستيقنتها أنفسهم ) أي : علموا في أنفسهم أنها حق من عند الله ، ولكن جحدوها وعاندوها وكابروها ، ( ظلما وعلوا ) أي : ظلما من أنفسهم ، سجية ملعونة ، ( وعلوا ) أي : استكبارا عن اتباع الحق;
وهو الاصرار على رأي معين بالرغم من ظهور ما ينقضه من ادلة نقلية وعقلية
ولكن هذا ليس موجود في جماعة القاعدة –حاشا لله-بل الذي هم عليه هو اسوة ببعض الجماعات الدينية كما وقع عندي في تعريف العناد على انه
تعريف العناد
الاصرار على مذهب وطريقة وسياسة في عبادة الله تعالى بدليل نقلي وعقلي قد تتحول الى عادة تستلزم الضرورة التوقف عنها لمذهب وطريقة وسياسة بديلة عن تلك السابقة ولو مؤقتا لدليل اخر كذلك لايستلزم ان يكون على درجة قوة الدليل السابق
هذا التعريف اجده ان شاء الله متناسبا مع واقعنا الاسلامي ,فكل الجماعات الاسلامية اليوم تتعبد الله تعالى بدليل ولكننا قد نجد اصرار بعضها على ان طريقتها هي الموافقة لمراد الله تعالى الشرعي والكوني الامثل ,بينما قد ترى انه غير متوفر لدى الجماعات الاخرى
اذا نحن نعترف ان القاعدة مجملا في العالم واليمن على نحو مفصل تعمل بدليل وليس بهوى ولا بعجب بالنفس..وهذا الاعتراف يطال ايضا بقية الجماعات الاسلامية الاخرى لنكون اكثر دقة وانصافا
فجوهر النزاع اننا امام نوع من الفقه لايتعامل معه القاعدة بل وبعض الجماعات الاسلامية الاخرى وهو ترجيح العمل بمذهب وطريقة وسياسة ما عن اخرى للضرورة الظاهرة وبدليل فلاعبادة الا بدليل هذا التقديم قد يكون مؤقتا بفعل وجود أو ظهور ضرورة تقتضي هذا التحول وليس النفي كما قد يتوهم
وقد قلنا مذهب وطريقة وسياسة لانها كشرعة ومنهاج للمشايخ والعلماء وايضا الامراء واتباعهم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد التاسع عشر

-فالمذاهب والطرائق والسياسات للعلماء والمشايخ والأمراء إذا قصدوا بها وجه الله تعالى دون الأهواء؛ ليكونوا مستمسكين بالملة والدين الجامع الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له، واتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم من الكتاب والسنة بحسب الإمكان بعد الاجتهاد التام هي لهم من بعض الوجوه بمنزلة الشِّرَع والمناهج للأنبياء، وهم مثابون على ابتغائهم وجه الله وعبادته وحده لا شريك له، وهو الدين الأصلى الجامع، كما يثاب الأنبياء على عبادتهم الله وحده لا شريك له، ويثابون على طاعة الله ورسوله فيما تمسكوا به لا من شرعة رسوله ومنهاجه، كما يثاب كل نبي على طاعة الله في شرعه ومنهاجه.
ويتنوع شرعهم ومناهجهم، مثل أن يبلغ أحدهم الأحاديث بألفاظ غير الألفاظ التي بلغت الآخر، وتفسر له بعض آيات القرآن بتفسير يخالف لفظه لفظ التفسير الآخر، ويتصرف في الجمع بين النصوص واستخراج الأحكام منها بنوع من الترتيب والتوفيق، ليس هو النوع الذي سلكه غيره، وكذلك في عباداته وتوجهاته، وقد يتمسك هذا بآية أو حديث وهذا بحديث أو آية أخرى.-انتهى-
اذا نحن امام مذهب وطريقة وسياسة لكل جماعة اسلامية يقصدون بها التعبد لله تعالى بحسب الامكان بعد الاجتهاد التام كما يبين شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الكلام السابق

وهنا نسأل
هل يجري على هذه المذاهب والطرائق والسياسات للعلماء والمشايخ والامراء ماجرى على شرع ومناهج الانبياء من التحريف والتبديل والغلو والنسخ والمحو بقدر الله تعالى الكوني والشرعي في الخلق والامر؟
هل تكون الضرورة مرجحة لنوع من الادلة النقلية والعقلية لذلك التغيير عن اخرى لاتكون بنفس درجة القوة؟
هل يصبح العمل بأدلة قوية مخالفة للضرورة الموجودة او الظاهرة اثما او حراما؟
ما هي الضرورة وهل تناولها الفقه الاسلامي؟
في الحقيقة ان فقه العلماء والمشايخ والائمة يرتكز على الاجتهاد وليس على العصمة كما يروج له الرافضة فهو قابل للتحريف او الغلو فيه او الخطأ ولكن هناك اصول ثابتة يجتمعون عليها ليست قابلة للتحول او النسخ
يقول شيخالاسلام ابن تيمية رحمه الله—المجلد التاسع عشر

---- فالأصول الثابتة بالكتابوالسنة والإجماع هي بمنزلة الدين المشترك بين الأنبياء،ليس لأحدخروج عنها، ومن دخل فيها كان من أهل الإسلام المحض، وهم أهل السنةوالجماعة، وما تنوعوا فيه من الأعمال والأقوال المشروعة فهو بمنزلة ماتنوعت فيهالأنبياء،---انتهى
اذا هناك اصول ثابتة وهناك متغيرات لهم كالشرع والمناهج للانبياء قد ينسخ جزء منها بدليل اخر يجده عالما اخرا او قياس او ضرورة وقتية-محل موضوعنا-
ولذلك فما جرى على الشرع والمناهج للانبياء من تحريف او تبديل او نسخ كذلك يجري على شرع ومناهج العلماء وهو محور الفقه والاجتهاد والتجديد
جاء في الحديث المتفق عليه
---إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يُصلح لهذه الأمة

وجاء في كلام فتوى اللجنة الدائمة مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الحادي والعشرون (العقيدة).


معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "يجدد لها دينها" أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده وأتم عليهم نعمته ورضيه لهم ديناً، بعث إليهم علماء أو عالماً بصيراً بالإسلام، وداعيةً رشيداً يبصر الناس بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة، ويجنبهم البدع ويحذرهم محدثات الأمور ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فسمى ذلك: تجديداً بالنسبة للأمة، بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة، أما الإسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].-انتهى-

تعريف الضرورة الشرعية
قال الله تعالى: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) [الأنعام:119].
وقال تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة:173].
وقال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) [التغابن:16].
الضرورة هي فقه الخيارات او فن التعامل مع الخيارات مجملا , اما مفصلا فيما يتعلق بموضوعنا المقيد بالعناد من قبل بعض الجماعات اسلامية كتنظيم القاعدة فهو كما اراه ما يلي
أنها حكمة تجريد اخلاص العبادة من تكرارها كعادة
كذلك يمكن القول انها ايضا حكمة تجريد اقوال وافعال العباد من المكابرة و العناد
ولنضرب مثلا خل انك في مكان انعدم فيه الماء ولم يكن امامك سوى خمر مسكر حرام لابد من الشرب منه كي تحافظ على استمرار حياتك..واصريت على عدم تناول الخمر لانه حرام حتى شارفت على الموت ....فماذا نسميك؟
نسميك حينها معاندا
مثالا اخرا
خل انك تحسن عبادة القتال في سبيل الله وتحتمل مكارهه ولاتطيق عبادة الدعوة وطلب العلم والصلح بين الناس وتمت هدنة بين المسلمين والمحاربين من الكفار لعشر سنوات مما يستلزم عليك خلالها التوقف عن ممارسة الحرب والقتال والانكفاف على العبادة والدعوة والمرابطة ولكنك لم تطيق الصبر على هذه العبادات لانك اعتدت على الحرب والالم ومكارهه فسعيت لخرق الهدنة ونقضها على حساب الوفاء بالعهد بها فماذا نسميك حينها؟
ايضا معاندا
مما تقدم يتضح لنا هناك تخالف بين الضرورة والعناد
وهو ما يتضح من تفسير قوله تعالى
وقال تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة:173
ومما جاء في تفسير –غير باغ—اي غير مستحل استحلالا قلبيا.فالامر متعلق بالنية التي محلها القلب ومحورها الاخلاص
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) متفق عليه.
ومما يلي يتيبن ان حكمة الضرورة كحقيقة شرعية يوجدها الله تعالى بمشيئته الكونية –اي القدرية-هي كما يلي
الامر الاول
ان الانسان وبفعل تكراره قول او فعل معين قد يتحول سلوكه ذلك الى عادة يؤديها لاتثمر فيه الاثر المطلوب وعليه حالا وأجرا عند الله تعالى ولايستطيع ان يفارقها فيصر عليها عنادا ليس لان لها تطابق بين الظاهر الذي يقوم به بجوارحه مع ثمرتها وباطنه ولكن لانه قد اعتاد عليها دائما..فتصبح ممارسته لها جزء من شخصيته بعيدة عن الاخلاص فيها لله تعالى..فيكون هنا لابد من حكمة كونية يقضي بها الله تعالى وجودا كواقع في الخلق والامر تكشف عن جوهر ما يمارسه العبد من اشياء لفترة وهل هي عبادة ام قد صارت عنده عادة؟
الامر الثاني
ان تكرار العبد لسلوك معين فترة طويلة تكسبه قوة وتميز بين اقرانه وممن حوله كجزء مكمل لقوة شخصيته بين الناس بفعل ممارسته ذلك السلوك في اقواله وافعاله لايريد ان يفارقه لصالح طارىء اضطراري ظهر يجب التعاطي معه فيصر على سلوكه السابق عنادا لانه يجعله مميزا وقويا ويشعر ان انتقاله الى سلوك جديد سيحتاج فيه الى وقت طويل للتميز فيه والتفوق على اقران هم قد سبقوه لذات السلوك الذي يراه جديدا عليه
كمثال نجد ان طلبة العلم والدعوة في سبيل الله بسبب اشتغالهم في هذه العبادة فترة طويلة قد اكسبتهم تميزا وقوة ومكانة بين الناس في مجتمعهم ولكن ما ان يظهر واقع كوني جديد يقتضي تحولهم الى عبادة اخرى مثل ان يغزو بلاد المسلمين عدو يستوجب دفعه مدافعة الصائل ولابد ان يتحولوا الى مقاتلين وهناك ممن قد سبقهم الى هذه العبادة وتميز فيها وصارت له مكانة مجتمعية قد نجد ان بعضهم قد يصر على ان الدعوة وطلب العلم هي الحل لذات الطارىء القدري ليس الا لانه يشعر بأنه سيصبح صغيرا او تلميذا يدرس علم القتال ولن يتمكن من اللحاق بمن سبقوه في هذه العبادة والعكس ايضا يصلح كمثال ايضا
امثلة على تعامل الانبياء والصالحين مع الضرورة
اولا مسألة الحاكمية والمعاونة للكافر من نصيحة او مشاركته في عمل ما
يقول تعالى
(((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَالدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون)))
يجعل كثير من المجاهدين حفظهم الله هذه الاية سببا في الاحتجاج بأن الحاكمية لله تعالى وحده وفق تصورهم لها وليس وفق تصور قائلها نبي الله تعالىيوسف عليه السلام وذلك بحسب الضرورة التي كانت واقعة مع يوسف عليه السلام, ويكفرون كثير من الحكام وربما الناس بناءا على تصورهم لدلالة هذه الاية الظاهر بيانها افراد الحاكمية لله تعالى من الارباب والمسميات كالقوانين والاحكام الوضعية الذي نتفق معهم جملة وتفصيلا على وذلك ولكن فقط في حالة عدم وجود الضرورة الظاهرة والسائدة والغالبة في المجتمع....
هذه الضرورة الظاهرة والسائدة والغالب سياديتها هي التي جعلت قائل هذه الاقرارية بأن يقبل العمل في ظل حكومة كافرة في مصر
ويعطي مفهوما للحاكمية وللعمل في ظل انظمة لاتجرد الحاكمية لله تعالى غير الذي يصر عليه اخواننا المجاهدين الابطال نتيجة عدم احاطتهم بهذه الادلة
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج (5/110-122)
--وكذلك الكفار من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم أنه رسول الله؛ فآمن به، وآمن بما أنزل عليه، واتقى الله ما استطاع -كما فعل النجاشي وغيره- ولم يمكنه الهجرة إلى دار الإسلام، ولا التزام جميع شرائع الإسلام؛ لكونه ممنوعاً من الهجرة، وممنوعاً من إظهار دينه، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام= فهذا مؤمن من أهل الجنة.
كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون، وكما كانت إمرأة فرعون، بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر. فإنهم كانوا كفارا ولم يكن يمكنه أن يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الإسلام؛ فإنه دعاهم إلى التوحيد والإيمان فلم يجيبوه. قال تعالى عن مؤمن آل فرعون: ((ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً)) [غافر: 34].
وكذلك النجاشي.. هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام؛ بل إنما دخل معه نفر منهم. ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه؛ فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة؛ خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفا، وصلى عليه، وأخبرهم بموته يوم مات، وقال: ( إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات ).

ولكننا نجد في بعض المجاهدين شطط حتى على الذين يعملون مع الحكام الذين يكفرونهم مع اتفاقنا ان ما تحدث عنه اخواننا المجاهدين من اقرارهم ان سوء بعض الحكام وجرمهم بل وكفرهم وعنادهم قد يكون اسوأ من جرم وكفر وعناد اليهود قد ظهر اليوم عيانا كحقيقة واضحة في تعامل هؤلاء الطغاة مع شعوبهم صدق كلام المجاهدين فيهم كالقذافي وكتائبه ونظام الاسد العلوي ونحوه من الطواغيت المجرمين لكن ذلك لايعني ان كل من عمل معهم صار كافرا معاونا للطاغوت بمجرد شغله معهم واعتباره مشاركا لهم دون مراعاة الضرورة الحاصلة مع هذا الشخص
قال شيخ الاسلام رحمه الله ايضا في نفس المرجع السابق
--(وكثيراً ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً بل وإماماً وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكن ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها)
المعاونة مع الكافر وفق الضرورة الظاهرة انسانيا او مجتمعيا
نستنبط من قصة يوسف عليه السلام فقها عظيما في التعامل مع حقيقة الضرورة السائدة والغالبة وايضا التي تظهر ويكون لها اثرا سلبيا على المجتمع ككل مما يقتضي الصدق في النصيحة والتعاون مع الكافر للخروج من تلك الازمة والشدة المحيقة بالكل دون استثناء وهذا ما لايعمل به القاعدة الا من رحم الله منهم مثلما وجدناهم على سبيل المثال في الصومال كونهم يحملون نفس الايدلوجية المنهجية سواء اكانوا في الصومال ام في اليمن ومع ظهور المجاعة والاوبئة المحيقة بالشعب الصومالي مما يقتضي التعامل والتعاون مع الاخرين بغض النظر عن دينهم ونواياهم التي يقول شباب المجاهدين في الصومال ان الغرب يجعل افراد من استخباراته ضمن فرق اعمال اطباء بلاحدود والمنظمات الاغاثية فيمنعونها من ممارسة نشاطها مع موافقتنا لهم انهم فعلا يجعلون اعين لهم ضمن فرق عمل النشاط الاممي الطبي والانساني ولكن ذلك ليس مدعاة بحسب الشرع الموجب التعامل مع الضرورة الظاهرة في الصومال بالمجاعة وانتشار الامراض لان يوسف عليه السلام لما عرف من تفسير الرؤيا المنامية بقدوم سنين قحط قدم النصح للحاكم الكافر وتعاون معه على الخروج بشعب مصر من تلك الازمة مع انه كان ايضا شعبا يدين بدين الكفر كما في محاججته عليه السلام لصاحبيه في السجن
قال تعالى(((اني تركت ملة قوم لايؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون)))—ويقصد بها عليه السلام ملة المصريين الفرعونية المتخذة اربابا من دون الله كما في الايات اللاحقة لها, ولكنه مع ذلك نصح للحاكم الكافر وعمل في حكومته وتعاون معه على اتمام تنفيذ مهمة انقاذ شعب مصر من المجاعة ..مع ان قومه المسلمين كانوا في صحراء سيناء ثم اتى بهم عليه السلام من البدو نظرا للمجاعة الى بلاد الكفار
قال تعالى
"اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا واتوني بأهلكم أجمعين
وهو ما يبين انه اذا كان الكفار يمتلكون زمام السيطرة على مصادر الثروة والغذاء كلها او بعضها كما هو حاصل اليوم فانه يجب التعاون معهم عند الضرورة للحاجة والمصلحة النافذة العائدة على الامة ولايجوز العناد بحجة الولاء والبراء والمعاونة للكافر والاستعانة به
...وقد لايوافقنا كثير من اصحابنا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على العمل بهذه القواعد الفقهية المعتبرة للضرورة وسيحاولون ان ينقضوها بأدلة عقيدة الولاء والبراء ولانريد ان نسترسل معهم فيها ولكن لنا حجة عليهم تجعل من استدلالهم بتلك الادلة لصالحهم مجرد معاندين وليس مجاهدين احيانا
حادثة الحادي عشر من سبتمبر تكشف تعاملهم مع فقه الضرورة حينما يكون لصالحهم
لايوجد حقيقة اظهر من دليل حادثة الحادي عشر من سبتمبر لنحاججهم بها على عنادهم واصاراهم على نوع من الفقه حينما يكون لصالحهم وحينما يعمل به الاخرين سواء في فصائل العمل الاسلامي العلمي او الدعوي او حتى انظمة الحكم الاسلامية...لان هذه الحادثة تكشف بجلاء تعاملهم مع فقه الضرورة كما يلي
1-ابتعاث طلبة من التنظيم الى دولة كافرة لدراسة علم الطيران المدني من اجل تنفيذ العملية لاحقا بينما نجدهم ينكرون على الاخرين ارسال طلبة لدراسة العلوم الاخرى محتجين عليهم بأدلة تحرم ذلك جاعلين من هذه الادلة سببا في استهداف المصالح الغربية بغض النظر عن وجود مسلمين ام لا بحجة البراءة منهم طالما انهم يقيمون في بلاد الكفار استنادا الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح
--انا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين—
واذا قلت لهم لماذا ترسلون مجاهدينكم الى بلاد الكفار لدراسة الطيران ولاتجعلوهم يدرسونها في بلاد المسلمين؟
سيقولون لك انه لاتوجد هذه الامكانية لدراسة الطيران الا في بلاد الكفار ونظرا للضرورة كان لابد من ارسالهم الى تلك البلاد لدراسة الطيران لانه لايوجد في بلاد المسلمين معاهد لدراسة الطيران.وهنا يقعون في اشكالية خطيرة تجعلهم حقا معاندين وهي
انهم يعترفون بامتلاك الكفار بعض المزايا التي لايمتلكها المسلمين فيسمحون بالاستفادة منها هم واخذها نظرا للضرورة ولكن حينما يقوم بذلك جماعات اخرى او انظمة الحكم الاسلامية يعدونها من باب المعاونة والمظاهرة للكفار وعدم المخالفة والمفارقةلهم فيكفرونهم على اساس القياس بذلك الحد\يث ونصوص اخرى معروفة لدينا كما يبينها كتاب –التبيان في كفر من أعان الامريكان-ونحوه....
يتضح مما تقدم ان فقه القاعدة يدرك الضرورة ويتعامل معها ولكنه يحصر رضى الله تعالى عليهم فقط اما اذا كان هناك من يقوم بها غيرهم فقد لايجد عندهم عذرا لما يقوم به .... هل هذا جهاد أم عناد؟
لقد كان المجاهدون من اخيار تنظبم القاعدة اسبق الناس الى التحذير من شر وجرم بل وكفر بعض الحكام العرب , وصدق حدسهم اليوم بما ظهر من القذافي وكتائبه وبشار الاسد وجيشه ونحوهم ..واشاد الشهيد الشيخ اسامه بن لادن بالثورات العربية قبل موته في اخر خطاب له ولكن المجاهدين في تنظيم قاعدة جزيرة العرب يصرون على ذات المذهب وذات الطريقة وذات السياسة التي يريدون ان يتميزوا بها عن ايمان الناس واسلامهم....لماذا؟
التكمل والورع الفاسد داء مصاب به الكثير من اصحاب القاعدة الا من رحم الله تعالى
قال تعالى
(((واذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا انؤمن كما آمن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لايشعرون)))
وعلينا ان نسأل هنا على ماذا تدل كلمة الناس هنا في الاية؟
قد يقول قائل انها تدل على كل الناس مؤمنهم وكافرهم لان كلمة الناس تقتضي ذلك عكس كلمة المؤمنين او المسلمين او الصالحين ...ولكن هذا غير صحيح لانها مقيدة بالكلمة التي قبلها وهي(آمن) اي ان الله تعالى اثبت لهم الايمان مسبقا ولكن كلمة الناس هنا تدل على انه الايمان المجمل المعروف بالايمان المتفق عليه بين المسليمن او ايمان العوام السمح البسيط بعيدا عن التميز لفئة معينة منهم كما هو حاصل في قوله تعالى(((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا))) التي تمنح هنا التميز لفئة قليلة من بين كل المؤمنين...وهذا ماوجدناه حقا كما كشف المجاهد السعودي الذي خرج من سجن جوانتنامو وسعى لمعاودة الجهاد مهاجرا الى اليمن فوجد ان القوم يبحثون عن التكمل باسم التميز ولو بالعناد والاصرار..والله تعالى يصف كل من يريد ان يتيمز بايمان غير الايمان المجمل الذي عليه الناس المسلمين يفتقر كثيرا الى الحكمة التي هي نقيض السفاهة كما وصفهم الله تعالى(((الا انهم هم السفهاء)) فلايحضرك معهم ان انصت لهم سوى الاستناد الى ادلة التميز عن الطائفة المنصورة والفئة الثابتة المقاتلة التي لايضرها من خذلها واصحاب الشوكة التي لايبحثون سوى عن العسير من السبل للتعبد ويتجنبون اليسر في اتباع السبل مع ان الاصل في الاسلام رفع الحرج والاستطاعة في اتيان اوامره ونواهيه
وقال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) [التغابن:16]
ولكن كما قلنا سابقا في تعريفنا العناد انه
الاصرار على مذهب وطريقة وسياسة في عبادة الله تعالى بدليل نقلي وعقلي قد تتحول الى عادة تستلزم الضرورة التوقف عنها لمذهب وطريقة وسياسة بديلة عن تلك السابقة ولو مؤقتا لدليل اخر كذلك لايستلزم ان يكون على درجة قوة الدليل السابق
فيتكون ما يسمى بالورع الفاسد عند البعض بسبب تحول العبادة الى عادة فيغلب عليهم الوسوسة وتضخيم الظن بجرم مفارقتها والاثم العظيم بسبب ذلك بعد ان ضعف الاخلاص في قلوبهم وظهرت حالة لها اخرى شيطانية مبنية على الغلو والتنطع والتشدد
ولذلك نجدهم بسبب التكمل والورع الفاسد قد تحاشى الكثير منهم الولوج في واقع الضرورة بالثورات العربية ضد الطواغيت من حكام العرب بل ونفروا عنها واصحابها وابطالها مع انهم طالما كانوا يتمنونها بتغيير بعض انظمة الطواغيت فظهرت من خلال ثورة الشعوب بمختلف شرائحهم ومستوياتهم الايمانية التي تحتملها كلمة (((كما آمن الناس))) بعيدا عن التميز وعن التخصص الذي يتحدث عنه بعض اصحاب التنظيم حول الطائفة المنصورة والفئة المقاتلة التي لايضرها من خذلهم .لم يستفيدوا من هذا الحراك العظيم وظل الكثير خارج اطار المشاركة سوى ما ظهر من اصحابنا المجاهدين الابطال في ليبيا الاكمل علما وفقها ان شاء الله فلم يتخلفوا عن مشاركة الجماهير ثورتهم ضد الزنديق وكتائبه معمر القذافي.
قال ابن تيمية: (كثير من الناس تنفر نفسه عن أشياء لعادة ونحوها فيكون ذلك مما يقوي تحريمها واشتباهها عنده ويكون بعضهم في أوهام وظنون كاذبة فتكون تلك الظنون مبناها على الورع الفاسد فيكون صاحبه ممن قال الله تعالى فيه: إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُمن يخاف أن يكون سببا للذم والعذاب عند عدم المعارض الراجح. ويدخل في ذلك أداء الواجبات والمشتبهات التي تشبه الوا [النجم: 23]والكفار عن واجبات دين الإسلام من هذا الباب وكذلك ما ذمه الله تعالى في القرآن من ورعهم عما حرموه ولم يحرمه الله وهذه حال أهل الوسوسة في النجاسات؛ فإنهم من أهل الورع الفاسد المركب من نوع دين وضعف عقل وعلم وكذلك ورع قوم يعدون غالب أموال الناس محرمة أو مشتبهة أو كلها وآل الأمر ببعضهم إلى إحلالها لذي سلطان؛ لأنه مستحق لها وإلى أنه لا يقطع بها يد السارق ولا يحكم فيها بالأموال المغصوبة. وقد أنكر حال هؤلاء الأئمة كأحمد بن حنبل وغيره وذم المتنطعين في الورع. وقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المتنطعون قالها ثلاثا))
واخير الله تعالى اسأل لهم الهداية لانني كنت واحدا ممن غمر قلبه تلك الايدلوجية –اللهم آمين-
كتبه المجاهد باذن الله تعالى نبيل العوذلي

المصدر: شبكة الساحات السعودية - من قسم: الساحة السياسية







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "