بسم الله الرحمن الرحيم
_______
تمرّ بلدة دّماج اليمنية في هذه الأيام بظروفٍ عصيبةٍ بسبب العدوان الحوثي الرافضي الكافر
على أهلها المسلمين المستضعفين ! و هذه المنطقة تُعتبر مركزاً لطلبة العلم من أتباع
الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله.. وتتميّز هذه المدرسة عن غيرها من المدارس المنتسبة
للسلفيّة أنّها لا تتدخّل في السياسة _ كما يقولون_ و أخطر ما تتبنّاه هذه المدرسة هو القول
بعدم شرعيّة جهاد الدفع دون إمامٍ و راية !! و نحن هنا لا نتحدّث عن غزو العدوِّ في عُقرِ داره
و إنّما نتحدّث عن حكم جهاد المسلمين لمن احتلّ ديارهم و سامهم سوءَ العذاب !!
لذلك كثيراً ما كنّا نسمع كلامهم و نقرأ فتاواهم بعدم شرعيّة جهاد الدفع دونَ إمامٍ و راية!!
و لعلّ المدعوَّ عبد المحسن العبيكان يعتبر نموذجاً لهؤلاء إذ إنّه قال بعدم شرعية مقاومة
العراقيين للصليبيين بحجّة أنّهم لا راية لهم و لا إمام بل اعتبرهم قد افتأتوا على وليّ الأمر !
و معلومٌ أنّ وليّ الأمر الذي خرج عليه أهل الفلّوجة و أهل السنّة في العراق هو رافضي
مجوسي !! فليت شعري منذ متى يبايع سلفيٌّ رافضياً ؟؟؟!!
و قد كانت تضيعُ بلاد المسلمين الواحدة تلوَ الأخرى و هؤلاء لا يعنيهم أمرُ أمّتهم و يا ليت الأمرَ
وقفَ عندَ هذا الحدّ !! بل وقفوا و للأسف ضدّ كلِّ من أراد النفير لتحرير بلاده من رجس الأعداء
المحتلّين !! بدعوى عدم وجود إمامٍ و راية !!
فلا ندري أين سنجد هذا الإمام ؟؟؟ أفي السرداب مثلاً؟؟؟!!
أمّا الآن و قد دارت عليهم الدائرة و حوصر الطلبة في دمّاج و تركهم علي صالح الذي لطالما
ناصروه .. تركهم يلقون مصيرهم المجهولَ وحدهم فلم يرسل جيشه لفكّ الحصار عنهم
و نصرتهم و ردّ الجميلِ لهم.. مع قدرته على ذلك و هو الذي دكّ مدينة تعز بالأسلحة الثقيلة
و قتل و شرّد أهلها !! وكان بإمكانه توجيهُ هذا السلاح إلى الحوثيين لا إلى الناس الآمنين
في تعز !
في خضمّ هذه الأحداث بدأت تتعالى أصوات الاستغاثة لنصرة دمّاج و أهلها بل و سمعنا
بالدعوة إلى جهاد الحوثيين _ و هذا حقّ _ وبدأ أتباع هذه المدرسة في المنطقة يتساءلون
عن المسلمين ..أين أنتم أيّها المسلمون عن دمّاج ؟؟!!
المثير للعجب ... أنّكم من عشرات السنين تنظّرون لعدم مشروعية جهاد الدفع بحجّة عدم
وجود إذن الإمام و الراية ! فما الذي جرى اليوم ؟؟؟!!
كيف تدعون للجهاد ضدّ الحوثيين بدون إذن وليّ الأمر ؟؟؟
فنحن نعلم أنّ وليّ أمركم لم يأذن لكم بالجهاد و لم يناصركم !!!
لماذا حرامٌ على المسلمين دفعُ العدوِّ المحتلّ و أنتم حلالٌ عليكم ؟؟!!
(( وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ )) !!
بلادُ المسلمين المحتلّة من قبل اليهود و الصليبيين مساحُتها تعدل نصفَ قارّة
أمّا دمّاج فهي بلدةٌ صغيرة !!
بلادُ المسلمين المحتلّة من قبل اليهود و الصليبيين عددُ سكّانها قرابة الـ 100 مليون !
بينما سكّان دمّاج لا يزيدون عن 15 ألفاً !!
فأيّهما أحقُّ بالجهاد دمّاج أم هذه البلاد ؟؟؟؟!!
و نحن نعلم كم سُفك فيها من دماء و هُتكَ فيها من أعراض و شُرّد الملايين
ثمّ نمنعهم من حقّهم الشرعي بل و الفطريّ بالدفاع عن دينهم و أرضهم و أعراضهم و أموالهم !!!
(( ما لَكم كيف تحكمون )) ؟!
إنّ لله سبحانه و تعالى حكمةٌ في كلّ شيء ... و لعلّ هذه المحنة التي وقع فيها طلبة العلم
في دمّاج تجعلهم يرعوون و يعودون إلى رشدهم ... و الله الهادي إلى سواء السبيل.
الخاتمة:
______
إنّ نصرة أهل دمّاج واجبٌ شرعاً على كلّ مسلمٍ ..كلٌّ حسب استطاعته و نصرتهم أوجب على
أهل السنّة في اليمن ..فمن غير المقبول و لا المعقول أن نترك إخواننا لقمةً سائغة للروافض الحوثيين !
و لا يظنَّ أحدٌ من أهل السنّة في اليمن أنّه بمنأىً عن حقد الحوثيين الكفرة!!
فاليوم دمّاج و غداً الله أعلم أين ؟!!
أيها المسلمون في اليمن ...
إنّ أهلَ دمّاج هم إخوانكم و قد استنصروكم في الدّين و الله سبحانه و تعالى أوجب عليكم النصر
فقال سبحانه:
(( و إن استنصروكم في الدينِ فعليكم النصر ))
إلى الجماعات الإسلامية المنضوية تحت لواء (أهل السنّة و الجماعة ) في اليمن ...
إنّ نصرة أهل دمّاج أوجب عليكم من عامّة المسلمين في اليمن ..
فهم إخوانُكم و إنْ كنتم تروْن أنّهم قد بغوا عليكم ! فلا مجال لتصفية الحسابات الحزبية في
هذا الوقت بترك إخوانكم يقتلون و يهانون على أيدي الكفرة الحوثيين !!
اخرجوا من قمقمِ الحزبيّةِ الضيّقة إلى فضاء الإسلام الواسع ..
لا تؤثروا حظوظ أنفسكم على أوامر الله لكم بنصرةِ إخوانكم !!
في مثلِ هذا الوقت تظهر حقيقةُ الشعارات و المبادئ... و أنتم الآن أمام امتحانٍ ليس بالسهل !
فماذا أنتم فاعلون ؟؟؟؟
أروا اللهَ منكم خيراً في نصرة إخوانكم ... أروا المسلمين خيراً ..
هذا هو يومكم ..هذا هو الوقت الذي تنتصرون فيه على أنفسكم و حزبيّتكم !
فماذا أنتم فاعلون لإخوانكم المستضعفين في دمّاج ؟؟!!!
اللهمّ أنجِ المستضعفين من المسلمين في دمّاج ..
اللهمّ عليك بالروافض الحوثيين و من و الاهم ..
آمين
و الحمد لله ربّ العالمين
________
عاشق الفلّوجة