العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-17, 05:15 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


لو لم يتكلم المسلم،بمثل الشائعات،لماتت في مهدها

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشائعات، من أقوى وسائل التدمير المعنوي للأفراد والمجتمعات والشعوب،
والشائعة هي،نقل خبر مكذوب أو فيه جزء من الصحة فيضاف إليه ما ليس فيه،وقد تكون الشائعة عبارة عن تهويل الأحداث وتضخيم الوقائع واختلاق الأخبار،
ونقلها بين الناس ونشرها بين أوساط المجتمع،وإثارة الأحقاد وتفريق الصف أو الانتقام من شخص،وقد يكون سبب نشرها تحطيم الروح المعنوية وبث الرعب وزرع الخوف،
والشائعة لا تنتشر في بيت إلا دمرته ولا في مجتمع إلا أضعفته، ومزقته،وفرقت أبنائها وقضت على مقدراتها،
بسببها دمرت
الحياة الزوجية،وحلّت البغضاء والشحناء والعداوات بين الناس،
وبسببها انتُهكَت الأعراض،وشاع الظلم،وتفكّكت روابط المجتمع وضعفت الثقة بين أفراده،وهي مصدر قلقٍ للإنسان،
فكم تجنّوا على أبرياء،وأشعلوا نار الفتنة بين الأصفياء،وكم نالوا من علماء وعظماء،وتسبّبت في جرائم،وفكّكت من أواصر وعلاقات،وكم دمّرت من أُسر وبيوت،ورُبَّ مقالة شرّ أشعلت فِتناً لأن حاقداً ضخّمها،
ومروّج الشائعة،لئيم الطبع، دنيء الهمة، مريض النفس، منحرِف التفكير،عديم المروءة، ضعيف الديانة،قد ترسّب الغِلّ في أحشائه، فلا يستريح حتى يُزبد ويُرغي، ويُفسد ويؤذي، فتانٌ فتاكٌ، ساع في الأرض بالفساد، يجلب الفتن للعباد،

تنتشر الشائعات،بين الناس بسرعة مذهلة ويتناقلوها دون تفكير أو روية،خطرها كبير وآثارها مدمرة،
لذلك حذر الإسلام منها،وأمر بحفظ اللسان،ونهى المسلم عن الكذب،وقول الزور،ومن الغيبة والنميمة،والقيل والقال،
وأمر بالتثبت من الأقوال والأخبار وعدم التسرع،بل شرع الحدود التي تحفظ للإنسان،ماله،وعرضه،بما أعده لعباده في الدار الآخرة من أجر وثواب أو من حساب وعقاب،قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)الحجرات،
فلا شك إن استشعار أمانة الكلمة، وأن المرء مسؤول عنها من أهم دوافع التثبت والتحرز قبل نقل أي معلومة،
عن أبي هريرة قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع)رواه البخاري،ومسلم،
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله)رواه الترمذي،وصحّحه الألباني،
قال
ابن القيم،ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرَّم،
ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه،حتى يرى الرجل يُشار إليه بالدّين والزهد والعبادة،وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً،ينزل منها أبعد مما بين المشرق والمغرب،
وكم ترى من رجل مُتورِّع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول،
الشائعات في المجتمع، تعتبر سلاح المفلسين وسلوك المنافقين،
وهذا نبيُّ الله موسى عليه السلام،يحمِل دعوةَ ربه إلى فرعون وملئِه وقومه،فيملأ فِرعون سماءَ
مصر من حوله بما يُطلق عليه مِن شائعات، فيقول(إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ،يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ)الأعراف،
وهذا عيسى عليه السلام، تشكك الشائعات المغرضة فيه وفي أمة الصديقة(يا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً)مريم،
ويوسف عليه السلام، نموذج من نماذج الطهر والنقاء ضد الشائعات المغرضة التي تمس العرض والشرف،
قال تعالى(كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوء وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)يوسف،
ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم تعرّض لحرب الشائعات في دينه وشخصه وعرضه،فقالوا عنه شاعر وكاهن وساحر ومجنون، وأشاعوا بين العرب هذه الأوصاف ونشروا أتباعهم في الطرقات يصدون الناس عن دين الله وينفقون الأموال،

وفي المدينة تزعم المنافقون بث الشائعات والطعن في الدين،بل فعلوا أكثر من ذلك وأشاعوا حادثة الإفك والطعن في عرض السيدة
عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين،وأحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،حتى تكفل الله ببراءتها في آيات تُتْلى إلى يوم القيامة،
قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفك عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)النور،
ويكفي من مكانة الصديقة عائشة رضي الله عنها،أنّ الله لما ذكر مقالة الناس فيها سبّح نفسه فقال(وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)النور،
وهكذا في كل زمان ومكان تجد أن الشائعة واختلاق الأكاذيب ونقل الأخبار غير الصحيحة وتصوير الأمور على غير حقيقتها،أصبح سلوك يتصف أصحابه بالضعف وخبث
النفس وقلة الحياء وانعدام المروءة وخساسة الهمة ولؤم الطباع،
قال تعالى(لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِييهَا إِلَّا قَلِيلاً . مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا)الأحزاب،
وإذا كانت الشائعة، قديماً تنتشر وتأتي بمفعولها،وتصل إلى أعداد من الناس بعد فترات طويلة،
وأعداد الناس الذين سمعوها وتناقلوها، فإن الشائعات اليوم،تنتشر بسرعة فائقة تفوق سرعة الصوت، ويكون انتشارها على مدى واسع،وذلك بسبب الاتصالات الحديثة، وشبكة الإنترنت،وشبكة الهاتف الجوال،والصحف والمجلات،
وكم من أخبارٍ كاذبةٍ ومعلوماتٍ خاطئة، واتهاماتٍ باطلة، وشائعاتٍ مغرضة تُنشَر في هذه الوسائل ضد أفراد،ومجتمعات،أو شعوبٍ،و دول،
ومع ذلك تجد الكثير لا يتثبت ولا يتحرى الصدق ولا يتأنى بل يُشارك في نقلها ولا يُدرِك أن ناقل الكذب والمروج له، سواءً علم أو شكّ أنه كذب، أو أذاعه من دون تثبُّت ولا تمحيص هو أحد الكاذبين،لأنه مُعينٌ على الشرّ والعدوان،ناشرٌ للإثم والظلم،دون تثبت وتأكد،ودون مراعاةٍ للمصالح والمفاسد من وراء ذلك،
بل هو الخوض في أعراض الناس ودمائهم وأموالهم والذي يندم أصحابه يوم القيامة،
قال تعالى(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ،قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ،وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ،وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ،وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ . فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)المدثر،
وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(ألا أُخبِركم بشراركم)قالوا،بلى يا رسول الله،
قال(المشّاؤون بالنميمة،المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت)رواه البخاري،وحسّنه الألباني،
أي،الذين يُريدون للأطهار البرؤاء، المشقة وتلطيخ السمعة،
ينبغي أن ندرك خطورة الشائعات،ونقل الكلام دون تثبت في تدمير العلاقات وتأجيج الخلافات،وعلى أثرها قد تتعطّل المصالح وتفسد الحياة،
وعلى المسلم أن يُحسِن الظن بإخوانه،وأن لا يتحدّث بكل ما سمعه ولا ينشره،ولو لم يتكلموا بمثل هذه الشائعات لماتت في مهدها ولم تجد من يُحييها،
وأن يوثق صلته بربه فيُدرك أنه ما من شيءٍ يقع في الأرض،ولا في السماء إلا بأمره وإرادته،فلا ترهبه الشائعات ولا تُخيفه الأقاويل ولا تُضعفه الأكاذيب والافتراءات،
وأن يتذكر موقفه بين يدي الله يوم القيامة عندما يفصل بين العباد ويقتص للمظلوم من الظالم،
وأي ظلمٍ أعظم من افتراء الكذب على الناس ونقله من مكانٍ لآخر قال تعالى(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ)الزمر،

اللهم رحمة اهد بها قلوبنا،وطهّر ألسنتنا من كل سوء،واحفظنا من كل زللٍ،وتب علينا من كل ذنب،وبيّض وجوهنا يوم تبيّضُ وجوهٌ وتسودُّ وجوه،وطهّر ألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة،وخذ بنواصينا إلى كل خير، واحفظ لنا ديننا ودنيانا وبلادنا وسائر بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم آمين.






 
قديم 19-06-17, 03:24 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 06-07-17, 09:36 AM   رقم المشاركة : 3
صقرالعرب
عضو







صقرالعرب غير متصل

صقرالعرب is on a distinguished road


جزأك الله خيرا

لكن لمن تنادي لو ناديت حجرا لكان اجابك لكن تنادي قلوبا اشد من الحجارة فلن تسمعك







التوقيع :
كن مع الله تجده معك اينما كنت
من مواضيعي في المنتدى
»» فضيحة الجفري بجلاجل
»» صوفي راى رؤيا ء ارسلها لي يريد تعبيرها
»» زنادقة الرافضة والصوفية والنسب للنبي صلى الله عليه وسلم
»» فتوى مفتي الانام الجفري بيه باعياد النصارى في هذا الزمان
»» كذب الطريقة التيجانية الصوفية على خير البرية صلى الله عليه وسلم
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "