بسم الله الرحمن الرحيم
علم الغيب من خصائص الرب تبارك وتعالى، وهذا من مسلَّمات العقيدة الإسلامية والآيات في كتاب الله عز وجل مليئة بهذا الأصل الأصيل.
رسل الله ينفون علم الغيب عن أنفسهم:
إلا أن بعض الفرق خالفت في هذا الأصل كما هو حال الرافضة، وإخوانهم الصوفية، فهذه نماذج من كلام الصوفية وكيف ينسبون علم الغيب لبعض الخلق:
أولاً: ذكر الصيادي عن الرفاعي قوله: أيها الفقراء: (الشيخ عثمان السالم أبادي يصعد كل يوم عند غروب الشمس إلى ديوان الربوبية وينظر ذريته فما يجد من سيئة يمحها) (قلادة الجواهر ص193)
قلت: يقصد بالديوان اللوح المحفوظ الذي لا يُعلم أن أحداً من الرسل اطلع عليه، وهذا الرجل يزعم أنه اطلع عليه، ولم يكتف بالاطلاع بل يمحو ما يشاء منه، والله عز وجل يقول: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} فكيف لهذا الرجل ان ينسب لنفسه شيئاً هو لله عز وجل؟!!
ثانياً: نقل صاحب كتاب "لطائف المنن" عن أبي العباس المرسي أنه قال: (والله وبالله الذي لا إله إلا هو ما من ولي كائن أو هو كائن إلا قد أطلعني الله على اسمه ونسبه وكم حظه من الله) (لطائف المنن ص168)
ثالثاً: يقول صاحب كتاب "لطائف المنن" أن أبا الحسن المرسي قال لولد الشيخ أبي العباس يوماً وهو يلعب: (اطلع لا أطلعك الله. فسمعه الشيخ أبو العباس فنزل وقال: يا أبا الحسن حسِّن خلقك مع الناس، بقي لك عام وتموت فمات إلى تمام العام) لطائف المنن ص187
كيف هذا والله عز وجل يقول:{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}
رابعاً: عن أبي سعيد الخزاز قال: (دخلت المسجد الحرام فرأيت فقيراً عليه خرقتان فقلت في نفسي هذا وأشباهه كَلُّ على الناس، فناداني وقال {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} فاستغفرت الله في سري فناداني وقال: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} الإحياء (3/24) وجامع كرامات الأولياء.
قلت: إذا كان هذا الفقير يعلم ما في الصدور فأي فائدة من قوله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} وقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور} فهل هذا الفقير أصبح عليماً بذات الصدور مع الله عز وجل؟!!!!
خامساً: ورد في ذكر مناقب علوي بن الفقيه يقول عن نفسه: (ظهر لي ثلاث: أحيي وأميت بإذن الله، وأقول للشيء كن فيكون، وأعرف ما سيكون) "المشرع 2/211"
قلت: فأي شيء تركت لله عز وجل؟!!!!
والحكايات عن المتصوفة كثيرة جداً لمن أراد الاطلاع على دعواهم الباطلة بمعرفة الغيب ومعرفة ما في صدور مريديهم.