العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-13, 11:41 AM   رقم المشاركة : 1
السنانية
عضو نشيط






السنانية غير متصل

السنانية is on a distinguished road


Arrow && فضل ليلة القدر والحث على طلبها &&

&& فضل ليلة القدر والحث على طلبها &&




إن الله تعالى هو المتفرد بالخلق والاختيار كما قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ** [القصص: 68] ، والمراد بالاختيار هنا هو الاجتباء والاصطفاء ، فالله – جل وعلا – لكمال حكمته وقدرته ولتمام علمه وإحاطته يختار من خلقه ما يشاء من الأوقات والأمكنة والأشخاص فيخصهم سبحانه بمزيد فضله وجزيل عنايته ووافر إنعامه وإكرامه ، وهذا بلا ريب من أعظم آيات ربوبيته وأكبر شواهد وحدانيته وكمال صفاته، وهو من أبين الأدلة على كمال قدرته وحكمته وأنه يخلق ما يشاء ويختار وأن أزِمَّةَ الأمور بيده ؛ فلله الأمر من قبل ومن بعد ، يقضي في خلقه ما يشاء ويحكم فيهم بما يريد {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [36] وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ**[الجاثية: 36-37] .

وإن مما خص الله عز وجل من الأوقات بمزيد تفضيله ووافر تكريمه شهرَ رمضان حيث فضَّله سبحانه على سائر الشهور ، والعشرَ الأواخر من لياليه حيث فضلها على سائر الليالي ، وليلةَ القدر حيث جعلها لمزيد فضلها عنده وعظيم مكانتها لديه خيراً من ألف شهر ، وفخَّم أمرها وأعلى شأنها ورفع مكانتها عندما أنزل فيها وحيه المبين وكلامه الكريم وتنزيله الحكيم هدى للمتقين وفرقاناً للمؤمنين وضياء ونوراً ورحمة للعالمين ، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ [3] فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [4] أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ [5] رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [6] رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ [7] لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ** [الدخان: 3-8] ، وقال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [1] وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [2] لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [3] تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [4] سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ**[سورة القدر] . فلله ما أعظمَها من ليلة وما أجلَّها وأكرمَها، وما أوفرَ بركتَها :
- ليلة واحدة خير من ألف شهر !! ومعنى ذلك أنها خير من ثلاثين ألفَ ليلةٍ ، وألفُ شهرٍ تزيد على ثلاثة وثمانين عاماً فهو عمر طويل لو قضاه المسلم كلَّه في طاعة الله عز وجل ، فليلة القدر وهي ليلة واحدة خير منه وهذا فضل عظيم . قال مجاهد: ((ليلة القدر خير من ألف شهر ليس في تلك الشهور ليلة القدر))، وهكذا قال قتادة والشافعي وغير واحد .
- وفي هذه الليلة الكريمة المباركة يكثر تنزل الملائكة لكثرة بركتها ، فالملائكة يتنزَّلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزَّلون عند تلاوة القرآن وفي حلق الذكر .
- وهي سلام حتى مطلع الفجر يعني أنها خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر .
- وفي هذه الليلة الكريمة المباركة يُفْرق كل أمر حكيم أي يقدَّر فيها ما يكون في تلك السنة بإذن الله العزيز الحكيم ، والمراد بالتقدير أي التقدير السنوي ، أما التقدير العام في اللوح المحفوظ فهو متقدِّم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل ليلة القدر أنه قال: ((مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))(1).
وليلة القدر هي قطعاً في شهر رمضان المبارك لقوله تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ** [البقرة:185] مع قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ** وهي أرجى ما تكون فيه في العشر الأواخر منه لقوله صلى الله عليه وسلم : ((تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ))(2)، وطلبها في أوتار العشر آكد لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى))(3).
قال ابن حجر في الفتح : تحت (بَابٌ تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ): “فِي هَذِهِ التَّرْجَمَة إِشَارَة إِلَى رُجْحَان كَوْن لَيْلَةِ الْقَدْرِ مُنْحَصِرَةً فِي رَمَضَان ، ثُمَّ فِي الْعَشْر الْأَخِيرِ مِنْهُ ، ثُمَّ فِي أَوْتَارِهِ لَا فِي لَيْلَةٍ مِنْهُ بِعَيْنِهَا ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ مَجْمُوع الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِيهَا “(4) اهـ .
وقد ذكر العلماء أن من حكمة إخفائها وعدم تعيينها في النصوص : أن يجتهد المسلمون في جميع العشر بطاعة الله تعالى بالتهجد وقراءة القرآن والإحسان ، وليتبين بذلك النشيط والمجد في طلب الخيرات من الخامل الكسلان، ولأن الناس لو علموا عينها لاقتصر أكثرهم على قيامها دون سواها ، ولو علموا عينها ما حصل كمال الامتحان.
إن الواجب علينا جميعاً أن نحرص تمام الحرص على طلب هذه الليلة المباركة لنفوز بثوابها ولنغنم من خيرها ولنُحَصِّل من أجورها ، فإن المحروم من حُرم الثواب ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملاً بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته ؛ فطوبى لمن نال فيها سبق الفائزين ، وسلك فيها بالقيام وحُسن العمل سبيل الصالحين، وويل لمن طُرِدَ في هذه الليلة عن الأبواب وأغلق فيها دونه الحجاب وانصرفت عنه هذه الليلة وهو مشغول بالمعاصي والآثام مخدوع بالأماني والأحلام مضيِّع لخير الليالي وأفضل الأيام ؛ فيا عظمَ حسرتَه ويا شدةَ ندامتَه .
من لم يربح في هذه الليلة الكريمة ففي أي وقت يربح !! ومن لم يُنِبْ إلى الله في هذا الوقت الشريف فمتى ينيب!! ومن لم يزل متقاعساً فيها عن الخيرات ففي أي وقت يعمل !! قال صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ))(5).
ويستحب للمسلم أن يكثر فيها من الدعاء لأن الدعاء فيها مستجاب ، وليتخير من الدعاء أجمعه ، روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو ؟ قَالَ : تَقُولِينَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))(6)، فإن هذا الدعاء عظيم المعنى عميق الدلالة وهو مناسب لهذه الليلة غاية المناسبة ، فهي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم وتقدَّر فيها أعمال العباد لسنة كاملة حتى ليلة القدر الأخرى ، فمن أعطي في تلك الليلة العافية وعفا عنه ربه فقد أفلح غاية الفلاح، ومن أعطي العافية في الدنيا وأعطيها في الآخرة فقد أفلح ، والعافية لا يعدلها شيء ؛ فلنتحر خير هذه الليلة وبركتها بالمحافظة على الصلوات المفروضة ، وكثرة القيام ، وأداء الزكاة ، وبذل الصدقات ، وحفظ الصيام ، وكثرة الطاعات ، واجتناب المعاصي والسيئات ، والندم والتوبة من الذنوب والخطيئات ، والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن.
اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر واجعلنا ممن يقومها إيماناً واحتساباً واعف عنا إنك عفو كريم.
الهوامش:
(1) رواه البخاري (1901)، والنسائي (2195) .
(2) رواه البخاري (2020)، ومسلم (1169) .
(3) رواه البخاري (2021) ، ومسلم (1165) .
(4) فتح الباري (4/259، حديث رقم 2017).
(5) رواه ابن ماجه (1644) .
(6) سنن ابن ماجه (3850) .

--------------------------

&& فضل ليلة القـدر &&

شرح صحيح مسلم - كتاب الصيام - فضل ليلة القدر والحث على طلبها والاعتكاف في رمضان -
للشيخ : ( حسن أبو الأشبال الزهيري )
ليلة القدر فضلها عظيم، فهي خير من ألف شهر، ومن قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن حرم خيرها فقد حرم، فحري بالمؤمن أن يجتهد في طلبها وإدراكها، وذلك بقيامها وشغل ساعاتها بالطاعات من صلاة وتلاوة قرآن وذكر ودعاء واستغفار.. وغير ذلك من الطاعات، وقد حرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حق الحرص، فكانوا يعتكفون العشر الأواخر من رمضان من أجل إدراكها، ولنا في رسول الله أسوة حسنة.
باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1] .يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71]. أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. سيكون الكلام في هذا الدرس عن ليلة القدر، والكلام في الأسبوع القادم - بإذن الله تعالى - سيكون عن الاعتكاف ومشروعيته ومكان الاعتكاف، وموطن البحث حينئذ سيكون عن موطن الاعتكاف؛ رداً لمن قال: إنه لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة، باعتبار أنها جزئية في غاية الأهمية، وأثارت جدلاً طويلاً في السنوات الأخيرة، فنجلي الأمر حينئذ بإذن الله تعالى.
شرح حديث أبي بن كعب في كون ليلة القدر ليلة سبع وعشرين
قال: [ وحدثنا محمد بن حاتم وابن أبي عمر كلاهما عن ابن عيينة قال ابن حاتم : حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدة و عاصم بن أبي النجود سمعا زر بن حبيش يقول: (سألت أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر) ] يعني: الذي سيصلي العام كله سيدرك ليلة القدر، وهذا مذهب خاص لـابن مسعود فقد كان يرى أن ليلة القدر في رمضان وفي غير رمضان، وأن من قام الحول كله لا بد له من إصابة ليلة القدر.قال: [ (فقال: رحمه الله، أراد ألا يتكل الناس) ] انظر إلى الأدب من أبي بن كعب مع ابن مسعود ، حيث قال: رحم الله أخي ابن مسعود ، ثم بين بأدب شديد جداً خطأ ابن مسعود بعد أن دعا له بالرحمة ووجد له مخرجاً وعذراً بقوله: (أراد ألا يتكل الناس) يعني: هو أراد أن تجتهدوا في العبادة في جميع السنة، لم يجعلها في العشر الأواخر، ولا في رمضان، بل في السنة كلها. قال: [ (أما إنه قد علم أنها في رمضان) ] يعني: أبي بن كعب أثبت أن ابن مسعود يعلم أنها في رمضان، ولكنه قال لكم خلاف ما يعلم؛ حتى لا تتكلوا، وهذا من فقه الدعوة.قال: [ (وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبع وعشرين) ] يعني: مذهب أبي بن كعب أنها على التعيين من كل عام ليلة سبع وعشرين، وكان يقسم على ذلك ولا يستثني، يقول: أقسم بالله العظيم أو أحلف بالله غير حانث ولا مستثن أنها ليلة السابع والعشرين فيما مضى؛ لأنها لو كانت فيما بقي لكانت في أول الشهر يوم اثنين أو ثلاثة. وهذا يدل على أن العالم لا يلزمه أن يفتي بكل ما يعلم؛ لأنه لا بد وأن ينظر في مصلحة المستفتي، أحياناً يأتيك الرجل فيقول لك: أنا قلت لامرأتي: عليها الطلاق، قد تقول: وقع الطلاق، والطلاق لم يقع، وهذا اللفظ عند بعض أهل العلم يقع به الطلاق، وعند الجمهور طلاق ضمني، يعني: إذا نوى به الطلاق وقع، وإذا لم ينو لم يقع، يقول لك: أنا لم أنو، هذه زوجة وعشرة سنين وعيال وأكل وشرب وملابس فكيف أنوي؟ لم أنو والله، فإن كان من أهل العلم أو طالب علم مؤدب محترم وصاحب دين وعلم ووقع في مثل هذا تقول له: لا شيء عليك ولا حرج، عليك كفارة يمين؛ لأن هذا صاحب دين وتحرٍ، ويعلم أن نساء المؤمنين ليس بالأمر الهين، وخراب البيوت ليس بالأمر الهين، بخلاف من قد جثم الشيطان على صدره بالليل والنهار، فمثل هذا يخوف، وسار جماهير أهل العلم قديماً وحديثاً أنه ليس بلازم أن يفتي الرجل المستفتي بما هو حق في الشرع، بل يمكن أن يتجاوزه لمصلحة المستفتي، استناداً إلى المصلحة الخاصة للمستفتي، وأنه لا يضره بالفتوى؛ لأنه ليس كل العلم ينفع الناس، فمن العلم ما يفتنهم ويضرهم ويضلهم، ولذلك قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟.ويقول ابن مسعود : ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.مع أنه دين وعلم وأدلة، لكن لا تبلغ لهذه الأدلة عقول الخلق، فينبغي أن يخاطبوا على قدر عقولهم؛ حتى لا يكذبوا الله تعالى ورسوله. إذاً: فالأصل أن يتفرس المفتي في وجه المستفتي، وألا يعطيه من العلم إلا ما ينفعه، أقل منه لا، زيادة عنه لا، أقل منه يجعله يفرط، وأكثر منه يضله ويشقيه.قال: [ (ثم حلف - أي أبي - لا يستثني - أي لا يقول: إن شاء الله - أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ -وهذه كنية أبي - قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها)]، لم يذكر العلامة وهي الشمس؛ لبيانها وعدم الحاجة إلى ذكرها، فالشمس تطلع في ذلك اليوم لا شعاع لها، نحن في هذا الوقت عندما ننظر إلى الشمس وهي في جهة المشرق عند طلوعها نرى أشعة مثل الحبال والخطوط تخرج من الشمس إلينا، ففي ليلة القدر تمتاز عن بقية الليالي فيما يتعلق بعلامتها وأمارتها في صبيحة تلك الليلة، وهي أن الشمس تخرج في صبيحة ليلة القدر بيضاء نقية لا شعاع لها صافية، من ينظر إليها يسعد جداً بنظره إليها، بخلاف غيرها من الأيام، فإنك لا تطيق النظر إليها كثيراً؛ لأنه يؤذيك شعاعها، لكن في هذا اليوم بالذات تخرج بلا شعاع. إذاً: هذه إحدى الأمارات والعلامات على أن الليلة الماضية والمنصرمة كانت ليلة القدر. قال: [ وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يحدث عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (قال أبي في ليلة القدر: والله إني لأعلمها، قال شعبة: وأكبر علمي هي التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين) ] أي: كان أبي بن كعب يقسم أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين.
شرح حديث عبد الله بن أنيس في وقوع ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين في زمن النبي
قال: [ عن عبد الله بن أنيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين، قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين) ] قبل ذلك قال: ليلة واحد وعشرين، وهذا يدل على أن الليلة متنقلة. قال: [ (فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه.قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين) ] أي: في عام آخر؛ لأنها لا ترى في السنة مرتين وإنما مرة واحدة، لكن اختلاف الروايات يدل على اختلاف السنوات.قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير و وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة ] هشام هو هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها.[ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التمسوا -وفي رواية- تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) ].
شرح حديث أبي سعيد في التماس ليلة القدر في الليلة الخامسة أو السابعة أو التاسعة والعشرين
قال: [ حدثنا محمد بن المثنى و أبو بكر بن خلاد قال: حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد -هو ابن أبي عروبة - عن أبي نضرة -هو المنذر بن مالك بن قُطَعَة - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تُبان له) ] يعني: قبل أن يخبر ويأتيه الوحي بأنها في العشر الأواخر. قال: [ (فلما انقضين -أي: فلما مرت هذه العشر الأوسط- أمر بالبناء فقوض) ] يعني: لما انتهت هذه العشر الأوسط أمر بهذه الخيمة فنزعت وأزيلت.قال: [ (ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر فأمر بالبناء فأعيد) ] أي: لما أخبر بليلة القدر أمر بالخيمة فأعيد تركيبها وبناؤها مرة أخرى.قال: [ (ثم خرج على الناس فقال: يا أيها الناس! إنها كانت أبينت لي ليلة القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان فَنُسِّيتُها) ] يعني: أنا رأيت في ليلة الحادي والعشرين أن ليلة القدر ليست في العشر الأوسط من الشهر وإنما هي في الأواخر منه، وربما رآها تحديداً في ليلة بعينها، وقام من نومه وأتى أصحابه ليخبرهم بميعاد هذه الليلة من ذلك العام، وليست هذه الليلة متعينة في كل عام. قوله: (فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان) فتحاقا أو تخاصما أو تلاحيا كلها بمعنى واحد، والمعنى: أن كل واحد منهما يدعي أن له حقاً عند صاحبه، ويطالب صاحبه بالحق الذي عنده، وكان معهما الشيطان، فلما رأى ذلك النبي عليه الصلاة والسلام نسي ما كان سيحدث به أصحابه، وهذا يدل على أن الخصومة والملاحاة سبب للعذاب والشقاء، وسبب لرفع الخيرات وجلب المضرات.وقال النبي عليه الصلاة والسلام في رواية أخرى: (وإني خرجت لأخبركم بليلة القدر، غير أني رأيت رجلين منكما قد تخاصما فرفعت) فهل معنى (رفعت) نسيتها أو أُنسيتها، أم أنها رفعت هذه الليلة وتحولت إلى ليلة أخرى؟ على خلاف بين أهل العلم، وهذا يدل على أن الخصومة والملاحاة والخلافات سبب لمحق البركات وجلب المضرات.قال: [(فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة)] يعني: التمسوها في التاسعة والعشرين والسابعة والعشرين والخامسة والعشرين، مع أنه كان حقه أن يقول: التمسوها في الخامسة والسابعة والتاسعة؛ للترتيب، ولكنه أتى من الآخر قال: (التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة)، ولذلك لم يتفطن أحد من أهل العلم إلى هذه الأعداد إلا ابن تيمية عليه رحمة الله، فقال كلاماً جميلاً سأذكره.ومبدأ الحساب للمجتهد المطلق أمر لازم، وإلا كيف سيتعامل مع الأعداد والأرقام الموجودة في الكتاب والسنة؟ لا بد أن يكون فقيهاً بمادة الحساب والرياضة، ولذلك الإمام السيوطي عليه رحمة الله ادعى أنه مجتهد مطلق، وأراد أن يصنع لنفسه مذهباً يخالف فيه مذهب إمامه؛ لأنه كان شافعي المذهب، فخالفه في ثمان عشرة مسألة فقط، فرأى أن العملية ما تستأهل مذهباً منفرداً؛ لأنه كان يفكر بنفس الطريقة التي كان يفكر بها الشافعي والشافعية، فكيف يخالفهم والمنهج الفكري واحد، والأصول واحدة؟ الشاهد: أن الإمام السيوطي ظن أو ترجح لدى نفسه أنه يحق له أن يكون مجتهداً مطلقاً، لأنه بلغ في العلم شأناً عظيماً جداً، وكان كعبه عالياً في العلم، خاصة فيما يتعلق بالعلوم الحديثية، وكان ذا شأن عظيم، لكن الإمام السخاوي كان يعيش معه في عصر واحد، فلم يكن السيوطي يصنف كتاباً إلا ويرد عليه السخاوي والعكس بالعكس، و السيوطي له أكثر من ألف ومائتي مصنف، وقيل: ألفا مصنف، ما ترك باباً من أبواب العلم إلا وصنف فيه مؤلفاً: أدب، لغة، حديث، فقه، تفسير، ما ترك شيئاً إلا وصنف فيه كتباً وصار إماماً فيه، فقال له السخاوي : أنت قلت: إنك مجتهد مطلق كيف ذلك وأنت تجهل الحساب، هذه المادة الوحيدة التي لم يكن يفقه السيوطي فيها شيئاً، والحساب من ألزم العلوم لعلم المواريث.. وغيره من المسائل الشرعية التي تحتاج إلى الحساب والرياضة، فـالسيوطي ليس عنده استعداد أن يستوعب مسألة واحدة في الحساب، فـالسخاوي قال له: أنت لست مجتهداً مطلقاً، فيرد السيوطي على السخاوي ، وذلك عندما ألّف السخاوي كتاباً اسمه: (ألف سيخ في عين من حرم الفتيخ) والفتيخ هو حديد، وكان السيوطي يحرم الفتيخ، فرد عليه بكتاب اسمه: (الفتيخ في عين من أحل الفتيخ) وكل واحد يأتي بأدلته، ودار بينهما من المهاترات والمناظرات الشيء الكثير جداً، وقد ذكر السخاوي طرفاً عظيماً جداً في مقدمة كتاب (الضوء اللامع في أخبار القرن التاسع) مما كان بينه وبين الإمام السيوطي .وعلى أية حال كلام الأقران يطوى ولا يروى، والذي وقع بين السخاوي و السيوطي لا عبرة به، ولا يؤثر على جلالة وإمامة الإمامين، وإنما ذكرناه من باب الطرفة. قال: [ (التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة، قال: قلت: يا أبا سعيد ! إنكم أعلم بالعدد منا) ] هذا يدل على أن الحساب أمر لازم؛ لأن الصحابة كانوا يعلمونه. قال: [ (إنكم أعلم بالعدد منا. قال: أجل) ]، يعني: نحن في الحساب أحسن منكم أيها التابعون.قال: [ (نحن أحق بذلك منكم، قال: قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة)]، يعني: باعتبار ما بقي، وهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ، فشيخ الإسلام ابن تيمية فهم كلام أبي سعيد الخدري ، فلك أن تحسبها من أول الشهر، ولك أن تحسبها من آخر الشهر، لكن هذا لا يعرف إلا بظهور هلال شوال؛ لأن الرؤية أحياناً تختلف، فمثلاً: اختلفنا مع السعودية في بدء الشهر، فعند السعودية هذه الليلة هي ليلة سبع وعشرين من الشهر، وعندنا ليلة ست وعشرين، فمن المخطئ السعودية أم نحن؟ فلو كانت ليلة القدر الليلة فيلزمك أن تقول: إن ليلة القدر كانت عندنا في ليلة زوجية، والمتفق عليه أنها لا تأتي في ليلة زوجية، لا بد أن تأتي في ليلة وترية، إذاً: كيف ظهرت عندنا في ليلة ست وعشرين وعند السعودية في ليلة سبع وعشرين مع أن الليلة واحدة، أقول لك: يمكن أن تكون ليلة سبع وعشرين باعتبار ما مضى من الشهر، ويمكن أن تكون بالنسبة لنا الليلة الثالثة باعتبار ما بقي. يعني: عندما نقول: هذه ليلة سبع وعشرين باعتبار ما مضى من الشهر، وهي ليلة وترية، لكن نحن بتعداد رمضان عندنا الذي بدأناه بعدهم بيوم عندنا بالنسبة لنا ليلة ست وعشرين ليست ليلة سبع وعشرين، هذه زوجية باعتبار ما مضى من الشهر، لكن لو حسبناها باعتبار ما بقي من الشهر لصارت وترية، وهذا هو الذي قاله شيخ الإسلام ابن تيمية . والأصل أننا ما دمنا قد اتفقنا معهم في الليل والنهار فنتبعهم ويتبعونا، أما أن نتابع السعودية بإطلاق فهذا غير صحيح؛ لأنه قد يحصل خطأ وصواب، فمتى تحققت الرؤية وجب الاتباع منا ومنهم، وأيضاً قلَّ أن تجد مسألة في دين الله عز وجل إلا وقد اختلف في تأويلها وفي فهمها أهل العلم، فما من مسألة من مسائل الشرع إلا وتجد فيها قال الشافعي كيت، وقال أبو حنيفة كيت، وقال أحمد كيت، آراء مختلفة جداً، وهم اختلفوا باجتهادهم، واجتهادهم هذا سائغ، ومقبول، إذا بني على الدليل، أما إذا تكلم أحد -مهما بلغ قدره وجلالته- في دين الله بغير دليل فإن خلافه غير معتبر، وهو حينئذ مخطئ، أما إذا كان هناك دليل يعتمد عليه واجتهد في هذا الدليل فخالف جماهير المجتهدين، فنقول: هذه المسألة فيها خلاف، فمثلاً أبو بكر الصديق قال فيها قولاً والجمهور من الصحابة قالوا فيها قولاً، فالراجح هو قول جمهور الصحابة وليس قول أبي بكر؛ لأن الخطأ أقرب إلى الواحد منه إلى الجماعة، لكن لا نقول: رأيه مرجوح.

شرح حديث أبي سعيد الخدري في اعتكاف النبي العشر الأواسط من رمضان برواية ابن أبي عمر
قال: [حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد -هو ابن الهاد - عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر) وساق الحديث بمثله غير أنه قال: (فليثبت في معتكفه) ] قال في الرواية الأولى: (فليبت في معتكفه) وفي هذه الرواية قال: من يريد أن يقعد معنا فليثبت في معتكفه في العشر الأواخر. قال: [ غير أنه قال: (فليثبت في معتكفه. وقال: وجبينه ممتلئاً طيناً وماءً) ] الجبين: هو طرف الجبهة، وللإنسان جبينان، الجبين الأيمن والجبين الأيسر، والذي في المقدمة هو الجبهة، ولا تعارض بين قوله في الرواية الأولى: (ووجهه مبتل طيناً وماءً) يعني: فيه شيء يسير لا يؤثر على التصاق الجبهة بالأرض، أما قوله: (وجبينه ممتلئاً طيناً وماءً) والجبينان هما جانبا الجبهة، ولا بأس أن يمتلئ الجبين طيناً وماءً، لكنه لا يمنع من التصاق الجبهة بالأرض؛ لأن هناك فرقاً بين الجبين وبين الجبهة، فإذا امتلأ الجبين طيناً فلا مانع أن تكون الجبهة بلا طين.
شرح حديث أبي سعيد الخدري في وقوع ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين في زمن النبي

قال: [ حدثني محمد بن عبد الأعلى قال: حدثني المعتمر - وهو ابن سليمان التيمي - حدثنا عمارة بن غزية الأنصاري قال: سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية -يعني: قبة صغيرة من صوف أو من خيش- على سدتها حصير -يعني: الباب من حصير وهو الخوص- قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة)] يعني: أخذ هذه السدة وجعلها في ناحية من هذه القبة أو المكان الذي خصه للمعتكف. وفي هذا جواز أن يتخذ المعتكف لنفسه قبة ومكاناً خاصاً يعتكف فيه، لا يدخل عليه فيه أحد.قال: [ (ثم أطلع رأسه فكلم الناس) ]، بعدما نحى الباب الذي من الحصير أخرج رأسه من الباب فكلم الناس.قال: [ (فدنوا منه -أي: اقتربوا منه- فقال: إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة) ] أي: أنه ظن أن هذه الليلة في العشر الأول قبل أن يخبر أنها في العشر الأواخر.قال: [ (ثم اعتكفت العشر الأوسط) ] أي: أيضاً التماساً لهذه الليلة.قال: [ (ثم أُتيت فقيل لي) ] أي: أتاني ملك أو رأى ذلك رؤيا.قال: [ (فقيل لي: إنها في العشر الأواخر) ]، والغالب أن الذي أتاه إنما هو جبريل عليه السلام؛ لأنه كان يأتيه بالوحي.قال: [ (فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه) ].وهذا يدل على أن الاعتكاف للاستحباب.قال: [ (قال: وإني أريتها ليلة وتر) ].أي: رأيتها في المنام أو فيما يرى النائم وأنها في ليلة وترية.قال: [ (وأني أسجد صبيحتها في طين وماء) ] يعني: في أثناء الصلاة.وكون ليلة القدر في ليلة وترية هذا عام إلى قيام الساعة، لكن في هذه الليلة بالذات ومن هذا العام الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول ستمطر السماء، وسيبتل المسجد، وسنصلي الصبح في الطين والماء. قال: [ (فأصبح من ليلة إحدى وعشرين) ].قوله: (فأصبح) أي: فصلى صبيحة ليلة واحد وعشرين في طين وماء.قال: [ (وقد قام إلى الصبح -أي: إلى صلاة الصبح- فمطرت السماء، فوكف المسجد)] أي: فنزل المطر من سقف المسجد إلى الأرض.قال: [ (فأبصرت الطين والماء -هذا كلام أبي سعيد- فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء -يعني: طرف أنفه التي هي الأرنبة- وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر) ]. قال: [ حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو عامر - وهو العقدي - حدثنا هشام عن يحيى - وهو ابن أبي كثير - عن أبي سلمة قال: (تذاكرنا ليلة القدر) ] يعني: تسامرنا وجعل كل منا يحدث أخاه عن ليلة القدر وعن فضلها وعن محلها وعن وقتها وشرفها وغير ذلك.قال: [ (فأتيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه وكان لي صديقاً) ] أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان الخدري المدني كان صديقاً لـأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف .قال: [ (فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل؟ -أي: إلى البساتين والمزارع- فخرج وعليه خميصة، فقلت له: سمعت يا أبا سعيد ! رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر؟ فقال: نعم، اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الوسطى من رمضان، فخرجنا صبيحة عشرين، فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريت ليلة القدر وإني نَسيتها أو أُنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر من كل وتر، وإني أريت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع، قال: فرجعنا وما نرى في السماء قزعة -يعني: قطعة من سحاب- وجاءت سحابة فمطرنا حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة -أي: صلاة الفجر- فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين، قال: حتى رأيت أثر الطين في جبهته) وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليمني أخبرنا معمر بن راشد البصري اليمني. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي - الإمام المصنف - أخبرنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي ] عالم الشام، ليس هناك في زمانه في الشام أفضل منه، وكان مجاهداً، وقد واجه الحجاج بن يوسف الثقفي فوعظه وأغلظ له في الوعظ حتى بكى الحجاج . قال: [ كلاهما عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد نحوه، وفي حديثهما: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف وعلى جبهته وأرنبته أثر الطين) ] أرنبته التي هي مقدم الأنف.


**************************

منقوووووووول








 
قديم 22-10-17, 02:28 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "