بل بشر نبينا صلى الله عليه وسلم،بمغفرة الذنوب من صام رمضان ايماناً واحتساباً،فقال صلى الله عليه وسلم( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه،
ومن بركات رمضان أنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار ، ففي صحيح مسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار،وصُفّدت الشياطين )
ومن بركات هذا الشهر العظيم أنه شهر(تصفد فيه الشياطين )قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله،معلقا على هذا الحديث(وصفدت الشياطين )والمردة يعني،الذين هم أشد الشياطين عداوة وعدوانا على بني آدم،
فثمة علاقة وطيدة ورباط متين بين القرآن وشهر الصيام، تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم،
ولأنه شهر القرآن فلقد كان جبريل عليه السلام،يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان،
كما في،الصحيحين،وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم،عارضه جبريل القرآن مرتين،
فعلى كل مسلم أن يقبل على القرآن قراءة،وحفظاً،وتدبراً ، وفهماً،يقف عند آياته ويتدبر عظاته،ويتمثل بأخلاقه،ويلتزم بأحكامه،
عن سعد بن هشام بن عامر،قال،سألت عائشة فقلت،أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقالت(كان خلقه القرآن )رواه مسلم،
وفي رواية أخرى(قلت،يا أم المؤمِنِين،حدثيني عن خلقِ رسولِ اللَه صلى اللَه عليه وسلم،قالت،أما تقرأ القرآن،قال اللَّه تعالى( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )خلق محمدٍ القرآن،شرح مسلم،
ومن بركات هذا الشهر المبارك ما ورد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان،فقد كان صلى الله عليه وسلم كريماً معطاءً, يجود بالمال والعطاء بفعله وقوله يعطي صلى الله عليه وسلم عطاء من لا يخشى الفقر،قال الله تعالى( من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً)البقرة،
حتى أنه صلى الله عليه و سلم عمق هذا المفهوم في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم,ثم وضح لهم أنه ليس للإنسان إلا ما أنفق وما قدم لآخرته،
وقال صلى الله عليه وسلم( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان,فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً,ويقول الآخر،اللهم أعط ممسكاً تلفا) متفق عليه،
وفي رمضان تتجلى عبادة عظيمة هي من أنواع الجود المالي و الذي هو من بركات هذا الشهر الكريم (تفطير الصائمين )
قال صلى الله عليه وسلم مبشراً لأمته( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )رواه أحمد،
ومن بركات هذا الشهر المبارك شهر رمضان،مانص عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،بقوله( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً )رواه البخاري،ومسلم،
فمن بركة السحور،التقوي على العبادة ، والاستعانة على طاعة الله تعالى،أثناء النهار ،
ومن بركة السحور،أنه من السنة أن يكون في آخر الليل،وهذا الوقت هو وقت النزول الالهي،حينما يقول ربنا جل في علاه( من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
فشهرنا هذا كما نص النبي صلى الله عليه وسلم،شهر مبارك ، أيامه ولياليه مباركة،وأفضل أيامه ولياليه العشر الأواخر منه وأعظم تلك الليالي بركة،الليلة التي أنزل فيه القرآن وهي الليلة التي هي خير من ألف شهر،إنها ليلة القدر،كما قال تعالى(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ،وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ،لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ،تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ،سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )القدرن
وقال سبحانه وتعالى(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) الدخان،