العودة   شبكة الدفاع عن السنة > منتدى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > الدفاع عن الآل والصحب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-16, 12:33 AM   رقم المشاركة : 1
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


حقبة من التاريخ : خلافة امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه


ثَالِثُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الشَّهِيدِ/ عُثْمَانَ ذُو النُّورَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.

كتاب: حُقْبَةُ مِنْ التَّارِيخ،- للشيخ/ عثمان الخميس - أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا.


الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
خِلَافَةُ أَمِيرِ الْـمُؤْمِنِينَ/ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مِنْ سَنَةِ 23 هــ إِلَى 35 هـ


الْـمَبْحَثُ الْأَوَّلُ:

كَيْفِيَّةُ تَوَلِّي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْخِلَافَةَ.

* عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَحَقُّ بِالْخِلَافَةِ.


الْـمَبْحَثُ الثَّانِي:
عُثْمَانُ بْنُ عفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي سُطُورٍ.


الْـمَبْحَثُ الثَّالِثُ:
أَهَمُّ الْأَحْدَاثِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
- غَزْوُ إِفْرِيقِيَةَ سَنَةَ 27 هـ.
- وَقْعَةُ جَرْجِيرَ وَالبَرْبرِ مَعَ الْـمُسْلِمِينَ 27 هـ.
- ذَاتُ الصَّوَارِي سَنَةَ 31 هـ.
- تَوسِعَةُ الْـمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ.
- بِنَاءُ أَوَّلِ أُسْطُولٍ بَحْرِيٍّ.
- جَمْعُ الْقُرْآنِ مَرَّةً ثَانِيَةً.


الْـمَبْحَثُ الرَّابِعُ:
- بَدْءُ الْفِتْنَةِ.
- أَسْبَابُ الْفِتْنَةِ.

الْـمَبْحَثُ الْـخَامِسُ:
الْـمَآخِذُ الَّتِي أُخِذَتْ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

*- مزيد من التوضيح عن:
- سيدنا/ الوليد بن عقبة بن المعيط - رضى الله عنه وأرضاه.


الْـمَبْحَثُ السَّادِسُ: مَقْتَلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
- مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟
- مَنْ بَاشَرَ قَتْلَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟
- شبهة: كَيْفَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَمْ يَدْفَعْ عَنْهُ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَة؟

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»

الرد على:
شبهة: دفن سيدنا/ عثمان ذو النورين - رضى الله عنه وأرضاه، في حش كوكب (بستان له اشتراه رضى الله عنه).

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


كيف نقرأ التاريخ – لفضيلة الشيخ/ عثمان الخميس (استماع)
الرابط:
http://ar.islamway.net/lesson/4864/%...B1%D9%8A%D8%AE



رابط تجميع حلقات فضيلة الشيخ/ عثمان الخميس، وكتاب حقبة من التاريخ

بداية الحديث عن خلافة سيدنا/ عثمان ذو النورين - رضى الله عنه وأرضاه،- من الحلقة التاسعة
الرابط:







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» الاتصال الصاعقة : مكتب السيستاني بلبنان يقول لانعرف نسب السيستاني
»» أقوى أوجه الشبه على الإطلاق بين (معممين / عوام) الرافضة، وعباد الصليب
»» منكر السنة/ ايمن1 - ما هي الأدوات اللازمة لفهم وتدبر القرآن الكريم
»» عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر وأركان هذا الإيمان
»» بيان الإسلام: الرد على دعوى تعارض القرآن مع السنة - وطء المرأة في دبرها
 
قديم 21-02-16, 12:34 AM   رقم المشاركة : 2
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


الْفَصْلُ الثَّالِثُ

خِلَافَةُ أَمِيرِ الْـمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مِنْ سَنَةِ 23 إِلَى 35 هـ


الْـمَبْحَثُ الْأَوَّلُ:
كَيْفِيَّةُ تَوَلِّي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْخِلَافَةَ

* قِصَّةُ الشُّورَى:

لَـمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، جَعَلَ الْخِلَافَةَ فِي سِتَّةِ نَفَرٍ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقِصَّةُ الشُّورَى رَوَاهَا الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ (حَتَّى نَعْلَمَ أَنَّ التَّارِيخَ لَا يَضِيعُ)
فهَذَا الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رَوَى لَنَا أَعْظَمَ قِصَّتَيْنِ كَثُرَ حَوْلَهُمَا الْجَدَلُ.

وَلَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ قِصَّةً طَوِيلَةً فِي مَقْتَلِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى وَصَلَ إِلَى أَنَّهُ قِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْـمُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ.
قَالَ:
مَا أَجِدُ أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ، أَوِ الرَّهْطِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَالزُّبَيْرَ، وَطَلْحَةَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ.
وَقَالَ:
«يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، فَإِنْ أَصَابَتِ الْإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ»
(وَكَانَ عُمَر قَدْ عزل سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الْكُوفَة).

فَلَـمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعُوا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
« اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ ».
فَقَالَ الزُّبَيْرُ:
جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ(1).
وَقَالَ طَلْحَةُ:
جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ.
وَقَالَ سَعْدٌ:
جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ».

وَهَكَذَا تَنَازَلَ ثَلَاثَة: تَنَازَلَ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ.
الْـمُرَشَّحُونَ إِذًا ثَلَاثَةٌ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ.
«فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنَ الْأَمْرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ، وَاللهُ عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ». فَأَسْكَتَ الشَّيْخَانِ.
فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ:
أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ وَاللهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُو عَنْ أَفْضَلِكُمَا.
قَالَا: نَعَمْ.
فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا فَقَالَ: لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْقَدَمُ فِي الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَاللهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ.

ثُمَّ خَلَا بِالْآخَرِ –وَهُوَ عُثْمَانُ- فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.
فَلَـمَّا أَخَذَ الْـمِيثَاقَ قَالَ:
ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ، وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ».
(«صَحِيح الْبُخَارِيِّ»، كِتَاب فَضَائِل الصَّحَابَة، بَاب قِصّة الْبَيْعَة، حَدِيث (3700).


(1) هَذِهِ الرِّوَايَةُ تُبينُ لَنَا حَقِيقَةَ الْأَمْرِ بصورةٍ دَامغةٍ، وَهِيَ أنّ الزُّبَيرَ بْنَ الْعَوَّامِ لَم يَكُنْ مِنْ مُبغضي عَلِيٍّ، كَيْفَ وَهُوَ ابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ، وَقَدْ رشَّحَهُ لِلخِلافَةِ كَمَا هُوَ ظاهر مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ.

(1) هَذِهِ الرِّوَايَةُ تُبينُ لَنَا حَقِيقَةَ الْأَمْرِ بصورةٍ دَامغةٍ، وَهِيَ أنّ الزُّبَيرَ بْنَ الْعَوَّامِ لَم يَكُنْ مِنْ مُبغضي عَلِيٍّ، كَيْفَ وَهُوَ ابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ، وَقَدْ رشَّحَهُ لِلخِلافَةِ كَمَا هُوَ ظاهر مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ.

(1) هَذِهِ الرِّوَايَةُ تُبينُ لَنَا حَقِيقَةَ الْأَمْرِ بصورةٍ دَامغةٍ، وَهِيَ أنّ الزُّبَيرَ بْنَ الْعَوَّامِ لَم يَكُنْ مِنْ مُبغضي عَلِيٍّ، كَيْفَ وَهُوَ ابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ، وَقَدْ رشَّحَهُ لِلخِلافَةِ كَمَا هُوَ ظاهر مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ.


هَذِهِ رِوَايَةُ الْبَيْعَةِ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَمَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ.

وَهُنَاكَ تَفْصِيلَاتٌ أُخْرَى فِي الصَّحِيحِ أَن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ جَلَسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَسْأَلُ الْـمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ حَتَّى قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
« وَاللهِ مَا تَرَكْتُ بَيْتًا مِنْ بُيُوتِ الْـمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ إِلَّا وَسَأَلْتُهُمْ فَمَا رَأَيْتُهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ أَحَدًا»
(«صَحِيح الْبُخَارِيِّ »، كِتَاب الْأحكام، بَاب كَيْفَ يُبَايع الْإِمَام النَّاس، حَدِيث (7207).

أَيْ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَمْ يَكُنْ مُبَاشَرَةً فِي الْبَيْعَةِ، وَإِنَّمَا جَلَسَ بَعْدَ أَنْ أَخَذَ الْعَهْدَ عَلَيْهِمَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اخْتَارَ عُثْمَانَ.


وَمِنَ الْـمُحْزِنِ أَنَّنَا نَرَى كُتُبَ التَّارِيخِ الْـحَدِيثَةِ الَّتِي تَتَكَلَّمُ عَنْ حَيَاةِ الصَّحَابَةِ تُعْرِضُ عَنْ رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ، وَتَأْخُذُ برِوَايَةِ أَبِي مِخْنَفٍ الْـمَكْذُوبَةِ فِي تَارِيخِ الطَّبَرِيِّ، وَهَذَا نَصُّهَا:

« لَـمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْـخَطَّابِ قِيلَ لَهُ: يَا أَمِير الْـمُؤْمِنِينَ لَوِ اسْتَخْلَفْتَ،
قَالَ:
مَنْ أَسْتَخْلِفُ؟ لَوْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ حَيًّا اسْتَخْلَفْتُهُ،
فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ:
سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ: إِنَّهُ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
وَلَوْ كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ حَيًّا اسْتَخْلَفْتُهُ، فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ:
سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ: إِنَّ سَالِـمًا شَدِيدُ الْحُبِّ لِلهِ.
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَدُلُّكَ عَلَيْهِ؟ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ،
فَقَالَ: قَاتَلَكَ اللهُ، وَاللهِ مَا أَرَدْتَ اللهَ بِهَذَا، وَيْحَكَ كَيْفَ أَسْتَخْلِفُ رَجُلًا عَجَزَ عَنْ طَلَاقِ امْرَأَتِهَ، لَا أَرَبَ لَنَا فِي أُمُورِكُمْ، مَا حَمِدْتُهَا فَأَرْغَبُ فِيهَا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، إِنْ كَانَ خَيْرًا فَقَدْ أَصَبْنَا مِنْهُ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَشَرٌّ عَنَّا(هَكَذَا فِي الْأَصْل، وَلعلَّ معناهُ: فشَر يبعدُ عنا) آلَ عُمَرَ، بِحَسْبِ آلِ عُمَرَ أَنْ يُحَاسَبَ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَيُسْأَلَ عَنْ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، أَمَا لَقَدْ جَهَدْتُ نَفْسِي وَحَرَمْتُ أَهْلِي، وَإِنْ نَجَوْتُ كَفَافًا لَا وِزْرَ وَلَا أَجْرَ إِنِّي لَسَعِيدٌ، وَانْظُرْ فَإِنِ اسْتَخْلَفْتُ فَقَدِ اسْتَخْلفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي (يَعْنِي: أَبَا بَكْرٍ)،وإِنْ أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي (يَعْنِي: رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَلَنْ يُضَيِّعَ اللهُ دِينَهُ.
فَخَرَجُوا ثُمَّ رَاحُوا فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْـمُؤْمِنِينَ لَوْ عَهِدْتَ عَهْدًا؟ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَجْمَعْتُ بَعْدَ مَقَالَتِي لَكُمْ أَنْ أَنْظُرَ فَأُوَلِّي رَجُلًا أَمْرَكُمْ هُوَ أَحْرَاكُمْ أَنْ يَحْمِلَكُمْ عَلَى الْـحَقِّ وَأَشَارَ إِلَى عَلِيٍّ، وَرَهَقَتْنِي غَشْيَةٌ فَرَأَيْتُ رَجُلًا دَخَلَ جَنَّةً قَدْ غَرَسَهَا فَجَعَلَ يَقْطِفُ كُلَّ غَضَّةٍ وَيَانِعَةٍ فَيَضُمُّهُ إِلَيْهِ وَيُصَيِّرُهُ تَحْتَهُ، فَعَلِمْتُ أَنَّ اللهَ غَالِبُ أَمْرِهِ وَمُتَوَفٍّ عُمَرَ، فَمَا أُرِيدُ أَتَحَمَّلُهَا حَيًّا وَمَيِّتًا، عَلَيْكُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»: سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنْ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ مِنْهُمْ وَلَسْتُ مُدْخِلَهُ، وَلَكِنِ السِّتَّةُ: عَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ ابْنَا عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ خَالَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ حَوَارِيُّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنُ عَمَّتِهِ، وَطَلْحَةُ الْخَيْرِ ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ، فَلْيَخْتَارُوا مِنْهُمْ رَجُلًا فَإِذَا وَلَّوْا وَالِيًا فَأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وَأَعِينُوهُ، وَإِنِ ائْتَمَنَ أَحَدًا مِنْكُمْ فَلْيُؤَدِّ إِلَيْهِ أَمَانَتَهُ.
فَخَرَجُوا فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ: لَا تَدْخُلْ مَعَهُمْ.
قَالَ: أَكْرَهُ الْخِلَافَ. قَالَ: إِذًا تَرَى مَا تَكْرَهُ.
فَلَـمَّا أَصْبَحَ عُمَرُ دَعَا عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، فَقَالَ: إِنِّي نَظَرْتُ فَوَجَدْتُكُمْ رُؤَسَاءَ النَّاسِ وَقَادَتَهُمْ، وَلَا يَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ إِلَّا فِيكُمْ، وَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَنْكُمْ رَاضٍ، إِنِّي لَا أَخَافُ النَّاسَ عَلَيْكُمْ إِنِ اسْتَقَمْتُمْ، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ اخْتِلَافَكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ فَيَخْتَلِفُ النَّاسُ، فَانْهَضُوا إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ بِإِذْنٍ مِنْهَا فَتَشَاوَرُوا وَاخْتَارَوا رَجُلًا مِنْكُمْ.
ثُمَّ قَالَ: لَا تَدْخُلُوا حُجْرَةَ عَائِشَةَ وَلَكِنْ كُونُوا قَرِيبًا، وَوَضَعَ رَأْسَهُ وَقَدْ نَزَفَهُ الدَّمُ.
فَدَخَلُوا فَتَنَاجَوْا ثُمَّ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَر:
سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ أَمِيرَ الْـمُؤْمِنِينَ لَمْ يَمُتْ بَعْدُ، فَأَسْمَعَهُ فَانْتَبَهَ، فَقَالَ: أَلا أَعْرِضُوا عَنْ هَذَا أَجْمَعُونَ، فَإِذَا مِتُّ فَتَشَاوَرُوا ثَلَاثَة أَيَّامٍ وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ صُهَيْبٌ، وَلَا يَأْتِيَنَّ الْيَوْمُ الرَّابِعُ إِلَّا وَعَلَيْكُمْ أَمِيرٌ مِنْكُمْ، وَيَحْضُرُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ مُشِيرًا وَلَا شَيْءَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ، وَطَلْحَةُ شَرِيكُكُمْ فِي الْأَمْرِ، فَإِنْ قَدِمَ فِي الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ فَأَحْضِرُوهُ أَمْرَكُمْ، وَإِنْ مَضَتِ الْأَيَّامُ الثَّلَاثَةُ قَبْلَ قُدُومِهِ فَاقْضُوا أَمْرَكُمْ. مَنْ لِي بِطَلْحَةَ؟ فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنا لَكَ بِهِ وَلَا يُخَالِفُ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَرْجُو أَنْ لَا يُخَالِفَ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَمَا أَظُنُّ أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا أَحَدُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، عَلِيٌّ، أَوْ عُثْمَانُ.
فَإِنْ وَلِي عُثْمَانُ فَرَجُلٌ فِيهِ لِينٌ، وَإِنْ وَلِي عَلِيٌّ فَفِيهِ دُعَابَةٌ، وَأَحْرَى بِهِ أَنْ يَحْمِلَهُمْ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ.
وَإِنْ تُوَلُّوا سَعْدًا فَأَهْلُهَا هُوَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الْوَالِي فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ خِيَانَةٍ وَلَا ضَعْفٍ، وَنِعْمَ ذُو الرَّأْيِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، مُسَدَّدٌ رَشِيدٌ لَهُ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، فَاسْمَعُوا مِنْهُ.
وَقَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ: يَا أَبَا طَلْحَة إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ طَالَـمَا أَعَزَّ الْإِسْلَامَ بِكُمْ، فَاخْتَرْ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَاسْتَحِثَّ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ حَتَّى يَخْتَارُوا رَجُلًا مِنْهُمْ.
وقَالَ لِلْمِقْدَادِ بْنِ الْأسْوَدِ: إِذَا وَضَعْتُمُونِي فِي حُفْرَتِي فَاجْمَعْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ حَتَّى يَخْتَارُوا رَجُلًا مِنْهُمْ.
وَقَالَ لِصُهَيْبٍ: صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَأَدْخِلْ عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَالزُّبَيْرَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَطَلْحَةَ إِنْ قَدِمَ، وَأَحْضِرْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَر وَلَا شَيْءَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ، وَقُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، فَإِنِ اجْتَمَعَ خَمْسَةٌ وَرَضُوا رَجُلًا وَأَبَى وَاحِدٌ، فَاشْدَخْ رَأْسَهُ، أَوِ اضْرِبْ رَأْسَهُ بالسَّيْفِ.
وإِنِ اتَّفَقَ أَرْبَعَةٌ فَرَضُوا رَجُلًا مِنْهُمْ، وَأَبَى اثْنَانِ فَاضْرِبْ رُؤُوسَهُمَا.
فَإِنْ رَضِيَ ثَلَاثَةٌ رَجُلًا مِنْهُمْ، وَثَلَاثَةٌ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَحَكِّمُوا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَر، فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ حُكِمَ لَهُ فَلْيَخْتَارُوا رَجُلًا مِنْهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَرْضَوْا بِحُكْمِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَكُونُوا مَعَ الَّذِينَ فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَاقْتُلُوا الْبَاقِينَ إِنْ رَغِبُوا عَمَّا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ.
(« تَارِيخ الطَّبَرِيِّ » (3/292).

قُلْتُ:
هَذِهِ رِوَايَةُ أَبِي مِخْنَفٍ وَفِيهَا مُخَالَفَاتٌ ظَاهِرَةٌ لِلرِّوَايَةِ الصَّحِيحَةِ الَّتِي أَخْرَجَهَا الْبُخَارِيُّ، ثُمَّ فِيهَا زِيَادَاتٌ مُنْكَرَةٌ، مِنْهَا:
اسْتِبَاحَةُ عُمَرَ دِمَاءَ مَنْ قَالَ هُوَ عَنْهُمْ: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ مَاتَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ»!!
سُبْحَانَ اللهِ! كَيْفَ يَسْتَحِلُّ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رِقَابَ أُولَئِكَ الصَّحَابَةِ الْأَجِلَّةِ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ،
فهَذَا يُظْهِرُ لَكَ كَذِبَ هَذِهِ الرِّوَايَةِ، ثُمَّ مَنْ سَيَجْرُؤُ عَلَى التَّنْفِيذِ؟ وَهَلْ سَيُتْرَكُ؟

إِنَّهُ التَّلْفِيقُ، وَلَا شَيْءَ غَيْرُ التَّلْفِيقِ ثُمَّ التَّلْمِيحُ بَلِ التَّصْرِيحُ بِأَن عَلِيًّا هُوَ الْأَحَقُّ بِالْخِلَافَةِ.




* عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَحَقُّ بِالْخِلَافَةِ:

فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ وَبَايَعُوهُ، وَهُوَ أَفْضَلُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَا كُنَّا نَعْدِلُ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ عُمُرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، ثُمَّ نَتْركُ بَقِيَّةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ.
(«صَحِيح الْبُخَارِيّ »، كِتَاب فَضَائِل الصّحَابَة، بَاب مَنَاقِب عُثْمَان، حَدِيث (3697).


وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْمَعُنَا وَلَا يُنْكِرُهُ.
«الْـمعحم الْكَبِير » للطّبَرانيّ (12/13132)، وَ « السُّنَّة » للخلّالِ (ص 398) وَ « السّنة » لابْنِ أَبِي عَاصمٍ (553) وَقَالََ مُحقّقُهُ الْعلّامةُ الْأَلْبَانِيّ « إِسْنَادُه صَحِيح».


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ بَيْعَةِ عُثْمَانَ: وَلينا أَعْلَاهَا ذَا فَوق.
« السُّنَّة » للخلالِ (ص 320).


وَلِذَلِكَ قَالَ الْإِمَامُ أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ السِّخْتِيَانِيُّ، وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالْإِمَامُ الدَّارَقُطْنِيُّ:
مَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ فَقَدْ أَزْرَى بِالْـمُهَاجِرِينَ والْأَنْصَار.
وَذَلِكَ لِأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنْ عَوْفٍ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ بُيُوتِ الْـمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ بَيْتًا إِلَّا طَرَقْتُهُ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَعْدِلُ بِعُثْمَانَ أَحَدًا. كُلُّهُمْ يُفَضِّلُون عُثْمَانَ.
وَبُوْيعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِالْخِلَافَةِ بَيْعَةً عَامَّةً.



قالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللهُ:
«مَا كَانَ فِي الْقَوْمِ أَوْكَدَ بَيْعَةٍ مِنْ عُثْمَانَ كَانَتْ بِإِجْمَاعِهِمِ»
«السُّنَّة» للخلالِ (ص 320).


وَالَّذِي عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ:
أَنَّ مَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فإِنَّه ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ، وَمَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ فَإِنَّهُ مُخْطِئٌ، وَلَا يُضَلِّلُونَهُ وَلَا يُبَدِّعُونَهُ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدْ تَكَلَّمَ بِشِدَّةٍ عَلَى مَنْ قَدَّم عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ بِأَنَّهُ قَالَ:
«مَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ قَدْ زَعَمَ أَنَّ أَصْحَابَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَانُوا الْأَمَانَةَ حَيْثُ اخْتَارَوا عُثْمَانَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُمَا».







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» إلى جميع المخالفين الذين يسجلون بالمنتدى بمعرفات إسلامية
»» واجبات الإمام من دين الرافضة عجز الـ لا درزن المقدس عن القيام بها
»» حقبة من التاريخ : خلافة امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه
»» الخرافة مهدي الرافضة معطل في عصر الظهور والغيبة
»» د/ محمد المسير - حان الوقت للخروج من قفص الإتهام
 
قديم 21-02-16, 12:37 AM   رقم المشاركة : 3
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


الْـمَبْحَثُ الثَّانِي
عُثْمَانُ بْنُ عفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي سُطُورٍ

* اسْمُهُ وَنَسَبُهُ:

هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنْ أُميَّة بْن عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، فَهُوَ يَلْتَقِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَبْدِ مَنَافٍ.
أُمُّه: أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ.
وَجَدَّتُهُ: أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْـمُطَّلِبِ عَمَّةُ النَّبِيِّ.
« مَعرفة الصّحَابَة » (1/235).


* لَقَبَهُ وَكُنْيَتُهُ:
لُقِّبَ بِذِي النُّورَيْنِ؛ لِأَنَّهُ تَزَوَّجَ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رُقَيَّةَ، فَلَـمَّا تُوُفِّيَتْ تَزَوَّجَ أُخْتَهَا أُمَّ كُلْثُومٍ.
(«مَعرفة الصّحَابَة» (2/245).

وكُنْيَتُه: أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو عَمْروٍ، أَسْلَمَ قَدِيمًا عَلَى يَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ ثُمَّ إِلَى الْـمَدِينَةِ.
(«الْإِصابة» (2/455).


* أَزْوَاجُهُ وَأَوْلَادُهُ:
أَمَّا أَزْوَاجُ عُثْمَانَ: 1- رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ 2- أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ 3- فَاخِتَةُ بِنْتُ غَزْوَانَ 4- أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُب فَاطِمَةُ بِنْت الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ 6- أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُيَيْنَةَ 7- رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ 8- نَائِلَةُ بِنْتُ الْفَرَافِصَة.


* أَوْلَادُهُ:
الذُّكُور: عَبْدُ اللهِ- عَبْدُ اللهِ الْأَصْغَرُ- خَالِدٌ- أَبَانُ- عُمَرُ- سَعِيدٌ- عَبْدُ الْـمَلِكِ- عَمْرٌو- عَنْبَسَةُ.
الْإِنَاثُ: مَرْيَمُ- أُمُّ سَعِيدٍ- عَائِشَةُ- مَرْيَمُ (أُخْرَى)- أُمُّ الْبَنِينَ.


* فَضْلُهُ:
1- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن سَمُرَةَ قَالَ:
جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي ثَوْبِهِ حِينَ جَهَّزَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،َ يُقَلِّبُهَا وَهُوَ يَقُولُ:
«مَا ضَرَّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ» يُرَدِّدُ ذَلِكَ مِرَارًا.
(أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي «الْـمُسْند» (5/63)، وَفيه كَثِيرُ بْنُ أَبِي كتيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سمُرةَ» وَهُوَ مجهولٌ، وَقَدْ حسنهُ الْعلامةُ الْأَلْبَانِيّ فِي « مشكاة الْـمصابيح) (6064).


2- عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: اسْتَفْتَحَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
«افْتحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تَكُونُ».
(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ: «صَحِيح الْبُخَارِيِّ»، كِتَاب الْـمَنَاقِب، بَاب مَنَاقِب عُثْمَان، حَدِيث (3695)، «صَحِيح مُسْلِم»، كِتَاب فصائل الصّحَابَة، بَاب مِنْ فَضَائِلِ عُثْمَان بْن عَفَّانَ، حَدِيث (2403).


3- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ، فَقَالَ:
« أُسْكُنْ أُحُدُ، فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ».
(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ: « صَحِيح الْبُخَارِيِّ »، كِتَاب فَضَائِل الصَّحَابَة، بَاب قَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لَوْ كُنْتُ مُتِّخِذًا خَلِيلًا » حَدِيث (3675). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم فِي « صَحِيحه »، كِتَاب فَضَائِل الصَّحَابَة، بَاب مِن فَضَائِلِ طَلحَةَ وَ الزُّبَيرِ، مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ (2417).


4- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَوْمٍ،
فَقَالَ:
«رَأَيْتُ آنِفًا كَأَنِّي أُعْطِيْتُ الْـمَقَالِيدَ، وَالْـمَوَازِينَ، فأَمَّا الْـمَقَالِيدُ فهي الْـمَفَاتِيحُ، فَوُضِعْتُ فِي كِفَّةٍ، وَوضِعَتْ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ فَرَجَحْتُ بِهِمْ، ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ فَرَجَحَ بِهِمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ فَرَجَحَ بِهِمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُثْمَانَ فَرَجَحَ، ثُمَّ رُفِعَتْ،
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَأَيْنَ نَحْنُ؟
قَالَ: أَنْتُمْ حَيْثُ جَعَلْتُم أَنْفَسَكُمْ».
(أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي «الْـمُسْند» (2/76)، وَفيه عُبَيْد اللهِ بْن مَرْوَان مجهول،- والحَدِيث صححه الشّيخ أَحْمَد شاكر، حَدِيث (5469).



* وَمِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ:

عَنْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَذْكُرُ الْفِتَنَ فَقَرَّبَهَا فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي ثَوْبٍ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى، يَقُولُ مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ عُثْمَانُ.
(أَخْرَجَهُ التّرمذي، كِتَاب: الْـمَنَاقِب، بَاب مَنَاقِب عُثْمَان، حَدِيث (3704) بإِسْنَادٍ صَحِيحٍ).


وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«يَا عُثْمَانُ إِنْ وَلَّاكَ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا فَأَرَادَكَ الْـمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ الَّذِي قَمَّصَكَ اللهُ فَلَا تَخْلَعْهُ».
(سنن ابْن مَاجَة الْـمُقَدِّمَة، بَاب فَضَائِل أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدِيث (112).


إِنَّ عَهْدَ الْخَلِيفَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يُعْتَبَرُ الْعَصْرَ الذَّهِبَيَّ لِلْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ عَلَى الرُّغْمِ مِنْ تَشْويهِهِ مِنْ قِبَلِ الْـمُفْتَرِينَ وَالْـمُضلِّلِينَ وَالْجَهَلَةِ، فَفِي زَمَنِهِ امْتَدَّتْ رُقْعَةُ الْإِسْلَامِ امْتِدَادًا عَظِيمًا، وَعمَّ الرَّخَاءُ وَالْأَمْنُ وَازْدَادَتِ الْأَعْطِيَاتُ.

واسْتَمَرَّ هَذَا الرَّخَاءُ وَهَذِهِ الْفُتُوحَاتُ مُدَّةَ خِلَافَةِ عُثْمَانَ زُهَاءَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ كَانَتِ الْفِتْنَةُ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ حِينَ خَرَجَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْـمُجْرِمِينَ الظَّلَمَةِ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَقَتَلُوهُ فِي بَيْتِهِ، وَ هُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ.







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» حقبة من التاريخ : خلافة امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه
»» حديث: فأعرضوه على القرآن، وضعته الزنادقة، ويدفعه حديث: "أوتيت الكتاب ومثله معه"
»» الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم يصرع كفر الرافضة القائلين بالتحريف والزيادة والنقصان
»» مناظرة مع منكر السنة/ ايمن1، حول ما يدعيه أن شرائع الإسلام جميعها من التوراة والإنجيل
»» هل الرفق واللين هما الأصل الذي يحرم الخروج عنه
 
قديم 21-02-16, 12:39 AM   رقم المشاركة : 4
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


الْـمَبْحَثُ الثَّالِثُ
أَهَمُّ الْأَحْدَاثِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.


لَقَدْ كَانَ عَهْدُ عُثْمَانَ مَلِيئًا بالفُتُوحَاتِ، وَاسْتَمرَّتْ لِـمُدَّةِ عَشَرَةِ أَعْوَامٍ وَكَانَتْ مِنْ أَجَلِّ السَّنَوَاتِ،
وَتَمَّ خِلَالَ هَذِهِ السَّنَوَاتِ نَشْرُ بِسَاطِ الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ، فَفِيهَا غَزَا مُعَاوِيَةُ قُبْرُصَ، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ مَنَعَ الْغَزْوَ عَنْ طَرِيقِ الْبَحْرِ وَأَذِنَ عُثْمَانُ بِهِ، وَفُتِحَتْ أَذْرَبِيجَانُ، وَإِرْمِينِيَةُ، وَكَابُلُ، وَسِجِسْتَانُ، وَغَيْرُهَا كَثِيرٌ، وَفِي خِلَافَتِهِ كَانَتِ الْغَزْوَةُ الْعَظِيمَةُ «ذَاتُ الصَّوَارِي».
وأَكْبَرُ تَوَسُّعٍ لِلْإِسْلَامِ فِي عَهْدِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ كَانَ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَدْ قَامَ عُثْمَانُ بِتَوْسِعَةِ الْـمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، وَالْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ.


1- غَزْوُ إِفْرِيقِيَةَ سَنَةَ 27 هـ:
« الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة » (7/157).
أمَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ أَنْ يَغْزُوَ بِلَادَ إِفْرِيقِيَةَ فَإِذَا افْتَتَحَهَا اللهُ عَلَيْهِ فَلَهُ خُمْسُ الْخُمْسِ مِنَ الْغَنِيمَةِ نَفْلًا.
فَسَارَ إِلَيْهَا فِي عَشْرَةِ آلَافٍ فَافْتَتَحَهَا سَهْلَهَا وَجَبَلَهَا وَدَخَلَ أَهْلُهَا فِي الْإِسْلَامِ، وَأَخَذَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ خُمْسَ الْخُمْسِ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَبَعَثَ بأَرْبَعةِ أَخْمَاسِهِ إِلَى عُثْمَانَ، وَقَسَّمَ أَرْبَعةَ أَخْمَاسِ الْغَنِيمَةِ بَيْنَ الجَيْشِ، فأَصَابَ الْفَارِسَ ثَلَاثَةُ آلَافٍ: أَلْفٌ لَهُ، وَأَلْفَانِ لِفَرَسِهِ وَأَصَابَ الرَّاجِلَ أَلْفٌ.


2- وَقْعَةُ جَرْجِيرَ وَالبَرْبرِ مَعَ الْـمُسْلِمِينَ 27 هـ:
لَـمَّا قَصَدَ الْـمُسْلِمُونَ وَهُم عِشْرُونَ أَلْفًا إِفْرِيقِيَةَ، وَعَلَيْهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّرْحِ، وَفِي جَيْشِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ؛ صَمَدَ إِلَيْهِمْ مَلِكُ الْبَرْبرِ جَرْجِيرُ فِي عِشْرِينَ وَمِئَةِ أَلْفٍ، وَقِيلَ: مِئَتَيْ أَلْفٍ، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ، أَمَرَ جَيْشَهُ فَأَحَاطُوا بِالْـمُسْلِمِينَ هَالَةً، فَوقَفَ الْـمُسْلِمُونَ فِي مَوْقِفٍ لَمْ يُرَ أَشْنَعَ مِنْهُ، وَلَا أَخْوَفَ عَلَيْهِمْ مِنْهُ،
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَنَظَرْتُ إِلَى الْـمَلِكِ جَرْجِيرَ مِنْ وَرَاءِ الصُّفُوفِ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى بِرْذَوْنٍ(هُوَ الْخيلُ غَيْر الْعَرَبيِّ. «لِسَان الْعَرَب» (13/51)، وَجَارِيَتَانِ تُظِلَّانِهِ بِرِيشِ الطَّوَاوِيسِ، فَذَهَبْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ فَسَأَلْتُه أَنْ يَبْعَثَ مَعِي مَنْ يَحْمِي ظَهْرِي فَأَقْصِدَ الْـمَلِكَ، فَجَهَّزَ مَعِي جَمَاعَةً مِنَ الشُّجْعَانِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِمْ فَحَمَوْا ظَهْرِي، وَذَهَبْتُ حَتَّى خَرَقْتُ الصُّفُوفَ إِليْهِ- وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنِّي فِي رِسَالَةٍ إِلَى الْـمَلِكِ- فَلَـمَّا اقْتَربْتُ مِنْهُ أَحَسَّ مِنِّي الشَّرَّ فَفَرَّ عَلَى بِرْذَوْنِهِ، فَلَحِقْتُهُ فَطَعَنْتُه بِرُمْحِي، وَذَفَفْتُ عَلَيْهِ بِسَيْفِي، وَأَخَذْتُ رَأْسَهُ فَنَصَبْتُهُ عَلَى رَأْسِ الرُّمْحِ وَكَبَّرْتُ فَلَـمَّا رَأَى ذَلِكَ الْبَرْبرُ فَرَقُوا (أَي خافوا. «لِسَان الْعَرَب» (10/304)،- وَفَرُّوا كَفِرَارِ الْقَطَا، وَ أَتْبَعَهُمُ الْـمُسْلِمُونَ يَقْتُلُونَ وَيَأْسِرُونَ، فَغَنِمُوا غَنَائِمَ جَمَّةً وَأَمْوَالًا كَثِيرَةً، وَسَبِيًّا عَظِيمًا، وَذَلِكَ بِبَلَدٍ يُقَالُ لَهُ «سُبَيْطِلَةُ»- عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الْقَيْرَوَانِ- فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ مَوْقِفٍ اشْتُهرَ فِيهِ أَمْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
(« الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة » أَحْدَاث سَنَة سبع وَعِشْرِينَ وَقْعَة جَرِير وَالبربر. وَانْظُرْ: « تَارِيخ خَلِيفَة بْن خَيَّاطٍ » (1/34).


3- ذَاتُ الصَّوَارِي سَنَةَ 31 هـ:
جمعَ قُسْطَنْطِينُ بْنُ هِرَقْلَ الرُّومَ وَمَعَهُمُ الْبَرْبَرُ لِقِتَالِ عَبْدِ اللهِ بْن سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ، وَسَارُوا إِلَى الْـمُسْلِمِينَ فِي جَمْعٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ، وَقَدْ خَرَجُوا فِي خَمْسِمِائَةِ مَرْكَبٍ، وَقَصَدُوا عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي السَّرْحِ فِي أَصْحَابِهِ بِبِلَادِ الْـمَغْرِبِ.
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ، بَاتَ الرُّومُ يُصَلِّبُونَ، وَبَاتَ الْـمُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ. فَلَـمَّا أَصْبَحُوا صَفَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّرْحِ أَصْحَابَهُ صُفُوفًا فِي الْـمَرَاكِبِ، وَأَمَرَهُمْ بِذِكْرِ اللهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ.
وكَانَتِ الرِّيحُ مَعَ الرُّومِ وَالْبَرْبرِ، ثُمَّ سَكَنَتِ الرِّيحُ، فَقَالَ لَهُمُ الْـمُسْلِمُونَ إِنْ شِئْتُمُ الْقِتَالُ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ نَصْرَهُ عَلَى الْـمُسْلِمينَ، فَهَرَبَ قُسْطَنْطِينُ وَجَيْشُهُ. وَأَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّرْحِ بِذَاتِ الصَّوَارِي أَيَّامًا، ثُمَّ رَجَعَ مَنْصُورًا مُظَفَّرًا.
(« الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة » أَحْدَاث سَنَة 31 هـ).

4- تَوسِعَةُ الْـمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ.

5- بِنَاءُ أَوَّلِ أُسْطُولٍ بَحْرِيٍّ.

6- جَمْعُ الْقُرْآنِ مَرَّةً ثَانِيَةً.

وكَلَّفَ أَرْبَعةً: ثَلَاثَةً مِنْ قُرَيْشٍ، وَوَاحِدًا مِنَ الْأَنْصَارِ.
أمَّا الْقُرَشِيُّونَ فَهُمْ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ.
وَأَمَّا الْأَنْصَاريُّ فَهُوَ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ.

وَلَـمَّا كُتِبَتِ الْـمَصَاحِفُ الْعُثْمَانِيَّةُ أُرْسِلَتْ إِلَى الْبِلَادِ الْإِسْلَامِيَّةِ، لَمْ يَكْتَفِ عُثْمَانُ بِإِرْسَالِهَا إِلَى الْأَمْصَارِ وَحْدَهَا لِتَكُونَ الْـمَلْجَأَ وَالْـمَرْجِعَ
بَلْ:
أَرْسَلَ مَعَ كُلِّ مُصْحَفٍ عَالِـمًا مِنْ عُلَمَاءِ الْقِرَاءَةِ يُعَلِّمُ الْـمُسْلِمِينَ الْقُرْآنَ وَفْقَ هَذَا الْـمُصْحَفِ وَعَلَى مُقْتَضَاهُ.

فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَنْ يُقْرِئَ بِالْـمَدِينَةِ، وَبَعَثَ عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّائِبِ إِلَى مَكَّةَ، وَالْـمُغِيرَةَ بْنَ شِهَابٍ إِلَى الشَّامِ، وَعَامِرَ بْنَ عَبْدِ الْقَيْسِ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ إِلَى الْكُوفَةِ. وَتَرَكَ عِنْدَهُ فِي الْـمَدِينَةِ مُصْحَفًا سَادِسًا وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى بالْـمُصْحَفِ الْإِمَامِ.







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر وأركان هذا الإيمان
»» الاتصال الصاعقة : مكتب السيستاني بلبنان يقول لانعرف نسب السيستاني
»» نقل القرآن سماعاً من صدر إلى صدر ينفي أهمية المكتوب
»» صاعقة من نار على الرافضة، أخرجوا علياً من المنافقين والمرتدين الذين لا يردون الحوض
»» الفارِق بين المُصحف والقرآن الكريم
 
قديم 21-02-16, 12:40 AM   رقم المشاركة : 5
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


الْـمَبْحَثُ الرَّابِعُ

بَدْءُ الْفِتْنَةِ


بَدَأَتِ الْفِتْنَةُ فِي سَنَةِ 34 مِنَ الْهِجْرَةِ عِنْدَمَا حَاوَلَ بَعْضُ الْجَهَلَةِ الطَّغَامِ أَنْ يَخْرُجُوا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَمْسَكَ بِهِمْ ثُمَّ أَنَّبَهُمْ عَلَى فِعْلِهِمْ وَتَرَكَهُمْ (وَليته لَمْ يتركهم. وَلَكِنَّهُ قدر الله)،
وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَصْبِرُوا بَلِ اسْتَعَدُّوا أَكْثَرَ وَخَرَجُوا مَرَّةً ثَانِيَة فِي سَنَةِ 35 مِنَ الْهِجْرَةِ مِنْ دِيَارِهِمْ كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْحجَّ، وَمَرُّوا عَلَى مَدِينَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، ثُمَّ حَاصَرُوا أَمِيرَ الْـمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي بَيْتِهِ حَتَّى قَتَلُوهُ شَهِيدًا بَعْدَ حِصَارٍ دَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَمُنِعَ خِلَالَهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى الصَّلَاةِ فِي الْـمَسْجِدِ.



أَسْبَابُ الْفِتْنَةِ:

السَّبَبُ الْأَوَّلُ:
وَهُوَ سَبَبٌ رَئِيسٌ، رَجُلٌ يهُودِيٌّ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَبَأٍ.
(انْظُرْ كِتَاب: « عَبْدُ الله بْنُ سبأ هَلْ هُوَ حَقِيقَة أم خيال؟»).


وَقَدْ تَسَالَمَ الْـمُتَقَدِّمُونَ عَلَى إِثْبَاتِ هَذِهِ الشَّخْصِيَّةِ، بَلْ وَنَسَبُوا فِرْقَةً مِنَ الْفِرَقِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبَأٍ فَسَمَّوْهَا السَّبَئِيَّةَ أَوِ السَّبَائِيَّةَ، وَنَسَبُوا إِلَيْهَا مُعْتَقَدَاتٍ خَاصَّةً بِهَا، وَمِمَّنْ أَنْكَرَ هَذِهِ الْـمَسْأَلَةَ رَجُلٌ يُقَالَ لَهُ مُرْتَضَى الْعَسْكَرِيُّ، فِي كِتَابٍ لَهُ أَسْمَاهُ: «عَبْدُ اللهِ بْنُ سَبَأٍ، وَأَسَاطِيرُ أُخْرَى».
وَمِمَّنْ أَنْكَرَ ابْنَ سَبَأٍ أَيْضًا «طه حُسَيْن » فِي كِتَابِهِ «عَلِيٌّ وَ بنوه» وَغَيْرُهُمَا؛ أمَّا طه حُسَيْن فَلَمْ يَزِدْ عَلَى طَرِيقَتِهِ الْـمُعْتَادَةِ فِي إِنْكَارِ الْيَقِينِيَّاتِ وَالْـمُسَلَّمَاتِ كَمَا فِي كِتَابِهِ فِي الشِّعْرِ الْجَاهِليِّ(انْظُرْ صفحة (22)، حَيْثُ أَنْكَرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ قَدْ بَنَيَا الْكَعْبَةَ قَائِلًا:
(لِلْقُرْآنِ أَنْ يُحَدِّثَنَا عَنْ هَذَا، وَلَكِنْ لَا يَلْزَمُ أَنَّهُ وَقَعَ) فَهُوَ قَدْ سَارَ عَلَى طَرِيقَةِ الشَّكِّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
وَأَمَّا هَذَا الْعَسْكَرِيُّ فَحَاوَلَ أَن يُلَبِّسَ عَلَى النَّاسِ، إِذْ زَعَمَ أَنَّ طَرِيقَتَهُ عِلْمِيَّةٌ وَأَنَّهُ جَمَعَ الْأَحَادِيثَ وَالرِّوَايَاتِ الَّتِي ذَكَرَتِ ابْنَ سَبَأٍ وَثَبَتَتْ عِنْدَهُ أَنَّهَا مِنْ طَرِيقِ سَيْفِ بْنِ عُمَرَ، وَسَيْفٌ كَذَّابٌ فَلَا وُجُودَ إِذَنْ لِابْنِ سَبَأٍ.
وَهَذَا بَاطِلٌ مِنْ وُجُوهٍ:
1- جَاءَ عِنْد ابْنِ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَمِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ذَكَرَ ابْنَ سَبَأٍ لَـمَّا جِيءَ بِهِ إِلَى عَلِيٍّ وَلَيْسَ مِنْ طَرِيق سَيْفِ بْنِ عُمَرَ.
(« تَارِيخ دِمَشْق » (29/6) فِي تَرْجَمَة عَبْد اللهِ بْن سبأ).

2- أَثْبَتَ كَثِيرٌ مِنْ مُؤَرِّخِي الشِّيعَةِ وَجَامِعِي مَقَالَاتِهِمِ وَمُحَدِّثِيهِمْ هَذِهِ الشَّخْصِيَّة فِي كُتُبِهِمْ.
- فهَذَا النُّوبَخْتِيُّ فِي كِتَابِه « فِرَقُ الشِّيعَةِ » بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ أَقْوَالَ ابْنِ سَبَأٍ قَالَ: وَهَذِهِ الْفِرْقَةُ تُسَمَّى « السَّبَئِيَّة » أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبَأٍ (« فرق الشَّيعَة » (ص 22)،- (وَقَدْ تُوُفِّي النُّوبَخْتِيُّ فِي الْقَرْنِ الثَّالِثِ الْهِجْرِيِّ).

- رَوَى الْكِشِّيُّ فِي كِتَابِه « رِجَالُ الشِّيعَةِ » عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْن سَبَأٍ كَانَ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ، وَيَزْعُمُ أَنَّ أَمِيرَ الْـمُؤْمِنِينَ هُوَ اللهُ.
« رِجَال الْكشي » (ص 98).

وَرَوَى رِوَايَاتٍ أُخْرَى عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ فِي ذِكْرِ ابْنِ سَبَأٍ حَتَّى ذَكَرَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ رِوَايَاتٍ.
- ابن بابويه القمي، فِي كِتَابِه مَنْ لَا يَحضُرُهُ الْفَقِيهُ(رِوَايَة رقم (955).
- الطُّوسِيُّ شَيْخُ الطَّائِفَةِ(فِي كِتَابِهِ « رِجَال الطّوسي » (ص 1).
- الْـمَجْلِسيُّ بَاقِرُ عُلُومِ الْأَئِمَّةِ عِنْدَهُمْ(فِي كِتَابِهِ « بِحَار الْأَنْوَارِ » (51/210) وَ (42/146).
- الـ لا نُّورِيُّ الطَّبْرَسِيُّ(فِي كِتَابِهِ « مستدرك الْوسائل » (18/169).

- وَغَيْرُهُمْ كَثِيرٌ تَرَكْتُهُمْ لِعَدَمِ الْإِطَالَةِ.


2- وَأَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ:
فَكُلُّ مَنْ أَرَّخَ هَذِهِ الْحِقْبَةَ ذَكَرَ ابْنَ سَبَأٍ وَأَثَرَهُ فِيهَا. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُنْكِرْ وُجُودَ ابْنِ سَبَأٍ إِلَّا الْـمُتَأَخِّرُونَ مِنْ كُتَّابِ الشِّيعَةِ، وَتَابَعَهُمْ عَلَيْهِ كُتَّابُ السُّنَّةِ الَّذِينَ يَجْهَلُونَ مَا يَرْمِي إِلَيْهِ الشَّيعَةُ فِي إِنْكَارِهِمْ لِهَذِهِ الشَّخْصِيَّةِ.
وعَبْدُ اللهِ بْنُ سَبَأٍ هُوَ يَمَانِيُّ يَهُودِيٌّ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ انْتَهَجَ التَّشَيُّعَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي تُنْسَبُ إِلَيْهِ فِرْقَةُ السَّبَئِيَّةِ الَّذِينَ قَالُوا بِأُلُوهِيَّةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُمُ الَّذِينَ جَاءُوا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ هُوَ. قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالُوا: أَنْتَ اللهُ. فَأَمَرَ مَوْلَاهُ قَنْبَرًا بِأَنْ يَحْفِرَ حُفْرَةً، وَيُشْعِلَ فِيهَا النَّارَ، وَ قَالَ:
لَـمَّا رَأَيْتُ الْأَمْرَ أَمْرًا مُنْكَرا ... أَجَّجْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قَنْبَرَا
وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ أَحْرَقْتُهُ بالنَّارِ، فَأَحْرَقَ الْكَثِيرينَ مِنْهُمْ، وَفَرَّ مِنْهُمْ مَنْ فَرَّ، وَمِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَبَأٍ، وَقِيلَ: إِنَّهُ قُتِلَ، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
(أصلُه فِي « صَحِيح الْبُخَارِيِّ »، كِتَاب استتابة الْـمُرْتَدِّينَ، بَاب حكم الْـمرتدِّ وَالْمرتدة وَاستتابتهم، حَدِيث (6922)،
وَتَفْصِيل الْقِصَّة ذكرهَا الْحَافِظُ ابْنُ حَجرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي شرحه لهَذَا الْحَدِيث، وَقَالَ: «رويناه فِي الْجزءِ الثَّالِثِ مِنْ «حَدِيثِ أَبِي طَاهرٍ الْـمخلص» وَسندُه حسنٌ».


وَأَظْهَرَ الْمَلْعُونُ/ ابْنُ سَبَأٍ بَعْضَ الْعَقَائِدِ الْيَهُودِيَّةِ، كَالْقَوْلِ بِالرَّجْعَةِ وَالْوَصِيِّ، وَأَنَّ الْإِمَامَةَ تَكُونُ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

واسْتَغَلَّ الْأَعْرَابَ، فَأَخَذَ يُشِيعُ عِنْدَهُمُ الْأَكَاذِيبَ مُدَّعِيًا أَنَّ عُثْمَانَ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا، وَكَتَبَ كُتُبًا مُزَوَّرةً (هُوَ وَمَنْ سَاعَدَهُ) عَلَى الزُّبَيْرِ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَعَائِشَةَ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَيَخْتِمُونَهَا بِأَخْتَامِهِمُ الْـمُزَوَّرَةِ، كُلُّهَا فِيهَا الْإِنْكَارُ عَلَى عُثْمَانَ وَالتَّذَمُّر مِنْ سِيَاسَتِهِ، وَفِي السَّابقِ لَا تُوجَدُ أَجْهِزَةُ اتِّصَالَاتٍ حَدِيثَةٌ كَمَا هُوَ الْآنَ، وَالْـمُتَلقُّونَ أَعْرَابٌ تَأْتِيهِمْ هَذِهِ الْأَخْبَارُ فَيَقْبَلُونَ وَيُصَدِّقُونَ، فَصَبأَ إِلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ ذَوِي الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ، وَكَانَ الْمَلْعُونُ يَقُولُ لِحَدِيثِي السِّنِّ وَقَلِيلِي التَّجْرِبةِ: «عَجَبًا لِـمَنْ يَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى يَرْجِعُ وَ يُكَذِّبُ بِأَنَّ مُحمَّدًا يَرْجِعُ وَقَدْ قَالَ عزَّ وَجلَّ:
۩ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ... ۩ سورة القصص: من الآية 85،- فَمُحَمَّدٌ أَحَقُّ بِالرُّجُوعِ مِنْ عِيسَى».
وَكَانَ الْمَلْعُونُ يَقُولُ: «كَانَ فِيمَا مَضِى أَلْفُ نَبِيٍّ وَلِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ، وَإِنَّ عَلِيًّا وَصِيُّ مُحمَّدٍ». فَاسْتَجَابَ لَهُ نَاسٌ فِي مُخْتَلَفِ الطَّبَقَاتِ فَاتَّخذَ بَعْضَهُمْ دُعَاةً فَهِمُوا أَغْرَاضَهُ وَدَعَوْا إِلَيْهَا، وَآخَرُونَ صَدَّقُوا قَوْلَهُ فَصَارُوا يَدْعُونَ إِلَيْهِ عَنْ عَمَايةٍ.



وَمِنْ دُعَاتِهِ الَّذِينَ سَاهَمُوا فِي نَشْرِ دَعْوَتِهِ:
الغَافِقيُّ بْنُ حَرْبٍ- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ- كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ- سودَانُ بْنُ حُمْرَانَ، عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَرْقَاءَ- عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ- حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْرٍ- حُكَيْمُ بْنُ جَبَلَةَ- قُتَيْرَةُ السَّكُونِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
(« مُخْتَصر التّحفة الاثني عشرية » (318).


وَأَمَّا تَزْوِيرُ الْكُتُب فَقَدْ قَالَ مَسْرُوقٌ: قَالَتْ عَائِشَةُ: تَرَكْتُمُوُه (أَيْ: عُثْمَان) كَالثَّوْبِ النَّقِيِّ مِنَ الدَّنَسِ، ثُمَّ قَرَّبْتُمُوهُ تَذْبَحُونَهٌ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ.
فَقَالَ لَهَا مَسْرُوقٌ: هَذَا عَمَلُكِ كَتَبْتِ إِلَى النَّاسِ تَأْمُرِينَهُمْ بِالْخُرُوجِ عَلَيْهِ.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَالَّذِي آمَنَ بِهِ الْـمُؤْمِنُونَ وَكَفَرَ بِهِ الْكَافِرُونَ، مَا كَتَبْتُ لَهُمْ سَوَادًا فِي بَيَاضٍ، حَتَّى جَلَسْتُ مَجْلِسِي هَذَا.
قَالَ الْأَعْمَشُ: فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ كُتِبَ عَلَى لِسَانِهَا
(« الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة » (7/204). قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: « إِسْنَاده صَحِيح»).

فكُتِبَتْ كُتُبٌ مُزَوَّرَةٌ عَلَى أَلْسِنَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كُلُّهَا تَذُمُّ عُثْمَانَ بْنَ عفَّانَ، فَالْمَلْعُونُ/ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَبَأٍ هَذَا لَهُ أَتْبَاعٌ فِي شَتَّى الْوِلَايَاتِ، وَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَيْهِ، وَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ، وَ يُرْسِلُ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ: فَعَلَ بِنَا الْوَالِي كَذَا بِأَمْرِ عُثْمَانَ، وَفَعَلَ بِنَا الْوَالِي كَذَا بِأَمْرِ عُثْمَانَ، ذَهَبْنَا إِلَى الْـمَدِينَةِ فَفَعَلَ عُثْمَانُ بِنَا كَذَا، وَ عُثْمَانُ فَعَلَ بأَصْحَابِ مُحمَّدٍ كَذَا، وَجَاءَتْنَا رِسَالةٌ مِنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، جَاءَنَا خِطَابٌ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، جَاءَنَا كِتَابٌ مِنْ عَائِشَةَ، جَاءَنَا كَذَا، فَصَارَ الْأَعْرَابُ الَّذِينَ لَا يَفْقَهُونَ مِنْ دِينِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا الشَّيْ ءَ الْيَسِيرَ يَتَأَثَّرُونَ بِهَذِهِ الْأُمُورِ، فَغَلَتْ عَلَى عُثْمَانَ - رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ- الْقُلُوبُ.


السَّبَبُ الثَّانِي: الرَّخَاءُ الَّذِي أَصَابَ الْأُمَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ:

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصرْيُّ رَحِمَهُ اللهُ:
قَلَّمَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ إِلَّا وَيَقْتَسِمُون فِيهِ خَيْرًا، حَتَّى إِنَّهُ يُنَادَى تَعَالَوْا عِبَادَ اللهِ، خُذُوا نَصِيبَكُمْ مِنَ الْعَسَلِ، تَعَالَوا عِبَادَ اللهِ، خُذُوا نَصِيبَكُمْ مِنَ الْـمَالِ.
(« تَحْقِيق مَوَاقِف الصَّحَابَة فِي الْفِتْنَة » (1/360).

وَذَلكَ لِأَنَّ الْجِهَادَ كَانَ فِي أَوْجِهِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَالرَّخَاءُ مِنْ عَادَتِه أَنْ يُورِثَ مِثْلَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ، وَهُوَ التَّذَمُّرُ، وَ عَدَمُ الْقَبُولِ، وَذَلِكَ لِبَطَرِ النَّاسِ، وَعَدَمِ شُكْرِهِمْ.


السَّببُ الثَّالثُ: الاخْتِلَافُ بَيْنَ طَبْعِ عُثْمَانَ وَطَبْعِ عُمَرَ:

كان عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَدِيدًا، وَكانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَلِيمًا رَءُوفًا، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفًا كَمَا يدَّعِي كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، بَلْ كَانَ حَلِيمًا، وَلِذَلِكَ عِنْدَمَا حَاصَرُوهُ فِي الْبَيْتِ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا جَرَّأَكُمْ عَلَيَّ؟ مَا جَرَّأَكُمْ عَلَيَّ إِلَّا حِلْمِي.
وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَر: وَاللهِ لَقَدْ نَقَمُوا عَلَى عُثْمَانَ أَشْيَاءَ لَوْ فَعَلَهَا عُمَرُ مَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.
إِذَنْ لِـمَاذَا نَقَمُوا عَلَى عُثْمَانَ؟
لِأَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يُسَامِحُ وَ يَتْرُكُ وَيُفَوِّتُ لَهُمْ تِلْكَ الْأَخْطَاءَ وَيَعْفُو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.



السَّبَبُ الرَّابعُ: اسْتِثْقَالُ بَعْضِ الْقَبَائِلِ لِرئَاسَةِ قُرَيْشٍ:

الْقَبَائِلُ الْعَرَبيَّةُ الَّتِي دَخَلَتْ فِي الْإِسْلَامِ وَبِخَاصَّةٍ تِلْكَ الَّتِي ارْتَدَّ بَعْضُ رِجَالِهَا عَنْ دِينِ اللهِ تَبَارَكَ ثُمَّ رَجَعُوا بَعْد أَن قُوتِلُوا، رَجَعَ بَعْضُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ عَنْ قَنَاعَةٍ، وَبَعْضُهُم مِنْ غَيْرِ قَنَاعَةٍ، وَ بَعْضُهُمْ رَجَعَ وَفِي الْقَلْبِ شَيْءٌ، أُولَئِكَ اسْتَثْقَلوا أَنْ تَكُونَ الرِّئَاسَةُ دَائِمًا فِي قُرَيْشٍ، لِـمَاذَا الرِّئَاسَةُ فِي قُرَيْشٍ؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ ابْنُ خَلْدُونَ: « وَجَدَتْ بَعْضُ الْقَبَائِلِ الْعَرَبِيَّةِ الرِّئَاسَةَ عَلَى قُرَيْشٍ، وَ أَنِفَتْ نُفُوسُهُمْ، فَكَانُوا يُظْهِرُونَ الطَّعنَ فِي الْوُلَاةِ »
(« تَحْقِيق مَوَاقِف الصَّحَابَة فِي الْفِتْنَة » (1/365).

وَوَجَدُوا فِي لِينِ عُثْمَانَ فُرْصَةً لِذَلِكَ.
هَذِهِ أَهَمُّ الْأَسْبَابِ.
وهُنَاكَ أَسْبَابٌ أُخْرَى أَدَّتْ إِلَى تِلْكَ الْفِتْنَةِ تَرَكْتُهَا مَخَافَةَ الْإِطَالَةِ.







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» يقول الله عز وجل أمراً رسوله ۩...وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ۩
»» بأي عقل وعلى أي منطق قبلت الرافضة القرآن المتواتر عن طريق الصحابة وطعنت في السنة
»» الخرافة مهدي الرافضة معطل في عصر الظهور والغيبة
»» الرد على إنكار النصارى والملاحدة، نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته
»» حديث: فأعرضوه على القرآن، وضعته الزنادقة، ويدفعه حديث: "أوتيت الكتاب ومثله معه"
 
قديم 21-02-16, 12:41 AM   رقم المشاركة : 6
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


الْـمَبْحَثُ الْـخَامِسُ

الْـمَآخِذُ الَّتِي أُخِذَتْ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ


الْـمَآخِذُ الَّتِي أُخِذَتْ عَلَى حُكْمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ أُجْمِلُهَا ثُمَّ أُفَصِّلُهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

الْأَوَّلُ: تَوْلِيَةُ أَقَارِبِهِ.

الثَّانِي: نَفْيُ أَبِي ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ(1).

الثَّالِثُ: إِعْطَاءُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ خُمْسَ إِفْرِيقِيَةَ.

الرَّابِعُ: إِحْراقُ الْـمَصَاحِفِ وَجَمْعُ النَّاسِ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ.

الْـخَامِسُ: ضَرْبُ ابْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى فُتِقَتْ أَمْعَاؤُهُ، وَ ضَرْبُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ حَتَّى كُسِرَتْ أَضْلَاعُهُ.

السَّادِسُ: الزِّيَادَةُ فِي الْحِمَى.

السَّابِعُ: الْإِتْمَامُ فِي السَّفَرِ.

الثَّامِنُ: الْغِيَابُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ.

التَّاسِعُ: الْفِرَارُ مِنَ الْـمَعْرَكَةِ يَوْمَ أُحُدٍ.

العَاشِرُ: الْغِيَابُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ.

الْـحَادِي عَشَرَ: لَمْ يَقْتُلْ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بالْهُرْمُزَانِ.

الثَّانِي عَشَرَ: زِيَادَةُ الْأَذَانِ الثَّانِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ.

الثَّالِثَ عَشَرَ: ردُّ عُثْمَانَ الْحَكَمَ، وَقَدْ نَفَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ.

وَهُنَاكَ أَشْيَاءُ أُخْرَى كَقَوْلِهمْ إِنَّهُ صَعِدَ إِلَى دَرَجَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، فِي الْـمِنْبرِ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، يَخْطُبُ عَلَى الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ، فَلَـمَّا جَاءَ أَبُو بَكْرٍ نَزَلَ إِلَى الثَّانِيَةِ، وَلَـمَّا جَاءَ عُمَرُ نَزَلَ إِلَى الْأُولَى، وَلَـمَّا جَاءَ عُثْمَانُ صَعِدَ إِلَى الثَّالِثَةِ، وَهَكَذَا اسْتَمَرَّ الْأَمْرُ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، وَقَالُوا كَذَلِكَ كَانَ عُمَرُ يَضْرِبُ بالدُّرَّةِ، فَصَارَ هُوَ يَضْرِبُ بِالسَّوْطِ، وَقَالُوا آذى أَبَا الدَّرْدَاءِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَغَيْرُهَا مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي أَكْثَرُهَا كَذِبٌ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ،

(1) « الرّبذة »: تَبعدُ عَنِ الْـمَدِينَةِ مَسِيرةَ ثَلَاثَة أَيَّامٍ عَلَى طَرِيق مَكَّةَ «معجم الْبلدان»(3/24).


وَتَفْصِيلُ هَذِهِ الْأُمُورِ فِيمَا يَأْتِي:

الْـمَأْخَذُ الْأَوَّلُ: وَلَّى أَقَارِبَهُ:



مَنْ أَقَارِبُ عُثْمَانَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟

أَقَارِبُ عُثْمَانَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَنْهُ:

أوَّلُهُمْ: مُعَاوِيَةُ.

الثَّانِي: عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ.

الثَّالِثُ: الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَة.

الرَّابعُ: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ.

الخَامِسُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ.

هَؤُلَاءِ خَمْسَةٌ وَلَّاهُمْ عُثْمَانُ، وَهُمْ مِنْ أَقَارِبِه، وَ هَذَا فِي زَعْمِهِمْ مَطْعَنٌ عَلَيْهِ، فَلْنَنْظُر إِلَى بَاقِي وُلَاةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، الْقَعْقَاعُ بْنُ عَمْرٍو، جَابِرٌ الْـمُزَنِيُّ، حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ، حَكِيمُ بْنُ سَلَامَةَ، الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ، عُتَيْبَةُ بْنُ النَّهاسِ، مَالِكُ بْنُ حَبِيبٍ، النُّسَيْرُ الْعَجَلِيُّ، السَّائِبُ بْنُ الْأَقْرَعِ، سَعِيدُ بْنُ قَيْسٍ، سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَة، خُنَيْسُ بْنُ خبيش.


هَؤُلَاءِ هُمْ وُلَاةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَبِنَظْرَةٍ سَرِيعَةٍ نَجِدُ أَنَّ عَدَدَ الْوُلَاة مِنْ أَقَارِبِ عُثْمَانَ أَقَلُّ بِكَثِيرٍ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَبِخَاصَّةٍ إِذَا عَلِمْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَانَ يُوَلِّي بَنِي أُمَيَّةَ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ.


قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ:
«لَا نعرفُ قَبِيلَةً مِنْ قَبَائلِ قُرَيْشٍ فِيهَا عُمَّالٌ لرَسُولِ اللهِ ^ أَكْثَر مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ؛ لأنّهم كَانُوا كَثِيرين، وَفيهم شَرَفٌ وَسُؤْدُدٌ».
(« مِنْهَاج السُّنَّةِ »(6/192).


والوُلَاة الَّذِينَ وَلَّاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَاسْتَعْمَلَهُم مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ هُمْ عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ، أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، خَالِد بْن سَعِيدٍ، عُثْمَان بْن سَعِيدٍ، أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ. هَؤُلَاءِ خَمْسَةٌ كَعَدَدِ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُثْمَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.


ثُمَّ يُقَالُ بَعْد ذَلِكَ:
إِنَّ هَؤُلَاءِ الْوُلَاةَ لَمْ يَتَوَلَّوا كُلُّهُمْ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ بَلْ كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدْ وَلَّى الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ ثُمَّ عَزَلَهُ فَوَلَّى مَكَانَهُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ فَلَمْ يَكُونُوا خَمْسَةً فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ.


وَأَيْضًا لَمْ يُتَوَفَّ عُثْمَانُ إِلَّا وَقَدْ عَزَلَ أَيْضًا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ
(« تَارِيخ الطَّبَرِيِّ » (3/445).


فَعِنْدَمَا تُوُفِّيَ عُثْمَانُ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الْوُلَاةِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ، وَهُمْ: مُعَاوِيَةُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرح، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْن كُرَيْزٍ فَقَطْ.
(« تَاريخ الطَّبَرِيِّ » (3/445).


وهُنَا أَمْرٌ يَجِبُ التَّنَبُّهُ إِلَيْهِ:

وَهُوَ أَنَّ عُثْمَانَ عَزَلَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ مِنَ الْكُوفَةِ!

الْكُوفَةُ الَّتِي عَزَلَ مِنْهَا عُمَرُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَزَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ.

وعَزَلَ عُثْمَانُ مِنْهَا أَبَا مُوسَى وَالْوَلِيدَ وَغَيْرَهُمَا.

الكُوفَةُ الَّتِي دَعَا عَلِيٌّ عَلَى أَهْلِهَا.

الكُوفَةُ الَّتِي غَدَرَ أَهْلُهَا بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
الكُوفَةُ الَّتِي نَقَضَ أَهْلُهَا الْعَهْدَ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ.

وأخيرًا وَلَيْسَ آخِرًا:
الْكُوفَةُ الَّتِي قَتَلَ أَهْلُهَا الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ!

الكُوفَةُ الَّتِي لَمْ تَرْضَ بِوَالٍ أَبَدًا.

إِذًا عَزْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لأُولَئِكَ الْوُلَاةِ لَا يُعْتَبَرُ مَطْعَنًا فِيهِمْ بَلْ مَطْعَنًا فِي الْـمَدِينَةِ الَّتِي وُلُّوا عَلَيْهَا، ثُمَّ هَلْ أَثْبَتَ هَؤُلَاءِ الْوُلَاةُ كَفَاءَتَهُمْ أَوْ لَا؟ سَتَأْتِي شَهَادَاتُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي أُولَئِكَ الْوُلَاةِ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.




ثُمَّ يُقَالُ كَذَلِكَ:

إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَّى أَقَارِبَهُ(1)، وَلَمْ يَنْقِمْ عَلَيْهِ أَحَدٌ وَلَا نَنْقِمُ عَلَيْهِ نَحْنُ أَيْضًا، لِأَنَّ هَذَا الْأَمْرَ- وَهُوَ تَوْلِيَةُ عُثْمَانَ لِأَقَارِبِهِ- الَّذِي يَنْقِمُهُ عَلَى عُثْمَانَ اثْنَانِ إِمَّا سُنِّيٌّ وَ إِمَّا شِيعيٌّ.

* فأمَّا الشِّيعيُّ فَيُرَدُّ عَلَيْهِ بِأَنَّ:
عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَلَّى أَقَارِبَهُ أَيْضًا، فَالْأَمْرُ سَوَاءٌ؛ فَإِذَا كَانَتْ تَوْلِيَةُ عُثْمَانَ لِأَقارِبِهِ تُعَدُّ مَطْعَنًا عَلَيْهِ، فَكَذَلِكَ تَوْلِيَةُ عَلِيٍّ لِأَقارِبِهِ لَابُدَّ أَنْ تَكُونَ مَطْعَنًا عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ تكنْ مَطْعَنًا عَلَى عَلِيٍّ فَلَيْسَتْ بِمَطْعَنٍ عَلَى عُثْمَانَ، بَلْ إِنَّ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُثْمَانُ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ بِاسْتِثْنَاءِ عَبْدِ اللهِ بْن عَبَّاسٍ.


* وَأمَّا إِذَا كَانَ الَّذِي يُنْكِرُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سُنِّيًّا؛ فَيُقَالُ لَهُ: أَنْتَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ اثْنَيْنِ:
أَحَدُهُمَا:
أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَّاهُمْ مُحَابَاةً لَهُمْ، وَ لَمْ يَكُونُوا أَهْلًا لِلْوِلَايَةِ.
وَثَانِيهِمَا:
أَنْ تَقُولَ إِنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْوِلَايَةَ وَلِذَلِكَ وَلَّاهُمْ، وَالْأَصْلُ إِحْسَانُ الظَّنِّ فِي أَمْثَالِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ نَنْظرُ فِي سِيَرِ أُولَئِكَ الْوُلَاةِ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

________________________________
(1) وَلَّى: (عَبْد اللهِ) وَ (عُبَيْد اللهِ) وَ (قثم) وَ (تمام) أَبْنَاء الْعَبَّاس، وَ (ربيبه مُحَمَّد بْن أَبِي بَكرٍ)، وَ (عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هبيرة ابْن أخته أم هانئ).
« تَارِيخ خَلِيفَة بْن الْخياط » (ص. 200- 201).



وَهَذِهِ شَهَادَاتُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي أُولَئِكَ الْوُلَاةِ:

الْأَوَّلُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ:

لا يَخْتَلِفُ أَحَدٌ مِنَ الْـمُسْلِمِينَ فِي أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيانَ كَانَ مِنْ خَيْرِ الْوُلَاةِ، بَلْ إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ كَانُوا يُحِبُّونَهُ حُبًّا شَدِيدًا رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ، وَكانَ عُمَرُ بْنُ الْخطَّابِ قَدْ وَلَّاهُ عَلَيْهَا، وَكُلُّ الَّذِي فَعَلَه عُثْمَانُ أَنَّهُ أَبْقَاهُ عَلَى تِلْكَ الْوِلَايَةِ، وَزَادَهُ وِلَايَاتٍ أُخْرَى.
ثُمَّ هُوَ كَاتِبٌ لِلْوَحْيِ زَمَنَ رَسُولِ اللهِ، وَكانَ مِنْ خَيْرِ الْوُلَاةِ وَ قَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ مَنْ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَ تُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ»
(« صَحِيح مُسْلِم » كِتَاب الْإِمارة: بَاب خِيَارِ الْأَئِمَّةِ وَشِرَارِهم حَدِيث (1855).

وَكانَ مُعَاوِيَةُ كَذَلِكَ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ.



الثَّانِي: عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ.

كَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ارْتَدَّ عَنْ دِينِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَابَ إِلَى اللهِ جلَّ وَعَلَا، وَرَجَعَ لِيُبَايعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ بَايِعْهُ، فَإِنَّهُ جَاءَ تَائِبًا، فَلَم يُبَايِعْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ كَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ،
فَمَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَدَهُ فَبَايَعَهُ
(أَخْرَجَهُ أَبُو داود، كِتَاب الْحدود، بَاب الْحكم فِي مَنِ ارْتَدَّ (4359).

فَرَجَعَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَتَابَ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَكَانَ مِنْ خَيْرِ الْوُلَاةِ، وَهُوَ الَّذِي فَتَحَ إِفْرِيقِيَةَ.
قَالَ الذَّهَبِيُّ عَنْهُ:
«لَمْ يَتَعَدَّ، وَلَا فَعَلَ مَا يُنْقَمُ عَلَيْهِ بَعْدَ أَن أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ، وَكَانَ أَحَدَ عُقَلَاءِ الرِّجَالِ وَأَجْوَادِهِمْ».
(« سِيَر أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ » (3/34).

وَالفُتُوحَاتُ الْكَثِيرَةُ فِي إِفْرِيقِيَةَ كُلُّهَا كَانَتْ عَلَى يَدِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.



الثَّالثُ: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ:
كانَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، حَتَّى قَالَ الذَّهَبِيُّ عَنْهُ:
«كَانَ أَمِيرًا شرِيفًا جَوَادً، مَمْدُوحًا، حَلِيمًا، وَقُورًا، ذَا حَزْمٍ وَعَقْلٍ يَصْلُحُ لِلْخِلَافَةِ».
(« سِيَر أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ » (3/445).



الرَّابِعُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامرِ بْنِ كُرَيْزٍ:
هُوَ الَّذِي فَتَحَ بِلَادَ كِسْرَى وَخُرَاسَانَ، وَانْتَهَتْ دَوْلَةُ فَارِسَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ عَلَى يَدِهِ، وَفَتَحَ سَجِسْتَانَ وَكَرْمَانَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْبِلَادِ، قَالَ عَنْهُ الذَّهَبِيُّ:
«كَانَ مِنْ كِبَارِ مُلُوكِ الْعَرَبِ وَشُجْعَانِهِمْ وَأَجْوَادِهِمْ»
(« سِيَر أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ » (3/21).



الْـخَامِسُ: الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ
ذُكِرَ عِنْد الشَّعْبِيِّ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَجِهَادُهُ، وَمَا كَانَ مِنْ فُتُوحَاتِهِ
فَقَالَ:
لَوْ أَدْرَكْتُمُ الْوَلِيدَ، وَغَزْوَهُ وَإِمَارَتَهُ!!
(تَارِيخ الطَّبَرِيِّ سَنَة 30 هـ (2/610).

وَقَدْ بَقِيَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ خَمْسَ سِنِينَ لَيْسَ عَلَى بَيْتِهِ بَابٌ، مَنْ يُرِيدُهُ يَأْتِي وَيُكَلِّمُهُ، وَكَانَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ، وَلَكِنَّهُم أَهْلُ الْكُوفَةِ كَمَا يُقَالُ.
وَقَدْ نُقِمَ عَلَى الْوَلِيدِ بْن عُقْبَةَ أَمْرَانِ اثْنَانِ:

الْأَوَّلُ:
قَالُوا: نَزَلَ فِيهِ قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ۩ سورة الحجرات: الآية 6.
عَلَى الْـمَشْهُورِ فِي كُتُبِ التَّفْسِيرِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ عِنْدَمَا أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ لِيَجْبِيَ صَدَقَاتِ بَنِي الْـمُصْطَلِقِ، فَلَـمَّا انْطَلَقَ وَجَدَهُمْ قَدْ قَدِمُوا عَلَيْهِ فَخَافَ وَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَقَالَ: إِنَّهُم أَرَادُوا قَتْلِي، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، عَلَيْهِمْ، وَأَرْسَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، بِالتَّثَبُّتِ مِنَ الْأَمْرِ عِنْدَمَا أَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَذِهِ الْآيَة، فَلَـمَّا تَبَيَّنُوا الْأَمْرَ قَالُوا: لَمْ نَأْتِ لِنُقَاتِلَ، وَإِنَّمَا جِئْنَا بِصَدَقَاتِنَا لَـمَّا تَأَخَّرَ عَلَيْنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ.

الثَّانِي:
قالُوا كَانَ يُصَلِّي الْفَجْرَ وَهُوَ سَكْرَانُ، وَصَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ سَلَّمَ وَقَالَ: أَزِيدُكُمْ؟
فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ مُنْذُ الْيَوْم فِي زِيَادَةٍ، ثُمَّ ذَهَبُوا إِلَى عُثْمَانَ وَاشْتَكَوهُ فَجَلَدَهُ عُثْمَانُ حَدَّ الْخَمْرِ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنَّ عُثْمَانَ جَلَدَهُ فِي حَدِّ الْخَمْرِ.
(« صَحِيح مُسْلِم »، كِتَاب الْحدود، بَاب حَدِّ الْخَمْرِ، حَدِيث (1707).

أمَّا الْأَمْرُ الْأوَّلُ: فَهُوَ الْـمَشْهورُ عِنْدَ أَهْلِ التَّفْسِيرِ(أَحْمَد(4/279). أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ هُوَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَكِنْ لَا يَلْزمُ أَن يَكُونَ فَاسِقًا؛ لِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا أَعْطَى حُكْمًا عَامًّا لِكُلِّ مَنْ جَاءَ بِخَبرٍ، وَإِن كَانَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَمَّاهُ فَاسِقًا فَهَلْ يَعْنِي هَذَا أَنْ يَظَلَّ فَاسِقًا طَوَالَ عُمُرِه؟
فَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ:
۩ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْـمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۩ سورة النور: الآية 5.

وَلَوْ فَرَضْنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيةَ نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْن عُقْبَةَ، أَلَيْسَتْ لَهُ تَوْبَةٌ؟!

أمَّا شُرْبُهُ الْخَمْرَ فَهَذِهِ أَوَّلًا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى، لَا تَكْذِيبًا لِصَحِيحِ مُسْلِمٍ، فَهُوَ قَدْ جُلِدَ عَلَى الْخَمْرِ، وَ لكِنْ هَلْ ثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ أَوْ لَا؟ هَذَا أَمْرٌ آخَرُ.
فالْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ لَـمَّا كَانَ وَالِيًا عَلَى الْكُوفَةِ، خَرَجَ اثْنَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الْـمَدِينَةِ، وَقَالَا لَهُ: رَأيْنَا الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ صَلَّى بِنَا الْفَجْرَ وَهُوَ سَكْرَانُ، قَالَ أَحَدُهُمَا: رَأَيْتُهُ سَكْرَانَ وَقَالَ الْآخرُ: رَأَيْتُهُ يَتَقَيَّأُهَا.
فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا تَقَيَّأَهَا إِلَّا بَعْدَ أَن شَرِبَها.
وَكَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَاضِرًا، وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، فأَمَرَ عُثْمَانُ بِجَلْدِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، ثُمَّ عَزَلَهُ عَنِ الْكُوفَةِ، وَلَكِنْ شَكَّكَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي شَهَادَةِ الشَّاهِدَيْنِ، لَا فِي صِحَّةِ الْقِصَّةِ، نَعَمْ هُوَ جُلِدَ كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَلَكِن هَلْ كَانَ الشَّاهِدَانِ صَادِقَينِ أَوْ لَا؟
مَنْ أَرَادَ التَّوسُّعَ فِي هَذِهِ الْـمَسْأَلَةِ فَلْيَرْجِعْ إِلَى كِتابِ « الْعَوَاصِمُ مِنَ القَوَاصِمِ » بِتَحْقِيقِ مُحِبِّ الدِّينِ الْخطِيبِ فإِنَّه طَعَنَ فِي شَهَادَةِ الشَّاهِدَيْنِ وَبَيَّنَ أَنَّهُمَا لَيْسَا مِنَ الثِّقَاتِ.
(« الْعَوَاصِمُ مِنَ القَوَاصِمِ » (ص 107- 108) الْحاشية).

وإِنْ ثَبَتَتْ فَهَذِهِ لَيْسَتْ بمَطْعَنٍ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَدْ ثَبَتَ عِنْدَهُ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ فَجَلَدَهُ وَعَزَلَهُ.

فَهَلْ أَخْطَأَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟

وَاقِعُ الْأَمْرِ أَنَّهُ لَمْ يُخْطِىءْ، بلْ هَذِهِ مَنْقَبَةٌ لَهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَدْ عَزَلَ وَجَلَدَ قَرِيبَهُ وَوَالِيَهُ وَلَمْ يُحَابِهِ، وَهَلِ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ مَعْصُومٌ؟

وَنَحْنُ قَدْ ذَكَرْنَا فِي بِدَايَةِ حَدِيثِنَا أَنَّنَا لَا نَدَّعِي الْعِصْمَةَ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَقَدْ وَقَعَ في زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا حِينَ شَرِبَ ابْنُ مَظْعُونٍ الْخَمْرَ وَتَأَوَّلَ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
۩ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ ۩ سورة المائدة: الآية 93.

فَبَيَّنَ لَهُ عُمَرُ الصَّوَابَ، ثُمَّ عَزَلَهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَهَؤُلَاءِ هُمْ وُلَاةُ عُثْمَانَ، الْوحيدُ الَّذِي يُمْكِنُ أَن يُطْعَنَ فِيهِ هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، وَلَيْسَ فِيهِ مَطْعَنٌ عَلَى عُثْمَانَ، وَإِنْ كَانَ هُنَاكَ مَطْعَنٌ، فَهُوَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ نَفْسِهِ.



*- مزيد من التوضيح عن:
- سيدنا/ الوليد بن عقبة بن المعيط - رضى الله عنه وأرضاه.



فقد روي في سبب نزول قوله سبحانه وتعالى:
۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ۩ سورة الحجرات.

أَن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث الويد بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ لِيَأْتِيَ بِصَدَقَاتِهِمْ فَلَمَّا بَلَغَهُمْ مَجِيئُهُ، أَو لمّا استبطأوا مَجِيئَهُ، فَإِنَّهُمْ خَرَجُوا لِتَلَقِّيهِ أَوْ خَرَجُوا لِيُبَلِّغُوا صَدَقَاتِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَعَلَيْهِمُ السِّلَاحُ،
وَأَنَّ الْوَلِيدَ بَلَغَهُ أَنَّهُمْ خَرَجُوا إِلَيْهِ بِتِلْكَ الْحَالَةِ وَهِيَ حَالَةٌ غَيْرُ مَأْلُوفَةٍ فِي تَلَقِّي الْمُصَّدِّقِينَ وَحَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ قَتْلَهُ، أَوْ لَمَّا رَآهُمْ مُقْبِلِينَ كَذَلِكَ عَلَى اخْتِلَافِ الرِّوَايَاتِ خَافَ أَنْ يَكُونُوا أَرَادُوا قَتْلَهُ إِذْ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ شَحْنَاءُ مِنْ زَمَنِ الْجَاهِلِيَّةِ فَوَلَّى رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ.
هَذَا مَا جَاءَ فِي رِوَايَاتٍ أَرْبَعٍ مُتَّفِقَةٍ فِي صِفَةِ خُرُوجِهِمْ إِلَيْهِ مَعَ اخْتِلَافِهَا فِي بَيَانِ الْبَاعِثِ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْخُرُوجِ وَفِي أَنَّ الْوَلِيدَ أُعْلِمَ بِخُرُوجِهِمْ إِلَيْهِ أَوْ رَآهُمْ أَوِ اسْتَشْعَرَتْ نَفْسُهُ خَوْفًا وَأَنَّ الْوَلِيدَ جَاءَ إِلَى النبيء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَرَادُوا قَتْلِي وَإِنَّهُمْ مَنَعُوا الزَّكَاةِ فَغَضِبَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَمَّ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ لِيَنْظُرَ فِي أَمْرِهِمْ، وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ بَعَثَ خَالِدًا وَأَمَرَهُ بِأَنْ لَا يَغْزُوَهُمْ حَتَّى يَسْتَثْبِتَ أَمْرَهُمْ وَأَنْ خَالِدًا لَمَّا بَلَغَ دِيَارَ الْقَوْمِ بَعَثَ عَيْنًا لَهُ يَنْظُرُ حَالَهُمْ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ يُقِيمُونَ الْأَذَانَ وَالصَّلَاةَ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا بَلَغَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ وَقَبَضَ زَكَاتَهُمْ وَقَفَلَ رَاجِعًا
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى:
أَنَّهُمْ ظَنُّوا مِنْ رُجُوعِ الْوَلِيدِ أَنْ يَظُنَّ بِهِمْ منع الصَّدقَات فجاؤوا النبيء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ خَالِدٌ إِلَيْهِمْ مُتَبَرِّئِينَ مِنْ مَنْعِ الزَّكَاةِ وَنِيَّةِ الْفَتْكِ بِالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ. وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُمْ لَمَّا وَصَلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَدُوا الْجَيْشَ خَارِجًا إِلَى غَزْوِهِمْ. فَهَذَا تَلْخِيصُ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَهِيَ بِأَسَانِيدَ لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ فِي «الصَّحِيحِ»
( التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، ج26 ص228)

وقبل أن نبين معنى الفاسق هنا، وهل هو سبدنا/ الوليد بن عقبة – عليه السلام، أو أن الآية عامة؟ نتحدث عن إسناد هذه الروايات، وبيان مدى صحتها وضعفها.


يقول العلامة محب الدين الخطيب تعليقا على هذه القصة في تحقيقه كتاب "العواصم من القواصم":
"كنت فيما مضى أعجب كيف تكون هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة ويسميه الله فاسقا، ثم تبقى له في نفس خليفتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بكر وعمر المكانة التي سجلها له التاريخ على مدى بضعة عشر عاما قبل أن يوليه عثمان الكوفة، إن هذا التناقض بين ثقة أبي بكر وعمر بالوليد بن عقبة، وبين ما كان ينبغي أن يعامل به لو أن الله سماه فاسقا، حملني على الشك في أن تكون الآية نزلت فيه، لا استبعادا لوقوع أمر من الوليد يعد به فاسقا، ولكن استبعادا لأن يكون الموصوم بالفسق في صريح القرآن محل الثقة من رجلين لا نعرف في أولياء الله - عز وجل - بعد رسوله - صلى الله عليه وسلم - من هو أقرب إلى الله منهما.
وبعد أن ساورني هذا الشك أعدت النظر في الأخبار التي وردت عن سبب نزول هذه الآية:
۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ۩ سورة الحجرات.

فلما عكفت على دراستها وجدتها موقوفة على مجاهد، أو قتادة، أو ابن أبي ليلى، أو يزيد بن رومان، ولم يذكر أحد منهم أسماء رواة هذه الأخبار في مدة مائة سنة أو أكثر مرت بين أيامهم وزمن الحادث، وهذه المائة من السنين حافلة بالرواة من مشارب مختلفة، وما دام رواة تلك الأخبار في سبب نزول الآية مجهولين من علماء الجرح والتعديل بعد الرجال الموقوفة هذه الأخبار عليهم، وعلماء الجرح والتعديل لا يعرفون من أمرهم ولا أسمائهم شيئا، فمن غير الجائز شرعا وتاريخا الحكم بصحة هذه الأخبار المنقطعة التي لا نسب لها وترتيب الأحكام عليها.

وهناك خبران موصولان أحدهما عن أم سلمة، زعم موسى بن عبيدة أنه سمعه من ثابت مولى أم سلمة، وموسى بن عبيدة ضعفه النسائي وابن المديني وابن عدي وجماعة، وثابت المزعوم أنه مولى أم سلمة ليس له ذكر في كل ما رجعت إليه من كتب العلم، فلم يذكر في "تهذيب التهذيب"، ولا في "تقريب التهذيب"، ولا في "خلاصة تهذيب الكمال"، بل لم أجده ولا في قفصي الاتهام أعني: "ميزان الاعتدال" و"لسان الميزان"، وذهبت إلى مجموعة أحاديث أم سلمة في مسند الإمام أحمد، فقرأتها واحدا واحدا، فلم أجد فيها هذا الخبر، بل لم أجد لأم سلمة أي خبر ذكر فيه اسم مولى لها يدعى ثابتا، زد على كل هذا أن أم سلمة لم تقل في هذا الخبرـ إن صح عنها، ولا سبيل إلى أن يصح عنها -: إن الآية نزلت في الوليد، بل قالت - أي: قيل على لسانها -: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا في صدقات بني المصطلق".


والخبر الثاني الموصول رواه الطبري في التفسير عن ابن سعد عن أبيه عن عمه عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس، والطبري لم يلق ابن سعد ولم يأخذ عنه؛ لأن ابن سعد لما توفي ببغداد سنة (230هـ)، كان الطبري طفلا في نحو السادسة من عمره، ولم يخرج إلى ذلك الحين من بلده (آمل) في طبرستان لا إلى بغداد ولا لغيرها، وابن سعد وإن كان في نفسه من أهل العدالة في الدين والجلالة في العلم، إلا أن هذه السلسلة من سلفه يجهل علماء الجرح والتعديل أسماء أكثرهم، فضلا عن أن يعرفوا شيئا من أحوالهم، وعليه، فإن الوليد بن عقبة كان - حقيقة - موضع ثقة أبي بكر وعمر، وقام بخدمات للإسلام يرجى له بها أعظم المثوبة إن شاء الله"
(العواصم من القواصم، محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي، تحقيق: محب الدين الخطيب ومحمود مهدي الإستانبولي، دار الجيل، بيروت، ط2، 1407هـ/ 1987م، هامش ص102، 103).

كما أن ابن سعد - محمد بن سعد العوفي - الذي روى عنه الطبري، قد وصف الشيخ أحمد شاكر سنده بأنه:
"إسناد مسلسل بالضعفاء من أسرة واحدة"
(جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ابن جرير الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1420هـ/ 2000م، هامش ج1 ص263)


وأخرج الإمام أحمد في مسنده هذه القصة من طرق عن محمد بن سابق، عن عيسى بن دينار، عن أبيه، وذكره الهيثمي في المجمع، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات، كذا قال، واعترض محققو سير أعلام النبلاء على قول الهيثمي، إذ إن دينارا والد عيسى لم يوثقه غير ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل، ولم يرو عنه غير ابنه عيسى"
(سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، ج3 ص414)

وعلق شعيب الأرنؤوط على حديث أحمد قائلا:
"وهذا إسناد ضعيف لجهالة دينار والد عيسى"
(مسند أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة قرطبة، القاهرة، د. ت، ج4 ص279)

وعلى هذا فالقصة موطن الشاهد جاءت من طرق مختلفة بعضها موقوف على مجاهد وقتادة وابن أبي ليلى، وطريقان موصلان إلى أم سلمة وابن عباس، وهما ضعيفان كما بينا، وقد نص على ضعف هذا الخبر أكثر المحققين المحدثين بعد بحث طويل في إسناده؛ لذلك فلا يطعن في عدالة صحابي عدله الله تعالى في كتابه، وعدله النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، في سنته بخبر ضعيف لا يعول عليه، ولا يضير هذا الرجل أن يتأخر انكشاف الحق فيه إلى هذا الوقت، فإن الحق قديم، ولا يؤثر احتجابه إلى وقتنا هذا في صحته.


وغاية ما في الأمر: أن هذه الآية نزلت في الوقت الذي بعث فيه سيدنا/ الوليد – عليه السلام، إلى بني المصطلق،

يقول الإمام/ فخر الدين الرازي:
وَأَمَّا إِنْ قَالُوا بِأَنَّهَا نَزَلَتْ لِذَلِكَ مُقْتَصِرًا عَلَيْهِ وَمُتَعَدِّيًا إِلَى غَيْرِهِ فَلَا، بل نقول:
هو نزل عاما لبيان التثبت، وَتَرْكِ الِاعْتِمَادِ عَلَى قَوْلِ الْفَاسِقِ، وَيَدُلُّ عَلَى ضَعْفِ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهَا نَزَلَتْ لِكَذَا، أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ إِنِّي أَنْزَلْتُهَا لِكَذَا،
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ أَنَّهُ بَيَّنَ أَنَّ الْآيَةَ وَرَدَتْ لِبَيَانِ ذَلِكَ فَحَسْبُ،
غَايَةُ مَا فِي الْبَابِ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَهُوَ مِثْلُ التَّارِيخِ لِنُزُولِ الْآيَةِ، وَنَحْنُ نُصَدِّقُ ذَلِكَ، وَيَتَأَكَّدُ مَا ذَكَرْنَا أَنَّ إِطْلَاقَ لَفْظِ الْفَاسِقِ عَلَى الوليد سيء بَعِيدٌ، لِأَنَّهُ تَوَهَّمَ وَظَنَّ فَأَخْطَأَ، وَالْمُخْطِئُ لَا يُسَمَّى فَاسِقًا، وَكَيْفَ وَالْفَاسِقُ فِي أَكْثَرِ الْمَوَاضِعِ الْمُرَادُ بِهِ مَنْ خَرَجَ عَنْ رِبْقَةِ الْإِيمَانِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
۩ ...إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ۩ سورة المنافقون: من الآية 6
وقوله تعالى:
۩ ...فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۩ سورة الكهف: من الآية 50
وقوله سبحانه وتعالى:
۩ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) ۩ سورة السجدة.
( مفاتيح الغيب، الإمام/ أبو عبد الله فخر الدين الرازي، دار الفكر، دمشق، 1401هـ/ 1981م، عند تفسيره الآية (6) من سورة الحجرات)

ويقول الإمام/ الطاهر ابن عاشور في تفسيره:
وَالْفَاسِقُ: الْمُتَّصِفُ بِالْفُسُوقِ، وَهُوَ فِعْلُ مَا يُحَرِّمُهُ الشَّرْعُ مِنَ الْكَبَائِرِ. وَفُسِّرَ هُنَا بِالْكَاذِبِ قَالَهُ ابْنُ زَيْدٍ وَمُقَاتِلٌ وَسَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَأُوثِرَ فِي الشَّرْطِ حَرْفُ إِنْ الَّذِي الْأَصْلُ فِيهِ أَنْ يَكُونَ لِلشَّرْطِ الْمَشْكُوكِ فِي وُقُوعِهِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ شَأْنَ فِعْلِ الشَّرْطِ أَنْ يَكُونَ نَادِرَ الْوُقُوعِ لَا يُقْدِمُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ.
وَاعْلَمْ أَنْ لَيْسَ الْآيَةُ مَا يَقْتَضِي وَصْفَ الْوَلِيدِ بِالْفَاسِقِ تَصْرِيحًا وَلَا تَلْوِيحًا.
وَقَدِ اتَّفَقَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْوَلِيدَ ظَنَّ ذَلِكَ كَمَا فِي «الْإِصَابَةِ» عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَلَيْسَ فِي الرِّوَايَاتِ مَا يَقْتَضِي أَنَّهُ تَعَمَّدَ الْكَذِبَ....
قَالَ الْفَخْرُ:
«إِنَّ إِطْلَاقَ لَفْظِ الْفَاسِقِ عَلَى الْوَلِيدِ شَيْءٌ بَعِيدٌ لِأَنَّهُ تَوَهَّمَ وَظَنَّ فَأَخْطَأَ، وَالْمُخْطِئُ لَا يُسَمَّى فَاسِقًا»
قُلْتُ:
وَلَوْ كَانَ الْوَلِيدُ فَاسِقًا لَمَا ترك النبيء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْنِيفَهُ وَاسْتِتَابَتَهُ فَإِنَّهُ

رَوَى أَنَّهُ لَمْ يَزِدْ عَلَى قَوْله لَهُ «التبيّن مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ»
، إِذْ كَانَ تَعْجِيلُ الْوَلِيدِ الرُّجُوعَ عَجَلَةً. وَقَدْ كَانَ خُرُوجُ الْقَوْمِ لِلتَّعَرُّضِ إِلَى الْوَلِيدِ بِتِلْكَ الْهَيْئَةِ مَثَارَ ظَنِّهِ حَقًّا إِذْ لَمْ يَكُنِ الْمَعْرُوفُ خُرُوجَ الْقَبَائِلِ لِتَلَقِّي السُّعَاةِ. وَأَنَا أَحْسَبُ أَنَّ عَمَلَهُمْ كَانَ حِيلَةً مِنْ كُبَرَائِهِمْ عَلَى انْصِرَافِ الْوَلِيدِ عَنِ الدُّخُولِ فِي حَيِّهِمْ تَعَيُّرًا مِنْهُمْ فِي نَظَرِ عَامَّتِهِمْ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ عَدُوٌّ لَهُمْ إِلَى دِيَارِهِمْ وَيَتَوَلَّى قَبْضَ صَدَقَاتِهِمْ فَتُعَيِّرُهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ بِذَلِكَ يَمْتَعِضُ مِنْهُمْ دَهْمَاؤُهُمْ وَلِذَلِكَ ذَهَبُوا بِصَدَقَاتِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ فِي رِوَايَة أَو جاؤوا مُعْتَذِرِينَ قَبْلَ مَجِيءِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَيْهِمْ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى.
وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ هَذَا الْخَبَرِ أَنَّ الْوَلِيدَ أُعْلِمَ بِخُرُوجِ الْقَوْمِ إِلَيْهِ،
وَسَمِعَ بِذَلِكَ فَلَعَلَّ ذَلِكَ الْإِعْلَامَ مُوعَزٌ بِهِ إِلَيْهِ لِيَخَافَ فَيَرْجِعَ. وَقَدِ اتَّفَقَ مَنْ تَرْجَمُوا لِلْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ شُجَاعًا جَوَادًا وَكَانَ ذَا خُلُقٍ وَمُرُوءَةٍ. وَاعْلَمْ أَنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى اعْتِبَارِ أَصْحَاب النبيء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُدُولًا وَأَنَّ كُلَّ مَنْ رأى النبيء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآمَنَ بِهِ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ.
وَإِنَّمَا تَلَقَّفَ هَذِهِ الْأَخْبَارَ النَّاقِمُونَ عَلَى عُثْمَانَ إِذْ كَانَ مِنْ عِدَادِ مَنَاقِمِهِمُ الْبَاطِلَةِ أَنَّهُ أَوْلَى الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إِمَارَةَ الْكُوفَةِ فَحَمَلُوا الْآيَةَ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهَا وَأَلْصَقُوا بِالْوَلِيدِ وَصْفَ الْفَاسِقِ، وَحَاشَاهُ مِنْهُ لِتَكُونَ وِلَايَتُهُ الْإِمَارَةَ بَاطِلًا. وَعَلَى تَسْلِيمِ أَنْ تَكُونَ الْآيَةُ إِشَارَةً إِلَى فَاسق معِين فَلَمَّا ذَا لَا يُحْمَلُ عَلَى إِرَادَةِ الَّذِي أَعْلَمَ الْوَلِيدَ بِأَنَّ الْقَوْمَ خَرَجُوا لَهُ لِيَصُدُّوهُ عَنِ الْوُصُولِ إِلَى دِيَارِهِمْ قَصْدًا لِإِرْجَاعِهِ.


وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّ خَالِدًا وَصَلَ إِلَى دِيَارِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ. وَفِي بَعْضِهَا أَنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَرَدُوا الْمَدِينَةَ مُعْتَذِرِينَ، وَاتَّفَقَتِ الرِّوَايَاتُ عَلَى أَنَّ بَيْنَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَبَيْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ شَحْنَاءَ مِنْ عَهْدِ الْجَاهِلِيَّةِ.
وَفِي الرِّوَايَةِ أَنَّهُمُ اعْتَذَرُوا لِلتَّسَلُّحِ بِقَصْدِ إِكْرَامِ ضَيْفِهِمْ. وَفِي السِّيرَةِ الْحَلَبِيَّةِ أَنَّهُمْ قَالُوا: خَشِينَا أَنْ يُبَادِئَنَا بِالَّذِي كَانَ بَيْنَنَا مِنْ شَحْنَاءَ.
وَهَذِهِ الْآيَةُ أَصْلٌ فِي الشَّهَادَةِ وَالرِّوَايَةِ مِنْ وُجُوبِ الْبَحْثِ عَنْ دَخِيلَةِ مَنْ جُهِلَ حَالُ تَقْوَاهُ.
وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَا يُؤْسَرُ أَحَدُ فِي الْإِسْلَامِ بِغَيْرِ الْعُدُولِ، وَهِيَ أَيْضًا أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي تَصَرُّفَاتِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَفِي تَعَامُلِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ مِنْ عَدَمِ الْإِصْغَاءِ إِلَى كُلِّ مَا يُرْوَى وَيُخْبَرُ بِهِ.
وَالْخِطَابُ بِــ ۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ۩،- مُرَادٌ بِهِ:
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ وَيَشْمَلُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إِذْ صَدَّقَ مَنْ أَخْبَرَهُ بِأَنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ يُرِيدُ لَهُ سُوءًا وَمَنْ يَأْتِي مِنْ حُكَّامِ الْمُؤْمِنِينَ وَأُمَرَائِهِمْ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْهُ تَشْرِيعُ تَعْدِيلِ مَنْ لَا يُعَرَفُ بِالصِّدْقِ وَالْعَدَالَةِ. وَمَجِيءُ حَرْفِ إِنْ فِي هَذَا الشَّرْط يومىء إِلَى أَنَّهُ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ لَا يَقَعَ إِلَّا نَادرا.
(التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت،- ج26 ص229: 231).


وعليه:
فإن القول بأن هذه الآية نزلت في الصحابي الجليل سيدنا/ الوليد بن عقبة بن أبي معيط – رضى الله عنه وسلامه عليه،- قول ضعيف، نص على ضعفه أكثر محققي تراجمه،
والآية الكريمة ليس فيها وصف ل سيدنا/ الوليد بن عقبة بن أبي معيط – رضى الله عنه وسلامه عليه،- بالفسق تصريحا ولا تلويحا؛ لأنه توهم وظن فأخطأ، والمخطئ لا يسمى فاسقا، وجاء لفظ الفاسق منكرا ليدل على العموم، وليس فاسقا بعينه،
أو:
أن الآية نزلت فيمن أخبر سيدنا/ الوليد بن عقبة بن أبي معيط – رضى الله عنه وسلامه عليه،- بخروج بني المصطلق لقتله.




»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


الْـمَأْخَذُ الثَّانِي: نَفْيُ أَبِي ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ:

الرِّوَايَةُ الَّتِي عِنْد الطَّبَرِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ رِوَايَة سَيْفِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي ذَرٍّ كَلَامٌ فَأَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَدْ أَفْسَدَ النَّاسَ عَلَيْنَا، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَرْسِلْهُ إِليَّ، فَأَرْسَلَه مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَنَّبَهُ عُثْمَانُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الرَّبَذَةِ.
(« تَاريخ الطَّبَرِيِّ » (3/335).

هَذِهِ رِوَايَةُ سَيْفِ بْنِ عُمَرَ. وَلَقَدْ ذَكَرْنا مِنْ قَبْلُ أَنَّ لَدَيْنَا رِوَايَاتِنَا الصَّحِيحَةَ الَّتِي نَقْبَلُهَا وَهُنَا مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ فِي هَذِهِ الْـمَسْأَلَةِ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَرَرْتُ بالرَّبَذَةِ، فإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ قُلْتُ:
مَا أَنْزَلَكَ هَذَا الْـمَنْزِلَ؟
قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ فَاخْتَلَفْتُ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ فِي (الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ)، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ. وَقُلْتُ أَنَا: نَزَلَتْ فِينَا وَفِيهِمْ(1).
وَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ يَشْكُونِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ فِي هَذِهِ الْـمَسَائِلِ وَأُثِيرُ النَّاسَ، فَكَتَبَ إِلَيَّ عُثْمَانُ أَنِ اقْدَمِ الْـمَدِينَةَ، فَقَدِمْتُهَا، فَكَثُرَ عَلَيَّ النَّاسُ حَتَّى كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ فَكُنْتَ قَرِيبًا. فَذَاكَ الَّذِي أَنْزَلَنِي هَذَا الْـمَنْزِلَ، وَلَوْ أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ.
(« صَحِيح الْبُخَارِيِّ »، كِتَاب الزَّكَاة. بَاب مَا أدى زكاته فليس بكنز، حَدِيث (1406).

________________________________
(1) مَذْهَب أَبِي ذر فِي مَسْأَلَة الذَّهب وَالفضة معلوم، إِذْ أنّه لَا يرى أَن يبقي الْإِنْسَان عِنْده شَيْئًا فَوْق حاجته، وَخالفه جماهير الصَّحَابَة، وَالْـمَسْأَلَة الْآنَ فِيهَا شبه إِجْمَاع بَيْن الْـمُسلِمين، بِأَنَّهُ يجوز للإِنْسَان أَنْ يَكُونَ عِنْده مَا شَاءَ مِنَ الذّهب وَالفضة إِذَا أَخْرَجَ زكاتها، وَلِذَلِكَ بوّب الْبُخَارِيّ: (باب: مَا أَخْرَجَ زكاته فليس بكنز)، وَذكر هَذِهِ الرِّوَايَة فِي ذَلِكَ الْبَاب. وَهَذَا هُوَ الْـمَشْهُور عَن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ وَغَيْره مِنَ الصَّحَابَة. الْـمُهِمّ فِي هَذَا أَنَّ مَذْهَب أَبِي ذر: أَنَّ الْإِنْسَان لَا بُدَّ لَهُ أَن يتصدق بِكُلِّ مَا زَادَ عَنْ حاجته وَلَا يجوز لَهُ أَن يبقي عِنْده ذهبًا وَلَا فِضَّة زِيَادَة عَلَى حاجته وَإِن كَانَ قَدْ أَخْرَجَ زكاتهَا وَخالفه فِي هَذَا مُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا).


فَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ لَمْ يَطْرُدْ أَبَا ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ، وَلَمْ يُرْسِلْهُ مُعَاوِيَةُ مُهَانًا مِنَ الشَّامِ إِلَى الْـمَدِينَةِ، وَكلُّ هَذَا مِنَ الْكَذِبِ عَلَيْهِمْ، فَهَذِهِ قِصَّةُ أَبِي ذَرِّ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ، بَلْ قَدْ وَرَدَ أَنَّهُ لَـمَّا خَرَجَ إِلَى الرَّبَذَةِ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقولُ:
«إِذَا بَلَغَ الْبِناءُ سَلْعًا فَاخْرُجْ مِنْهَا»
(« الطَّبَقَات » لابْن سَعْدٍ (4/226).

فَهُوَ أَمْرٌ مِنْ نَبِيِّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ.


وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ:
«رَحِمَ اللهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقيامةِ وَحْدَهُ»
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.
(أَخْرَجَهُ الْحاكم (3/50) وَصَحَّحهُ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ:
« فِيهِ إِرسَال، وَفيه بريدُ بْنُ سُفيَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا»).

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»



الْـمَأْخَذُ الثَّالِثُ: إِعْطَاءُ مَرْوَانَ بْنَ الْـحَكَمِ خُمْسَ إِفْرِيقِيَةَ

لم يَثْبُتْ أَنَّ عُثْمَانَ فَعَلَ هَذَا وَلَوْ كَانَ فَعَلَ هَذَا فإِنَّ الْـمَقْصُودَ هُوَ خُمْسُ الْخُمسِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْغَنِيمَةَ تُقْسَمُ خَمْسَةَ أَخْمَاسٍ: أَرْبَعَةٌ فِيهَا لِلْمُجَاهِدِينَ، وَخُمْسٌ يُقْسَمُ إِلَى خَمْسَةِ أَخْمَاسٍ، ذَكَرَهَا اللهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ:
۩ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْـمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۩ سورة الْأنفال: الآية 41.

فَسَهْمُ اللهِ وَرَسُولِهِ هُوَ لِلْإِمَامِ، يَضَعُهْ حَيْثُ شَاءَ، وَالَّذِي ذَكَرُوهُ هُوَ أَنَّ عُثْمَانَ وَعَدَ مَرْوَانَ إِذَا فَتَحَ إِفْرِيقِيَةَ فَإِنَّهُ سَيَهَبُهُ خُمْسَ إِفْرِيقِيَا الْخَاصِّ بِهِ وَقَدْ مرَّ فِي فَتْحِ إِفْرِيقِيَةَ أَنَّهُ إِنَّمَا جَعَلَهُ مُكَافَأَةً لِعَبْدِ اللهِ بْن أَبِي السَّرْحِ إِذَا فَتَحَ إِفْرِيقِيَةَ.

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


الْـمَأْخَذُ الرَّابِعُ: إِحْرَاقُ الْـمَصَاحِفِ:

قَدِمَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَخْبَرَهُ أَنَّ النَّاسَ قَدِ افْتَرَقُوا فِي الْقُرْآنِ، وَاخْتَلَفُوا اخْتِلَافًا شَدِيدًا، حَتَّى إِنَّهُ يُخْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ الْكُفْرِ بالْقُرْآنِ، فَطَلبَ مِنْ عُثْمَانَ أَنْ يَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى قِرَاءَةٍ وَاحِدَةٍ وَأَن يَجْمَعَ الْقُرْآنَ مرَّةً ثَانِيَةً.
(«صَحِيح الْبُخَارِيّ»، كِتَاب فَضَائِل الْقُرآن، بَاب جمع الْقُرآن، حَدِيث (4987).

فَأَمَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ مَرَّةً ثَانِيَةً، وَأَمَرَ بِإِحْرَاقِ مَاخَالَفَهُ.
* وَالْـمَصَاحِفُ الَّتِي أَحْرَقَهَا عُثْمَانُ فِيهَا أَشْيَاءُ مِنْ مَنْسُوخِ التِّلَاوَةِ وَقَدْ أَبْقَاهُ بَعْضُ الصَّحَابَةِ.
وَفِيهَا: تَرْتِيبُ السُّوَرِ عَلَى غَيْرِ التَّرْتِيبِ الَّذِي فِي الْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ الَّتِي عَرَضَهَا جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
* وَفِي بَعْضِ الْـمَصَاحِفِ تَفْسِيرَاتٌ لِبَعْضِ الصَّحَابَةِ، لِذَلِكَ أَمَرَ عُثْمَانُ بِإِحْرَاقِ تِلْكَ الْـمَصَاحِفِ، وَكَتَبَ الْـمُصْحَفَ الْوَحِيدَ وَفِيهِ الْقَرَاءاتُ، وَلَمْ يلْغِ الْقِرَاءَاتِ الثَّابِتَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: بَلْ تَرَكَ حَرْفًا وَاحِدًا فَقَطْ وَهُوَ مَا كَانَ عَلَى لِسَانِ قُرَيْشٍ.
قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ وَإِحْرَاقِ بَقيَّةِ الْـمَصَاحِفِ:
«تِلْكَ حَسَنَتُهُ الْعُظْمَى، وَخَصْلَتُهُ الْكُبْرَى، فإِنَّه حَسَمَ الْخِلافَ وَحَفِظَ اللهُ الْقُرآنَ عَلَى يَدَيْهِ»
(«الْعواصم مِنَ الْقواصم» (ص 80).

فَهَذِهِ مَنْقَبَةٌ لِعُثْمَانَ، جَعَلُوهَا مِنْ مَسَاوِئِه وَمَثَالِبِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.
وَمَنْ يَكُنْ ذَا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ... يَجِدْ مُرًّا بِهِ الْـمَاءَ الزُّلَالَا

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


الْـمَأْخَذُ الْـخَامِسُ: ضَرَبَ ابْنَ مَسْعُودٍ حَتَّى فَتَقَ أمْعَاءَهُ، وَضَرَبَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ حَتَّى كَسَرَ أَضْلَاعَهُ:

وَهَذَا كَذِبٌ؛ وَلَوْ فَتَقَ أمعاءَ ابْنِ مَسْعُودٍ مَا عَاشَ، فَمَا فَتَقَ أَمْعَاءَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَلَا كَسَرَ أَضْلَاعَ عَمَّارٍ.

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


الْـمَأْخَذُ السَّادِسُ: الزِّيَادَةُ فِي الْحِمَى(وَهي: تحويط الْـمَكَان حَتَّى لَا يدخله أحد) :

كانَ لَهُ ^ حِمَى وَقَالَ: « إِنَّما الْحِمَى حِمَى اللهِ وَرَسُولِهِ ».
(«صَحِيح الْبُخَارِيّ ». كِتَاب الْـمساقات: بَاب لَا حمى إِلَّا لله وَلرَسُولِهِ ^ حَدِيث (2370).

وَقَدْ وَضَعَ عُمَرُ حِمىً لإِبلِ الصَّدَقَةِ، وَضَعَ لَهُمْ أَرْضًا خَاصَّةً لَا يرْعَى فِيهَا إِلَّا إِبِلُ الصَّدَقَةِ، حَتَّى تَسْمَنَ وَيَسْتَفِيدَ مِنْهَا النَّاسُ، فَلَـمَّا جَاءَ عُثْمَانُ وَكَثُرَتِ الصَّدَقَاتُ، وَسَّعَ هَذَا الْحِمَى فَنَقَمُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ حَتَّى قِيلَ لَهُ:
أَرَأَيْتَ مَا حَمَيْتَ مِنَ الْحِمَى، آللهُ أذِنَ لَكَ أَم عَلَى اللهِ تَفْتَرِي؟
فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
إِنَّ عُمَرَ حَمَى الْحِمَى قَبْلِي لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَلَـمَّا وَلِيتُ زَادَتْ إِبِلُ الصَّدَقَةِ فَزِدْتُ فِي الْحِمَى.
(أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي « فَضَائِل الصَّحَابَة » (1/470 رقم 765) بِسَنَدٍ صَحيح).

فَهَلْ هَذَا مَأْخَذٌ؟!.

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


الْـمَأْخَذُ السَّابِعُ: الْإِتْمَامُ فِي السَّفَرِ:

صلَّى الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، فِي السَّفرِ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلى عُمَرُ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّى عُثْمَانُ صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَتمَّ فِي السَّفَرِ.
والْجَوَابُ هُوَ: أَوَّلًا:
هَذِهِ مَسْأَلَةُ فِقْهِيَّةٌ اجْتِهَادِيَّةٌ اجْتَهَدَ فِيهَا عُثْمَانُ فَأَخْطَأَ فَكَانَ مَاذَا؟ هَذَا إِذَا كَانَ قَدْ أَخْطَأَ فِعْلًا.
وَهَلْ هَذَا الْأَمْرُ يُبِيحُ دَمَ عُثْمَانَ؟
وَمَنِ الْـمَعْصُومُ غَيْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ؟
ثُمَّ إِنَّ فِي هَذِهِ الْـمَسْأَلَةِ خِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْقَصْرَ فِي الصَّلَاةِ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ.
(بِهِ قَالَ مالك وَالشافعيُّ وَالْأوزاعيّ وَأحمدُ. « الْـمغني » (2/54).

فَإِذَا كَانَ عُثْمَانُ فَعَلَ شَيْئًا فَهُوَ أَنَّهُ تَرَكَ الْـمُسْتَحَبَّ فَقَطْ، وَفَعَلَ الْجَائِزَ، أَوْ تَرَكَ الرُّخْصَةَ وَفَعَلَ الْعَزِيمَةَ.

أَمَّا لِـمَاذَا أَتَمَّ عُثْمَانُ؟ فَقَدْ قِيلَ لِأَحَدِ أَمْرَيْنِ:

1- لِأَنَّهُ تَأَهَّلَ- أَي تَزَوَّجَ- فِي مَكَّةَ فَكَانَ يَرَى أَنَّهُ فِي بَلَدِهِ وَلِذَلِكَ أَتَمَّ هُنَاكَ.

2- إِنَّهُ خَشِيَ أَن يُفْتَنَ الْأعْرَابُ وَيَرْجِعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فَيَقْصِرُونَ الصَّلَاةَ هُنَاكَ، فَأَتَمَّ حَتَّى يُبَيَّنَ لَهُمْ أَن أَصْلَ الصَّلَاةِ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
ولَـمَّا أَتَمَّت عَائِشَةُ فِي السَّفَرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالُوا لِعُرْوَةَ: مَاذَا أَرَادَتْ عَائِشَةُ؟ قَالَ:
تَأَوَّلَتْ كَمَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، فَالْقَصْدُ أَنَّ عُثْمَانَ تَأَوَّلَ.
(جَاءَ فِي دين الرافضة، بكِتاب الكفر الكافِي: للرافضي/ للكليني (ج4 ص524) عَنْ أَبِي عَبْدِ الله جَعفَر الصَّادِق: أَنَّ الْإِتمامَ أَفْضَلُ فِي الْحرمين).

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


الْـمَآخِذُ الثَّامِنُ وَالتَّاسِعُ وَالْعَاشِرُ: لَمْ يَحْضُرْ بَدْرًا، وَفَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ، وَغَابَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ:

والرَّدُّ عَلَى هَذِهِ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ:
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: جَاءَ رَجَلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: قُرَيْشٌ. قَالَ: مَنِ الشَّيخُ فِيكُمْ؟ قَالُوا: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ. فَجَاءَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي عَنْهُ.
هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَقَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَقَالَ الْـمِصْريُّ: اللهُ أَكبرُ- يَعْنِي ظَهَرَ الْحَقُّ الَّذِي يُرِيدُهُ-.
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبيِّنْ لَكَ:
أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
۩ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ۩ سورة آل عِمْرَانَ: الآية 155.

وأمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ ^ وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ ^
«إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ ».

وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ(1)، فَبَعَثَه الرَّسُولُ ^، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَمَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ^ بِيَدِهِ الْيُمْنَى:
«هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ» فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَا الْآنَ مَعَكَ(2).


(1) أَي لبَعَثَه النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، بدلَ عُثْمَانَ، لِأَنَّهُ أَرْسله النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، لأهلِ مَكَّةَ حَتَّى يبينَ لَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، إِنَّمَا جَاءَ ليؤديَّ عُمرَتَهُ صَلَوَات اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَحدثت بَيْعَة الرّضوانِ بَعْدمَا ذهب عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ وَلَم يَكُنْ حَاضرًا وَإِنَّمَا ذهبَ بأمرِ النَّبِيِّ ^ إِلَى مَكَّةَ، فبَيْعةُ الرّضوانِ مَا تمّت إِلَّا انْتِقَامًا لعُثْمَانَ لَـمَّا بلغ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتلَ،
فبَايع النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، بَيْعَةَ الرّضوان أَصْحَابَه عَلَى الِانتِقَامِ لعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ إِنْ كَانَ قَدْ صحَّ قتله.
(2) «صَحِيح الْبُخَارِيِّ»، كِتَاب: فَضَائِل الصّحَابَة، باب: مَنَاقِب عُثْمَان، حَدِيث (3699).


»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


الْـمَأْخَذُ الْـحَادِي عَشَرَ: لَمْ يَقْتُلْ عُبَيْدَ اللهِ بْن عُمَرَ بالْـهُرْمُزَانِ:

وَالْـمَشْهُورُ فِي كُتُبِ التَّارِيخِ أَنَّهُ بَعْدَمَا قَتَلَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ الْـمَجُوسِيُّ عُمَرَ بْنَ الْخطَّابِ قَتَلَ نَفْسَهُ لَـمَّا أَلْقَوُا الْعَبَاءَةَ عَلَيْهِ(*)، فَلَـمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ قَامَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَقَتَلَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ الْهُرمُزَانُ، وَكَانَ مَجُوسِيًّا فَأَسْلَمَ فَلَـمَّا قِيلَ لَهُ قَالَ: كَانَ مَعَ أَبِي لُؤلُؤَةَ الْـمَجُوسِيِّ قَبْلَ مَقْتَلِ عُمَرَ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَبَيْنَهُمَا الْخِنْجَرُ الَّذِي قُتِلَ بِهِ عُمَرُ، فَظَنَّ أَنَّ الْهُرمُزَانَ مُشَارِكٌ لِأَبِي لُؤْلُؤَةَ فِي هَذِهِ الْجَرِيمَةِ فَذَهَبَ إِلَيْهِ وَقَتَلَهُ.
*- (« صَحِيح الْبُخَارِيّ »، كِتَاب: فَضَائِل الصَّحَابَة، باب: قصّة الْبَيْعَة، حَدِيث (3700).


عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْـمُسَيِّبِ قَالَ:
«إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ: قَدْ مَرَرْتُ عَلَى أَبِي لُؤلُؤَةَ قَاتِلِ عُمَرَ وَمَعَهُ جُفَيْنَةُ وَالْهُرْمُزَانُ وَهُمْ نَجِيٌّ (أَيْ يَتَنَاجَوْنَ) فَلَـمَّا بَغَتُّهُمْ ثَارُوا (أي قَامُوا) فَسَقَطَ مِنْ بَيْنِهِمْ خِنْجرٌ لَهُ رَأْسَانِ وَنِصَابُهُ وَسَطَهُ، فَانْظُرُوا مَا الْخِنْجَرُ الَّذِي قُتِلَ بِهِ عُمَرُ، فَوَجَدُوهُ الْخِنْجَرَ الَّذِي نَعَتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فَانْطَلَقَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَلَـمَّا خَرَجَ إِلَيْهِ (أَيِ الْهُرْمُزَان) قَالَ: انْطَلِقْ مَعِي حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى فَرَسٍ لِي، وَتَأَخَّرَ عَنْهُ حَتَّى إِذَا مَضَى بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَاهُ بِالسَّيْفِ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَلَـمَّا وَجَدَ حَرَّ السَّيْفِ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَدَعَوْتُ جُفَيْنَةَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا مِنْ نَصَارَى الْحِيرَةِ، فَلَـمَّا عَلَوْتُهُ بِالسَّيْفِ صَلَّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ انْطَلقَ عُبَيْدُ اللهِ فَقَتَلَ ابْنَةً لِأَبِي لُؤْلُؤَةَ صَغِيرَةً تَدَّعِي الْإِسْلَامَ وَأَرَادَ عُبَيْدُ اللهِ أَلَّا يَدَعَ سَبْيًا بِالْـمَدِينَةِ إِلَّا قَتَلَهُ، فَاجْتَمَعَ الْـمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ عَلَيْهِ فَنَهَوْهُ وَتَوَعَّدُوهُ، فَقَالَ: وَاللهِ لأَقْتُلَنَّهُم وَغَيْرَهُمْ وَعَرَّضَ بِبَعْضِ الْـمُهَاجِرِينَ فَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِهِ حَتَّى دَفَعَ إِلَيْهِ السَّيْفَ، فَلَـمَّا دَفَعَ إِلَيْهِ السَّيْفَ أَتَاهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَتَنَاصَيَانِ حَتَّى حُجِزَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عُثْمَانُ قَبْلَ أَن يُبَايَعَ لَهُ فِي تِلْكَ اللَّيَالِي حَتَّى وَاقَعَ عُبَيْدَ اللهِ فَتَنَاصَيَا وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ يَوْمَ قَتَلَ عُبَيْدُ اللهِ جُفَيْنَةَ وَالْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ عَلَى النَّاسِ ثُمَّ حُجِزَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ، فَلَـمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ دَعَا الْـمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ، فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي فَتَقَ فِي الدِّينِ، فَاجْتَمَعَ الْـمُهَاجِرُونَ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُشَايِعُونَ عُثْمَانَ عَلَى قَتْلِهِ، وَجُلُّ النَّاسِ الْأَعْظَمُ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُونَ لِجُفَيْنَةَ وَالْهُرْمُزَانِ أَبْعَدَهُمَا اللهُ، لَعَلَّكُمْ تُرِيدُونَ أَن تُتْبِعُوا عُمَرَ ابْنَهُ؟ فَكَثُرَ فِي ذَلِكَ اللَّغَطُ وَالِاخْتِلَافُ ثُمَّ قَالَ عَمْروُ بْنُ الْعَاصِ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ الْـمُؤْمِنِينَ: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لكَ عَلَى النَّاسِ سُلْطَانٌ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ. وَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ خُطْبَةِ عَمْروٍ وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُثْمَانُ وَوُدِيَ الرَّجُلَانِ وَالجَارِيَةُ.
(«الطَّبَقَات» لابْن سَعْدٍ (3/355) بِسَنَدٍ صَحِيحٍ).


وَهُنَا ثَلَاثَةُ تَوْجِيهَاتٍ لِعَدَمِ قَتْلِ عُبَيْدِ اللهِ بالْـهُرْمُزَانِ:

الْأَوَّلُ:


أَنَّ الْهُرْمُزانَ تَمَالَأَ مَعَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ عَلَى قَتْلِ عُمَرَ كَمَا رَآهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَبِهَذَا يَكُونُ مُسْتَحِقًّا لِلقَتْلَ كَمَا قَالَ عُمَرُ:
«لَوْ تَمَالَأَ أَهْلُ صَنْعَاءَ عَلَى قَتْلِ رَجُلٍ لَقَتَلْتُهُم بِهِ»
(«صَحِيح الْبُخَارِيّ»، كِتَاب: الدّيات، باب: إِذَا أَصَابَ قَوْم مِنْ رجل، حَدِيث (6896).

فَهُنَا يَكُونُ دَمُ الْهُرْمُزَانِ مُبَاحًا؛ لِأَنَّهُ شَارَكَ فِي قَتْلِ عُمَرَ.


الثَّانِي:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، لَمْ يَقْتُلْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ لَـمَّا تَأَوَّلَ فِي عَهْدِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ فِي إِحْدَى الْـمَعَاركِ رَأَى رَجُلًا مِنَ الْـمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَ مِنَ الْـمُسْلِمينَ الْكَثِيرَ، فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَلَـمَّا رَآهُ الْـمُشْرِكُ فَرَّ مِنْهُ ثُمَّ اخْتَبَأَ خَلْفَ شَجَرَةٍ، وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَتَلَهُ أُسَامَةُ،
فَلَـمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، هَذَا الْأَمْرُ اسْتَدْعَى أُسَامَةَ فَقَالَ: «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ».
قَالَ: إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذًا -يَعْنِي خَائِفًا مِنَ السَّيْفِ-. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«هَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ» يَقُولُ: فَمَا زَالَ يُرَدّدُهَا عَلَيَّ «قَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟!» حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلَّا الْآنَ.
(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ: « صَحِيح الْبُخَارِيِّ »: كِتَاب الْـمغازي، بَاب بعث النَّبِيِّ ^ أُسَامَةَ إِلَى الْحرقات، حَدِيث (4269)، « صَحِيح مُسْلِم »: كِتَاب الْإِيمَان باب: تَحرِيم قَتلِ الْكَافرِ بَعْدَ أَن قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَا اللهُ، حَدِيث (158) (96).

فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، لَمْ يُقِمِ الْحَدَّ عَلَى أُسَامَةَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ مُتَأَوِّلًا، فَكَذَلِكَ الْحَالُ بِالنِّسْبَةِ لعُثْمَانَ لَمْ يُقِمِ الْحَدَّ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، لِأَنَّهُ كَانَ مُتَأَوِّلًا.


الثَّالِثُ:
قِيلَ: إِنَّ الْهُرمُزَانَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ، وَالْـمَقْتُولُ الَّذِي لَا وَلِيَّ لَهُ وَلِيُّهُ السُّلْطَانُ فَتَنَازَلَ عَنِ الْقَتْلِ. وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ وَلدًا يُقَال لَهُ: الْقَامَذْبَان، وَأَنَّهُ تَنازَلَ عَنْ دَمِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ.
(قِصَّة تنازل الْقامذبان عَنْ قتلِ عُبَيْد اللهِ فِي « تَاريخِ الطَّبَرِيِّ » (3/305)، وَلَكِنَّهَا مِنْ طَرِيقِ سَيْفِ بْنِ عُمَرَ الكَذَّابِ).

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


الْـمَأْخَذُ الثَّانِي عَشَرَ: زَادَ الْأَذَانَ الثَّانِيَ يَوْمَ الْـجُمُعَةِ:

إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ مِن بَعْدِي».
(« سُنَن أَبِي دَاوُدَ »: كِتَاب السّنة، بَاب فِي لزوم السّنة، حَدِيث (4607)، «سنن التِّرمذِيّ»: كِتَاب الْعلم، بَاب مَا جَاءَ فِي الْأخذ بالسّنة، حَدِيث (2676).

وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ مِنْ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَلَا شَكَّ أَنَّ عُثْمَانَ مِنَ الْخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ، وَرَأَى مَصْلَحَةً فِي أَن يُزَادَ هَذَا الْأَذَانُ لِتَنْبِيهِ النَّاسِ عَنْ قُرْبِ وَقْتِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ أَنِ اتَّسَعَتْ رُقْعةُ الْـمَدِينَةِ، فَاجْتَهَدَ فِي هَذَا وَوَافَقَهُ جَمِيعُ الصَّحَابَةِ، وَاسْتَمَرَّ الْعَمَلُ بِهِ لَمْ يُخَالِفْهُ أَحَدٌ حَتَّى فِي زَمَنِ عَلِيٍّ وَزَمَنِ مُعَاوِيَةَ وَزَمَنِ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي الْعَبَّاسِ، وَإِلَى يَوْمِنَا هَذَا لَمْ يُخَالِفْهُ أَحَدٌ مِنَ الْـمُسْلِمينَ، فَهِيَ سُنَّةٌ بِإِجْمَاعِ الْـمُسْلِمِينَ.
ثُمَّ هُوَ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرْعِ، وَهُوَ الْأَذَانُ الْأَوَّلُ فِي الْفَجْرِ، فَلَعَلَّ عُثْمَانَ قَاسَ هَذَا الْأَذَانَ عَلَيْهِ.

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


الْـمَأْخَذُ الثَّالِثَ عَشَرَ: رَدَّ الْـحَكَمَ وَقَدْ نَفَاهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ:

وَهَذِهِ الْفِرْيَةُ يُرَدُّ عَلَيْهَا مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:

أَوَّلًا:

أَنّهَا لَمْ تَثْبُتْ وَلَا تُعْرَفُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.


ثَانِيًا:
الْحَكَمُ كَانَ مِنْ مُسْلِمَةَ الْفَتْحِ، وَكَانَ مِنَ الطُّلَقَاءِ، وَالطُّلقَاءُ مَسْكَنُهُمْ مَكَّةُ وَلَمْ يَعِيشُوا فِي الْـمَدِينَةِ، فَكَيْفَ يَنْفِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، مِنَ الْـمَدِينَةِ، وَهُوَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا أَصْلًا.


ثَالِثًا:
النَّفْيُ الْـمَعْلُومُ فِي شَرِيعَتِنَا أَقْصَاهُ سَنةٌ لِلزَّانِي غَيْرِ الْـمُحْصَنِ، وَلَمْ يُعْلَمْ فِي شَرْعِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّ هُنَاكَ نَفْيًا مَدَى الْحَيَاةِ، وَأَيُّ ذَنْبٍ هَذَا الَّذِي يَسْتَحِقُّ بِهِ الْإِنْسَانُ أَن يُنفَى مَدَى الْحَيَاةِ؟
فالنَّفيُ عُقُوبَة تَعْزِيرِيَّةٌ مِنَ الْحَاكِمِ، فَلَوْ فَرَضْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، فِعْلًا نَفَاهُ وَاسْتَمَرَّ مَنْفِيًّا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، ثُمَّ فِي خِلَافِةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثُمَّ أَعَادَه عُثْمَانُ بَعْدَ كَمْ؟ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.
أَيْنَ الْبَأْسُ هُنَا؟
هَذَا إِنْ صَحَّتْ وَهِيَ لَمْ تَصِحَّ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، قَبِلَ شَفَاعَةَ عُثْمَانَ فِي عَبْدِ اللهِ بْن سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ، وَكَانَ قَدِ ارْتَدَّ وَلَاشَكَّ أَنَّ الْحَكَمَ لَمْ يَأْتِ بِجُرْمٍ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، فَكَيْفَ يُسَامِحُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، ذَاكَ وَلَا يُسَامِحُ هَذَا؟!!.

هَذِهِ هِيَ الْـمَآخِذُ عَلَى عُثْمَانَ!! وَيُمْكِنُ تَقْسِيمُهَا حَسَبَ الْآتِي:

- أُمُورٌ مَكْذُوبَةٌ◄◄ رقم: 2، 3، 5، 13

- مَحَاسِنُ◄◄ رقم: 4، 8،10

- اجْتِهَادٌ◄◄ رقم: 1، 6، 7، 11، 12

- أَخْطَاءٌ مَغْمُورَةٌ بَلْ مَغْفُورَةٌ◄◄ رقم: 9







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم يصرع كفر الرافضة القائلين بالتحريف والزيادة والنقصان
»» الرافضي/ الاشتر النخعي 55 - هل سقطت العصمة المطلقة للأنبياء بدين الرافضة أم لا
»» حديث: «بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ»، مداراة وليس تقية ولا مداهنة يا من أعمى الله بصائرهم
»» شهادة المنصفين من أهل الكتاب والكفار، للقرآن بالصحة والصدق
»» هل الرفق واللين هما الأصل الذي يحرم الخروج عنه
 
قديم 21-02-16, 12:43 AM   رقم المشاركة : 7
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



الْـمَبْحَثُ السَّادِسُ

مَقْتَلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ


بَعْدَ أَنْ أُثِيرَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ عَلَى عُثْمَانَ خَرَج أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَأُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ إِلَى الْـمَدِينَةِ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ وَالثَّلَاثِينَ مِنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، يُظْهِرُونَ أَنَّهُم يُرِيدُونَ الْحَجَّ وَقَدْ أَبْطَنُوا الْخُرُوجَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ،
وَاخْتُلِفَ فِي أَعْدَادِهِمْ، فَقِيلَ:
إِنَّهُمْ أَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، وَأَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَأَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَقِيلَ: إِنَّ الْكُلَّ أَلْفَانِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَلَيْسَتْ هُنَاكَ إِحْصَائِيَّةٌ دَقِيقَةٌ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقِلُّونَ عَنْ أَلْفَيْنِ وَلَا يَزِيدُونَ عَنْ سِتَّةِ آلَافٍ بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ.

دَخَلُوا مَدِينَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَكَانَ أُولَئِكَ الْقَوْمُ مِنْ فُرْسَانِ قَبَائِلِهِمْ جَاءُوا لِعَزْلِ عُثْمَانَ إِمَّا بِالتَّهْدِيدِ وَإِمَّا بِالْقُوَّةِ، وَحَاصَرُوا بَيْتَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ فِي أَوَاخِرِ ذِي الْقِعْدَةِ، وَأَمَرُوهُ أَنْ يَخْلَعَ نَفْسَهُ مِنَ الْخِلَافَةِ، وَاسْتَمَرَّ الْحِصَارُ إِلَى الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَهُوَ يَوْمُ مَقْتَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ.
وَقِيلَ:
إِنَّ الْحِصَارَ اسْتَمَرَّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ لَا يَزِيدُ عَنِ الْوَاحِدِ وَالْأَرْبَعِينَ يَوْمًا.

لَـمَّا حُوصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي بَيْتِهِ وَمُنِعَ مِنَ الصَّلَاةِ بَلْ وَمِنَ الْـمَاءِ، فَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ رَجُلٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْفِتْنَةِ حَتَّى إِنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْن عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: يُصَلِّي بِالنَّاسِ إِمَامُ فِتْنَةٍ فَمَا تَأْمُرُنَا؟
قَالَ:
«الصَّلَاةُ أَحْسَنُ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ!».
(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِي: كِتَاب الْأذان: بَاب إِمَامَة الْـمفتون وَالْـمُبْتَدِع حَدِيث (695).


* وَقَدْ دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْتَ عُثْمَانَ كُلُّهُمْ يُرِيدُ الدِّفَاعَ عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ أَشْهرِ الَّذِينَ جَلسُوا عِنْده فِي بَيْتِه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَبُو هُرَيْرَةَ، مُحَمَّدُ ابْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (السَّجَّاد)، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَقَدْ شَهَرُوا سُيُوفَهُمْ فِي وَجْهِ أُولَئِكَ الْبُغَاةِ الَّذِينَ أَرَادُوا قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ.
(«الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة» (7/184).


* وَجَاءَتْ أُمُّ الْـمُؤْمِنِينَ صَفِيَّةُ عَلَى بَغْلَةٍ يَقُودُهَا مَوْلَاهَا كِنَانَةُ فَلَقِيَهَا الْأَشْتَرُ فَضَرَبَ وَجْهَ بَغْلَتِهَا.
فَقَالَتْ: رُدُّونِي، لَا يَفْضَحْنِي هَذَا الْكَلْبُ.
(ابْن سعد فِي « الطَّبَقَات » (8/1280)، وَإِسْنَاده حسن).


وَلَكِنَّ عُثْمَانَ أَمَرَ الصَّحَابَةَ بِعَدَمِ الْقِتَالِ،
بَلْ:
إِنَّهُ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّ الَّذِينَ جَاءُوا لِلدِّفَاعِ عَنْ عُثْمَانَ أَكْثَرُ مِنْ سَبْعِمِائَةٍ مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ، وَلَكِنْ حَتَّى هَؤُلَاءِ السَّبعمِائَةِ لَا يَصِلُونَ إِلَى عَدَدِ أُولَئِكَ الْبُغَاةِ عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ أَقَلَّ عَدَدٍ أَنَّهُمْ أَلْفَانِ.



* عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ،
فَقَالَ:
أَعْزِمُ عَلَى كُلِّ مَنْ رَأَى أَنَّ عَلَيْهِ سَمْعًا وَطَاعَةً إِلَّا كَفَّ يَدَهُ وَسِلَاحَهُ.
(«الْـمُصَنَّف » لابْنِ أَبِي شَيبةَ (15/24 رقم 19508) بِسَنَدٍ صَحيحٍ).


* وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ ثَابتٍ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ:
هَذِهِ الْأَنْصَارُ بالْبَابِ قَالُوا: إِنْ شِئْتَ أَن نَكُونَ أَنْصَارَ اللهِ مَرَّتَيْنِ كَمَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَكُونُ مَعَكَ.
فَقَالَ عُثْمَانُ: أَمَّا قِتَالٌ فَلَا.
(«الْـمُصَنَّف» لابْنِ أَبِي شَيبةَ (15/205 رقم 19509) بِسَنَدٍ صَحيحٍ).


* وَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا ابْنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ، يَقُولُونَ: اخْلَعْهَا، وَلَا تَقْتُلْ نَفْسَكَ.
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
إِذَا خَلَعْتَهَا أَمُخَلَّدٌ أَنْتَ فِي الدُّنْيَا؟
فَقَالَ عُثْمَانُ: لَا.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ:
فَلَا أَرَى أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصًا قَمَّصَكَهُ اللهُ فَتكُونَ سُنَّةً، كُلَّمَا كَرِهَ قَوْمٌ خَليفَتَهُمْ، أَوْ إِمَامَهُمْ خَلَعُوهُ.

(أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي كِتَاب « فَضَائِل الصَّحَابَة » (1/473 رقم 767) بإِسنَادٍ صَحِيح).


* وَقَالَ عُثْمَانُ لِعَبِيدِهِ:
كُلُّ مَنْ وَضَعَ سِلَاحَهُ فَهُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ.

فَهُوَ الَّذِي مَنَعَ النَّاسَ مِنَ الْقِتَالِ.



وَمَعَ هَذَا فَقَدْ حُمِلَ أَرْبَعَةٌ مِنْ شُبَّانِ قُرَيْشٍ مُلَطَّخِينَ بِالدِّمَاءِ مَحْمُولِينَ كَانُوا يُدَافِعُونَ عَنْ عُثْمَان وَهُمُ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ- عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ- مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ- مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ.
(«الاستيعاب» لِابْنِ عبد الْبر بحاشية «الْإِصابة» (3/78).


مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟
بَعْدَ أَنْ حُوصِرَ عُثْمَانُ، تَسَوَّرُوا عَلَيْهِ الْبَيْتَ فَقَتَلُوهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ وَاضِعٌ الْـمُصْحَفَ بَيْن يَدَيْهِ.


قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ (وكَانَ الْحَسَنُ الْبصْرِيُّ قَدْ عَاشَ تِلْكَ الْفَتْرَةَ لِأَنَّهُ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ):
أَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ أَحَدٌ مِنَ الْـمُهَاجِرِينَ أَوِ الْأَنْصَارِ؟
فَقَالَ:
كَانُوا أَعْلَاجًا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ.

(« تَارِيخ خَلِيفَة » (ص 176) بإِسنَادٍ صَحِيح).


ولكِنَّ الرُّءُوسَ مَعْرُوفَةٌ وَهُمْ: كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ، وَرُومَانُ الْيَمَانِيُّ، وَشَخْصٌ يُقَالُ لَهُ جَبَلَةُ، وَسَوْدَانُ بْنُ حُمْرانَ، وَرَجُلٌ يُلَقَّبُ بِالْـمَوْتِ الْأَسْوَدِ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ.
وَقِيلَ: مَالِكُ بْنُ الْأَشْتَرِ النَّخَعِيُّ.
هَؤُلَاءِ كَانُوا مِنْ رُءُوسِ الْفِتْنَةِ الَّتِي قَامَتْ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.



أَمَّا مَنْ بَاشَرَ قَتْلَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟:

فَالْـمَشْهُورُ أَنَّهُ رَجُلٌ مِصْرِيٌّ يُقَالُ لَهُ جَبَلَةُ.

* عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ أَرْطَأَةَ قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ عَائِشَةَ سَنَةَ قُتِلَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَمَرَرْنَا بِالْـمَدِينَةِ فَرَأَيْنَا الْـمُصْحَفَ الَّذِي قُتِلَ وَهُوَ فِي حِجْرِهِ فَكَانَتْ أَوَّلُ قَطْرَةٍ قَطَرَتْ مِنْ دَمِهِ عَلَى أَوَّلِ هَذِهِ الْآيَةِ:
۩ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ۩ سورة البقر ة: الآية 137.

قَالَتْ عَمْرَةُ:
فَمَا مَاتَ مِنْهُمْ رَجَلٌ سَوِيًّا.
(أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي كِتَاب « فَضَائِل الصّحَابَة » (1/501 رقم 817) وَإِسْنَادُه صَحِيح، وَانْظُرْ كَذَلِكَ (765/766).


* وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فإِذَا بِرَجُلٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْلِي، وَمَا أَظُنُّ أَنْ تَغْفِرَ لِي.
يَقُولُ:
فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ مِثْلَ مَا تَقُولُ.
فَقَالَ الرَّجُلُ:
إِنّي كُنْتُ قَدْ أَعْطَيْتُ اللهَ عَهْدًا لَإِنْ مَكَّنَنِي مِنْ عُثْمَانَ لَأَصْفَعَنَّهُ، فَلَـمَّا قُتِلَ وُضِعَ فِي سَرِيرِهِ فِي الْبَيْتِ فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَدَخَلْتُ أُظْهِرُ أنِّي أُرِيدُ الصَّلَاةَ فَلَـمَّا رَأَيْتُ أَنَّ الْبَيْتَ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ كَشَفْتُ عَنْ وَجْهِهِ فَصَفَعْتُهُ وَهُوَ مَيِّتٌ فَيَبِسَتْ يَدِي.
قَالَ ابْنُ سِيرِينَ:
رَأَيْتُهَا يَابِسَةً كَأَنَّهَا عُودٌ.
(«الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة » (7/200) وَرِجَاله ثقاث غَيْر (عِيسَى بْن الْـمنهال) ذكره ابْن حِبَّان فِي «الثِّقَات»، وَذكره كُلّ مِنَ الْبُخَارِيِّ فِي «التَّارِيخ الْكَبِير» (6/399) وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ فِي «الْجَرْح وَالتَّعْدِيل» (6/288) وَسكتا عَنْهُ).



شبهة: كَيْفَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَمْ يَدْفَعْ عَنْهُ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَة؟

التَّعليلُ الْأَوَّلُ:

أَنَّ عُثْمَانَ هُوَ الَّذِي عَزَمَ عَلَيْهِمْ بِهَذَا فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُغْمِدُوا سُيُوفَهُمْ وَنَهَاهُمْ عَنِ الْقِتَالِ، وَاسْتَسْلَمَ لِقَضَاءِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَقَدَرِهِ.

وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَمْرَيْنِ اثْنَيْنِ:
الْأَوَّلُ:
شَجَاعَةُ عُثْمَانَ.

وَالثَّانِي:
رَحْمَتُهُ بأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ؛ لِأَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ أُولَئِكَ أَعْرَابٌ أَجْلَافٌ وَأَنَّهُم مُفْسِدُونَ، فَرَأَى أَنَّهُ لَوْ قَاتَلَهُمُ الصَّحَابَةُ لَكَانَتِ الْـمَفْسَدَةُ أَعْظَمَ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَلَرُبَّمَا انْتَهَى الْأَمْرُ إِلَى قَتْلِ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَقَدْ يَتَعَدَّوْنَ إِلَى انْتِهَاكِ الْأَعْرَاضِ، وَانْتِهَابِ الْأَمْوَالِ،
فَرَأَى أَنَّ الْـمَصْلَحَةَ أَن يُقْتَلَ هُوَ وَلَا يُقْتَلَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَلَا تُهْتَكَ حُرْمَةُ مَدِينَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ.



التَّعْلِيلُ الثَّانِي:
أَنَّ عَدَدَ الصَّحَابَةِ كَانَ أَقَلَّ بِكَثِيرٍ مِنْ عَدَدِ أُولَئِكَ الْخَوَارِجِ، فَإِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَانُوا عَلَى أرْبَعَةِ أَمَاكِنَ:


الْـمَكَانُ الْأَوَّلُ:
مَكَّةُ؛ لِأَنَّ الْـمَوْسِمَ كَانَ مَوْسِمَ حَجٍّ، وَقَدْ خَرَجَ الْكَثِيرُونَ لِلْحَجِّ، وَلَمْ يَكُونُوا حَاضِرِينَ.


الْـمَكَانُ الثَّانِي:
بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، تَمَصَّرُوا الْأَمْصَارَ، عَاشُوا فِي الْكُوفَةِ، وَالْبَصْرَةِ، وَمِصْرَ، وَالشَّامِ، وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ.

الْـمَكَانُ الثَّالِثُ: فِي الْجِهَادِ.

الْـمَكَانُ الرَّابعُ:
هُمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الْـمَدِينَةِ وَلَمْ يَكُن عَدَدُهُمْ مُكَافِئًا لِعَدَدِ أُولَئِكَ الْخَوَارِجِ.


التَّعْلِيلُ الثَّالِثُ:

أَنَّ الصَّحَابَةَ بَعَثُوا أَوْلَادَهُمْ لِلدِّفَاعِ عَنْ عُثْمَانَ وَمَا كَانُوا يَتَصَوَّرُونَ أَنَّ الْأَمْرَ يَصِلُ إِلَى الْقَتْلِ، وَإِنَّمَا حِصَارٌ وَعِنَادٌ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَرْجِعُونَ، أَمَّا أَنَّهُمْ يَتَجَرَّءُونَ وَيَقْتُلُونَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَكَانَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ لَا يَرَى أَنَّ الْأَمْرَ يَصِلُ إِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ. وَأَرْجَحُ هَذِهِ الْأَقْوَالِ الْأَوَّلُ وَهُوَ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هُوَ الَّذِي مَنَعَهُم مِنْ قِتَالِ أُولَئِكَ الْخَوَارِجِ.







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» أقوى أوجه الشبه على الإطلاق بين (معممين / عوام) الرافضة، وعباد الصليب
»» الرجم والضرب في ذنب واحد وتناقض من تزعم الرافضة إمامته
»» التثبُتُ، وضبْطُ الروايةِ عند الصحابة - إقامة الحُجّة على المدعي
»» د/ محمد المسير - حان الوقت للخروج من قفص الإتهام
»» شبهة رفع المصاحف وقضية التحكيم بين علي ومعاوية رضى الله عنهما
 
قديم 21-02-16, 12:52 AM   رقم المشاركة : 8
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


شبهة دفن سيدنا/ عثمان عليه السلام، في حش كوكب ليهودي

الرد على:
شبهة: دفن سيدنا/ عثمان ذو النورين - رضى الله عنه وأرضاه، في حش كوكب (بستان له اشتراه رضى الله عنه).


رابط الموضوع للشيخ/ الدمشقية - أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا
الرابط:
http://www.dimashqiah.com/ar/forums/...3#.VIy2oCuUdX0



فرية: أن عثمان دفن في حش كوكب ليهودي

الرواية من المعجم الكبير للإمام/ الطبراني
حدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا عبد الملك الماجشون قال سمعت مالكاً يقول:« قتل عثمان فأقام مطروحاً على كناسة بني فلان ثلاثاً فأتاه إثنا عشر رجلاً فيهم جدي مالك بن أبي عامر وحويطب بن عبد العزى وحكيم بن حزام وعبد الله بن الزبير وعائشة بنت عثمان معهم مصباح في حق فحملوه على باب وإن رأسه يقول على الباب طق طق حتى أتوا به البقيع فاختلفوا في الصلاة عليه فصلى عليه حكيم بن حزام أو حويطب بن عبد العزى شك عبد الرحمن ثم أرادوا دفنه فقام رجل من بني مازن فقال: والله لئن دفنتموه مع المسلمين لأخبرن الناس فحملوه حتى أتوا به إلى حش كوكب فلما دلوه في قبره صاحت عائشة بنت عثمان فقال لها إبن الزبير اسكتي فوالله لئن عدت لأضربن الذي فيه عيناك فلما دفنوه وسووا عليه التراب قال لها إبن الزبير: صيحي ما بدا لك أن تصيحي، قال مالك وكان عثمان بن عفان قبل ذلك يمر بحش كوكب فيقول: ليدفنن ههنا رجل صالح»
(المعجم الكبير1/78).

أما الرواية ففيها علتان:

1- ضعف عبد الملك بن الماجشون فقد كان يروي المناكير عن الامام مالك

2- الإرسال. فإن الإمام مالكا لم يدرك مقتل عثمان ولم يولد إلا سنة 93ه

3- النكارة في الرواية تركد كذب الرواية. وهو قول ابن الزبير لعائشة أم المؤمنين (اسكتي فوالله لئن عدت لأضربن الذي فيه عيناك، صيحي ما بدا لك).

زعم الرافضة في موقع الميزان أن الطبراني قال عن الرواية (سندها حسن) ولم أجد ذلك.

وأما حش كوكب الذي دفن فيه عثمان. فهو بستان اشتراه من كوكب وهو رجل من الأنصار.

لكن الرافضة زعوا أن معاوية اشتراه من يهودي بعد مقتل عثمان. وهذا هذيان وحماقة.



قال المجوسي/ التيجاني:
«وتحقق لدي ما قاله المؤرخون من أنه دفن بحش كوكب وهي أرض يهودية لأن المسلمين منعوا دفنه في بقيع رسول الله، ولمّا استولى معاوية بن أبي سفيان على الخلافة اشترى تلك الأرض من اليهود وأدخلها في البقيع ليدخل بذلك قبر ابن عمه عثمان فيها والذي يزور البقيع حتى اليوم سيرى هذه الحقيقة بأجلى ما تكون».

الجواب: بالطبع سوف يتجلى له أنك كذاب.

فإن حش كوكب بستان اشتراه عثمان من رجل من الأنصار اسمه كوكب.
قال الحافظ ابن عبد البر:
«كوكب: رجل من الأنصار والحش: البستان.
وكان عثمان رضي الله عنه قد اشتراه وزاده في البقيع فكان أول من دفن فيه وحمل على لوح سراً»
(الاستيعاب1/322 وانظر الاصابة في معرفة الصحابة5/626 ترجمة7474 تجريد أسماء الصحابة2/36 للذهبي ترجمة388).

وليس المسلمون هم الذين رفضوا دفنه كما يدعي الرافضة.
وإنما الغلاة الذين بلغ غلوهم استعدادهم لاستخرج جثة عثمان إن هم عرفوا بمكان دفنه.

وقد زعم هذا الرافضي أن معاوية اشترى هذه الأرض من يهودي.

وهذا من كذبه وهل بقي يهود أصلا في خلافة أمير المؤمنين سيدنا/ معاوية وقد أجلاهم أمير المؤمنين سيدنا/ عمر بن الخطاب عليهما السلام

فأي تحقيق يستفاد من هذا الجاهل؟!

تعليق الإمام/ ابن حزم على روايات دفن عثمان في بستان يهودي

«وأما قول من قال أنه رضي الله عنه أقام مطروحا على مزبلة ثلاثة أيام فكذب بحت وإفك موضوع وتوليد من لا حياء في وجهه بل:
قتل عشية ودفن من ليلته رضي الله عنه شهد دفنه طائفة من الصحابة وهم جبير بن مطعم وأبو الجهم بن حيفة وعبد الله بن الزبير ومكرم بن نيار وجماعة غيرهم.

هذا ما لا يتمارى فيه أحد ممن له علم بالأخبار

ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برمي أجساد قتلى الكفار من قريش يوم بدر في القليب وألقى التراب عليهم وهم شر خلق الله تعالى

وأمر عليه السلام أن يحفر أخاديد لقتلى يهود قريظة وهم شر من وارته الأرض،

فمواراة المؤمن والكافر فرض على المسلمين فكيف يجوز لذي حياء في وجهه أن ينسب إلى علي وهو الإمام ومن بالمدينة من الصحابة أنهم تركوا رجلا ميتا ملقى بين أظهرهم على مزبلة لا يوارونه…؟ ولا يبالى مؤمنا كان أو كافرا

ولكن الله يأبى إلا أن يفضح الكذابين بألسنتهم ولو فعل هذا علي لكانت جرحة فيه، لأنه لا يخلوا أن يكون عثمان كافرا أو فاسقا أو مؤمنا فإن كان كافرا أو فاسقا عنده فقد كان فرضا على علي أن يفسخ أحكامه في المسلمين فإذا لم يفعل فقد صح أنه كان مؤمنا عنده فكيف يجوز ان ينسب ذو حياء إلى علي أنه ترك مؤمنا مطروحا ميتا على مزبلة لا يأمر بموارته»
(الفصل في الملل والنحل2/240).



طرق أخرى للرواية:
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن سليمان ثنا المسروقي ثنا عبيد بن الصباح ، ثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال:
«مكث عثمان في حش كوكب مطروحاً ثلاثاً لا يصلى عليه حتى هتف بهم هاتف: إدفنوه ولا تصلوا عليه فإن الله عز وجل قد صلى عليه»
(معجم الصحابة ص284 لأبي نعيم الإصبهاني).

التخريج
عبيد بن الصباح ضعيف (الجرح والتعديل5/408).

حفص بن غياث: تغير حفظه ولا يقبل ما يتفرد به. قال الذهبي:«وقد يسمي جماعة من الحفاظ الحديث الذي يتفرد به مثل هشيم وحفص بن غياث منكرا»
(الموقظة ص77).

قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني عم جدتي الربيع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه قال:«كنت أحد حملة عثمان بن عفان حين توفي حملناه على باب وإن رأسه ليقرع الباب لإسراعنا به وإن بنا من الخوف لأمراً عظيماً حتى واريناه في قبره في حش كوكب»
(الطبقات الكبرى3/79 تاريخ دمشق39/532).

منكر. الربيع بن مالك منكر الحديث جدا. كما قال ابن حبان.
قال البخاري:«لا يعرف حديثه» (ميزان الاعتدال2/42).

أبو بكر هو اسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس. صدوق يخطئ.


رواية أخرى:
حدثني علي بن دابه عن شرحبيل بن سعد قال قال عبد الرحمن بن أزهر:
«لم أدخل في شيء من أمر عثمان فإني لفي بيتي إذ آتاني المنذر بن الزبير فقال عبد الله يدعوك، فأتيته وهو قاعد إلى جنب غرارة حنطة فقال:«هل لك إلى دفن عثمان فقلت ما دخلت في شيء من أمره وما أريد ذاك، فاحتملوه معهم معبد بن معمر فانتهوا به إلى البقيع فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو الساعدي فإنطلقوا إلى حش كوكب ومعهم عائشة بنت عثمان معها مصباح في حق فصلى عليه مسور بن مخرمة ثم حفروا له فلما دلوه صاحت بنته فلم يضعوا على لحده لبنا وأهالوا عليه التراب وإنصرفوا»
(تاريخ المدينة لابن شبة1/112).

باطلة. علي بن دابة لم أجد له وجودا فضلا عن ترجمة.

عمر بن شبة صاحب كتاب المدينة ابن شبة (173-262) فأين الرواة بينه وبين شرحبيل بن سعد الذي توفي سنة 23 هجرية عن عمر ناهز المئة.

شرحبيل بن سعد «صدوق اختلط بآخرة» (تقريب التهذيب2764).



وفي رواية:
عن علي عن ابن وهب عن شرحبيل بن سعد عن بعض أهل المدينة.

وهذا يزيد في كشف بطلان الرواية الأولى. وتنتهي إلى مجاهيل (بعض أهل المدينة): من هم؟

حدثنا علي عن أبي دينار أحد بني دينار بن النجار عن مخلد بن خفاف عن عروة بن الزبير قال:« منعهم من دفن عثمان بالبقيع أسلم بن أوس بن بحرة الساعدي قال فانطلقوا به إلى حش كوكب، فصلى عليه حكيم بن حزام ، وأدخل بنو أمية حش كوكب في البقيع»
(تاريخ المدينة ص113).

باطل. لجهالة علي الذي روى عنه ابن شبه. فإن كان علي بن دابه فلا يعرف.

وأبو دينار من دار بن النجار لا يعرف. وهناك الكثير من دينار بني النجار. ولكن لم أجد صاحب هذه الكنية (أبو دينار) ينتسب لدينار بن النجار.

وأما أسلم بن أوس الساعدي فلم تثبت صحبته.



رواية أخرى:
حدثني جعفر بن عبدالله المحمدي قال حدثنا عمرو بن حماد وعلي بن حسين قالا حدثنا حسين بن عيسى عن أبيه عن أبي ميمونة عن أبي بشير العابدي قال:
«نبذ عثمان ثلاثة أيام لا يدفن ، ثم إن حكيم بن حزام القرشي ثم أحد بني أسد بن عبدالعزى وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف كلما علياً في دفنه وطلبا إليه أن يأذن لأهله في ذلك ففعل وأذن لهم علي : فلما سمع بذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة وخرج به ناس يسير من أهله وهم يريدون به حائطاً بالمدينة يقال له : حش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم ، فلما خرج على الناس رجموا سريره وهموا بطرحه فبلغ ذلك علياً فأرسل إليهم يعزم عليهم ليكفن عنه ففعلوا ، فإنطلق حتى دفن في حش كوكب ، فلما ظهر معاوية بن أبي سفيان على الناس أمر بهدم ذلك الحائط حتى أفضى به إلى البقيع فأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره حتى إتصل ذلك بمقابر المسلمين.

هذه الرواية كلها مجاهيل ومنهم من هو مرمي بالرفــض بل وبالكذب.

عمرو بن حماد بن طلحة القناد. متهم بأنه رافضي (تقريب التهريب ترجمة5014).
وقيل إنه صدوق. ولو سلمنا بصدقه فإن الرفـض بدعة ولا يقبل من مبتدع ما يؤيد بدعته فيما يرويه.

وسرد محقق تاريخ الطبري حال رواة هذه الرواية فقال:
«جعفر عبد الله المحمدي: «لم أجد له ترجمة، ولم ينقل عن الطبري إلا في ثلاثة عشر موضعاً كلها في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه وشيوخه فيها هم عمرو وعلي.
علي بن حسين بن عيسى بن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم أجد له ترجمة.
حسين بن عيسى بن زيد بن علي بن حسين بن أبي طالب رضي الله عنه سكت عنه ابن أبي حاتم (الجرح 3/60).
عيسى بن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سكت عنه ابن أبي حاتم (الجرح 6/276).
محمد بن السائب بن بشر الكلبي، الكوفي النسابة، المفسر، متهم بالكذب، ورمي بالرفـض، من السادسة، مات سنة ست وأربعين، ت فق (ت سنة 146 ? ) (التقريب/ 5901).



رواية أخرى:
وحدثني محمد عن عبدالله بن يزيد الهذلي عن عبد الله بن ساعدة قال:
«لبث عثمان بعد ما قتل ليلتين لا يستطعيون دفنه ثم حمله أربعة حكيم إبن حزام وجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة، فلما وضع ليصلى عليه جاء نفر من الأنصار يمنعونهم الصلاة عليه فيهم أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي وأبو حية المازني في عدة ومنعوهم أن يدفن بالبقيع ، فقال أبو جهم إدفنوه فقد صلى الله عليه وملائكته فقالوا : لا والله لا يدفن في مقابر المسلمين إبدأً فدفنوه في حش كوكب فلما ملكت بنو أمية إدخلوا ذلك الحش في البقيع فهو اليوم مقبرة بني أمية».
رواه الطبري في (تاريخه2/688).

موضوع. محمد وهو ابن عمر الواقدي كذاب.

وعبد الله بن يزيد الهذلي رماه البخاري بالزندقة (لسان الميزان3/377 ترجمة ترجمة1508 وانظر التاريخ الكبير5/227 ترجمة741).

هذا ما يسر الله من جمع هذا البحث حول روايات دفن عثمان. أسأل الله السداد والثبات إلى يوم ألقاه.

عبدالرحمن دمشقية

٥ رمضان ١٤٣٥ هـ








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على افتراء: أن بعض أئمة المسلمين أباحوا إتيان النساء في أدبارهن
»» الفارِق بين المُصحف والقرآن الكريم
»» الآيات الكونية والشرعية، القضاء، الإرادة، الأمر الإذن، الكتابة الحكم التحريم الكلمات
»» هل أمر معاوية سعداً بسب علي – رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
»» بأي عقل وعلى أي منطق قبلت الرافضة القرآن المتواتر عن طريق الصحابة وطعنت في السنة
 
قديم 21-02-16, 01:04 AM   رقم المشاركة : 9
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



موضوعات ذات صلة:

سيرة الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه / الشيخ عثمان بن محمد الخميس حفظه الله
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=108885


ملف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الفتنة و مقتله ورد الشبهات
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=76379


الفتنة في زمن سيدنا عثمان بن عفان / الشيخ محمد حسان
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=173434


علي والحسن والحسين وقنبر وفتيان بني هاشم ومواليه حرس على باب ذو النورين
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=63433


من قتل سيدنا عثمان رضي الله عنه
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=88753


آية الشيطان الشعراني علي دافع عن عثمان وأرسل ابنه الحسن للدفاع عنه .
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=179016


مالك أبن الأشتر من قادة جيش الإمام علي عثمان الخميس
https://www.youtube.com/watch?v=xp30Kj8yVJ8


(عبد الرحمن بن عديس البلوي)
http://www.alrad.net/hiwar/othman/9.htm


(عبد الرحمن بن عديس البلوي)
http://minhajsuna.com/hiwar/othman/10.htm


ترجمة - أبو مخنف - لوط بن يحيى الكوفي
http://www.alrad.net/hiwar/sahaba/07.htm


عمرو ابن الحمق الخزاعي
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=177623








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» هل أمر معاوية سعداً بسب علي – رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
»» الفارِق بين المُصحف والقرآن الكريم
»» الضمان الإلهي لأنفسنا ولـ: (أزواجنا وذرياتنا) من بعدنا بالتقوى
»» الاتصال الصاعقة : مكتب السيستاني بلبنان يقول لانعرف نسب السيستاني
»» الشذوذ الفكري والانحراف العقائدي وكذب وتدليس الرافضي/ الخزرجي8
 
قديم 21-02-16, 02:38 AM   رقم المشاركة : 10
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاكم الله خيرا







 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
ذو النورين, خليفة المسلمين عثمان بن عفان, حقبة من التاريخ

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "