قلت: هذا ردّ صارم على السبكي الإبن حيث يقول في كتابه [معيد النعم ومبيد النقم ص 75]: برأ الله المالكية فلم نر مالكيا إلاّ أشعريا عقيدة) . وهو معروف بتعصبه الزائد للأشاعرة فياترى هل الدنيا كلّها كانت مصر والشام؟؟! وهل القرن الثامن كان مقياس المالكية؟؟!!.
قد كثر عند كثيرممن لا تحقيق عندهم أن ينسبوا الأشعرية للشافعية ومن تتبّع أصحاب الشافعي يجد أن لهم أيادى بيضاء في الدفاع عن العقيد ة الصحيحة التى كان عليها سلف هذه الأمة فالمزني له رسالة سماه شرح السنة بيّن فيها عقيدته وهي مطبوعة متداولة ,وألّف أبو بكر الإسماعلي [إعتقاد أهل السنة والجماعة] والإمام الصابوني [عقيدة السلف أصحاب الحديث] وأبو القاسم التيمي [الحجّة في بيان المحجة] وكذلك ألّف جماعة من الشافعية كتبا في التوحيد كإمام الأئمة إبن خزيمة واللأ لكائي ويحيي العمراني وللشيرازي طريقة يميّز فيها الأشعرية عن أصحاب الشافعية راجع اللمع في أصول الفقه.قال الشيخ أبو الحسن الكرجي الشافعي : ولم يزل الإئمة يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه) إنتهى كلامه ,أنظر درء تعارض العقل والنقل (2/95)وأثنى الحافظ ابن كثير على الكرجي حيث قال:إنه يذكر فيه مذاهب السلف في باب الإعتقاد ويحكى فيه أشياء غريبة حسنة)[البداية والنهاية 12/717 أخبار سنة 532 اهـ].
قلتُ : وهذا من عجب يوسف شهدي أصلحهُ الله إطلاقهُ الأشعرية على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى , فكيف يكون أشعرياً في حين أن أصحاب الإمام الشافعي وقد أكثروا من النقل عنهُ يكونوا أشاعرة , يجب عليك أصلحك الله تعالى أن تتبين الصواب في المبحث , فالحقيقة لم ينسب أحد الأشاعرة إلي أهل السنة إلا عدة من القوم [ الرافضة أخزاهم الله تعالى قالوا أن الأشاعرة من أهل السنة وهذا جهل ] [ أنتم قلتم عن أنفسكم أنكم من أهل السنة وهذا فيه نظر بمقتضى ما ثبت عند أهل العلم القول في حق أهل السنة من العقيدة النقية ] أما الفرقة الأخرى [ الطائفة الجاهلة بالعلم بل المسمية بالصوفية فلا يجب القول بتسنن الأشاعرة لأن الأشاعرة مخالفون للنهج الصحيح ] .
وهل تعلم برجوع أعلام الأشاعرة عن الأشعرية إلي أهل السنة .. !!
الفخر الرازي / قد ثبت رجوعهُ عن الأشعرية وهو مؤسس الفرقة الكلامية فها هو الفخر الرازي يوصل إبن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى ورضي عنهُ فيقول قال ابن حجر العسقلاني: وقد أوصى بوصية تدل على حسن إعتقاده) كذا قال في كلام نحو هذا في [لسان الميزان] وهذا ردٌ على من إتّهم ابن حجر بالأشعرية بل إستحسن بهذه الوصية التى لا يرضى بها الأشاعرة , ووصية الرازى معروفة أوصى بها لمااحتضرلتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الأصبهاني أوردها الذهبي في [تاريخ الإسلام] وابن كثير [البداية والنهاية] والتاج السبكي [طبقات الشافعية] وابن تيمية [درء التعارض والنقل]ومنها:
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفى عليلا ولاتروى غليلا ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}{إليه يَصعد الكلم الطيّبُ} وأقرأ في النفي{ولا يُحِيطونَ به علماً} ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي".أهــقال الإمام الذهبي رحمة الله عليه: توفي على طريقة حميدة والله يتولى السرائر) [سير أعلام النبلاء٢١/٥٠١].وهذا أيضا القاضي أبوبكر محمد الطيّب الباقلاني يقول في كتاب[الإبانة] تصنيفه: فإن قال قائل: فماالدليل على أن لله وجها ويدا؟ قيل قوله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} وقوله {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} فأثبت لنفسه وجها ويدا) وقال أيضا في هذاالكتاب: صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها:هي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا)أنظر [مجموع الفتاوى ٥/٩٨-٩٩].
قال شيخ الإسلام عنه: هو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري ليس فيهم مثله لاقبله ولا بعده)الفتاوى ٥/٩٨.وأخيرا رأس الأشعرية ينقل --أبوالحسن الأشعري -- جملة ماعليه أهل الحديث و السنّة في كتابه[مقالات الإسلاميين وإختلاف المصلين ص٢٩٢--٢٩٨] ومن إعتقادهم: أن الله سبحانه على عرشه كماقال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وأنّ له يدين بلا كيف كما قال:{خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}وكما قال:{بَلْ يَداهُ مَبسُوطَتَانِ} وأن له عينين بلا كيف كماقال:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وأنّ له وجها كماقال:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}).-- إلى أن قال بعد كلام طويل من جملة ماعليه أهل الحديث والسنّة ---(ويقرّون أن الله سبحانه يجيء يوم القيامة كما قال{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء كماقال{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}....)ثم قال بد أن إنتهى عن جملة إعتقاد أهل الحديث و السنّة مقراً بعقائدهم :فهذه جملة مايأمرون به ويستعملونه ويرون وبكلّ ماذكرنا من قولهم نقول وإليه ندهب وماتوفيقنا إلاّ بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل وبه نستعين وعليه نتوكّل وإليه المصير)[مقالات الإسلاميين ٢٩٨ص].وقد نقل الإمام ابن القيّم هذاالإعتقاد في أول كتابه[حادى الأرواح]كاملة.قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: ومن أجمع الكتب التى رأيتها في مقالات الناس المختلفين في أصول الدين كتاب أبي الحسن الأشعري وقد ذكر فيه من المقالات وتفصيلها مالم يذكر غيره).[منهاج السنّة ٣/٧٠].هل يفيق أهل العقائد السبعة من سكرتهم فيلحقوا بإمامهم الأشعري ؟؟؟!!!!! الشيخ الصومالي نفع الله بعلمهِ .
قلتُ: والصريح في هذا الباب أن الأشاعرة قد تبرأوا من كثير من دينهم , وكذلك يكفيك أعلام الأشاعرة وأكبر أئمتهم ( الفخر الرازي ) و ( أبي الحسن الأشعري ) فقد ثبت رجوع كلاهما عن الأشعرية وكذلك وصية الفخر الرازي إلي إبن حجر العسقلاني , تثبت أن إبن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى لم يكن من الأشاعرة ولا يقول بهذا إلا من عميت عيناهُ عن الحق والثابت من العلم والأمور العلمية .
يقول شيخ الاسلام أبن تيميه"
(( فلفظ أهل السنة يُرَادُ به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة , فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة , وقد يُرَادُ به أهل الحديث والسنة المحضة فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ويقول : إن القرآن غير مخلوق , وإن الله يرى في الآخرة , ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة )) ( منهاج السنة / 2 - 221 ) . فهنا شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى , قد فرق بين الأشاعرة وأهل السنة , وصرح روحي لهُ فداء بأن المراد باهل السنة هم أهل الحديثو السنة المحضة فيدخل في ذلك المثبت للصفات , وما نقلت من النصوص ليست تثبت شيء وقد رد الأخ سيف الدين الهاشمي وفقه الله تعالى للخير على هذا الأمر , ولكن التصريح من كلام شيخ الإسلام واضح . والله أعلم .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203484
في بيان إن كان الأشاعرة من أهل السنة أم لا .
الشافعي / سلفي العقيدة والمنهج .
إبن عباس / صحابي فكيف يكون أشعري .
الإمام أحمد / رد على الماتريدية فكيف يكون أشعري .
مالك / من أعلام السنة سلفي العقيدة والمنهج .
البيقهي / متاثر تاثر شديد بالأشاعرة .
إبن حجر / ليس من الأشاعرة .
النووي / ليس من الأشاعرة وإنما وافقهم . كما هو حال إبن حجر .
فكيف تنسبهم إلي الأشاعرة ما لم يصرحوا بعقيدتهم أنهم منها والله المستعان . والله أعلى وأعلم .