العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-16, 05:28 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


أنين المذنبين أحبُّ إلى الله من تسبيح المسبّحين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)الأنعام،
والضراعة هي،المتضرع مُخبت بزيادة دعاء وثناء واستغفار وطلب العفو من الله تعالى،
الخشوع،سكنت جوارحك عندما تقف أمام الله تعالى وتخاطبه،
،خاشع الجوارح،هو الذي لا يتحرك ويبقى ساكناً تماماً
قال تعالى(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)المؤمنون،
يقال إن عروة بن الزبير،كان إذا صلّى في الليل تقف الطيور على رأسه، وتظن أنه جدار لشدة جموده وعدم حركته،
الخاشع، مُخبت،متضرع،ساكن سكوناً كأنك ترى الله عز وجلّ وقد هدأت وخشعت جوارحك واستيقظ قلبك،وتذكرت كل كلمة تقولها فهذا هو الخشوع وهو من أعمال القلوب،
كان الرسول صلى الله عليه وسلم،يصلي ورأى أحد المصلين يلعب بملابسه فقال،لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه،
وعندما نزل قوله تعالى(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)قال ابن مسعود،ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنوات،
والخشوع ثلاث درجات،
الأولى،التذلل للأمر عندما يأمرك تعالى،بأمر لا تناقش أمر الله تعالى،والاستسلام لحكم الشرع،
الثانية،مراقبة آفات النفس والعمل،
والثالثة حفظ الحُرمة عند المكاشفة، وهذه خاصة بالصالحين والأولياء( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
وبعد الخشوع تأتي مرحلة اللين، فيلين قلبك(المؤمن هيّن ليّن)لا يغضب ولا يسب ولا يعاقب, يُحسن الظنّ بكل الناس، ولا يرى أنه أفضل من غيره مهما كان تقياً، والمذنبون عنده أولى بالرعاية من الصالحين،ويستر العورات،
الخضوع،والخضوع ذُلاً وانكساراً،في القلب هو الأهم (إِن نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
الشعراء،
الاطمئنان،بعد هذا تصل لأن يكون قلبك مطمئناً لله تعالى،مهما أصابك, أعطاك أو منعك،
(الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)الرعد،
التذلل لله،وكيفية مخاطبة الله تعالى لعباده،
عبادة التوبة،من أعظم العبادات عند الله عز وجل، وقد استأثرت التوبة بفضيلة لم تستأثر بها أي عبادة أخرى وهي فرح الله تعالى بالعبد التائب،لله أفرح بتوية العبد من صاحب الراحلة،كم يفرح الله تعالى بالتائب عندما يتوب،لأن في التوبة ذلاً وتذللاً وتضرعاً وإخباتاً لا تجدها في أي من العبادات الأخرى،
.ويقول تعالى في الحديث القدسي،إذا كنت أعصمك فعلى من أجود وعلى من أتفضل ولمن أعفو،وإذا أحبّك الله تعالى يبتليك بذنب كي يوصلك هذا الذنب إلى عبادة لا تجدها إلا في هذا المكان،
ويقول أحد الصالحين،رُبّ ذنب أورث ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عُجباً واستكباراً،
ولننظر كيف يصف هذا الحديث القدسي محبة الله للتائبين(انين المذنبين أحبّ إليّ من تسبيح المسبحين)
فلنتوجه ولنتبتل إليه ولنتضرع في كل الأوقات ولنستذكر ذنوبنا والإقرار بها،
لنحاسب انفسنا بيننا وبين ذواتنا ونضع ذنوبنا نصب اعيننا ثم نعرضها بين يدي الله ونتوسل اليه ان يمحوها ونستغفره عسى ان يغفرها لنا،
وبعد ذلك نستشعر لذة وانشراحا وبهجة حينما نحس بحلاوة العبادة،وكل لذة تأتي من المعاصي،
فالله تعالى من كرمه يسخّر لك ملائكة خلقهم أن يستغفروا للمؤمنين،
(تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)الشورى،وهم أقرب الملائكة لله تعالى،
يقول الصالحون مما جاء في الأثر أن أحد أنبياء بني إسرائيل قال، يا رب أين أجدك،قال عند المنكسرة قلوبهم من أجلي،
عن أبي هريرة ،ضي الله عنه،قال،ثبت عن النبي،صلى الله عليه وسلم،أنه قال(لو لم تذنبون لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم)رواه مسلم،
هذا من رحمة وجود الله أنه،جل وعلا،قدر على عباده وجود الخطايا،ثم يتوب عليهم سبحانه إذا تابوا إليه، فلا ينبغي للعبد أن يقنط،ولا تيأس،بل بادر بالتوبة،والاستغفار،وحسن الظن بالله ،
ولهذا فالتوبة أعظم العبادات عند الله تعالى،لما فيها من الانكسار، أعظم من عبد مؤمن ارتكب معصية فانكسر قلبه مع الله تعالى، وينوح على ذنبه،
وعندما تصاب بالذنوب الكبيرة تذوق طعم التضرع والخضوع والإخبات والتذلل،
الإخبات نوعان،إخبات مع المخلوق،وإخبات مع الخالق،
الإخبات مع المخلوق،تواضع،
والبشارة من الله تعالى(فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)الحج،

الإخبات مع الخالق،إذا خبت قلبك لله تعالى إيمان بصدق الكتاب العزيز،قالوا يا رسول الله كيف نستحيي من الله حق الحياء،كما تستحون من الرجل الصالح من قومكم،
وبين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)آل عمران،
حبل الله تعالى هو القرآن لا ضلالة ولا ومغالاة ولا بِدع ولا جهل ولا تطاول على العلماء والصالحين والمفسرين فأنت مع الجماعة،
أما الاعتصام بالله،فهو التوكل على الله تعالى في كل أمورك، بعد أن تقوم بالأسباب وتعمل جاهداً،و
تعتقد أن الله تعالى هو الذي يوفقك،بالتوكل على الله تعالى والدعاء والتضرع تقضي على غضبك، وتحسن الظن،وتظهر حسناتهم عندها تتدرج في مدارج الصالحين،
جعلنا الله واياكم من الذاكرين الشاكرين لنعمه،ونسأل الله تعالى العفو والعافية،وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم،
آمين يا رب العالمين.






 
قديم 04-02-17, 03:52 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 04-02-17, 04:03 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله فيك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:16 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "