إنتشر كتاب جميل بعنوان : أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق ، يحتوي على الكثير من التساؤلات والطعون على عقيدة الإثناعشرية ..
وبعد فترة ، ظهر كتاب آخر على الإنترنيت ، ألّفه كاتب إثناعشري ، يسمي نفسه المقداد ، يرد فيه على الكتاب الأول ..
وهنا ، نعرض هذا الكتاب مع ردود الإثناعشرية ، إضافة إلى تعليقاتنا على تلك الردود .. والله الموفق .
************************************************** ************************
المسألة 1 :- لقد تزوّج عمر من إبنة علي :-
رد الإثناعشرية :- نشكك في صحة القصة .. عدا رواية (ذلك فرج غُصِبناه) فهي صحيحة عندنا !!
التعليق :- أولاً :- أثبت هذا الزواج من شيوخ الشيعة: الكليني في الكافي في الفروع (6/115)، والطوسي في تهذيب الأحكام (باب عدد النساء ج8/ص 148) وفي (2/380)، وفي كتابه الاستبصار (3/356)، والمازنداراني في مناقب آل أبي طالب، (3/162)، والعاملي في مسالك الأفهام، (1/كتاب النكاح)، ومرتضى علم الهدى في الشافي، (ص 116)، وابن أبي الحديث في شرح نهج البلاغة، (3/124)، والأردبيلي في حديقة الشيعة، (ص 277)، والشوشتري في مجالس المؤمنين. (ص76، 82)، والمجلسي في بحار الأنوار، (ص621). وانظر للزيادة: رسالة «زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ـ حقيقة لا افتراء» لأبي معاذ الإسماعيلي.
ثانياً :- رواية (ذلك فرج غُصِبناه) دليل على أعجمية عقيدتهم .. فالعربي الشريف الغيور يفضل الموت على حصول ذلك ، فضلاً عن الإعتراف به وتدوينه في الكتب !!
ويذكرني هذا بقصة سعيد بن المسيب ، التابعي الجليل ، الذي رفض تزويج إبنته من الوليد بن عبد الملك ، خليفة زمانه والحاكم المطلق آنذاك ، رغم كل المغريات والتهديدات ! بينما زوّجها لتلميذه الفقير ..
فهل كان إبن المسيب أكثر غيرة وأنفة من ... غيره ؟
************************************************** ************************
المسألة 2 :- لقد بايع علي الخلفاء قبله ورضي بخلافتهم :-
رد الإثناعشرية :- لم يرض (ع) عنهم ، بدليل حديث في صحيح مسلم يشير إلى أنه إتهمهم بالكذب والغدر والخيانة .. وحديث في صحيح البخاري يشير إلى تأخره (ع) عن بيعة أبي بكر لستة أشهر .
التعليق :- ليس كل ما في الصحاح صحيح .. فكتاب صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله .. وليس مع كتاب الله .
وبما أن كتاب الله هو 100% صحيح .. فكتاب البخاري حتماً أقل من 100% صحيح ..
ولكن لا يوجد بين الكتابين كتاب .. يعني لا يوجد أصح من البخاري .. إلا كتاب الله العزيز .
ومن لديه كتاب أصح من البخاري ، فليأتنا به .. وله الأجر والثواب .
لذا ، ينبغي أن يُعاد النظر في بعض الروايات ، وإن كان سندها صحيحاً .. خاصة تلك التي تقدح في أخلاق أو شيم الصحابة وأهل البيت !
وإذا كان علي (عليه السلام) يتهم الشيخين (أبي بكر وعمر) بالكذب والغدر والخيانة .. فهل يوجد عربي شريف غيور يساعد ال( كذابين ، الغادرين ، الخونة !! ) ، إلى درجة أن عمر يقول عنه : لولا علي لهلك عمر (الكافي للكليني 7/ 424 ، من لا يحضره الفقيه للصدوق 4/ 36 ، تهذيب الأحكام للطوسي 6/ 306 ) ؟!
فلو إستبدلنا كلمة (عمر) بما وصفه الشيعة (الظالم) ، سنجد أن العبارة ستكون: لولا علي لهلك الظالم !
أي بفضل علي قامت دولة الظلم!! لولا علي لما إستطاع الظالم أن يحكم البلد !!!
فهل سيرضى الشيعة بهذه الجملة؟!
وأنتم تعلمون أن (مساعد الظالم) أحقر منزلةً من (الظالم) نفسه .
فانظروا – هدانا الله أجمعين - إلى أي مدى هبط الإثناعشرية بأهل البيت ؟!
نحن لا نغلو في أهل البيت (ع) ، ولكن شرفهم وعلو منزلتهم خط أحمر .
فأي رواية تجعلهم (ساكتين عن الحق كالشيطان الأخرس) أو (مداهنين ، متخاذلين) أو (مُعينين للظلمة) ينبغي أن تُضرب عرض الحائط .. ولو كانت صحيحة السند ..
وهكذا كان الشيعة الأوائل الأصلاء ، الذين إشترطوا في إمام أهل البيت أن يُجاهد بلسانه ويده ، ولا يجلس في بيته ويُرخي ستاره كالنساء (بحار الأنوار للمجلسي 47/ 128 ) ..
أما شيعة اليوم ( ومعظمهم من الإثناعشرية ) فقد فرّطوا وأفرطوا !!
فرّطوا في شجاعة وأنفة أهل البيت ، عندما إدعوا عليهم بالباطل بأنهم قد يُصدرون فتاوي متناقضة ( وبعضها باطلة ) إذا خافوا من الموت (البحار للمجلسي 47/ 50 – 47/ 152 – 47/ 210 ) !!
وأفرطوا في تصوير أهل البيت بأنهم فوق البشر ، بل فوق الأنبياء (الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي 1/ 210 ، بحار الأنوار للمجلسي 15/ 186 - 35/ 436 ، كتاب الأربعين للماحوزي ص 396 – 397 ، الإمام علي للرحماني الهمداني ص 369 ، تأويل الآيات لشرف الدين الحسيني 2/ 774 ، اللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ص 209 ) !
************************************************** **************************
المسألة 3 :- لقد سمّى أهل البيت أبنائهم بأسماء الخلفاء الثلاثة :-
رد الإثناعشرية :- تقية !!
التعليق :- هذا دليل آخر على أعجمية عقيدتهم .. فالعربي لا يسمي إبنه بإسم من يكرهه مها كلف الثمن .. بل هو لا يسمي إبنه تملقاً لأحد .. فلقد عاش العرب المناذرة تحت نفوذ الفرس ، وعاش العرب الغساسنة تحت تفوذ الروم ..
فهل سمعنا عن أحد المناذرة يسمي إبنه : يزدجرد أو أنوشروان أو برويز ؟! وهل سمى أحد العرب الغساسنة إبنه : أوكتافيوس أو أنتونيوس ؟!
ألا ترى إن الإثناعشرية يهينون أهل البيت ، من حيث لا يشعرون ؟!
************************************************** ********************
المسألة 4 :- عندما أراد الناس مبايعة علي (ع) ، قال لهم : دعوني ، والتمسوا غيري .
رد الإثناعشرية :- أرادوا تنصيبه مَلِكاً ، أو أن يسير على منهج الذين سبقوه ، فرفض .
التعليق :- ليس كما يقول الإثناعشرية . فإن كراهية علي (ع) للقيادة السياسية وزهده فيها ثابت بالتواتر .
فمنذ المرة الأولى ( والوحيدة) لتنصيبه (خليفة مؤقت) للنبي (ص) في غزوة تبوك ، حزن (ع) ، وقال للنبي (ص) : أتخلفني على النساء والصبيان ؟! (بحار الأنوار للمجلسي 2/ 226) ..
فلم يكن (ع) يرى نفسه أكثر من جندي يقاتل في سبيل الله ..
وكم مرة وصف (ع) الإمارة السياسية بأنها متاع دنيا زائل ، كالسراب أو كالسحاب (نهج البلاغة 3/ 119 ) ، أو مجرد أثرة (إستئثار بالسلطة) (نهج البلاغة 2/ 63) ، أو لا تساوي النعل (البحار للمجلسي 32/ 76 ) .
إن علياً (ع) لم يكن يؤمن بوجود وصية له ، ولم يعتبر حديث الغدير نصاً صريحاً بالخلافة ، لذلك نظر إلى الولاية على أنها مجرد عرض دنيا زائل مثل السحاب أو السراب ، لذا يجوز التنازل عنها ببساطة .. وليس على أساس أنها واجب ديني وتكليف إلهي ، كما يظن الإثناعشرية .
هذا هو الأليق بشرف ومكانة وعزة علي (ع) .. فهو لا يلهث وراء المنصب السياسي ، ولكن المنصب هو الذي يركض إليه ..
************************************************** ***********************
المسألة 5 :- الهجوم على بيت فاطمة وضربها وجر زوجها
يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!
والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟! ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!
رد الإثناعشرية :
اولا:- ذكر كشف بيت فاطمة كثير من المؤرخين ورواة الاحاديث من السنة ايضا فهي ليست رواية شيعية محضة ، وانما مما اجمع عليه المسلمون كافة .. مثل قول أبي بكر :- وددتُ أنى لم أكشف بيت فاطمة عن شئ ، وإن كانوا قد أغلقوه على الحرب (كنز العمال للمتقي الهندي 5/ 631 ، تاريخ إبن عساكر 3/ 419 ، تاريخ الطبري 2/ 619 ) .
ثانيا:- علي موصى بالصبر ما دام ليس عنده عشرين ناصراً ( الاختصاص للمفيد ص 186 ، بحار الأنوار للمجلسي 82/ 227 ، تفسير نور الثقلين للحويزي 2 / 166 ) .
ثالثا:- شاء الله أن يملي لهم ليزدادوا إثماً ، فلم يخالف علي الحكمة الالهية ، كما ترك الله فرعون يذبح ابناء بني اسرائيل ويستحيي نساءهم {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (4) سورة القصص ..
التعليق :- هذا هو الغلو .. حادثة كشف بيت فاطمة ، وهي عبارة عن ذهاب بعض الصحابة إلى بيت فاطمة وإبلاغ المعتصمين هناك بأن الإنتخابات إنتهت ، ولا يجوز الإعتراض عليها ، وإن كان البيت لبنت رسول الله (ص) .. هذه الحادثة (إن صحت) تحوّلت ( في الإعلام الإثناعشري ) إلى معركة كبيرة ، تم فيها كسر الباب ، وضرب فاطمة ، وكسر ضلعها ، وإجهاض جنينها ، وكسر سيف الزبير ، وجرّ علي من رقبته !! في سيناريو مفبرك ، ألّفه الذين ألّفوا كتاب سليم بن قيس الهلالي " المجهول " والمروي عن أبان بن فيروز أبي عياش " المتهم بالكذب والتزوير " (راجع / معجم رجال الحديث للخوئي) ..
ولكن الإثناعشرية ، حينما نشروا هذه المبالغة ، لم ينتبهوا إلى أنهم أهانوا أبا الحسن (رض) وطعنوا في غيرته وكرامته !!
لم يعرفوا طباع البيوتات العربية الشريفة !!
لو أن بدوياً بسيطاً فعلوا بزوجته هكذا أمام عينيه ، لقاتلهم بأسنانه ومخالبه حتى يموت ..
فكيف بأسد بني هاشم ؟!
يبدو أن الإثناعشرية نسوا ذلك ، لأن أصلهم أعجمي !!!
وقد إنتبه أحد علماء الإثناعشرية مؤخراً إلى ذلك (وهو محمد حسين فضل الله) فأنكر هذه الرواية لأنها تُسيء إلى شجاعة وعزة علي (ع) .. فكان جزاؤه أن باقي الإثناعشرية إتهموه بالجهل والنصب وعداوة أهل البيت !!!
************************************************** *****************
المسألة 6 :- حصلت حالات عديدة من المصاهرة والتزاوج بين الصحابة وأهل البيت ، وهذا دليل على المحبة والود بينهم .
رد الإثناعشرية :- يجوز الزواج من كل مسلمة ، بل من الكتابية (عند بعض العلماء) .
التعليق :- هل تريدون دليلاً آخر على أعجمية فكر الإثناعشرية ؟!
إليكم مثال على طباع أشراف العرب وأكابرهم :-
يُروى أن محمد الباقر تزوّج بإمرأة، ثم طلقها رغم أنه يحبها، فلما سئل عن السبب، قال وهو حزين :-
إني ذكرتُ علياً، فتنقّصَتْه (إستهزأتْ زوجتي به)، فكرهتُ أن ألصقَ جمرة من جمر جهنم بجلدي (الكافي للكليني 6/ 55) .
هذه هي طباعهم وأنفتهم .. طلّقها رغم حبها له لأنه تكلمت على أبيه بكلمة .. فكيف يُصاهرون من يكرهون ؟؟!!
وإذا يجوز التزوج بأي مسلمة .. فهل يجوز للمسلمة المؤمنة الشريفة أن تتزوج من كافر فاسق فاجر ناصبي نجس إبن زنا (هذه أوصاف أهل السنة عند الإثناعشرية) ؟؟!!
إن أبان بن عثمان بن عفان تزوج من أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
ومروان بن أبان بن عثمان كان متزوجاً من أم القاسم ابنة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
ثم زيد بن عمرو بن عثمان كان متزوجاً من سكينة بنت الحسين.
وعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان كان متزوجاً من فاطمة بنت الحسين بن علي.
يبدو أن الفروج التي أغتصبت من الإثناعشرية كثيرة !!!!!
************************************************** **************************
المسألة 7 :- كيف يشرب الإمام المعصوم السم وهو يعلم الغيب مسبقاً (كما يزعمون) ؟!
رد الإثناعشرية :- إن علمه بالسم هو علم اعجازي والتكاليف الشرعية مترتبة على العلم الطبيعي لا العلم الاعجازي .. وهو مأمور بالتصرف وفق العلمالعادي لا العلم الاعجازي .. ولا ينافي ذلكعلمه بوجود السم لانه علم بالشرطية فقط ، ولم يعلم بانه سيشرب السم و لن يشرب.. فما اوردوا عليه الاشكال خلاف الفرض .. وما هو موافق للفرض لا يرد عليهالاشكال ..
فالعلم بالشرطية (اذا شرب سيموت ) ليس علم غيب .وعلم الغيبعلم بالشرب والموت على نحو القطع ولا يتخلف الا ان يكون جهلا
التعليق :- بصراحة لم أفهم كلمة من الرد !!
وهذا من طباع الإثناعشرية .. فإن لهم خبرة في فن الكلام والجدال ..
فإذا إستعصى عليهم جواب .. قاموا باللف والدوران في الكلام ..
وأدخلوا السائل في متاهة من العبارات الفلسفية والكلام الغامض .. حتى يوافق السائل على كلام المُجيب رجاءً أن يُنهي كلامه !!
بينما أنظروا إلى أسلوب القرآن الجميل : (( قل لو كنتُ أعلم الغيب لاستكثرتُ من الخير وما مسّني السوء )) ..
معنى الآية واضح جداً ، ولا يحتاج إلى فذلكة فلسفية :- لو كنتُ أعلمُ أن الشراب فيه سم ما كنتُ أشربُه !!!
******************************************************** ************
المسألة 8 :- لقد تنازلالحسن بن علي لمعاوية وسالمه، في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنهمن مواصلة القتال. وفي المقابل خرج أخوه الحسين على يزيد في قلة من أصحابه، في وقت كان يمكنه فيهالموادعة والمسالمة. فإذا كانا معصومين ، فهناك تناقض في قراراتهما .
رد الإثناعشرية :- الخلافة عندنا هي خلافة النبي في تزكية وتعليم الناس (يعني خلافة دينية)
وأما السلطة والحكم (الخلافة الدنيوية) ، فإن تُرِكت لهم قاموا بها ، وإلا قاموا بمهمتهم بلا سلطة.. و بقية الائمة نصبوا لتبليغ وتعليم القرآن وقد نص الرسول على ذلك في حديث الثقلين .. ان الرسول والامام علي والامام الحسن والامام الحسين كل منهم سالم في فترة وحارب في فترة اخرى حسب الظروف التي تمر بهم وهم اعرف بتكليفهم الشرعي ..
التعليق :- هناك مغالطة في الرد ..
يقول الكليني (ثقة الإسلام عند الإثناعشرية) :- إن الأئمة (ع) هم ولاة أمر الله ، وخزنة علمه ( الكافي للكليني 1/ 192 ) .. وهم خلفاء الله في أرضه ، وأبوابه التي منها يؤتى (الكافي للكليني 1/ 193 ) .
وهذه هي عقيدة الشيعة عموماً .. فأهل البيت عندهم هم قادة الأمة في الدين والدنيا معاً ، ولا إنفصال بين الأمرين .. والولاية عندهم هي ولاية دينية ودنيوية .. والإمامة عندهم إمامة في الفقه وفي السلطة والحكم أيضاً ..
إذن - حسب المنطق الإثناعشرية – إن علياً (ع) قد كلّفه الله بالولاية والإمامة .. ولا يجوز للمكلّف بالإمامة أن يتنازل عنها .. بنوعيها : الديني والدنيوي .. أقصد المرجعية الدينية ، والخلافة وإمرة المؤمنين ..
هذه هي الحقيقة التي يصل إليها كل باحث محايد ..
لم يكن هناك صراع على منصب ديني أو فقهي .. بل كل الصراعات والمشاكل التي حصلت كانت تدور على السلطة والحكم ..
فالحسين (رض) لم يُقتل لأنه أراد منصب (مفتي الديار) أو (المرجعية الدينية) أو (مشيخة الفقه) .. بل كان النزاع حول منصب الخلافة السياسية ..
وثورة زيد بن علي أو محمد النفس الزكية أو أخيه إبراهيم عليهم الرحمة لم تكن بسبب فتوى فقهية أو خلاف في إجتهاد مذهبي .. بل ثاروا من أجل خلع الخليفة وتنصيب آخر ..
وحتى الوشايات التي قيلت في بعض أهل البيت المسالمين ، والتي أثارت لهم المشاكل مع خلفاء عصرهم ( كما حصل بين جعفر الصادق وأبي جعفر المنصور .. وبين موسى الكاظم وهارون الرشيد ) .. لم تكن لتثير أي أزمة لو أنها كانت فقط في مسألة فقهية خلافية ، مثل زواج المتعة أو المسح على الخفين أو تكبيرات صلاة الجنازة .. إلخ ..
ولكنها كانت وشايات حول بيعة لخليفة جديد ، وجمع أموال لتشكيل جيش مقاتل للسيطرة على الحكم .. وهذا ما أثار حفيظة الخلفاء ، ودعاهم إلى إستخدام القسوة (المفرطة أحياناً) ضد بعض أهل البيت وشيعتهم ..
هذه هي الحقيقة الناصعة .... صراع دنيوي على السلطة ..
ولكن الإثناعشرية يريدون تحويله إلى صراع ديني !! صراع بين الإيمان والكفر !!
إذن ، رد الإثناعشرية في هذه المسألة كذب محض .. فالخلافة عندهم تجمع بين السلطتين : الدينية والدنيوية ..
والأئمة الإثناعشر عندهم أئمة في الدين وخلفاء على كرسي العرش أيضاً ..
ومّن يقول أنهم يصلحون لأمور الدين فقط ، ولا يصلحون للقيادة السياسية ، فهو (عند الإثناعشرية) كافر ملعون ، مارق من الدين !!!!
أما حديث الثقلين ، وأن علينا نتمسك بكتاب الله وعترة نبيه .. فهذا كلام جميل .. وعلى الرأس وعلى العين .. لكن الإثناعشرية هم أول من خالفوهما !!!
ففي البداية إدّعوا أن القرآن محرّف (سواء في الكلمات أو ترتيب الآيات) .. وبالتالي نسفوا الإستدلال بآياته ومعرفة معانيها بدقة ..
ثم زعموا أن لديهم إمام معصوم ، يسألونه فيجيب ..
وعندما سئل إمام أهل البيت عن ذلك ، أنكر أنه معصوم أو يريد الخلافة (الولاية السياسية) !!
فعدنا إلى الإثناعشرية ، فقالوا : إنه يتقيكم ، ويخدعكم لكي لا تؤذوه !!
ولما توفي آخر إمام لهم دون إبن .. إحتاروا وإختلفوا وإنقسموا إلى فرق كثيرة .. فلجأت إحدى هذه الفرق إلى فكرة جهنمية .. مفادها أن هناك ولد ، ولكنه مستتر مخافة القتل ..
ولما سألناهم عن كيفية الإتصال به ، إدعى أكثر من واحد منهم أنه نائب للغائب .. فتنازعوا بينهم .. ثم إتفقوا على أربعة نواب فقط (يسمونهم السفراء الأربعة) ..
ثم فجأة ، وبسبب تغيّر الظروف السياسية !! قالوا إن إمامهم المعصوم غاب غيبة كبرى ، لا يستطيع فيها أن يشير إلينا بإصبع أو يقول لنا كلمة !!
قلنا لهم : إذاً ، ممن تأخذون دينكم ؟
قالوا : من رواياتنا وكتبنا ، التي كتبناها سراً ، بعيداً عن أنظار السلطة ..
قلنا لهم : أكتبوها .
فكتبوها في أيام البويهيين .. فإذا هي روايات متناقضة ، ضعيفة السند !!
قلنا لهم : صححوها ..
فحاولوا ، فلم يُفلحوا !!
قلنا لهم : أين (صحيح العترة ) ؟ أين (تفسير العترة) ؟
قالوا : ليس لدينا كتاب صحيح إلا القرآن !! فكل شيء يمكن تغييره مع تغيّر إجتهاداتنا وآرائنا الفقهية والأصولية ..
قلنا لهم : حسناً ، نادوا إمامكم المعصوم ، فليُسعفكم بكتاب من عنده .
قالوا : لا يفعل ، إلى أن يأتي الفرج !!
قلنا لهم : حسناً : أدعوه فليُخرج القرآن (الصحيح!) المحجوز عنده ، لتقرأوه على الناس .
قالوا : لا يفعل ، إلى أن يأتي الفرج !!
وهكذا .. أمسى الإثناعشرية بلا كتاب ولا عترة .. إلى أن يأتي الفرج !!!!
فعن أي ثقلين يتحدثون ؟؟؟!!
فإنتظروا أيها الأخوة حتى يأتي الفرج .. إنّا معكم منتظرون ..
أما تصرفات الأئمة وقراراتهم السياسية والعسكرية فهي معقولة ومفهومة .. بشرط واحد .. أن يتخلى الإثناعشرية عن فكرة عصمتهم ..
إن غلو الإثناعشرية هو الذي أوقع أهل البيت في حرج ..
لو قلنا أنهم معصومون من الخطأ والنسيان والسهو .. لظهر ألف سؤال وسؤال عما صدر منهم من قول أو فعل ..
بينما الحقيقة أنهم من أفضل الناس نسباً وشرفاً وديناً .. لكنهم قد ينسون ويسهون ويخطئون .. خصوصاً في الأمور السياسية ..
فالحسن (رض) رأى أن الوضع السياسي والعسكري الذي خلّفه له أبوه (رض) يستوجب التنازل عن السلطة لمعاوية .. فهو أفضل من الشيعة في كل الأحوال !!
وقد قالها صراحة ، وأقسم بالله على ذلك :- أرى ، والله ، معاوية خير لي من هؤلاء الذين يزعمون أنهم لي شيعة ( مكتبة أهل البيت/ الإحتجاج للطبرسي (من عتاة الإثناعشرية) 2/ 10 ، معجم أحاديث الإمام المهدي للكوراني العاملي (من منظري الإثناعشرية المعاصرين) 3/ 166 ، الخصائص الفاطمية لمحمد باقر الكجوري 2/ 575 ، جواهر التاريخ للكوراني العاملي 3/ 17 ، موسوعة شهادة المعصومين للجنة الحديث في معهد باقر العلوم 1/ 411 ) .
و(كما يقول أهل الفقه) إن أصاب الحسن في قراره هذا فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر .. فهو لم يفعل ذلك إلا لمصلحة المسلمين حسب رأيه .. فجزاه الله كل خير ..
أما الحسين (رض) .. فقد خدعه أهل العراق .. وجرّوه إلى مصيدة محكمة ..
لقد حاول الإصلاح برأيه .. ولكنه لم ينجح .. رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ..
************************************************** **********************
المسألة 9 :- يدعي الإثناعشرية أن لديهم مصحف فاطمة ..
فهل كان الرسول صلى الله عليهوعلى آله وصحبه وسلم يعرف مصحف فاطمة؟! إن كان لا يعرفه، فكيف عرفه آل البيت من دونه وهو رسول الله؟! وإن كان يعرفه فلماذا أخفاه عن الأمة؟! والله يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}ـ[المائدة:67-77].
رد الإثناعشرية :-
1- الرسول صلى الله عليه واله يعرف كل شيء ، فهو يعلم الغيب من الله سبحانه وتعالى {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} (24) سورة التكوير
2- وقد بلغ ما هو مأمور بتبليغه لسائر الناس ، وأبلغ الائمة من بعده بما أمره الله بتبليغه اليهم . وقد علم علياً ألف باب من العلم عند موته ، يفتح له من كل باب الف باب ، لم يبلغها لغيره !!
3- جاء في المبسوط للسرخسي ( توفي 483 هجرية ) ج 1 ص 16 :
( وعن ) معلى قال قلت لمحمد التسمية آية من القرآن أم لا قال ما بين الدفتين كله قرآن قلت فلم لم تجهر فلم يجبنى فهذا عن محمد بيان أنها آية أنزلت للفصل بين السور لامن أوائل السور ولهذا كتبت بخط على حدة وهو اختيار أبى بكر الرازي رحمه الله حتى قال محمد رحمه الله يكره للحائض والجنب قراءة التسمية على وجه قراءة القرآن لان من ضرورة كونها قرآنا حرمة قراءتها على الحائض والجنب وليس من ضرورة كونها قرآنا الجهر بها كالفاتحة في الاخرتين ودليل هذا ماروى ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال لعثمان لم لم تكتب التسمية بين التوبة والانفال قال لان التوبة من آخر ما نزل فرسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يبين لنا شأنها فرأيت أوائلها يشبه أواخر الانفال فألحقتها بها فهذا بيان منهما انها كتبت للفصل ببن السور(
وفي هذا النص
1- البسملة ليست اية عند بعض السنة
2- ان الرسول توفي ولم يبين بعض ايات القران
3- ان ترتيب الايات خاضع لاجتهاد عثمان وكذلك السور وليس من عند الله حسب اعتقاد عثمان ..
التعليق :-
1- هذه أول مرة أعلم فيها أن النبي (ص) كان يعلم كل شيء ، وأنه يعلم الغيب !!
ألم يقل الله تعالى : ( قُلْ لا أملكُ لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا من شاء الله و لو كنتُ أعلمُ الغيب لاستكثرتُ من الخير وما مسّني السوء ) الأعراف 188 ..
ألم يقل الله تعالى : ( قلْ لا أقولُ لكم عندي خزائن الله ولا أعلمُ الغيب ولا أقولُ لكم إني ملك ) الأنعام 50 ..
ألم يقل الله تعالى : ( قلْ ما كنتُ بدعاً من الرسل وما أدري ما يُفعَلُ بي ولا بكم ) الأحقاف 9 ..
ما معنى هذه الآيات إذن ؟؟!!
2- الله سبحانه وتعالى يهب ما يشاء لمن يشاء .. وعلي (عليه السلام) يستحق كل هذه العلوم ..
لكن السؤال : هل وصلت هذه العلوم إلى الناس ، وهل إستفادوا منها ؟
لا يوجد لدى الإثناعشرية (صحيح أهل البيت) ولا (تفسير أهل البيت) ..
ومن لديه منهم نسخة .. فلينشرها .. وله الأجر والثواب ..
كل ما لديهم هو روايات متناقضة ، ضعيفة السند ..
لقد جُمعت روايات الكتب الأربعة الرئيسية عندهم (الكافي ومن لا يحضره الفقيه والتهذيب والإستبصار) فكانت 41263 رواية ..
وكان صحيح السند منها 3686 رواية فقط (راجع مكتبة أهل البيت / منتقى الجمان للشيخ حسن صاحب المعالم (إثناعشري) .. ) ..
هذا ما ترشّح لدى القوم من المليون باب من العلم ......
3- إن ترتيب الآيات في القرآن الكريم يؤثر في المعنى حتماً ..
ومن يدّعي أن هناك تحريف أو تغيير في ترتيب الآيات ، فهو يشكك في معاني القرآن بالتأكيد ..
رأيي الشخصي أن هذا الدين ثابت بثبوت القرآن .. فمن يشكك فيه أدنى تشكيك .. فكأنه هدم الإسلام ..
وسواءً صدر هذا التشكيك من سني أو شيعي أو أي طائفة من طوائف المسلمين ، فإن خطره أكبر من خطر الكافر ..
على أن الرواية المذكورة عن السرخسي في كتابه ( المبسوط ) تُشير إلى حدوث إجتهاد من الصحابة في ترتيب السور ، وليس الآيات ..
وترتيب السور لا يؤثر على معاني القرآن .. ولا توجد مشكلة أو شبهة في ذلك ..
************************************************** *********************
المسألة 10 :- فيالجزء الأول من كتاب الكافي للكليني أسماء الرجال الذين نقلوا للشيعة أحاديثالرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ونقلوا أقوال أهل البيت، ومنها الأسماء التالية:
مُفَضَّلِ بْنِ عُمَر، أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ،عُمَرَ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ابْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ، مُوسَىبْنِ عُمَرَ، الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ. والجامع بين هذه الأسماء هو اسم عمر! سواء كان اسم الراوي أو اسم أبيه.
فلماذا تسمى هؤلاء باسم عمر؟!
رد الإثناعشرية :-
كثير منهم كانوا سنة وتشيعوا ، وبعضهم يحتمون من القتل والاذى تحت هذه الاسماء لأن كثيرا من أئمة السنة كان يقتل من يتسمى باسماء اهل البيت عليهم السلام أو ينكل بهم (!!) .
التعليق :-
لم أسمع أحداً من أئمة السنة كان يقتل مَن إسمه : علي أو حسن أو حسين أو جعفر !!
بل إن المجتمعات السنية مليئة بهذه الأسماء ، سابقاً ولاحقاً ، كما هو واضح لكل ذي عينين .
إن القتل على الإسم والهوية لم نعهده إلا مؤخراً في أحداث الحرب الأهلية في لبنان والعراق .. وكانت معظم الأطراف تمارسه ، وليس طرفاً واحداً ..
وقد وردت الكثير من الأخبار في أن المسلحين الشيعة في تلك البلدان كانت تقتل كل من يحمل إسم : عمر أو عثمان أو بكر ...
أما السبب الحقيقي لتسمية الإثناعشرية أنفسهم بإسماء : عمر ، عثمان ، عمرو ، حكم .. فهو لغرض تسهيل إختراقهم وتغلغلهم في الكيانات السنية ، وبالذات الحكومات ومراكز النفوذ والسلطة ..
فالإثناعشرية هم تنظيم سياسي ، هدفه الرئيسي هو الإستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأرض والنفوذ .. والغاية عندهم تبرر الوسيلة ..
فلا يهم أن تكون الوسيلة شرعية أم لا .. على منهج علي .. أم منهج معاوية .. أم منهج الجن الأزرق !!
وهناك العديد من رموز الإثناعشرية كانت لهم أسماء مميزة لإبعاد الأنظار عنهم ..
فإبن سبأ ، كان يسمى عبد الله .. وهو ألد أعداء الله !
وعمر بن أذينة ، كان شيخ الروافض في البصرة في أواخر القرن الأول الهجري ، وهو الذي روّج لأول كتاب (مفبرك) لهم ، هو كتاب سليم بن قيس ..
وهشام بن الحكم ، فيلسوف الإمامية ، والمروّج لنظرية الإمام المعصوم الضرورة .. بينما هو الحقيقة من الموالي .. ولا أحد يعرف أصله بالتحديد ..
وعثمان بن سعيد العُمَري ، هو أستاذ فكرة محمد المهدي المستتر بن الحسن العسكري .. ولهذا إنتخبوه سفيراً أولاً للمهدي .. وهو في الحقيقة مجهول الأصل ، ولا أحد يعرف شجرة عائلته ..
واللطيف أنني قرأتُ سابقاً كتاباً عن الماسونية .. وقد ورد فيه أن يهود الدونمة إستخدموا هذا الأسلوب (إختيار أسماء إسلامية مقبولة) للوصول إلى مركز السلطة العثمانية في إستانبول ..