شبهة على الدعوة الإصلاحية ، وتفنيدها

[سليمان الخراشي]

بسم الله الرحمن الرحيم

أشاع بعضُ مناؤيي دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - الإصلاحية : أن قتل عثمان بن معمر أمير العيينة زمن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - كان بأمر الشيخ !! ثم أخذوا في التشنيع على الدعوة السلفية والدولة السعودية ، كما هي عادتهم في البحث عن أي شبهة يظنونها تصرف المسلمين عن دعوة التوحيد .

والجواب عنها في نقاط :

1- بالعودة إلى " تاريخ ابن غنام " ( 2 / 687 ) - وهو مؤرخ الدعوة الأول - نجده قد بيّن سبب قتل الرجل بقوله : ( وزيّن له الشيطان أنه لا يفوز بالقصد ، حتى يفتك بأهل الإيمان ، ويُجلي من يُسلم لأقصى البلدان ، فينجلي ما بقلبه من الأحزان ، فأرسل لابن سويط ، وإبراهيم بن سليمان ، يحثهم ويدعوهم إلى المجيء عنده والاجتماع ، حتى يُنفذ ما عزم عليه بالمسلمين من الإيقاع ) .


وقال مثل هذا : ابنُ بشر في تاريخه : ( وفيها – سنة 1163هـ - قُتل عثمان بن معمر في مسجد العيينة بعد صلاة الجمعة، انتدب لقتله أناس من جماعته، ذكروا أنهم تحققوا منه نقض العهد وموالاة الأعداء وممالأتهم ) .


فلهذا باغتوه قبل أن يُباغتهم هو ومن راسلهم من أعداء الدعوة . ولعلهم لما رأوا تحفظه منهم بالحرس والجنود اختاروا قتله في المسجد ، حيث لا حرس ولا جنود ، وهذا اجتهاد منهم .


2- أن مَن قتله هم ( من جماعته ، وبعضهم من أسرته ) ، وهم أدرى بحاله من غيرهم في ذاك العهد ، فكيف بمن جاء بعدهم بمئات السنين من المغرضين ؟!


3- أن الواضح من سياق المؤرخين أن الشيخ محمد - رحمه الله - لم يأمر بذلك ولم يعلم به إلا حينما وقع . قال الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله - : ( يكاد متتبع تاريخ القضية أن يجزم بأنه لا يد للشيخ محمد ولا للإمام محمد بن سعود في قتل ذلك الرجل ) .

ويؤكد هذا : أنه حينما حاول البعض تغيير الإمارة عن آل معمر أبى الشيخ عليهم ذلك وعيّن أخا عثمان بن معمر . ( تاريخ ابن غنام : 2 / 688 ) .

ويبين هذا أيضًا : أنه لو كان قتله بدون سببٍ يبيحه لما رضي أقاربه بالإمارة ، والاستمرار في نُصرة الدعوة من بعده .



ختامًا : ينبغي على المسلم أن يصون قلبه وسمعه عن شبهات أناسٍ يعلم أنهم ليس همهم هذه القضية الجزئية أو تلك ، وإنما همُهم أن يصرفوا المسلمين عن الدعوة السلفية إلى بدعهم ، وعلى رأس هؤلاء : ( الشيعة والإباضية الخوارج والصوفية ) ، فهم مَن يثير وينشر هذه الشبه ، ويبثها بين المسلمين - كما هو مشاهد في الإنترنت - ليصدوا بها عن سبيل الله ، فليتنبه المسلم الموفّق لمقصدهم الأساس ، كي لا ينخدع بهم . وليقابل صنيعهم بالثبات على الاستقامة على الحق ، والجد في الدعوة إلى مذهب السلف ، ونشر العلم النافع.

أما من سلّم عقله لهم ، وصدّق كذبهم وافتراءاتهم .. فلنّ يضرَّ إلا نفسه .. والله الهادي .

نقلٌ هامٌ من المؤرخ / مقبل الذكير - رحمه الله -
عن الحادثة

قال تحت عنوان :

( الأمور التي نقموها على عثمان :


أما الأمور التي نقموها على عثمان فهي كثيرة ولكن أهمها في نظري ثلاث مسائل ، وقد ذكرها ابن غنام في تاريخه :


١ ـ المحالفة التي أراد عقدها مع دهام بن دواس وإبراهيم بن سليمان العنقري سنة ١١٦٠ ه‍.


٢ ـ معارضته لعبد العزيز بن محمد بن سعود في احتلال ثرمداء بعد أن تغلبوا على أهلها سنة ١١٦١ ه‍.


٣ ـ استدعاءه الظفير واستخباءه بإبراهيم العنقري سنة ١١٦٣.


وها نحن نتكلم عن هذه الأمور الثلاث ونبدي رأينا في ذلك حسبما استنتجناه من مجرى الحوادث.


المسألة الأولى


أما مسألة المحالفة التي أراد عقدها مع دهام ، وإبراهيم العنقري لتوحيد كلمتهم ضد ابن سعود ، فهي من الأمور التي تثبت إدانته ، ولا نجد له وجه عذر في سلوك هذا الطريق ، ولم يبدر من ابن سعود عليه ما يحمله على ركوب هذا المركب.


المسألة الثانية


وهي معارضته عبد العزيز بن محمد في احتلال ثرمداء بعد أن ظفروا بأهلها ، فهي تدل دلالة واضحة على أنه لا يزال يعطف عليهم مما عده محمد بن سعود دليلا على أن تلك الروابط بينه وبين العنقري لا تزال باقية ، بالرغم مما يتظاهر به من العداء له أوجدت الوحشة والنفور بين الطرفين ، مما أوجب النتائج المتقدم ذكررها.


[U]فهاتان المسألتان هما في الحقيقة كافيتان لثبوت سوء نية ابن معمر ، وهما اللتان حملتا ابن سعود على وضع حد لأعماله... ) انتهى كلام المؤرخ مقبل الذكير .

( 8 ) قواعد مهمة لمن أراد نقاش المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله-

http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/127.htm

[/B]


* أفدتُ من مقال للدكتور منصور الصقعوب - وفقه الله - أجاب فيه عن الشبهة السابقة ، مع زيادات .