الأخ (لواء النّعمانيّ)...
فيما يتعلّق بمشاركتك الأخيرة...
أولا: واضح أنّك نسختها من موقع آخر، وقد نسيت حذف الرّابط من العنوان.
ثانيا: قلتَ في بداية الموضوع: " فمن ثم فإن حال كحال الحديثين السابقين : حديث الفرقة الناجية وحديث كتاب الله وسنتي".
فأين هذين السّابقين؟
هذه حال من ينسخ ويلصق دون فهم.
ثالثا: حديث التمسّك بالكتاب والسنّة ثابت عن أهل البيت وفي كتب الشّيعة:
1. في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال قبل موته: " أَمَّا وَصِيَّتِي: فَاللهَ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَمُحَمَّداً فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْن الْعَمُودَيْنِ، وَأَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَخَلاَكُمْ ذَمٌّ مَالَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مَجْهُودَهُ، وَخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، وَدِينٌ قَوِيمٌ، وَإِمَامٌ عَلِيم ". (نهج البلاغة: خطبة رقم 149. ومن كلام له عليه السّلام قبل موته).
وفي (الكافي) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ وقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصِ. فَقَالَ: اثْنُوا لِي وِسَادَةً، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ قَدْرِهِ مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، وأَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ ولَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ. أَيُّهَا النَّاسُ كُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ، والْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ، والْهَرَبَ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ، كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ فَأَبَى اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلاّ إِخْفَاءَهُ. هَيْهَاتَ، عِلْمٌ مَكْنُونٌ. أَمَّا وَصِيَّتِي فَأَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ شَيْئاً، ومُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) فَلَا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ وأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلَاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مَجْهُودَهُ وخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ رَبٌّ رَحِيمٌ وإِمَامٌ عَلِيمٌ ودِينٌ قَوِيمٌ " (الكافي: 01/299).
2. وفي (الكافي) عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَفِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ". (الكافي: 01/59. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ والسُّنَّةِ وأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْحَلَالِ والْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).
3. وفي (الكافي) عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَ كُلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله) أَوْ تَقُولُونَ فِيهِ؟ قَالَ: "بَلْ كُلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله)". (الكافي: 01/62. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).
4. وفي (الكافي) عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "مَنْ خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَقَدْ كَفَرَ". (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).
رابعا: قلتَ: "ومن الواضح أن التسعة المذكورين مع الإمام هم من خصومه".
وأنا أقول: من أين علمت أنّهم خصومه، وهو نفسه يقول عن أحدهم، وهو الفاروق (رضي الله عنه)؟:
في (نهج البلاغة) يقول علي (رضي الله عنه) في حقّ عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) (انظر: ميثم البحراني/ شرح نهج البلاغة: 4/97): "لله بلاء فلان، فلقد قوّم الأود وداوى العَمَد وأقام السّنّة، وخلّف الفتنة (يعني تركها خلفًا لا هو أدركها ولا هي أدركته)، ذهب نقي الثّوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى الله طاعته واتّقاه بحقّه، رحل وتركهم في طرق متشعّبة لا يهتدي فيها الضالّ، ولا يستيقن المهتدي". (نهج البلاغة: ص328).
قال الشّيعيّ محمّد جواد مغنية في كتابه (في ظلال نهج البلاغة): "( للّه بلاء أو بلاد فلان الخ ).. قيل: المراد بفلان أبو بكر. وقيل: عمر، وهو الأشهر" (في ظلال نهج البلاغة: 03/330).
وقال ابن أبي الحديد: ""وفلان المكنى عنه عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضي أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر. حدثني بذلك فخار بن معد الموسوي الأودي الشاعر، وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي هو عمر". (شرح ابن أبي الحديد: 12/53).
خامسا: بقية ما نقلتَه ظنون وتخرّصات، والله جلّ وعلا يقول: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }يونس36.
ولعلّي إن شاء الله أجد الوقت للردّ على بقية ما أوردته لتعلم كذب الذين تنقل عنهم. ولتعلمَ براءة أهل البيت (رضوان الله عليهم) من هذه الطّريق التي تسير فيها.