الماسوشية وعقدة الاستخذاء
فما شاهدتموه في الصورة الحية المنقولة على الشاشة هو أصدق تعبير عما قلت وأقول. فماذا أنتم فاعلون أمام هذا الصنف من الوحوش البشرية؟ وكيف تحمون منهم أنفسكم وعوائلكم ومجتمعكم؟
2.ليست هذه الضحية هي الشخص الوحيد الذي انتهت حياته على أيدي رجال الحكومة بهذه الطريقة. مثله عشرات الآلاف من العراقيين، إن لم يكن هو أخف من الكثيرين منهم عذاباً وتعذيباً! لكن نهايته تميزت بأنها جريمة ارتكبت أمام أنظار الناس، في طقس بدا واضحاً أن مرتكبيه لم يكونوا يأبهون لانكشاف جريمتهم بكامل عناصرها! وهذا لا أجد له تفسيراً إلا قاعدة (من أمن العقوبة أساء الأدب). فلولا يقينهم من تواطؤ الجهات القانونية الحكومية معهم لما ظهروا بجريمتهم بكل راحة وانطلاق. أي إن (دولة القانون) بلا قانون! وأرجو أن لا ننسى أن المالكي تكرر منه تكريم مجرمين اتهموا بأقذر الجرائم، وظهرت اتهاماتهم على الفضائيات أيضاً، كجريمة اغتصاب (صابرين) في حي العامل من قبل عدة ضباط وجنود قام المالكي بتكريمهم بمبالغ من المال، ومنحهم إجازات استراحة من العمل في يوم ظهور جريمتهم وانكشاف سوأتهم في وسائل الإعلام!
إن من يعرف النفسية الشيعية يعرف أن للشيعة مفهوماً خاصاً بهم لكل شيء، لا يشبه مفاهيم غيرهم من الشعوب والطوائف والأمم. وهذا يشمل كل شيء: من الدين إلى الأخلاق والسلوك إلى السياسة وغيرها. فالقانون عندهم هو أن يفعل الشيعي بخصمه طبقاً لما يعتقده مستحقاً له، لا طبقاً لما تؤدي إليه إجراءات التحقيق، وتحوطات العدالة. ومن وقف بوجهه التزاماً بالقانون كان عنده هو الظالم المعتدي الخارج على القانون!
كيف يمكن التعامل مع هؤلاء يوم يبسطون ظل (قانونهم) على العراق بأجمعه؟
3.قام الشرطة بعد القضاء على الضحية بالرقص حول الجثة والتهويس والهتاف وإطلاق النار. وهذا ديدنهم في جميع الحالات المشابهة. وكل العراقيين في الداخل يعرفون هذا التقليد. لكن تمكن جماعة من المسلحين من قتل شخص واحد أعزل لا يبعث على الشعور بالنصر والغلبة، والإحساس بالنشوة؛ فلا بد أن يكونوا، والحالة هذه، في حالة استحضار لصورة جهة ما، يتقصدونها بإظهار المشهد على التلفاز، لإيصال رسالة إليها أنهم قادرون على النيل من أبنائها، والتنكيل بهم إلى هذه الدرجة من العلنية والاستهتار! نحن هنا نفعل ما نشاء وننفذ ما نريد، وليشهد العام على ذلك، وافعلوا ما شئتم. اذهبوا فبلطوا البحر، أو ازرعوا الشوك في الهواء. (ألف ******** فيكم، وتف عليكم)!
من هذه الجهة التي عليها يبصقون؟ وفيها ي********ّون؟
إننا إزاء حرب دينية وحشية، وتصفية طائفية شاملة. تأخذ في كل مرحلة شكلاً وأسلوباً. الشيعة يعرفون فيها طريقهم المؤدي إلى هدفهم. والسنة فيها حائرون مبلسون، قد ابتلوا بقيادات متخلفة، ذات أفكار نمطية متخشبة، لا يمتلكون مرونة التغيير من أجل المحافظة على الاستمرار، وليس لديهم قابلية الانسلاخ المنظم من قيود الماضي. ويفتقدون إلى ثقافة الاعتراف بالخطأ، والإقرار بالفشل في سبيل البدء من جديد.
قال لي صاحبي: لن تنحل مشكلة العراق حتى تنحل مشكلة فلسطين. فأجبته: بل ستنحل مشكلة فلسطين قبل العراق ما دمنا بعيدين عن تشخيص أصل العلة، ومعرفة سر الصراع في هذا البلد المنكوب بأهله قبل غيرهم من العالمين.