.
.
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين.
أما بعد، فكثيرا ما يتحدث إخواننا الأباضية عن أخلاق الخليلي وحلمه وصبره وحسن تعامله مع المخالفين. كما أنهم يطرون أعماله وسعيه في توحيد هذه الأمة والتغاضي عن الخلافات القائمة بين فرقها.
واليوم أضع بين أيدكم كلمات تفوه بها الخليلي في محاضرة له - ثم طبعت في كتاب- يتكلم فيها عن جماعة من المسلمين من غير حكمة ولا تفكير لما قد ينتج عن هذه المحاضرة من شرور. اتهمهم في هذه المحاضرة بسوء النوايا، وتعمد الكيد للإسلام، والتعامل مع اليهود لتدمير هذه الأمة، وجعلهم أشر من المنافقين، ويعتقدون بعقائد اليهود. بل إنه أخرجهم من حوطة المؤمنين، وجعلهم مكذبين للقرآن، كافرين به، يتجرؤون على عقيدة الإسلام، ويبطنون الكيد له ولأهله، بل أنه جعل عاقبتهم يوم القيامة الخلود في العذاب والعياذ بالله.
وقد كانت محاضرته للرد على من ذكر حجج أهل السنة في موضوع رؤية المؤمنين لله تعالى يوم القيامة ،و ردهم شبهات الجهمية و الإباضية في جحد الرؤية. ومعلوم أن هذه العقيدة هي عقيدة سلف هذه الأمة (ومنهم أبوحنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل والبخاري ومسلم النسائي وأبي داود والترمذي وابن ماجة...).
ولعل بعض متعصبي الأباضية سيقول: "إن كلام الخليلي إنما كان عن الوهابية وليس عن أهل السنة"، وذلك حتى ينجي شيخه من ثورة أهل السنة في عمان عليه؛ و ذلك بسبب نبزه عقيدتهم في الرؤية على الملأ بأنها عقيدة اليهود !! وأنهم حشـوية بزعمه!. ولذلك يستخدم -هو وغيره- لفظة "الوهابية" و "الحشـوبة" على أهل السنة حتى يجعلهم فرقة جديدة مبتدعة خارجة عن الإيمان مستمدة عقائدها من اليهود. ولكن أنَّى له ذلك وقد علم الناس جميعا أن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة هي عقيدة السلف الصالح - وهذا هو موضوع محاضرته-.
وإني أضع هذه الكلامات بين أيدكم لا مدافعا عن شخص معين، وإنما لإظهار حقائق الأمور والدفاع عن هذه الجماعة العظيمة التي ضللها الخليلي.
فإليكم إخوتي الكرام ما يثبت كلامي:
الخليلي واتهام أهل السنة بأنهم يرتدون أردية الإسلام زورا وبهتانا:
"هناك فئة ترتدي أردية الإسلام زوراً وبهتاناً، وتكيد له كيداً من الداخل، هذه الفئة كثيراً ما غرت الناس بشعاراتها البراقة، فقد حملت شعار السلفية -والسلف بريء منهم براءة المسيح عليه السلام ممن اتخذوه وأمه إلهين من دون الله- فكثيراً ما حاول هؤلاء أن يكيدوا كيداً لهذه الأمة من الداخل، ولست بمبالغ إن قلت: إن هؤلاء ورثوا عن اليهود مؤامراتهم ضد الإسلام كما ورثوا منهم عقائدهم الضالة.... هذه الطائفة لا تزال تسعى إلى فرقة هذه الأمة، فتحرص كل الحرص على تقطيع أوصالها وإيقاد نار الفتنة فيما بينها، كأنما حملت على عاتقها مسؤولية تدمير هذه الأمة من الداخل، فهي منذ وجدت لا زالت تسعى سعياً حثيثاً لأجل بلوغ هذه الغاية، وكأنما لا يقر لها قرار ولا يهدأ لها بال حتى ترى صرح هذه الأمة قد دك دكاً دكاً"
الخليلي واتهام أهل السنة في نواياهم:
"وكنا نرد ما يقع من تصرفها إلى تبلد أذهانها وسوء طباعها وقسوة قلوبها وغلظ أكبادها، ما كنا نعلم علم اليقين بأن هذه الفئة تكيد للإسلام كيداً عن قصد وعمد، وأنها تسعى سعياً حثيثاً إلى تدمير كيان هذه الأمة، وتحاول بكل جهدها أن تمزقها كل ممزق، وأن تمكن لأعدائها منها حتى تكون أمة خاسئة ذليلة تابعة لأعدائها... وأيقنا أن هذه الفئة تحارب القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم كل محاربة"
الخليلي وجعله أهل السنة أخطر من المنافقين:
"وإذا كان القرآن الكريم قد عني عناية بالغة بإبراز صفات المنافقين وكشف عوارهم والتنديد بهم أكثر مما عني بأمر المشركين وذلك لخطورة النفاق والمنافقين، فإن هذه الطائفة التي تتقمص السلفية وتنتسب زوراً إلى السنة هي أخطر وأشد ما تكون نكاية بهذه الأمة، فهي إذاً حرية بأن يكشف الستار عنها وتبين حقيقة أمرها حتى يتجلى للناس الحق واضحاً جلياً من غير شيء من الغموض."
الخليلي يصف عقيدة أهل السنة والجماعة بأن أصولها يهودية نصرانية منحرفة:
"هذه العقيدة كما يقول كثير من المفكرين -الذين سننقل عنهم ما قالوا- هي خليط من عقائد السامريين وعقائد اليهود وعقائد النصارى وعقائد سائر المنحرفين عن طريق الحق والدين الحنيف."
الخليلي يفصل بين أهل السنة والمؤمنين:
"ولكن أي بصائر هذه؟! إنما هي بصائر المؤمنين، لا بصائر الحشـوية الذين يجترئون على الله فيصفونه بصفات خلقه، والذين يجترئون على كتاب الله فيكذبون"
الخليلي يتهم أهل السنة بالضلال والنفاق:
"وقد صدق الله سبحانه وتعالى عندما وصف المنافقين بما وصفهم به إذ قال: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) وقال: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون) فالضالون هم الضالون والمنافقون هم المنافقون في كل عصر، لقد انكشفت دخائلكم يا معشر الحشـوية من خلال هذا الكلام الذي تلقفتموه بالقبول ونشرتموه في أرجاء الأرض"
الخليلي وإخراج أهل السنة عن حوطة المؤمنين واتهامهم بمحاربة الإسلام:
"(قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) نعم، الحشـوية المجسمة الذين يكذبون كتاب الله سبحانه وتعالى هو في آذانهم وقر وهو عليهم عمى، لذلك اجترأوا على هذا الكتاب العزيز فوصفوه بما وصفوه به، وهو دليل على أنهم يحاربون عقيدة الإسلام بل يحاربون نفس الإسلام، إذ هم يبطنون الكيد له ويحيكون المؤامرات ضد أهله."
الخليلي يحكم على أهل السنة بالنار:
" وقد أنذر الله سبحانه وتعالى هؤلاء الذين يجترؤون على كتابه بالرد والإعراض والصدّ عنه فقال: (وقد آتيناك من لدنا ذكراً من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا)
وهذه عاقبة الحشـوية الذين يكذبون كتاب الله."
الخليلي واتهامهم أهل السنة بالكفر بالقرأن:
"فإن كان المراد بقوله السلف؛ سلف الحشـوية فمالنا ولهم، فقد نابذناهم من أول الأمر بأن رجعنا إلى كتاب الله الذي كفروا به وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي جحدوها"
الخليلي ووصف سلف الأمة بالفجور:
"بحيث زعمت بأن الاعتماد على القرآن والسنة الشريفة بدون تحكيم لكلام سلفك الفاجر ليس ذلك إلا مجرد ضلال وبدعة وخروج عن المحجة البيضاء"
-----------
منقــول