العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-13, 10:45 PM   رقم المشاركة : 11
جيراكو
موقوف






جيراكو غير متصل

جيراكو is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمري طي مشاهدة المشاركة
   وهو شيعي واحد لا ثاني له :

أخوننا أهل السنة + لا توجد عنده كتب شيوخه + إذا أتيت بكتب شيوخه دلسها .

( وكل مره يعود بـــخفي حنين )


اتعلم من الحمقى الذين يقصدهم الامام الباقر صلوات الله عليه وعلى اباءه ..انهم الذين يدعون انهم اهل السنة الان والذين كانوا آنذاك شيعة للباقر عليه السلام ..لانك ربما لا تعلم ان اصطلاح الشيعة سابقا لم يكن القصد منه نحن الان ..بل هم الانصار فالشيعة هم الانصار وليسوا من هم على مذهب اهل البيت ..فلم يكن هنالك شيعة بالمعنى المعروف حاليا بل كان عددهم جدا قليل يعد باصابع اليد اما انصار الباقر وشيعته في السابق فقد كانوا هم من يطلقون على انفسهم اهل السنة وهم بعيدون عنها ..
فهل عرفت من الحمقى المقصودين بقول الامام الباقر...لا اعتقد انك ستفهم ذلك فهو كثير على عقلك







 
قديم 15-02-13, 10:46 PM   رقم المشاركة : 12
جيراكو
موقوف






جيراكو غير متصل

جيراكو is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات
بينت هذه الاية الشريفة ان الغاية من الخلق هي العبادة ، فبالعبادة تتجلى العبودية والتسليم للخالق ،فهو الذي خلق الكائنات وهو القادر على فنائها وبعثها و محاسبتها ، وان العبادة يجب ان تكون بالكيفية التي يريدها الله تعالى ، وليس لشخص من الناس ان يبتكر طرقا جديدة للعبادة لم ينزل الله بها من سلطان ولم يوجب العمل بها ،فلا يمكن لبشر ان يصلي الصبح اربع ركعات والظهر ثمانية او عشرة ويقول اني اريد ان اتقرب الى الله بهذه العبادة وهي بدعة مني وان لدي عقلا وعلما يجوز لي ذلك ، او ان يصوم شهر رمضان المبارك شهرين متتاليين او ان يصوم سنة كاملة كل اسبوع يوما واحدا ،فهذا الامر لا يصح وهو باطل ومن البدع لان للعبادة خصوصية معينة الله فرضها ويعلم ما فيها من الاسرار والغيبيات التي لا نعلمها وعلمها لدى الله تعالى ، ولكي لايكون لقائل ان يقول اني لا اعلم كيف اعبد الله فتختلف الاراء وتتشتت وتكثر انواع العبادات فانه تعالى بعث في الامم الرسل والانبياء ليبينوا للناس اولا وجود الله تعالى ووجوب توحيده ومن ثم بيان ما احل الله وما حرم والتفقه في الدين وبعد ذلك يبينوا للبشرية كيفية العبادة وطرقها وانواعها {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء165، فبذلك تكون العبادة صحيحة ومجزية ومرضية لله تعالى ...
وان ما يهمنا في هذا البحث الوجيز هو العبادة وفق الشريعة الاسلامية ولا شان لنا بباقي الديانات الاخرى لانها قد نسخت بالدين الاسلامي الذي جاء ليكون هو الدين الوحيد الذي يجب على باقي الطوائف ان تتعبد وفق احكامه وتلتزم بشرائعه السامية التي بينت كل مايحتاج اليه الانسان من احكام وعبادات ،وبالتالي ستكون مقبولة لدى الخالق وموجبة للمغفرة والرضوان .. {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
وهكذا وفي حقبة زمنية معينة من تاريخ البشرية بعث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في هذا العالم ليخرج الشعوب من الظلمات الى النور ويهديهم الى الصراط المستقيم{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164 ولا تختص الرسالة الاسلامية بأمة معينة او شعب معين بل انها للناس جميعا {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28،وما ان بدات بوادر الرسالة الاسلامية بالانتشار كان الهدف الاساس هو تخليص الناس من الشرك والاقرار بوحدانية الله تعالى بعد ان كانوا يتخذون الاوثان آلهة من دون الله {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13، وبعد ذلك ينبغي على الرسول بامر الله تعالى ان يعلم المسلمين امور دينهم بعد ان تركوا عبادة الاوثان وشهدوا بإلوهية الله تعالى ونبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم ، فكان عمل الرسول صلى الله عليه واله في هذه الفترة تعليم المسلمين مااحل الله تعالى لهم وما حرم وطرق العبادة وشكلها،فبين لهم ما هية الصلاة وكيفيتها وطريقة الوضوء الذي هو اول الطريق الى كل عبادة تحتاج الى الطهارة و تستقيم او تصح العبادة بصحته فان بطل كانت العبادة باطلة ، وهذا مثال عما بينه الرسول صلى الله عليه واله وسلم للمسلمين في تلك الفترة.
ومما يجدر بنا من الإشارة إليه ان الله تعالى واحد أحد لا شريك له وهذا هو الاصل لكل عبادة فمن اعتقد بغير ذلك لم تصح منه عبادة وهو في الاخرة من الخالدين في نار جهنم إن أشرك او لم يقر بذلك او عبد غير الله ولم يؤمن بوجود الله تعالى وان الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو رسول الله أرسله بالحق ليبين للناس أمورهم ودينهم وعقائدهم وطريقة عباداتهم وهو رسول واحد نزل عليه قرآن واحد فيه الاحكام اللازمة لنجاة الناس وان قول الرسول وأفعاله وسنته من الله وينبغي الاخذ بها والتمسك بها لان الرسول صلى الله عليه واله لا ينطق عن الهوى ، وان الاخذ بسنة الرسول هو الطريق الى النجاة لان القران الكريم لم يبين كل شي للناس من احكام فان الصلاة على سبيل المثال ذكرت بصورة مجملة ودون تفصيل لطريقتها و ما يقرا فيها وعدد ركعاتها لذا فان السنة النبوية والتي هي من وحي الله لرسوله قولية او فعلية بالنفي او الاقرار جاءت لتبين ذلك بالتفصيل ، وان لو لم تكن من الله تعالى وكانت اختراعا من الرسول لما وجب علينا الاخذ بها وكان لنا الحق في ان نخترع اصنافا من العبادة لم ترد عن الرسول ولا اشكال في ذلك ،وان القران نزل بلغة قريش وهو كتاب واحد لا ثاني معه مصدره الله تعالى وان الله تعالى قد تكفل بحفظه من الضياع ومن الاختلاف ومن التحريف اللهم الا بعض التحريفات التي حصلت بعد جمعه من قبل بعض الصحابة والمتفق عليه بين الطوائف الاسلامية وهو مواضع السور حيث حصل فيها بعض الاختلاف في ترتيب النزول ،وعلى سبيل المثال سورة المائدة فانها نزلت آخر سورة في القرآن واننا الان لانجدها في الاخر ، وهذا النوع من التحريف لا اشكال فيه اذ انه لا يضر شيئا ،فالقران محفوظ من قبل الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 وان احكامه واحدة لاتتغير بتغير الزمان والمكان (لن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43....
وبعد هذه المقدمة البسيطة فان المتتبع للتاريخ الاسلامي بعد ان بعث الله تعالى رسوله الكريم الى الانسانية الى يومنا هذا يحق له ان يسال نفسه قبل غيره سؤالا وجيها لابد من الاجابة عليه كي يستقيم امره في اعماله العبادية والحكمية لان الاحكام الالهية والعبادات واحدة بقرينة بسيطة فان الله تعالى واحد شرع احكاما وعبادات واحدة انزلها على رسول واحد فهل نرى الامة الاسلامية الان في عصرنا الحالي ناهيك عن العصور السابقة وبجميع الطوائف تتعبد بعبادة واحدة ولها احكام واحدة؟ فالمسلم الان يجد اختلافا واسعا في ابسط الامور العقائدية وتفاوتا في الاحكام والعبادات ،وابسط الامور العقائدية هي صفاة الله عز وجل فمن المسلمين من يشبه الله بمخلوقاته فيقول ان لله يدا واذنا وعينا ورجلا وانه ينزل الى السماء الدنيا في وقت معين وهكذا، بينما نجد طائفة اخرى تنفي ذلك عن الله تعالى وترى انه ليس كمثله شيء ولا يشبه مخلوقاته في شي ،ومن الطوائف من يرى ان الذنب الذي يذنبه البشر من الله تعالى وانه قدره عليه وليس للانسان الخيرة في ذلك ومنهم من يرى ان الانسان مخير لا مجبر ومنهم من يرى الامرين ...
ومن المسلمين من يرى ان هذا الامر حلال ولا حرمة فيه ومنهم من يراه حراما لا حلية له كزواج المتعة على سبيل المثال ومنهم من يراه مكروها وهكذا ..
اما العبادات ففيها اختلاف كبير وكثير وابسط الامثلة على ذلك الوضوء فبعض المذاهب ترى المسح على القدمين ومنهم من يرى الغسل هو الصحيح وكذلك الاختلاف في الصلاة من حيث الطريقة والاوقات والقراءة ...
وان هذا الاختلاف يدعو بالمسلم الذي يبحث عن دينه ويطلب ان ينجو من عذاب الله تعالى ان يبحث عن سبب الاختلاف المذكور ومنشأه ومدى صحة عبادته التي يتعبد بها لان العبادة الصحيحة هي التي تقبل من الله تعالى ولا يقبل الباطل منها ولا يمكن القول ان كل عبادة بنية القرب الى الله تعالى مقبولة وصحيحة ولو صح هذا الراي لما وجدنا فقهاء المذاهب الاسلامية يختلفون حول ابسط عنصر وهو الوضوء ومنهم من يرى الوضوء باطلا اذا حدث فيه نقص او زيادة او امر بسيط ، وان البحث والاستقصاء واجب على كل مسلم مهتم لامر اخرته ولنا في انبياء الله ونبينا صلى الله عليه واله وسلم اسوة حسنة فنبي الله ابراهيم عليه السلام قضى فترة طويلة من حياته يبحث عن الحق {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ }الأنعام77{فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }الأنعام 78اما من لم يتخذ من الاسلام الا شعارا وثوبا يتظاهر به فانه لاشان له بالبحث والتحقيق فكل المذاهب لديه سواء لانه لا يعمل بها جميعا بل يعمل بما تشتهي نفسه ولا عقل له ليستمع الى الناصحين { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }البقرة6 فالاختلاف الحاصل يوجب على الانسان البحث والتقصي لان من يلقى ربه بعبادة او سنة غير صحيحة لاتقبل منه والا فان قسما من اهل الكتاب كاليهود والنصارى يعبدون الله تعالى فهل يقبل منهم ذلك؟ لاشك في عدم قبوله .






 
قديم 15-02-13, 10:48 PM   رقم المشاركة : 13
جيراكو
موقوف






جيراكو غير متصل

جيراكو is on a distinguished road


ولكي يكون التحقيق والبحث مفيدا ومؤديا الى نتيجة معقولة لابد من الاشارة الى بعض النقاط التي على الباحث او المحقق الالتفات اليها للوصل الى ما يبتغيه :

· فمن الامور البديهية انه على كل مسلم ان يستمع لغيره ويبحث في كلامه وادلته التي يطرحها ويستدل بها لبيان صحة مذهبه وان لا يلتزم في حياته بفكرة واحدة لا يتقدم عنها او يتاخر لانه لا يعلم بعد هذا الاختلاف الكبير بين المذاهب الاسلامية ان كان على حق ام باطل الا بعد التمحيص والتحقيق الشديدين والمبنيين على التجرد من العاطفة التي تعمي القلوب والابصار ، فالعواطف مرفوضة في العقيدة ومذمومة اذا لم يكن الاعتقاد مبنيا على الحق فعلى المسلم ان يلغي العاطفة اثناء فترة البحث ويحكم عقله ويبحث حتى يدفن في قبره ولا يقول اني قد اكتفيت ابدا ، فكم من عاطفة اودت بصاحبها الى مستنقع الشرك والرذيلة والكفر، وان تقديس الشخصيات الاسلامية التي يروي لنا التاريخ عنها لابد ان ينطوي على معرفة تامة وان يتريث المسلم في تقديسها قبل ان يصل الى الحقيقة ، فالحق لا يعرف بالاشخاص وكما يقول المثل اعرف الحق اولا تعرف اهله اواشخاصه او اصحابه ،وكذلك الباطل ان عرفته علمت اشخاصه والمناصرين له ، فانت كمسلم ترعرعت على حب الله ومعرفته ومعرفة الاخلاق الكريمة والفاضلة تستطيع ان تحدد من يتصف بها ظاهرا فتقول انه على الحق فاذا عرفت معنى الكرم والشجاعة والمروءة والصدق والامانة ووجدت من يتصف بها علمت انه على الحق اما اذا قادتك العاطفة الى تقديس شخص معين فانك ستكون منقادا اليه ومقتنعا بكل تصرفاته فمها فعل ستجد لذلك عذرا ولا تقبل ان يقال عن مقدسك على باطل بل ستجزم ان كل ما يفعله هذا الشخص هو الحق وهذا المبدا خاطيء فلو قيل لك ان مدير هذه الشركة او الدائرة سيء او باطل فعليك ان تسال القائلين بذلك لماذا لا ان تكتفي بحكمهم وتنهي المسالة فقد يقول لك قائل انه باطل لانه لم يتساهل معي في المعاملة الفلانية او انه عاقب احد موظفيه لانه قبل اكرامية من احد المواطنين فاذا كنت تعرف الحق سهل عليك تقييم هذا المدير ،فاذا علمت ان الاكرامية للموظف هي رشوة لا يجوز اخذها لان الرشوة محرمة علمت بالتالي ان الموظف المعاقب مستحق لهذه العقوبة وان علمت ان المعاملة غير مستكملة من الناحية القانونية وان التساهل في اتمامها مخالف للشرع او القانون لوجدت عذرا لذلك المدير المسكين الذي اتهم بالباطل وهو يقوم باعمال الحق ولكنك ايضا قد تجد ان المدير المذكور قد عاقب الموظف لانه لم يشركه في الاكرامية او ان المواطن الذي قدم المعاملة لم يقدم له الرشوة وبالتالي ستجد ان المدير على باطل وان الاتهام صحيح ولكنك ان كنت تقدس هذا المدير ومن المحبين له فانك قد تراه محقا وان طلب الرشوة لان المعيار لديك ليس الحق بل شخص المدير،فالحق هو المعيار لتمييز الاشخاص لا العكس ،فكلنا يعلم عن حياة صدام حسين فانه كان يزج معارضيه في السجن ويقوم بقتلهم واطلق على نفسه عبد الله المؤمن وكتب القرآن بدمه وقد اعلن ذلك امام الجميع ،والكثير من الناس كانوا يؤيدون اعماله ويرضون بها ويرون انه صلاح الدين وانه البطل القومي وانه وانه وانه ..وقد حكموا عليه بانه من اهل الحق ،وقد قادتهم عواطفهم وعدم معرفتهم بالحق الى الاعتقاد بان كل عمل يقوم به صدام مطابق للحق وصحيح ،بينما نجد في كتاب الله تعالى ان قتل النفس بلا ذنب عمل باطل وكانما قتل الناس جميعا... (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) والحكم الاسلامي واضح وهو الحق فما هو ذنب من يعترض على السلطان الجائر الذي يظلم الناس ولا يقبل بمعارضته ،اضافة الى ان الدم نجس فكيف يكتب عبد الله المؤمن القران بدم نجس ؟ فمعرفة الحق تفضح الباطلين الذين يدعون انهم على حق.
· ومن الامور المهمة في حياة المحقق والباحث عن الحق عدم التهور في اصدار الحكم على شخص معين قبل المعرفة التامة به وملاحظة سيرته واعماله فكم من شخص يعجبك مظهره من بعيد فان اقتربت منه ظهرت لك الادران والاوساخ على ثيابه وشعت في انفك رائحته الكريهة.وكما يقول الشاعر:
لا تمدحن امرءا حتى تجربه ولا تذمنه من غير تجريبِ

وان الكثير من الناس تقودهم عواطفهم ولا يعطون عقولهم الفرصة للتمييز والتفكر فمنهم من يتهم انسانا بالباطل قبل ان يدرس حياته وسيرته وشخصيته بل تراه يلقي بالتهم جزافا دون ان يعطي نفسه ولو لمرة واحدة في الحياة الفرصة في البحث عن شخصية هذا الانسان وكل ذلك بسبب العواطف كالحب والبغض والحسد والتقليد الاعمى للاخرين.
· ومن الامور الاخرى التي تهم الباحث الدليل الواضح ،فالانسان عليه ان يتبع الدليل ويميل معه حيثما مال فمتى اتضح له الدليل فعليه ان يتبعه ، فان وجد انه مغلوب على امره وان الدليل الذي صدر من الطرف الاخر واضح وقوي فعليه اتباعه والا كان معاندا ومعتقدا بما لا دليل على صحته وقد امر الله تعالى باتباع الدليل عقليا كان او نقليا ان ثبتت صحة النقل {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18 فهذه الاية صريحة على وجوب اتباع القول اذا كان بدليل لان في الادلة الدامغة هداية للناس فاحسن القول ما كان مدعما بالدليل والحجة الواضحة ، ولابن سينا جملتان في هذا المجال في كتاب "الاشارات" احداهما هي: "من تعود ان يصدق بغير دليل فقد انخلع من كسوة الإنسانية".
ومعنى ذلك أن لا يقبل الإنسان كل كلام بغير دليل يدل عليه ويقابله: "مَن تعود على انكار كل شيء بغير دليل، فهذا قبيح أيضاً"، يقول:
"كل ما قرع سمعك من العجائب فذره في بقعة الأماكن ما لم يزرك عنه قائم البرهان". فان قيل لك ان هذا الامر خاطئ فلا تتذمر واطلب الدليل فان كان الدليل واضحا فعليك الاذعان .
فالإنسان الحقيقي هو الذي يكون قبوله وعدم قبوله قائماً على الدليل، وإن لم يوجد دليل يقول "لا أدري".قال تعالى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة111
اضافة الى ان الله تعالى طلب منا الاستماع الى القول فقال تعالى الذين يستمعون القول فالاستماع يختلف عن السماع لان الاستماع يعني حضور القلب وتشغيل العقل وفتح الاذنين وان كثيرا من الناس عندما يتعرض لنقد او ان تتعرض شخصية مقدسة لديه لنقد تراه يرتعد وتثور غوائله واحيانا يترك المجلس ولا يريد ان يستمع ومصداق ذلك قوله تعالى على لسان نبيه عليه السلام: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً }نوح7 فان عدم الاستماع لاقوال الاخرين اذا توجهوا بالنصح والارشاد مذموم وامر قبيح فاحيانا يكون الحق مع غيرك وانت لا تدري .....
· ومن الامور التي لا غنى عنها في حياة المحقق او الباحث عن الحق عدم اتباع الاخرين ولو اعجبتك كثرتهم ،فان كثرة المؤيدين الى مذهب معين او فكر ما ليس بالضرورة ان يكون هذا المذهب او الفكر صحيحا ..بل قد يجتمع اكثر الناس على الخطا او الباطل {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }الأنعام116
وخلاصة القول:لابد من التحرر من حكومة العدد وأنه ينبغي أن لا تكون الأكثرية والكثرة هي الملاك، وأن لا ينظر المرء إلى أكثر الناس ويسلك الطريق الذي يسلكونه، ويقول: انه هو الطريق الصحيح، فإن هذا نظير لذلك التقليد، فكما أن الإنسان بطبعه ينقاد إلى تقليد الآخرين، كذلك ينقاد لرأي الأكثرية، والقرآن يرفض هذا المقياس، والدليل على خطئه هو أن أكثر الناس تتبع الظن والحدس لا العقل والعلم واليقين، ويلتصقون بخيوط ظنهم العنكبوتية. ولابد للمحقق ان يرفض المثل الشعبي المتداول (حشر مع الناس عيد) فان الناس قد يتفق اكثرهم على باطل..وان على المرء ان لا يخشى ركوب قافلة الحق وان قل افرادها او عدموا وكما يقال:"لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه"..
· كما على الباحث ان يكون قوي الارادة مستقل التفكير بعيدا عن اراء الاخرين وان كثرت فلو اشتريت سيارة حديثة وقد اعجبتك من كل النواحي فهي بيضاء اللون محركها صغير لا يستهلك الوقود تحتوى على تقنية عالية ومجهزة من كل النواحي فجاءك احد الاشخاص وقال لك ماهذه السيارة المزرية وجاء الثاني وقال لو كان لونها احمر وجاء الثالث وقال لو ان محركها اكبر فانك قد تضعف وتركن الى ارائهم على الرغم من كون السيارة جيدة جدا .فعلى الباحث ان يتحمل ذلك فاغلب الناس يحاول قلب اعتقادك بلا مبرر هو هكذا يحب السخرية من الاخرين او حسدا منه وهكذا .
· أن العلم أساساً ينبثق من غريزة حب الاستطلاع، فقد خلق الله الإنسان باحثاً عن الحقيقة، أي أن الإنسان يريد أن يفهم الحقائق كما هي، وأن يعرف الأشياء على ما هي عليه ويدركها، ويتطلب هذا أن يكون الإنسان ذاته حيادياً تجاه الحقائق، يريد أن يكشف الحقيقة كما هي، لا أن تأتي الحقيقة بالنحو الذي يريده هو، فهو في هذه الحال يمتلك روحاً علمية.
أحياناً يؤمن الإنسان بقضية، ويريد أن تكون نتيجة بحثه مؤيدة لها، وهذا بحد ذاته منشأ للضلالة، ففي آيات من سورة النجم إشارة إلى أن أحد مناشيء الضلالة هو اتباع الناس أهواءهم في تشخيصهم للأشياء، وفي النتيجة يدخلون مجال البحث بذهنية منحازة وقد قيل: (الأغراض تجعل الرجل أحول).
فإن احتفظ الإنسان بحياده تجاه الحقائق ـ وهو أمر عسير جداً ـ فسيهديه الله، فقد ضمن الله تعالى أن يهدي الأشخاص الذين يبحثون عن الحقيقة بلا غرض في القلب: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) [1][14] ، الروح العلمية هي روح طلب الحقيقة، إنها الروح غير المتعصبة الخالية من الجمود والغرور، عندما يطالع الإنسان الأحاديث الكثيرة الواردة في موضوع العلم، يرى مدى تأكيدها أنّ العالم ينبغي أن لا يكون متعصباً ولا جامداً، وأن لا يجزم بصحة كل ما يراه ويشخصه، وبطلان ما عداه.
· وعلى الباحث ان لا يكون مقلدا لكل ما يراه كالقرد الذي يحب التقليد {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }المائدة104 وان لا يردد كل ما يسمعه كالببغاء الناطق فلكل انسان عقله وعلمه وتفكيره الخاص به وقدرته على الاستنباط والتحليل تختلف عن الاخرين وقد تتوافق مع بعضهم اذا كانوا بنفس المستوى .ومن الاسلحة الضرورية والادوات اللازمة لمساعدة المحقق في تحقيقة هو العقل والعقل ضد الجهل وليس المقصود بالعقل المخ الموجود في الراس وانما هو القدرة على التحليل والفهم اما الجهل فانه عكس ذلك وهو ركود العقل فالجاهل ليس الشخص الذي لا يجيد القراءة او الكتابة بل ان الامر ليس كذلك فكم من متعلم او عالم معروف وهو جاهل لا يعرف شيئا سوى خزن المعلومات وسردها فهو يحفظ الاقوال والروايات والقرآن ولكنه لا قدرة له على التحليل والاستنباط والفهم ومصاب بالجمود في تفكيره ..فان لله على الناس حجتين حجة ظاهرة واخرى باطنة الظاهرة هي الانبياء والرسل والباطنة العقل ..فلو ان الله تعالى ارسل الانبياء عشرات الانبياء على شخص مجنون او مريض ومتخلف عقليا فانهم لن يصلوا الى نتيجة معه ولو قضوا سنوات عمرهم في ارشادة فالعقل هو الحجة الباطنة الذي يهدي الانسان الى الحق .
· ومما يعين المحقق في الوصول الى الحقيقة النقاش والمجادلة بغية الحصول على الراي الاخر واستكمال وجوه البحث ،فالانسان اذا اعتمد على راي واحد صادر عن جهة واحدة مناصرة لرايه او مخالفة فانه لن يكون على ادراك و وعي تامين ...فانك لو تابعت على سبيل المثال احد القنوات الفضائية او الكتب الخاصة بجهة معينة او مذهب فانك ستطلع على رأيهم وتلاحظ أدلتهم التي يروجون لها ويجزمون انها هي الحق من ربهم وان كل فكرة مخالفة هي باطلة ولا صحة لها وهكذا فانك لن تكون قادرا اطلاقا على استكمال المعرفة لان هذه الجهة قد تدلس او لا تفهم الادلة بصورة صحيحة كما ان هؤلاء هم بشر مثلك لا معصومين ولا منزهين من قبل الله تعالى فقد يجري على السنتهم الكذب او الخطا وقد تكون لهم غايات سياسية او اقتصادية بعيدة عن دين الله وما ادراك ونحن في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل واصبح طريق الحق وعرا ان وجدت اليه السبيل فقد لا تهتدي اليه لكثرة الطرق المماثلة والمشابهة له في الظاهر،وقد تكون افكار الجهة التي تنصت اليها على الدوام مبنية على الحمية الجاهلية المتمثلة بالتعصب الشديد لفكر معين دون القبول بغيرة او حتى الاطلاع عليه ورفض الاستماع لسواه ولووجد الف الف دليل {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26.
· كما انه على الباحث ان لا يستسقي العلوم من الجاهل ..فلكل مذهب علماء وعوام ،فالعلماء هم اللذين يحملون المبادئ الحقيقية لكل مذهب قال تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7 فالراسخون في العلم هم من يجب ان نستسقي علوم ومبادئ مذهب ما منهم لنحكم على صحة المذهب او بطلانه ،اما اذا اخذنا ما يدعو اليه المذهب من افواه العوام فاننا لن نصل الى الحقيقة بل اننا قد نجد من العوام تصرفات وامور لا توجد لها اسس في ذلك المذهب ولم يدع اليها لا من بعيد ولا من قريب .فالعوام اغلبهم يجهلون ما بمذهبهم من علوم ومن مبادئ واسس {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ }القصص55،فهل يعقل ان يقصد الباحث الذكي سائق سيارة لا يعرف القراءة والكتابة ويسأله عن كيفية عمل محرك السيارة ؟فانه وان كانت لديه معلومات من هنا وهناك الا انه يجهل الكثير ،ومن المفترض هنا ان يقصد الباحث صانعا للمحركات او على الاقل خبيرا ليعلم الكيفية التي يعمل بها المحرك لا ان يكتفي بآراء الجهلة . {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43







 
قديم 15-02-13, 10:49 PM   رقم المشاركة : 14
جيراكو
موقوف






جيراكو غير متصل

جيراكو is on a distinguished road


وبعد ان تعرضنا في هذه المقدمة الى النقاط الاساسية التي تعين من يريد الوصول الى الحقيقة في طريقه اليها ولا نقول انا ذكرناها جميعا فلكل انسان رأيه فيما يكون له سبيلا للهداية خاص به وحده فعلينا الان ان نعود الى السؤال المطروح حاليا على طاولة النقاش وسوف نتناول ذلك في البحوث التالية:



المبحث الاول:مصادر التشريع الاسلامي:
ان مصدر التشريع الاسلامي وغير الاسلامي من الديانات السماوية الاخرى هو الله تعالى فلا مصدر سواه ،فهو خالق الخلق وله الحق في سن القوانين والانظمة التي تنظم حياة الناس دون سواه وبلا منازع ، فمنه جل في علاه المصدر الحقيقي لكل حكم وعبادة ومعاملة {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }القصص70 .
لذلك فان حكم الله واحد لا مبدل له ولا يتدخل سواه في تشريع الاحكام من نبي او بشر او ملائكة ..فهو العليم الحكيم الذي يعلم بكل خافية عن سواه ولا يتصرف دون حكمة في كل صغيرة او كبيرة ، اما عن دور الانبياء فهو تبليغ الناس بما جاء عن الله تعالى من احكام وتشريع {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً }الكهف56 ، وهذا واضح من السياق القرآني ومن الآيات التي بينت المهام الملقاة على عاتق الرسل والأنبياء جميعا فهم منذرون ومبشرون يتلون على الناس أحكام الله تعالى وتشريعه ويدعون إلى توحيده وعبادته ، وهم بذلك لا يخالفون ربهم ولا يقولون بغير ما انزل الله تعالى ولا ياتون باحكام لم يرسلها الله تعالى للبشرية وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46}.
وقد قسم العلماء وفقهاء المذاهب الاسلامية مصادر التشريع كل حسب مذهبه فقالو ان مصادر التشريع هي القران والسنة وهذا متفق عليه اما ما اختلفوا فيه فلن اذكره اختصارا للوقت والجهد ، ولقد سلكت في تقسيمي لمصادر التشريع منحا اخر فقلت ان مصدر التشريع هو الله تعالى وهذا هو الاقرب الى الحق فالكتاب من الله والسنة من الله ولا اعتقد ان غير هذين القسمين المتضمنيين لتشريع وحكم الله ينبغي الاخذ به وان كان ما كان فالحكم لله لا لسواه وان الله تعالى لم يترك امرا يهم الناس وضروري لدنياهم ومعادهم الا وبينه في هذين القسمين المشتملين على حكم وشرع الله تعالى اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3 {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89 فالكتاب والسنة من الله تعالى والسنة كما ذكرنا في المقدمة ما جاء عن رسول الله تعالى من افعال واقوال ومنع واقرار {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم فالرسول صلى الله عليه واله وسلم لم يات بشيء من عنده بل كل من عند الله ولا يوجد نقص في تشريع الله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا)المائدة3 وان جعل الانسان مصدرا من مصادر الشريعة الاسلامية لمن الامور التي هي موضع نظر فان العقل البشري مهما وصل فانه لن يكون قادرا على تشريع الاحكام التي تتناسب ومصلحته في هذه الحياة فلولا كتاب الله والسنة النبوية لما عرفنا الله تعالى ولما عبدناه ولما عرفنا كيفية العبادة ، وان لو كان عقل الانسان قادرا على الوصول الى بعض الامور الغيبية لما عبد الانسان النار والشجر والاصنام والحيوانات ولعبد الله منذ بدايته.

ثانيا سبب الاختلاف بين المذاهب ومشروعية الاختلاف
لقد كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يعيش بين اصحابه منذ ان بعثه الله الى حين اشتشهاده وكان القران ينزل بين ايديهم وانهم كانوا حسب الروايات ملازمين لرسول الله في مجالسه وحله وترحاله وانه كان يعلمهم الاحكام والحرام والحلال ويعلمهم طرق العبادة ويصلي امامهم ويتوضا بالقرب منهم،وقد امر الله تعالى المسلمين بطاعة الرسول صلى الله عليه واله وسلم وبين ان عدم طاعته كفر {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }آل عمران32 كما ان طاعة الرسول صلى الله عليه واله توجب الرحمة {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }آل عمران132وان عصيانه صلى الله عليه واله وسلم تؤدي الى بطلان الاعمال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }محمد33 والكثير من الايات التي توجهت بالامر الى المسلمين كافة بطاعة الرسول ولم تحدد وقتا او مكانا معينا لطاعته بل النص مطلق والمطلق يؤخذ على اطلاقه ما لم يرد التقييد كما ان الله تعالى قد حرص على وحدة المسلمين في حياتهم والعبادة كما هو معلوم خير مصداق ظاهري للوحدة فاذا اختلفت العبادة من حيث الشكل او الجوهر او اختلفت الاحكام والحل والحرام تفرقت الامة واختلفت ولا يمكن القول بانهم امة واحدة ولكل فرقة كما نرى عبادتهم التي تختلف عن الاخرى قال تعالى{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103 .وبذلك نستطيع القول ان الصحابة في معاملاتهم وعباداتهم كانوا يقلدون الرسول في كل شيء فوضوئهم واحد متطابق وصلاتهم وسائر العبادات وكذلك الاحكام ..و لايوجد اختلاف بينهم في ذلك ،وان الصحابة قد كان عددهم بالمئات او الآلاف ...لذا فان للسائل ان يسال بعد ان يرى الاختلافات الواضحة والكبيرة بين المسلمين من النواحي المذكورة عن سبب الاختلاف ووقته وسنبين ذلك في نقطتين:
· ان الدين الاسلامي هو دين الناس كافة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33 وطبقا لهذا المبدا فانه من المفترض ان يكون كل الناس على وجه الكرة الارضية في هذا الوقت يدينون بالاسلام فوعد الله حق وكلامه لا يقبل العكس ،وليس المقصود بان الله ارسل رسوله للناس كافة ان يبلغهم بصورة شخصية كافة فهذا الامر لا يمكن له اذ انه لم يتسنى له ذلك بعد استشهاده صلى الله عليه واله وسلم وان التبليغ آنذاك لم يصل الى كل العالم، بل المقصود من هذه الاية ان الدين الاسلامي للناس كافة،فالرسالة الاسلامية قدر لها ان تصل الى الجميع دون استثناء ،هذا هو الاصل اما ما نراه الان فهو خلاف الاصل المفترض ،فالاسلام واحد له مبادئه واحكامه المتطابقة الموحدة ،كما لايمكن لنا ان نقول ان المبلغين والمرشدين في الوقت الحاضر وما قد سلف يمثل المبدا المفترض بان الدين الاسلامي للناس كافة وان هذا مصداق للاية الشريفة والمبدا المفترض ،فالان الكل يدعو الى الاسلام ويبلغ العالم بذلك ولكن بصورة طائفية مذهبية فالكل يدعو الى الاسلام حسب مذهبه وحزبه وحسب قناعته بمذهبه ،فقد يتفق ان يدعى الكافر الغربي الى الاسلام اكثر من دعوة فالشيعي يقول له ان الاسلام الحق مايمثله مذهبه والسني يدعو بمثل ذلك هذا ان لم يدع الى اكثر من جهة في المذهب الواحد ،وله الحق اذا لم يدخل في هذا الدين المشتت وله الحق ان يقول ايكم ايها القوم من يدعو الى الدين الاسلامي الحقيقي او الصحيح ،،،ومن الامور المضحكة اني كنت اسمع من الناس ان افضل دهينية وهي عبارة عن نوع من الطعام هي دهينة ابو علي وهذا بدوره يبيع الدهينية في النجف الاشرف وقد اتفق ان بحثت عن المدعو ابو علي بعد زيارتي للمراقد المقدسة في النجف الاشرف وما ان وصلت الى المكان المطلوب حتى وجدت اكثر من محل لبيع الدهينية وقد كتب على اعلى هذه المحال لافته واضحة (دهينية ابو علي الشهير)،فاصابتني الدهشة من ذلك وسالت نفسي أي هؤلاء صاحب الدهينية المشهورة فالكل يدعي انه ابو علي فتقدمت نحو احدهم وقلت له: ايكم المعروف بابو على صاحب الدهينية المشهورة فقال انا فاشتريت منه واني على ثقة تامة ان الكل لو سالته سيرد بنفس الاجابة ويقول انه ابو علي ولكنني فضلت ان انهي المسالة ولا ابحث عن أبو علي الحقيقي لاني لست مضطرا لشراء الدهينية منه بل يكفيني أي نوع منها ولا ابالي بجودتها ،وهذا مثال لتقريب الفكرة والامثلة الواردة في الحياة كثيرة لا تحصى.
وكما ذكرنا سلفا ان المسلمين لم يختلفوا بامر من امور دينهم او حياتهم على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لانه موجود وحاضر للحكم في أي اختلاف يقع بينهم {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل64، فهو القاعدة التشريعية الوحيدة ولا قاعدة اخرى فهو مبلغ عن طريق الوحي من قبل الله تعالى ليحكم بين الناس بالعدل والقسط ويبين لهم الحلال من الحرام وطرق العبادة وشكلها ،وان الامة ليس لها ان تختلف اذا تحققت فيها شروط الوحدة وهي القيادة المنفردة والوحيدة والطاعة لهذه القيادة ،فالاختلاف يحدث بسبب اختلاف وجهات النظر وتعدد الرموز والقيادات او في حالة وجود قيادة بالشكل المذكور الا انها لاتطاع وتعصى ،وقد امر الله المسلمين بطاعة الرسول واخذ احكامهم منه لا سواه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 كما ان الله تعالى قد جعل طاعة الرسول اصلا للايمان ومعصية الرسول اصلا للكفر وحبط وابطال الاعمال وقد مرت بنا الايات الشريفة التي تدعو الى ذلك ،فالاختلاف لم يكن موجودا فالله تعالى واحد والقران واحد والرسول واحد يبلغ ما انزله ربه عليه ليحكم بين الناس ويعلمهم{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة.2
اما الاختلاف والتفرق بين المسلمين فقد بين الله تعالى مصدره وسببه ونحن سبين ذلك من كتاب الله ولا حاجة لنا بالامور التاريخية التي سببت الاختلاف في هذه النقطة قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213وقال تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران وقال تعالى:{وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }الشورى14
وقال تعالى:{وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }الجاثية 17
بين الله تعالى سبب الاختلاف بين الأمم هو البغي بينهم والبغي هوالظلم والحسد والمعنى معروف لا يحتاج الى التوسع في الاراء حول معنى البغي.
فالظلم والحسد سبب الاختلاف بين الناس الذين يدينون بدين الله بل ان الحسد والظلم سبب لاختلاف الناس في كل مكان وزمان {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }النساء54،والحسد قد يدفع الانسان الى الكفر والشرك والاصرار على الخطا وعدم الايمان والتصديق فمشركوا مكة حسدوا الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ان اصطفاه الله تعالى ليبلغ رسالته وتمنوا ان يكون احدهم رسولا{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }الزخرف31 والغريب ان الاختلاف قد حصل بعد ان اتوا العلم والبينات أي بعد المعرفة التامة وبعد ان كانوا على علم بكل ما جاء بشريعة الله ولم يكن اختلافهم ناشئ عن جهل أو عدم معرفة..وقد يقول قائل ان هذه الايات نزلت في اهل الكتاب الذين هم اليهود والنصارى وليس المسلمين ،وهذا القول مرفوض ولا يمكن قبوله باي وجه من الوجوه فالايات القرانية على الاغلب لا تتعلق بزمان او مكان اللهم الا ما جاء بمناسبة خاصة من جهة ومن جهة اخرى ان رسول الله صلى الله عليه واله قدبين ان المسلمين سيتبعون سنن الاولين من اهل الكتاب في كل شي في الارتداد والكفر والاختلاف والتشتت وكل شي جرى للاولين سيحصل في ديننا الاسلامي فقد جاء في صحيح بخاري كتاب الانبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟.فهذا صريح ولا يحتاج الى ان نجهد انفسنا في فهمه الا ان ما يجب لفت الانتباه اليه ان اتباع سنن من قبلنا سيكون بعد خلو الساحة من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اما بوجوده فهذا غير ممكن لانه يبين للمسلمين كل ما يحتاجون اليه ولن يختلفوا بوجوده.
وقد يقول قائل ان الاختلاف رحمة من الله تعالى لعباده وهو يستند بذلك الى الرواية التي تقول ان اختلاف امتي رحمة وهذا المبدا لا يمكن الاخذ به مطلقا ،فالاختلاف والتنافر لا يمكن ان يكون رحمة لهذه الامة لانه يؤدي الى البغضاء والحسد وقد يؤدي الى القتال كنتيجة لذلك ،فكيف يصح ان يكون الاختلاف رحمة من الله تعالى لهذه الامة على الرغم من مساوئه وعيوبه ؟.
وان الاخذ بهذا الراي لهو الفهم الخاطئ لهذه الرواية لان الاختلاف في اللغة له اكثر من معنى والمعنى المراد في هذه الرواية هو القدوم الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فعندما تقول اختلف القوم الى فلان فهذا معناه انهم قدموا اليه وخرجوا منه بصورة متكررة فهذا معنى الاختلاف المقصود لانه رحمة فمن يختلف الى الرسول الكريم يحصل على الرحمة فهو يعلمه صلى الله عليه واله وسلم الكتاب والحكمة والعبادة وغير ذلك ..ومن جهة اخرى فان الاختلاف الذي يقصد به التنازع والتنافر منهي عنه في كتاب الله تعالى في الكثير من المواضع قال تعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103 فالله يؤمر المسلمين بالوحدة في الراي والكلمة والعبادة والاحكام وكل شيء ويبين لهم ان هذا نعمة من الله تعالى عليهم ويذم الاختلاف ويذكرهم باختلافهم في الجاهلية وانهم كانوا اعداءا بسبب الاختلاف .وان رحمة الله ونعمته وسعتهم فأصبحوا إخوانا يجمعهم دين واحد لااختلاف فيه ،كما ان التنازع والاختلاف له اثار سيئة فهو يؤدي الى الفشل وذهاب القوة وحلول الضعف في كيان الامة{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46 والكثير من الايات القرانية الشريفة التي جاءت لتبين ان الاختلاف مذموم ولم يشأ الله تعالى لهذه الامة الاختلاف ولم يخلقهم لذلك بل انه خلقهم للوحدة وعدم التنازع وبين ان ذلك من مظاهر رحمته وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{119}فمن رحمهم الله تعالى من الناس فإنهم لا يختلفون في توحيد الله وما جاءت به الرسل من عند الله, وقد اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أنه خَلَقهم مختلفين: فريق شقيٌّ وفريق سعيد, ولذلك خلق الله الناس للوحدة والاعتصام بحبله لا للتنازع والاختلاف،فالوحدة والصف الواحد رحمة من الله تعالى اما الشقاق والاختلاف فهو من الناس .
فالقرآن الكريم واضح في هذا الشان ولا يمكن لنا ان نترك القران على جانب ونتمسك برواية ان صحت عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونفهمها فهما خاطئا فنقول ان الاختلاف رحمة ،وان الواقع الانساني الذي نعيشه الان خير مصداق على ان الاختلاف بين الناس بالفهم الخاطئ لهذه الرواية ادى الى الحروب واراقة الدماء والقتال والحقد وغيره من المساوئ فاين الرحمة في ذلك؟. وهل قتل المسلم للمسلم بسبب الاختلاف رحمة؟
فمن هذا المنطلق نجد ان المعنى الصحيح للاختلاف الوارد في الرواية يقصد به الدخول والخروج باستمرارية فلو اختلف الناس في وقتنا الحاضر الى المسجد لكان ذلك رحمة لانهم يتعلمون امور دينهم الذي هو رحمة للناس وهذا هو المعنى الحقيقي للاختلاف المقصود في الرواية المذكورة .
· اما عن وقت الاختلاف بين الناس فان اول اختلاف وتنازع قد حدث في الامة الاسلامية هو ما وقع بين الصحابة ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم ساعة احتضاره وقبيل استشهاده صلى الله عليه واله وسلم بقليل حين طلب من اهل بيته ان يقربوا له لوحا ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده ابدا فثارت ثائرة البعض منهم ولم يقبل بذلك وعلى راسهم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي منع الرسول من كتابة هذا الكتاب فقد ورد في صحيح بخاري كتاب المرضى باب قول المريض قوموا عني : حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏حدثنا ‏ ‏هشام ‏‏عن ‏‏معمر‏‏وحدثني ‏‏عبد الله بن محمد ‏حدثنا ‏عبد الرزاق ‏‏أخبرنا ‏‏معمر ‏‏عن ‏الزهري ‏‏عن‏‏عبيد الله بن عبد الله ‏عن ‏ ‏إبن عباس ‏‏(ر) ‏‏قال ‏لما حضر رسول الله ‏(ص) ‏‏وفي البيت رجال فيهم ‏‏عمر بن الخطاب ‏قال النبي ‏(ص) ‏هلم أكتب لكم كتابا لاتضلوا بعده فقال ‏‏عمر ‏ ‏إن النبي ‏(ص) ‏قد غلب عليه الوجعوعندكم القرآن حسبنا كتاب اللهفاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقولقربوا يكتب لكم النبي ‏(ص) ‏‏كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال ‏‏عمر‏‏فلما أكثروا اللغو ‏ ‏والاختلاف عند النبي ‏(ص) ‏قال رسول الله ‏(ص) ‏قوموا قال ‏‏عبيد الله ‏ ‏فكان ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله‏ (ص) ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .وقد وردت هذه الرواية في الكثير من الصحاح والاسانيد منها صحيح مسلم والترمذي والنسائي في السنن الكبرى واحمد وغيره ..فهذا الاختلاف هو اول اختلاف بين الرسول والصحابة ، وثاني اختلاف ما حدث في سقيفة بني ساعد حول الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والاختلاف الاخر عندما طالبت فاطمة الزهراء عليها السلام بارثها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فدك فرفض ذلك الخليفة الاول ابو بكر،وبعدها حدث ولا حرج عن الاختلاف الذي دب في هذه الامة وعلى كل الاصعدة .
اما عن مشروعية الاختلاف والتنافر بين الامة الاسلامية الذي حدث بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فان القران الكريم قد بين الناحية الشرعية لذلك في اكثر من موضع قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }البقرة176{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }آل عمران105{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }يونس19 {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ }مريم37 {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ }الزخرف65 والكثير من الايات الشريفة التي بينت للناس ان الاختلاف مذموم وان الله تعالى ينهى عنه لانه مدعاة الى التفرقة ،وان ما يجدر بنا الاشارة اليه هو ان الاختلاف المقصود هو الاختلاف في العقيدة وليس الاختلاف في الافكار البسيطة الدنيوية التي اهميتها ضئيلة مقارنة بالعقيدة ، فالله تعالى لا يحاسب الناس اذا اختلفوا في تاريخ ولادة شاعر او نسب شخص ما او لون سيارة او موديلها فهذه الاختلافات واردة ولا اشكال فيها مالم يقترن بها محرم كالكذب والتدليس واخفاء الحقيقة واليمين الكاذبة او كان القصد من ورائها الغيبة والبهتان فالاختلاف هنا لا اشكال فيه لذاته،كما ان الاختلاف المذموم والموجب للعقاب هو الذي يكون بعد العلم بالحقيقة لا الجهل والايات الكريمة صريحة في ذلك فالجاهل بالشيء لا اشكال عليه ولكن الجهل عذر وقتي لا دائمي فعلى الانسان ان يجتهد ويسعى للوصول الى الحقيقة







 
قديم 15-02-13, 10:51 PM   رقم المشاركة : 15
جيراكو
موقوف






جيراكو غير متصل

جيراكو is on a distinguished road


المبحث الثاني اين الحق
ان الله تعالى عندما ارسل رسوله الكريم صلى الله عليه واله الى الناس كافة قد بين احكاما لهذا الدين واسس وبين انواع العبادات وكيفيتها واشكالها وبين للمسلمين ما احله لهم وما حرمه عليهم سواءا ما جاء صريحا بكتاب الله تعالى او على لسان رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ،واستطعنا ان نعرف في النقاط السابقة ان الاسلام واحد وان العبادات واحدة والاحكام واحدة لان المصدر واحد وهو الله تعالى ولا يعقل ان يحكم الرسول صلى الله عليه واله بين متخاصمين بحكم ويحكم بين اخرين بحكم مختلف اذا اتحد الموضوع المختلف فيه والظروف المحيطة به ولا يمكن انه صلى الله عليه واله توضا بوضوئين وصلى بصلاتين او صام بصيامين او قرا بقرانين ،ولان الدين الاسلامي للناس كافة لا مقتصرا على امة معينة بل هو دين الله العام ،وان الله تعالى اراد للاسلام ان يكون الدين الاوحد للشعوب العربية وغير العربية وفي كل زمان ولانه خاتم الاديان لا دين بعده الى يوم القيامة فان الله تعالى حكيم والحكيم لا يصدر منه الخطا فالله تعالى لايعقل ان يصدر منه خطا وهذا الظن مرفوض لدى جميع الطوائف الاسلامية ومتفق على بطلانه ولا يمكن ان ينسب اليه- عز وجل – الخطا او السهو فهو – جل جلاله - قد قدر بعض الامور -التي تنم عن حكمة بالغة- من شانها ان تحقق هذه الغاية ومن هذه الامور:
· انزل القران الكريم والذي هو معجزة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وان هذه المعجزة لا تختص بالعصر الذي انزل فيه بل انها معجزة مستمرة الى الابد فانك لو لاحظت معجزات الانبياء السابقة فانها وقتية تنتهي بوفاة الرسول المبعوث ولا تستمر بعده وبالتالي لا ينتفع بها الا من عاصروها وعلى سبيل المثال معجزات نبي الله موسى وعيسى وغيرهم من الانبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }البقرة60{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى }طه77 {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ }الشعراء45{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110
فكل هذه المعجزات وقتية لا اثر لها في زمننا الحالي وانها انقطعت بوفاة الانبياء المؤيدين بها اما القران فان الله جعله -اضافة الى معجزات الرسول الاخرى التي ايضا انتهت باستشهاده- المعجزة المستمرة التي لا انتهاء لها فهو خاطب الاجيال الغابرة ويخاطب الاجيال الحاضرة واللاحقة على حد سواء واعجازه لا زال مستمرا ولن ينتهي .
كما ان الله تعالى قد تعهد بحفظه {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9وان يد التحريف الباطلة لن تناله على العكس من الكتب السماوية الاخرى كالتوراة والانجيل فهذه الكتب طالتها ايدي الباطل وقد حرفت {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة75.
ولكن القران وان استمرت معجزته الا انه ليس الحل الكافي لتحقيق الغاية المذكورة ولا يمكن القول ان نزوله يكفي لهداية الناس ورفع الاختلاف والتناقض بين المذاهب ، والواقع الانساني الذي نعيشه الان خير مصداق لذلك ،فاذا قلنا ان القران يكفينا وان الله قد شاء ذلك فما هو سبب الاختلاف والصراع بين المذاهب الذي نلاحظه في وقتنا المعاصر وما سبق من العصور وكلنا نقرا القران ونفسره على هوانا وما نريد ؟
والاجابة على ذلك بسيطة جدا ،فالقران يتضمن الاحكام بصورة مجملة لا تفصيلية فالصلاة ورد ذكرها في القران باكثر من موضع ولكنه لم يبين شكلها وعدد ركعاتها في كل وقت وما يقرا فيها وكذلك الزكاة والحج والصيام وغيرها من العبادات التي تحتاج الى تفصيل وفيه آيات محكمات ومتشابهات ،لذلك فالإسلام يحتاج إلى مصدر آخر يبين الأمور الغامضة التي وجدت في القران ليستمر ويحقق الله تعالى الغاية من الإسلام وهي هداية جميع الناس.وهذا المصدر هو السنة النبوية التي سنتعرض لها في النقطة التالية.
· لكي تتضح الاحكام العامة والمجملة في القران الكريم ولتفسيره وبيان سبب نزول الآيات بالصورة الصحيحة التي لا غبار عليها ولا لبس فيها ولكي تتحقق الغاية من الإسلام فان الله تعالى قد جعل كل هذه الأمور على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم فهو الذي يبين التفصيل ويوضح أسباب النزول ويفسر الآيات وفق المنظور الإلهي الذي نزل بها لا حسب أهواء المفسرين وفهمهم المحدود ،فالنبي معصوم ولا ينطق عن الهوى والنجم إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} فسنة الرسول التي تشمل الأقوال والأفعال والنهي والأمر والإقرار من الله تعالى لا من الرسول صلى الله عليه واله وهذا باتفاق جميع المذاهب وبما أن القران هو كلام الله تعالى فان السنة النبوية كذلك فهي كلام الله أيضا ولكن الفرق بين القران والسنة أن القران انزل بصورة الإعجاز فكانت عباراته ولغته تتضمن الإعجاز فعباراته جاءت بصورة توقف القلوب وتبهر العقول ولكون فهم الناس وإدراكهم يختلف من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر فلكل مجتمع ثقافته الخاصة ولغته الخاصة فقد جاءت السنة النبوية لتعالج ذلك ،إذن السنة والقران شيء واحد كلها من الله تعالى ولها ذات الهدف وهو بيان الأحكام للناس والدليل على ذلك الآيات الشريفة الواردة أعلاه من سورة النجم.
اذن توصلنا الى ان القران من الله تعالى والسنة كذلك وبالتالي قد يسال سائل اذا كانت السنة النبوية تضاهي القران وانهما من مصدر واحد فهل تكفل الله تعالى بحفظ السنة كما تعهد بحفظ القران كي تتحقق الغاية من الاسلام والهدف المرسوم له ام لم يفعل ؟
ان الله سبحانه وتعالى قد حفظ السنة النبوية من الضياع كما حفظ القران الكريم وتعهد بحفظهما لانهما من الله تعالى سواء بسواء وان الله تعالى لا يسمح بضياع ما تعهد بحفظه فلو كانت السنة من الرسول صلى الله عليه واله دون الله لتنازلنا عن هذا الراي ولكننا اثبتنا من القران الكريم ان السنة من الله وليست من الرسول صلى الله عليه واله وسلم وان دور الرسول يقتصر على التبليغ فقط ..فان سال السائل عن الدليل على ذلك أي ان السنة محفوظة اما لا فالله تعالى قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 فاذا كانت السنة من الله والقران من الله فان الاية صريحة بان الله تعهد بحفظ ما هو من عنده فالمقصود بالذكر ما جاء من الله تعالى وليس القرآن فقط أي ان هذه اللفظة تشمل القرآن والسنة اما اذا كان السائل ممن لا يؤمن بان السنة مشمولة باية الحفظ المذكورة فعليه ان يقول وبصريح العبارة ان السنة ليست من الله وليست قرينة للقران فاما ان تكون من الله فيشملها الحفظ واما ان لا تكون من الله فلا يشملها الحفظ فعليه ان يختار احد الخيارين لا خيارا ثالثا ،و لايحق له ان يقول انها من الله باخبار القران الكريم ولكنها غير مشموله بالحفظ لان هذا لغو لادليل عليه والله حكيم فلو كانت كذلك فلا فائدة منها ولكان هذا ينافي الحكمة من وجودها لانها لا اهمية لها عند الله ورسوله لانها لو كانت ذات اهمية لتعهد الله بحفظها، وهذا الراي مردود لانها-أي السنة النبوية-احد الاسس التي بني عليها الاسلام فهي التي بينت الكثير من الغموض في نصوص القران الكريم من المجمل والمتشابه وبينت للناس الكثير مما لم يبينه القران الكريم فهل يعقل ان تترك سدى دون ان تحفظ وان بضياعها هدم احد الأسس التي بني عليها الإسلام ليكون دين الله إلى يوم القيامة؟؟كما ان الله تعالى إضافة إلى آية الحفظ امر المسلمين بطاعة الرسول وعدم معصيته {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }آل عمران32 فطاعة الرسول تقتضي وجود احكام علمها الله لرسوله الكريم لم ترد في القران الكريم فما مصير هذه الأحكام ان لم تحفظ؟؟
اما قولنا لمن يؤمن بان السنة ليست من الله تعالى فقد وضحنا ذلك في النقاط السابقة واوردنا الايات التي تبين ان السنة من الله عن طريق الوحي وبذلك لا حاجة لنا في التكرار ..
ولو سلمنا جدلا ان السنة لم تشمل بآية الحفظ أوليس من البديهي ان يتولى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حفظها وتدوينها ليضمن عدم ضياعها فالكتابة موجودة في ذلك العصر ،ولا يمكن القول انه اكتفى بما حفظه المسلمون منها لان الرسول صلى الله عليه واله يعلم ان المسلمين معرضون للنسيان والخطأ فكيف يترك السنة التي هي احد الأسس العظيمة في قيام الإسلام عرضة للنسيان والخطأ والضياع وقد قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فاذا كان الله تعالى امر ان يكتب الدين بكتاب اوليس الاولى ان يؤمر رسوله بكتابة السنة التي هي اهم من الدين وهل يترك شخص عادي ليس بمنزلة الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم في وقتنا الحاضر ولنقل انه احد طلاب الدراسات العليا رسالته التي يقضي مدة لا يستهان بها في جمعها دون ان يدونها ويحفظها من الضياع وهل يكتفي بان يلقيها على زملائه ويطلب منهم حفظها ويكتفي بذلك ؟؟؟ان هذا لمن الأمور والآراء الغريبة التي لا يمكن الركون اليه.فالسنة محفوظة اما من قبل الله تعالى او من قبل رسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم .
· اما الاساس الثالث والذي يمكن من خلاله الحفاظ على دين الله وجعله لجميع الناس والحفاظ على ديمومته وبقاءه بالصورة التي ارادها الله تعالى فان القيادة الواعية الحكيمة في الامور الاخرى غير التشريع والتحكيم كالدفاع والاقتصاد والسياسة ومنعا للاختلاف الذي يهدم كيان الامم فان هذه القيادة الواعية هي المطلب الثالث لدوام الامم وبقائها،وان من اعظم صفات القيادة ان تكون مسددة من قبل السماء ومؤيدة بالنصر الإلهي ،فاذا انعدمت القيادة بالمستوى المفترض فان ذلك من الاسباب التي تفني الوحدة وتزرع في خباياها الاختلاف والتنازع الذي هو الطامة الكبرى ،لذلك نجد ان الله تعالى قد فرض على المسلمين الخضوع لقيادة واحدة لا متعددة وهي المتمثلة بالشخصية الفذة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،فمن اهم مقومات الوحدة التي تعتبر العامل الأساس لقيام الامم وعلوها وجود قيادة على مستوى عال من الكمال السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والديني وهذا ما نلاحظه على الأمم في وقتنا الحاضرة فنلمس من خلال ما نراه ان للقيادات دورها الذي لا يستهان به في الحفاظ على الدول وتطورها ،ولما كان الدين الاسلامي لا يقتصر على حقبة النزول وانه دين الجميع فقد اقتضى ذلك وجود القيادة على الوجه المذكور،فالرسول ص عين قائدا لهذه الامة من قبل السماء ،ولم يكن للناس الخيرة من امرهم ،فلا يمكن للناس ان ينتخبوا نبيا لهم عن طريق الانتخابات كما عليه حال انتخاب الرئيس في الوقت الراهن بل ان النبي ص نصب نبيا من قبل الله الذي هو اعلم من جميع الناس بمصالحهم،فمن لم يكن معصوما او مسددا من قبل الله تعالى فالأخطاء تقع منه لا محالة وإن القيادة لكي تتحقق من خلالها الوحدة للامة يجب ان تكون منفردة أي واحدة لا اكثر من قيادة فوجود اكثر من قائد يؤدي الى الاختلاف لا محالة {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء 22
موارد الاختلاف
ان موارد الاختلاف التي ادت الى انشقاق الامة التي كانت خير امة اخرجت للناس مما ادى الى انهيارها وضياعها وتحولها الى احزاب وشيع متناثرة ومتنافرة هي الاختلاف في القران الكريم من ناحية اسباب النزول والتفسير وكذلك الاختلاف بين رواة السنة النبوية،فيصح القول ان اسباب الوحدة هي نفسها اسباب الاختلاف،فالقران قد جاء ليهدي الناس ويوحدهم ويامرهم بالتمسك بحبل الله تعالى وينهى المسلمين عن الفرقة والاختلاف لكي لا يضعفوا ولتمتد مسيرة الاسلام وتتحقق الغاية من التشريع ،ولكن هذه الامة انحرفت عن الطريق المرسوم من قبل الله تعالى لها وجعلت اسباب الوحدة سببا للاختلاف ،وبوجه عام يمكننا القول ان موارد الاختلاف بين المسلمين منشاها القران والسنة فلو فسر القران تفسيرا واحدا ورويت السنة عن اشخاص موثوقين بعيدين عن الميل والهوى لما اختلف اثنان من المسلمين ولما وجدت هذه المذاهب التي قطعت اوصال الامة الاسلامية وجعلت الضعف يدب في كيانها ،ولكان المسلمون في وقتنا الراهن من اقوى الامم ولكانت السيادة على العالم اجمع لها دون منازع ولو تخلى المسلمون عن الاسلام في وقتنا الراهن وتمسكوا بعروبتهم لكان خيرا لهم فعلى اقل تقدير لن يختلف اثنان من العرب على انهم عرب،وسنتعرض للموارد المذكورة اعلاه بشي من التفصيل:
· القران الكريم
ان القران الكريم الذي انزله الله تعالى على نبيه لهداية الناس واخراجهم من الظلمات الى النور وهدى ورحمة وشفاء اصبح في الوقت الحالي واعني بذلك وقت ما بعد استشهاد الرسول الكريم ص الى يومنا هذا سببا من اسباب الاختلاف والتفرقة {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل64، فكل المسلمين يتفقون على ان القران من الله تعالى وانه محفوظ من قبله وانه هدى ورحمة وشفاء وووو ولكنهم كلما قرءوا القران ازدادوا نفورا وانقسموا الى احزاب وشيع وطوائف ومذاهب يكفر بعضهم بعضا ،فاين ذهبت الهداية والرحمة والشفاء؟{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً }الإسراء41.
ولربما يسال سائل ما هو السبب في ذلك ؟ان سبب الاختلاف في القران الكريم هو اسباب نزول الايات والتفسير والتاويل ،فانك تلاحظ انه اذا حاول المسلم في وقتنا الراهن معرفة سبب نزول اية من ايات القران الكريم لاصيب بالدهشة والحيرة فيجد في كتب التفسير واسباب النزول عشرات الاراء ،فكل فقيه ياتي بتفسير يغاير غيره من الفقهاء ويجزم ان رأيه هو الصحيح وكذلك اسباب النزول لا تقل شانا عن ذلك ،فيعود هذا المسلم المسكين بخفي حنين و راسه مليء بالاراء والكلمات ولكون الانسان قاصر عن ادراك الحقيقة فهو يقع في حيرة كبيرة فبأي راي ياخذ ؟؟؟ فاذا اردنا ان نلم شعث هذه الامة وننبذ الاختلاف والخلاف وتعدد الاراء ولكي يكون القران الكريم سببا من اسباب الوحدة والتكاتف بين طوائف المسلمين فيجب علينا ان ناخذ براي واحد وتفسير واحد وسببا واحدا للنزول وهذا هو الحل المنطقي والعقلي الصحيح اما اذا بقينا على الحال التي عهدناها من كثرة الاراء والتفاسير فان ذلك لن يحل الازمة وستبقى هذه الامة مقطعة الاوصال يكفر بعضها بعضا ،فاذا لجئنا الى نظرية الوحدة واخذنا بالاسباب التي تدعو اليها فعلينا كحل من الحلول العقلية والمنطقية ان نترك جميع الاراء الا واحدا فقط نعتمد عليه في التفسير واسباب النزول ومنه نحصل على الاحكام ،وهذا الراي هو السنة الحقيقية التي صدرت عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،والا فان القول بان جميع هذه الاراء والتفاسير والاحكام صدرت عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهو قول باطل لا دليل على صحته و لايمكن القول به باي وجه من الوجوه فلا بد من وجود الراي الصحيح وهو المتمثل بالسنة النبوية الحقة وراي باطل يجب على المسلمين اجتنابه ..
· السنة النبوية
ان السنة النبوية وكما ذكرنا سلفا المصدر الثاني من مصادر التشريع في ديننا الحنيف ،وقد امر الله تعالى المسلمين بالاخذ بها لكونها من الله تعالى شانها في ذلك شان القران الكريم {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3 وان الاخذ بالسنة النبوية كطريق لحل الخلافات بين المسلمين وكحل حقيقي لتوحيد هذه الامة يقتضي بعض الامور لتتفق الكلمة ويزول الخلاف ومنها:
1. لقد علمنا ان السنة النبوية من الله تعالى وليست من الرسول على سبيل الاجتهاد او الارادة المنفردة وقد ثبت ذلك بايات من القران الكريم وان هذه السنة تتمثل بما صدر من الرسول الكريم من اقوال وافعال واوامر ونواهي واقرار على فعل معين ونحن كمسلمين ملزمون بالاخذ بالسنة النبوية الشريفة {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7 هذا هو الاصل فقول الرسول الكريم ليس من الهوى والهوى هو الميول الشخصية والارادة المنفردة المجردة عن ساحة الحق بتعبير بسيط ،وكما ذكرنا مسبقا ان الرسول الكريم كان يفسر القران الكريم ويوضح للمسلمين اسباب نزول الايات وما تتضمنه من احكام ويبين للمسلمين طريقة العبادات التي ذكرت في القران بصورة مجملة دون تفصيل وهذا المقصود من السنة اضافة الى كل حركة اداها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،واثبتنا في النقاط السابقة ان السنة من الله تعالى وان ما هو من عند الله محفوظ بقدرته تعالى فالسنة محفوظة شانها في ذلك شان القران الكريم ،ولكن المشكلة تثار حين نجد الاختلاف بين رواة السنة النبوية ،حيث نجد التناقض الشديد في الكثير من الموارد والاحكام ،فالتفاسير لاي القران الكريم اختلفت والاحكام وطرق العبادة كلها تختلف بين المذاهب الاسلامية وقد كثر الفقهاء والعلماء والاراء وانقسم المسلمون تبعا لذلك الى مذاهب شتى ،وان الفرد المسلم حينما ينوي التوجه الى الله تعالى بالصلاة ويرجو ان تقبل لديه يقع في حيرة كبيرة وهو يتسائل بينه وبين نفسه كيف اصلي ،فالمسلمون يصلون باكثر من كيفية واحدة والكل يصرح انها من السنة،فاين هي السنة الحقيقية ايها العلماء والفقهاء فالصلاة اذا اختلت في جزء من الاجزاء بطلت ولم تقبل من الله تعالى فانقذوني كيف اصلي فانا لااريد ان يؤتى بي يوم الحساب بصلاة باطلة غير مجزية ؟؟ فتاتيه الاجابة من جميع الاطراف نحن اهل السنة!!!. {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }المؤمنون53ومع ذلك لا اجابة،وهذا هو الواقع المرير الذي يعيشه المسلمون منذ اقدم العصور ،وقد يقول قائل براي جذاب ومميز فيقول ان اتباع اية طريقة مما بينه العلماء والفقهاء مجزية لدى الله تعالى وان العلماء انما هم كالادلاء الى طريق الله تعالى الذي يريد ،وان اتباع أي فقيه او عالم يكفي الانسان ،فلو شاء احدنا السفر الى احدى البلاد فان له ان يسلك اية طريق والمهم هو الوصول الى ذلك البلد وان دور العالم يشبه دور المرشد الالي او الانساني فمن المرشدين من يوصلك عن طريق البحر او البر او الجو وكل طريق من هذه الطرق له طرق اخرى فالمسافر عن طريق الجو يستطيع ان يتبع السالكين الى البلد المذكور عن طريق عدة طرق ووجهات فكل هذه الطرق توصل المسافر الى البلد الذي يروم السفر اليه والمهم هو الوصول لا نوع الطرق ،فالعالم كذلك يدلك على طريق الله تعالى وان اختلف مع غيره من العلماء واتخذ طريقا يختلف عن غيرة لانه يعلم ان ذلك يوصل الى الله ،واقول لله در القائل بهذا فاذا علم المرشد ان هذا الطريق يوصلك الى البلد الذي تروم السفر اليه لانه سلكه قبل ان يدلك عليه وهو اعلم به لانه تمرن على السير فيه وعلم خفاياه واسراره فمن من العلماء وصل الى الله تعالى والى الجنة لكي يعلم علم اليقين ان الطريق الذي يسلكه صحيح فيأمر غيره بسلوكه ؟؟؟ إن ما ينطبق على الامور الدنيوية ويصلح تفسيره على ضوء هذه الحياة المكتشفة الاسرار للناس والعلماء الدنيويين لا يمكن القياس عليه لتبرير الخلافات بين العلماء والفقهاء،فالعالم كائنا من كان لم يصل بعد الى الجنة ليجزم للناس ان طريقه يوصل الى الجنة وفيه مرضاة الله،فالعلم لله فقط بذلك ولمن اطلع على هذا العلم من قبل الله تعالى كرسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم او من ارتضى عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً{26} إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً{27}الجن ،فالمرشد في هذه الحياة يعلم بالطريق بكل شعابه واسراره ومنعطفاته لانه استطاع ان يعرفه عن طريق التجربة الشخصية اما جميع علماء هذه الامة فلا يمكن القول انهم وصلوا الى الجنة وعلموا طريقها ولم تقم القيامة بعد لكي يتمكنوا من المعرفة التامة ،اما الرواية عن رسول الله صلى الله عليه واله باعتبارها هي الطريق الى الله تعالى وان الرسول صلى الله عليه واله يعلم بطريق الله تعالى عن طريق الوحي وان الروايات الواردة عنه هي الطريق الصحيح والتي بينت العبادات الصحيحة اوالعقائد الحقة فهذا هو المطلوب ،فكل المسلمين لا اختلاف بينهم في ذلك فنحن نعلم علم اليقين ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يعلم بطريق الجنة وسبل الوصول الى رضا الله تعالى وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل 89 ومن هذه النقطة اصبح لدينا من الثوابت التي يجب الاعتقاد بها ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو الاعلم بالسنة الحقيقية والاحكام الصادرة من الله تعالى والتي يتمكن الاخذ بها من الفوز برضا الله تعالى ،ومن الواجب الاخذ بسنة الرسول الكريم كمصدر ثان من مصادر التشريع.
2. بعد ان ثبت لنا ان الرسول هو الاعلم بعد الله تعالى بالشريعة الصحيحة وهو القادر على ارشاد الناس الى الطريق الصحيح وان الاخذ بالسنة النبوية واجب على المسلمين وان عدم الاخذ بها موجب للضلالة فيبقى بطبيعة الحال ان نعرف ممن ناخذ السنة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،ومن الذي توجد لديه هذه السنة حرفيا بلا نقص او زيادة وكما صدرت عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،فاذا حصل نقص فيها او زيادة ضلت هذه الامة دون ادنى شك ،لان الاخذ بسنة باطلة عن طريق رواية موضوعة لم تصدر عن رسول الله صلى الله عليه واله يوجب عملا باطلا ايا كان من عبادات او معاملات .اذا نحن ملزمون باخذ السنة النبوية ممن هو اهل لحملها ولديه المؤهلات الكاملة لهذه المهمة وهذا الامر بديهي والدليل العقلي يكفي لذلك دون الحاجة الى روايات بهذا الشأن وقد نبه رسول الله المسلمين الى هذه النقطة وحذر من الكذب عليه وان من كذب عليه متعمدا يتبوا مقعده من النار ،وهو بذلك صلى الله عليه واله لا يضره الكذب عليه بعد وفاته فينهى عنه بل لأنه مدعاة لضلالة الامة بعده وهذا السبب في نهيه عن الكذب عليه ،اما دورنا في الوقت الراهن فيقتضي البحث عن هذه السنة الصحيحة وان نتجنب الاخذ برواية من يكذب على رسول الله صلى الله عليه واله.
المبحث :من هو المؤهل لحمل السنة النبوية
قلنا ان الاخذ بالسنة النبوية واجب على المسلمين وان السنة من الله تعالى وان طاعة الرسول واجبة على المسلمين ليصح اسلامهم وان الرسول اعلم الناس بطريق الله تعالى وان الاختلاف في العبادات والاحكام بعد استشهاد رسول الله الكريم ناشئ عن الاختلاف في رواية السنة النبوية وكتحصيل حاصل فان المذاهب الاسلامية في الوقت الراهن ليست كلها على حق بل يوجد منها ما هو باطل لا يجزي عند الله شيئا ومنها الصحيح الذي اراده الله تعالى وصدر عن رسوله الكريم وكما تقول الرواية تفترق امتي الى 73 فرقة كلها في النار الا واحدة .ومن هنا فنحن ملزمون للبحث والتفتيش عن هذه الفرقة الناجية ولا عذر لنا في اهمال ذلك والاكتفاء بما لدينا ،فالايام تمر بسرعة وينقضي عمر الانسان ولا فائدة في اكتشاف هذه الفرقة بعد الموت {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }المؤمنون99







 
قديم 15-02-13, 10:54 PM   رقم المشاركة : 16
جيراكو
موقوف






جيراكو غير متصل

جيراكو is on a distinguished road


الان انا جاهز انشاء الله لمناظرتكم بعد ان نحدد الموضوع وننطلق وليكن القصد من وراء ذلك رضا الله وهداية الناس فالسب والشتم لا ياتي بنتيجة ايها القوم بل الكلمة الطيبة الحسنة والبرهان هو الكفيل بالوصول الى الحق انشاء الله .
فتفضلوا بنقطة بحث معينه وانا بانتظاركم بشرط ان لا نخرج من هذه النقطة حتى نصل الى اتفاق او ننهيها كما بداناها
والحمد لله رب العالمين







 
قديم 15-02-13, 10:55 PM   رقم المشاركة : 17
شمري طي
عضو ماسي







شمري طي غير متصل

شمري طي is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيراكو مشاهدة المشاركة
  
صدق من قال ان الغباء موهبة ...

100 % لا جديد
ونعرف
ماذا تريد ان تقول مسبقاً يا غبي

ولكنك معذور هيا يا جيراكو
" نفس عن نفسك الآن بأسلوبك المعهود "








اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيراكو مشاهدة المشاركة
   انتظر الاجابة


مسمسار حجا في كل رد وفي كل موضوع .





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيراكو مشاهدة المشاركة
   الذي وصفه الامام الباقر بوصف مناسب جدا جدا وساثبت ذلك له

بل وصفكم أنتم وصفاً مناسب دقيق يا مدلس كتب شيوخك وأقوالهم .





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيراكو مشاهدة المشاركة
   بلورة

نعم بلورة

ولكنها بلورة
أقوال الشيوخ



المجلسي يقول : [[[[ أي غير الإثنى عشري أو السني أو النعادي لأهل البيت ]]]

فجأة يأتي المبلور و يبلور قول المجلسي [ إلى
]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [B 
   هاشم المرقال[/B];1439742]
اي غير الاثني عشري او الناصب اوالمعادي لاهل البيت









اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيراكو مشاهدة المشاركة
   سبحان الله وافق شن طبقة


الغبي جيراكو صاحب المسمار الشهير
يضرب الأمثال لنفسه . هل رأيتم غباء مثل هذا !!









التوقيع :
الــــــــــرفــــــضُ داءٌ بأمتنا أعراضهُ الجهلُ والتكفيرُ = دوائهُ قرآننا وصحيح سنتنآ والعقل بلسمهُ مع التفكيرُ
من مواضيعي في المنتدى
»» ايش هذا !!
»» من الذي قام بالإفتراء على الأئمة ؟
»» الصرخي يستصرخكم . فأين أنتم !!!
»» بعد اللعن مـاذا عن الطعن !!
»» ادفنوه تحت أقدامكم
 
قديم 15-02-13, 11:02 PM   رقم المشاركة : 18
محب آل البيت الاشراف
عضو ذهبي






محب آل البيت الاشراف غير متصل

محب آل البيت الاشراف is on a distinguished road


يا جيراكو لماذا كل هذا النسخ واللصق يا احمق واسلوبك يعطينا دليل على انك لست أهلا للمناظرة وإن ناظرت اصغر طالب علم فينا فسوف تسقط بسرعة إن شاء الله






 
قديم 15-02-13, 11:05 PM   رقم المشاركة : 19
شمري طي
عضو ماسي







شمري طي غير متصل

شمري طي is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيراكو مشاهدة المشاركة
  
اتعلم من الحمقى الذين يقصدهم الامام الباقر صلوات الله عليه وعلى اباءه ..انهم الذين يدعون انهم اهل السنة الان والذين كانوا آنذاك شيعة للباقر عليه السلام ..لانك ربما لا تعلم ان اصطلاح الشيعة سابقا لم يكن القصد منه نحن الان ..بل هم الانصار فالشيعة هم الانصار وليسوا من هم على مذهب اهل البيت ..فلم يكن هنالك شيعة بالمعنى المعروف حاليا بل كان عددهم جدا قليل يعد باصابع اليد اما انصار الباقر وشيعته في السابق فقد كانوا هم من يطلقون على انفسهم اهل السنة وهم بعيدون عنها
فهل عرفت من الحمقى المقصودين بقول الامام الباقر...لا اعتقد انك ستفهم ذلك فهو كثير على عقلك


حسناً حسناً نفس عن نفسك
وما تم صفعك به سابقاً لن يعاد ولن يتغير
مهما أقمحت به كلامك الإنشائي ومساميرك المتعفنه :-


@ فنظر ( ع ) الى غنيمات ترعى فقال :
لو كان لنا من الشيعة من يوافقنا في القلب واللسان على أمر
الخروج بعدد هذه الأغنام لخرج القائم منا .
" قال الراوي فعددتها فإذا مجموعها ( 17 ) شاة " فقط
وصاحب الكتاب تعرفه أنت جيداً و قال بالمقدمة ( وما صح من كتب الناقلين )

@ قال جابر : فقلت : يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة .

@ قوله : ( إن الله غضب على الشيعة )
لكثرة مخالفتهم وقلة إطاعتهم وعدم نصرتهم للإمام الحق .


@ والغرض منه أن للجهاد شرائط ، منها القدرة والأتباع
وإذا كان لنا أتباع يوفون بعهدهم فحينئذ نجاهد
ولم يحصل للأئمة صلوات الله عليهم أمثال
هذه الأتباع.


@ لم يكن أكثر أصحاب الأئمة قابلين لحفظ الأسرار .

@ قوله ( شبه المغضب ) لعل سبب غضبه عدم وجدانه من أصحابه من يصلح أن يكون محلاً لأسراره وقابلاً لإظهارها عليه .

@ ( قال مؤلف هذا الكتاب )
وقد دخل إليه قوم من الشيعة يسألونه عن السواد
ولم يثق إليهم في كتمان السر فاتقاهم فيه .







التوقيع :
الــــــــــرفــــــضُ داءٌ بأمتنا أعراضهُ الجهلُ والتكفيرُ = دوائهُ قرآننا وصحيح سنتنآ والعقل بلسمهُ مع التفكيرُ
من مواضيعي في المنتدى
»» غواصة ( عجل )
»» بجرة قلم - كتاب كامل - أصبح صحيح !!
»» النبي لا يعلم ما حل بالمعصوم والمعصوم ينسى .
»» عـج كوكتيل من الأنبياء و أولو العزم ولكنه !!
»» رافضة العصر الحديث الأسوء على الإطلاق
 
قديم 15-02-13, 11:14 PM   رقم المشاركة : 20
شمري طي
عضو ماسي







شمري طي غير متصل

شمري طي is on a distinguished road


وبدأت حفلة النسخ واللصق






التوقيع :
الــــــــــرفــــــضُ داءٌ بأمتنا أعراضهُ الجهلُ والتكفيرُ = دوائهُ قرآننا وصحيح سنتنآ والعقل بلسمهُ مع التفكيرُ
من مواضيعي في المنتدى
»» مالذي تحمله - ابن نرجس - ؟
»» الميلاني والتحريف
»» خـلـيـط من ( كلام ) أصحاب الغفلة والأوهام .
»» شيخ المحدثين : قربوا مربط الوسادة مني .
»» أربعة أبناء فقط وكادت تطير الإمامة .
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "