( هل الإنسان مُخيِّر أم مُسيِّر )

[أبو زرعة الرازي]

الإنسان مختار.
ومشيئة الله تعالى فوق مشيئته.
فليس يقع شيء في الكون إلا بعلمه تعالى ومشيئته.
ولو شاء أن لا تفعل شيئا ما فعلت.
فاختيار العبد واقع تحت علم الله ومشئته، فالله تعالى شاء أن تختار وشاء أن تعمل فالفعل مخلوق لله والعبد أراد الفعل.

[هادم لذات المجوس]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي     الإنسان مختار. ومشيئة الله تعالى فوق مشيئته. فليس يقع شيء في الكون إلا بعلمه تعالى ومشيئته. ولو شاء أن لا تفعل شيئا ما فعلت. فاختيار العبد واقع تحت علم الله ومشئته، فالله تعالى شاء أن تختار وشاء أن تعمل فالفعل مخلوق لله والعبد أراد الفعل.

لذلك سالتك زميلي كاتب الموضوع هل تعتقد جازما ان الله عدل مطلق
وبالتالي ارادته ومشيئته مطلقة العدالة
وعلية فان اختيارك الواقع تحت مشيئته المطلقة يتحقق فيها الجزاء العدل من الله
الذي اقررت انه عدل وليس بظلام للعبيد

[سمدان]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادم لذات المجوس     لذلك سالتك زميلي كاتب الموضوع هل تعتقد جازما ان الله عدل مطلق وبالتالي ارادته ومشيئته مطلقة العدالة وعلية فان اختيارك الواقع تحت مشيئته المطلقة يتحقق فيها الجزاء العدل من الله الذي اقررت انه عدل وليس بظلام للعبيد

أخي الحبيب أنا لا أتحدث هنا عن عدل الله ورحمته بل أتحدث عن الإنسان ومشيئته ،
الله عدل ولا أشك في ذلك ولا اعتقد إلا بذلك ،
ولكنني أسأل كيف نوفق بين مشيئته ومشيئتنا كيف نفهم أنه لاتدخل منه فيما نفعله وبين أننا لانفعل شيئا ً إلا بمشيئته ؟
هل مشيئته هي ذلك الغلاف الذي يكتنف ويحتوي مشيئتنا فنقول مثلا ً يد الله فوق أيدينا==== مشيئة الله فوق مشيئتنا؟ علمه فوق علمنا ؟
هل هي هكذا أم تختلف ؟
إن كان كذلك فإلى هنا ينتهي الجزء الأول من الحوار وأما إن كان غيرذلك فهلم هات ماعندك بورك فيك وعليك ...
ملحوظة بسيطة على عبارة زميلي ؟
لماذا التوجف والخوف من نعتي بالأخ ؟
هل تعتقدون أنني كافر لاسمح الله ؟
___________________
أعود للموضوع من نافذة أخرى:
إن الله لا يهدي القوم الظالمين
إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِيمَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ))[
إن الله لايهدي القوم الفاسقين
إن كان هولاء لايهديهم الله فمن يهدي إذا ً؟
هل يهدي المهتدين ؟
سوأل يضع نفسه وبقوة مستطردا ماطرحناها آنفا ً
إذا كانت مشيئة الإنسان الظالم حرة فإنه إما أن يؤمن وإما أن يكفر ولكن الله هنا وبحسب فهمنا القاصر قال أنه لن يهديه وبهذه (اللن) أنتهى دور مشيئته حيث أنه مهما عمل فلن يهديه الله فهل من مفسر لي كيف التوفيق بين كل هذه الإشكالات الحاصلة من فهمنا القاصر ؟هل نستطيع أن نقول أنهم حين أخذوا بحريتهم وإرادتهم ضلوا فظلموا أنفسهم فكان أن قال لهم أنه لن يهديهم لأنهم خلعوا أنفسهم من إرادته ومشيئته وتحرروا وفعلوا مايشاؤن؟
محور آخر :::
هب أني قلت لك هذه دار فيها خمس غرف أسكن في أيٍ منها ماعدا هذه الغرفة فهي محرمة عليك وإن فعلت فسأعاقبك ثم وضعت لك مفتاحها على الباب أي يسرت لك الدخول وابتليتك بها ثم قمت أنت وبمحض حريتك وإرادتك وتحت مراقبة مني عبر كاميرة مراقبة سرية بفتحها ودخولها وعلى هذا استحقيت عقوبتي ونالك جزائي .... فهل هذا يُعد حرية اختيار ؟
أم إلزام في محل حرية اختيار؟
أي أن حريتي التي نلتها لو قمت ُ بممارستها كما أشاء و أريد فسأقع في المحضور وسأخسر الآخرة وستنالني العقوبة الشديدة ولذا توجب علي أن لا أفعل إلا ما أنا مأمور به فحسب وهو الإختيار الإلهي لي ولاشك أنه الإختيار الحق ، ولكن السوأل القادم هنا هو هل الإنسان وبناءً على هذا لاخيار له إلا ماأختاره الله له وهو بالطبع الخيار الأفضل ؟
أي إنني إن حاولت أن أكون حرا ً في فعلي فإن النتيجة هي العقوبة وبالتالي لاخيار لي ولا حرية ولأرضى إلا فيما شاء الله لي من خير،
فهل تقريري هذا صحيح ياقوم أم خطاء ؟صوبوني إن كنت مخطئيا ً .
نقطة أخيرة أضيفها وهي أنه يوجد خيار ثالث يضاف إلى الإختيارين السابقين وهو وسط بينهما ؟؟؟فكما أن الإنسان يختار الكفر والإيمان وهما أختياريان يتعلق بحرية الإنسان وفي الجانب الآخرأنه خلق على هئيته ولأمه وأبية ومجتمعه وأسود أو أبيض كل هذا ليس له فيه خيار هنالك أمر بينهما كأن أبحث عن الرزق مثلاً أو أطلب العلم في مكان ما وهذا أمر إختياري لا شك ولكن الله يعينني ويوفقني لما أقدمت عليه ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ...)من سَلَكَ طريقاً يلتمس فيه عِلْمَاً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة ،
إذا هنا المشئيتان والخياران أتفقا فلولا إختياري وتوكلي وعزمي لما وفقني الله وهذا نستطيع أن نسميه الإختيار المسير أو التسيير المخير ...
والآن أريد تصويبكم إن كان لديكم ماتضيفوه أو تعارضوه وشكرا لله ثم لكم .

[مهذب]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمدان     أعود للموضوع من نافذة أخرى: إن الله لا يهدي القوم الظالمين إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِيمَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ))[ إن الله لايهدي القوم الفاسقين إن كان هولاء لايهديهم الله فمن يهدي إذا ً؟ هل يهدي المهتدين ؟

قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾ )
﴿الأنفال﴾

وقال تعالى :
( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٣٥﴾ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٦﴾ )
﴿النحل﴾

وقال تعالى :
( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿١٤٨﴾ قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٤٩﴾ )
﴿الأنعام﴾

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمدان     وتوكلي وعزمي لما وفقني الله وهذا نستطيع أن نسميه الإختيار المسير أو التسيير المخير ...

اللفظ الصحيح ميسَّر وليس مسير .. !

كنا في جنازة في البقيع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فجلس وجلسنا معه ومعه عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه إلى السماء فقال ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مدخلها فقال القوم يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا فمن كان من أهل السعادة فهو يعمل للسعادة ومن كان من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء قال بل اعملوا فكل ميسر أما من كان من أهل السعادة فإنه ميسر لعمل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فإنه ميسر لعمل الشقاء ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3344
خلاصة حكم المحدث: صحيح

أما الأمثلة التي ضربتها فأنت تتحدث عن حرية الإنسان في أن يشرِّع وأن يكون له الحكم وليس لله ، وهذا طبعاً ليس من حقه .

ولكن للإنسان اختيار في أن يطيع أو يعصي حكم الله تعالى ، وعليه أن يتحمل نتائج اختياره .

[سمدان]

الأخ مهذب جعلك الله أسما ً على مسمى ،آمين .
أنت تقول :
(((

أما الأمثلة التي ضربتها فأنت تتحدث عن حرية الإنسان في أن يشرِّع وأن يكون له الحكم وليس لله ، وهذا طبعاً ليس من حقه .

ولكن للإنسان اختيار في أن يطيع أو يعصي حكم الله تعالى ، وعليه أن يتحمل نتائج اختياره .
رغم أنك أقتربت كثيرا مما أريد أن أصل إليه إلا أنني لاأقصد التشريع ،بل أنا أحدد موضوعي في مسألة أن تكون مُخيّرا في أن تؤمن أو أن تكفر
فإذا أمنت فهذا مراد الله في أنه خلقك لذلك
وإن كفرت فأنت إلى النار لاشك في ذلك
هنا تبرز لنا فكرة وهي
أن الحرية لها شقين
شق يوصلك إلى رضى الله وذلك حين تتبع ماأمرك به وتنزع عنك حرية المحاولة بالخروج عن مشيئته التي خلقك لأجلها .وماخلقت الجن والأنس إلا ليعبدون )
والشق الآخر هو في أن تكفر وهو ضد الفطرة التي ولدت عليها وهي الهداية والطاعة
ولكنها ليست حرية بمفهومها المطلق الذي يكون فيه المرء حراً في دنياه وأخرته بل نسميها حرية إبتلاء
لأنك لولم تفعل ماأمرك الله به (وهوالإستسلام لله في ترك حريتك المتأبية لمراد الله )فإنك ستقع في أسر حريتك التي ستلقي بك إلى جهنم وبئس المصير ،
إذا لاحرية ولاإختيار للإنسان إن كان يريد النجاة
ولو تمسك بحريته وإختياره فإنه إلى النيران .
أخلع حريتك وألبس عبوديتك تدخل الجنة
تمرد على أوامر ربك وأختار ماشئت تدخل النار.
هل وصلت فكرتي الآن ؟
أرجو ذلك ...شكرا على كرمك في المرور لمتصفحي .

[مهذب]

بإمكانك الإطلاع على هذا الموضوع للفائدة وللتفريق بين الإرادة الكونية والشرعية :

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=107764

وعموماً الكلام في القدر خطير وتسبب في ضلال كثير من الناس فيجب الحذر .

[سمدان]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهذب     بإمكانك الإطلاع على هذا الموضوع للفائدة وللتفريق بين الإرادة الكونية والشرعية : http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=107764 وعموماً الكلام في القدر خطير وتسبب في ضلال كثير من الناس فيجب الحذر .

جزيت خيرا أخي مهذب على ماقدمت ’
أنا أعلم أن الحديث عن القدر والخوض فيه مسألة شائكة ومسلكها خطر ولكني ولله الحمد والمنة لست ممن يشك في رحمة الله وعدله ومابحثي هنا إلا ليطمئن قلبي بأمور رغبت في الإفصاح عنها مستدلا ً عليها من كتاب الله ،
فأنا كنت ولازلت من المتابعين لدروس الشيخ الشعراوي يرحمه الله الذي ولأول مرة سمعت منه عبارة (الإرادة الكونية والإرادة الشرعية )وهذا في المجمل لاجدال فيه ولكننا نجد مثلا ً آيات تقول :
ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون
وقال أيضا ً:
الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد )
وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا واذا ذكرت ربك في القران وحده ولوا على ادبارهم نفورا ))
وقال أيضاً:
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم
وقال أيضاً:
وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ( 88 ) قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون )
_____________
في هذه الآيات وللوهلة الأولى يتبين لنا من ظاهرها أن الله طمس على قلوب الكافرين وختم عليها وأعمى أبصارهم وأصم أسماعهم ،والسؤال لماذا فعل هذا وهو الذي بعث إليهم رسولا منهم ليهديهم إلى الحق والصراط المستقيم ؟
وكان الأولى أن يهديهم أو يتركهم دون أن يفعل بهم مافعل ثم يوم القيامة يعذبهم على عدم إتباعهم للحق ....
لكنني فهمت منها أنه حين علم غيبهم وأنهم كافرون ولارجاء فيهم زادهم على ماهم عليه من غي ، فتحداني السوأل وقال : أفلا كان تركهم على ماهم عليه حتى يروا الحق يوم الدين وأنهم ضلوا ؟
فحين ختم وطمس على قلوبهم وهو التدخل المباشر منه أضلهم فوق ماهم ضالين فلامجال ولا أمل في إيمانهم ....
صدقوني الأمر يحتاج إلى فهم أعمق وأوسع وأشمل وكذلك يحتاج لمعرفة مامدى الحرية التي أعطيت للإنسان لينسلخ عن عبودية ربه وبالتالي عن مشيئته التي أرادها له فكان كإبليس عصى أمر ربه بمحض إرادته ..
أرجو الإفاضة في ماطرحت وشكرا لله على أن جمعنا على تدبر آياته ومحاولة فهمها الفهم الذي يريد ربي ويشاء .

[سمدان]

كلمة أختم بها هذا التساؤل :
إن ممارسة الإنسان لحريته التي لاتتماشى وهدى الله هي كالشجرة التي نهى الله آدم أن يقترب منها رغم خلقه لها في الجنة فقال له كُلّ مما شئت من الجنة ولاتقرب هذه الشجرة ، والجنة كهدى الله الذي يجب أن ينعم به الإنسان ومن فضله ورحمته نهاه عن شجرة الحرية التي قذفت به خارج الجنة فشقى وأشقى، والحرية لاتعني بالضرورة فعل ماأريد بل مخالفة مايريده الله وتمردا ً عليه ولكن في صورة حرية إختيار ...

[رهين الفكر]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمدان     بسم الله الرحمن الرحيم سوأل للجميع هل الإنسان في هذه الأرض مُسيِّر أم مُخيِّر مع ذكر الدليل الواضح _________________ ماأعنيه مما قلته هو : هل هو حر طليق يفعل مايشاء وكيف يشاء ومتى يشاء ؟ أم هنالك قيود تكبله وتوثق حريته ولوازم تلزمه السير على نهج واحد وإلا فله الويل إن خالف ؟ أظن سوألي جدا وضح بعد الشرح . أرجو الإجابة فضلا ً لا أمرا ً . أخوكم سمدان .

هل هناك قيود تكبله وله الويل إن خالف ،،، فنعم ،،، ولكن في نظري ان المسألة ليست هنا ،،، ذلك ان آدم حمل الأمانة ،،، بطوعه وإختياره ،،، فلهذا كان الإبتلاء والإختبار للبشر ،،، لقد حملنا الأمانة وانتهى الأمر

الإنسان ليس مسيّر كامل ولا مخيّر كامل ،،، وهذا امر مشاهد معلوم ،، والبحث فيها فيه نظر ذلك انها باب واسع ولا يخرج المرء بحصيلة مهمة ،،، ولكنه وحيث ان هذه التساؤلات حصلت فلعله من المناسب طرح بعض النقاط لعلّها تجيب على بعض الأسئلة

فليس للمرء ان يفعل ما يشاء ،،، فمثلا انا اريد ان احفر بئر ولكن القوانين لا تسمح لي ،،، ومثلا انا اريد ان احفر بئر لأحصل على ماء صالح للزراعة ،،، فحتى لو سمحت لي القوانين فإن الماء الذي يخرج من البئر ليس شرطا ان يكون صالح للزراعة ،،، ومثلا انا اريد ان اخرج من الدمام بالسيارة إلى مكة واريد ان اصل خلال ساعة واحدة فقط ،،، فهذا غير ممكن

وفي نفس الوقت فأنا حر ان اسكن في هذه المدينة او في تلك المدينة ،،، او ان اشتري تلك السيارة او تلك السيارة ،،، وانا حر في ان اسكن في شقة صغيرة او في شقة كبيرة ،، وانا حر في ان اخطب تلك الفتاة او تلك الفتاة وكذلك الفتاة فهي حرة على ان توافق على هذا الشاب او ذاك الشاب

لنضع تقسيمات

ولكن قبل هذا يجب ان ندرك ان عدم توضيح ما تسأل انت عنه من قبل دين الإسلام يجعله من الأمور الثانوية بالنسبة للدين ،، إذ لو كان مهما وينبني عليه عقائد لبيّنه الإسلام

ولا شك انك تسأل للاستفهام وليس لتحقيق امر

ماهي التقسيمات في قضية "المسيّر" و "المخيّر"

هناك شيء نعرف ان الإنسان مسيّر فيه قطعا ،،، كزمن ولادته ،،، وطوله وصفاته الجسدية من قوة ومن ضعف ومن ذكاء ومن حكمة ،،، فهذه ليس لأحد ان يبدل من تركيبة جسده ومن مجال قدراته (طبعا في نطاق معقول فمثلا لو ان رجلا آتاه الله قوة محددة ثم هو مارس التمرينات الرياضية لإزدادت قوته وهذا لا يعتبر انه زاد من قوته ولكنه يضل في مجال القوة التي اعطاه الله اياها)

وهناك شيء نعرف ان الإنسان مخيّر فيه قطعا ،، كالإيمان او الكفر ،،، فهذين امرين يحاسب عليهما العبد ،،، ولا يمكن ان يحاسب عليهما وهو مجبر او مسير فيهما ،،، ونرى ان كل قوى الأرض لا يمكن ان تجبر إنسان على ان ينتحل الإيمان او الكفر ،،، ذلك لأنه شيء لا يمكن للقوى البشرية ان تنال منه

وهناك امور اخرى بينهما ،،، كمحل الإقامة ،،، ففلان مثلا ولد في المكسيك وهذا امر هو مجبر فيه وليس مخيّر ،،، ولكنه احب ان يقيم في الصين او في المانيا ،،، او انه مثلا يقيم في مدينة بدلا من مدينة

وايضا فهو من الممكن ان يتعلم طب او ان يتعلم هندسة ،،، او ان يعمل في شركة إن تيسر له او ان يصبح يجنح للسرقة والأعمال الأجرامية

فهذه امور يمكن للمرء الأختيار ولكن ضمن نطاق وان هذا النطاق قد يتسع فيكون له فيها خيارات يستطيع ان يكون حرا فيما يختار ،،، او ان يضيق هذا النطاق فيشكل مسارا ضيقا محدد ويصبح كأنه مجبر جبرا

وقد تأتي على المرء ظروف تجبره على سلوك محدد او إتخاذ منهج محدد ،، كسلوك طريق الجريمة ،، جائع وسرق رغيف خبز ،، لكنه ليس مجبر على الإستمرار فيها ،،، او ليس مجبر على التمادي فيها

المهم ان هناك امور المرء فيها يملك كامل الحرية ،، كالإعتقاد مثلا فلا احد من البشر يستطيع ان يجبره على ان يؤمن بهذا الدين او ذلك ،،، وهناك امور هو مجبر فيها جبرا لا إختيار له فيها ابدا ،، كزمن مولده وكجنسية ابويه ولون شعره ،، وهناك امور بين بين ربما تتسع حتى يصبح فيها مخيرا وربما تضيق حتى يصبح فيها مسيرا

نسأل الله لنا ولك الهداية

[ash3ri]

متابع فقط..