العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع باقي الفرق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-10, 09:33 PM   رقم المشاركة : 1
صالح عبد الله التميمي
عضو ذهبي






صالح عبد الله التميمي غير متصل

صالح عبد الله التميمي is on a distinguished road


المستشرق ( جويل ريتشاردسون ) الذي يهيىء الروم لمبايعة المسيح الدجال



جويل ريتشاردسون المستشرق الذي يهيئ الروم لمبايعة المسيح الدجال


كما تبدأ تباشير الصباح بتزايد صياح الديكة، بدأ المبشرون يتدافعون بحماسة يهيئون الروم لاستقبال المسيح الدجال، والمبالغة في نصرته، ومن أكثر هؤلاء حماسة وأشدهم خطرًا المستشرق (جويل ريتشاردسون)، ليس لأنه يبشر بالمسيح الدجال فقط ويتزعم نصرته، بل لأنه يزعم أن المسلمين سيتبعون المسيح الدجال. تقارب الزمان، تطاول البنيان، تتابعت علامات الساعة، وبدأت تتسارع الخطوات، وبدأ (جويل ريتشاردسون) يدعو للمسيح الدجال جهارًا نهارًا بحماسة وقوة، اللهم سلم سلم، اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المسيح الدجال.

هو مسيحي، بروتستانتي، درس الإسلام في أثناء ممارساته الطويلة للحوارات الدينية المشتركة، ويجادل ليشكك في الإسلام، حتى صار أكثرَ المستشرقين ضجيجًا، وبريقًا، واستفزازًا، فهو مجادل محترف، يدلس في الأدلة، ويلوي الحقائق لتستجيب لرؤيته المزيفة، ويثرثر حولها.

وهو يحرص في مؤتمراته ذات الأهمية الكبيرة على أن يأتي ببعض المرتدين عن الإسلام، ثم يجادله، ويصول صائحًا بعباراته التي لا يمل من ترديدها، والمرتد الذي يجادله إما ساكت وإما مستجيب، فيقتنع الحضور بأن انفعالاته حقيقية مثمرة، وفي النهاية يعلن أن خصمه ارتد عن الإسلام، واقتنع بوجهة نظره، فيزعم أنه ارتد بسبب قوة حججه، وقد حدث هذا مع (مارك شعيبات) المرتد الفلسطيني، و(سوزان كرمب) المرتدة، وكافأ كلَّ مرتد بأن يشاركه في تأليف كتاب.

سيرته الذاتية:
في الحقيقة أعياني البحث حول سيرته، و(جويل ريتشاردسون)[1] هذا ليس اسمه الحقيقي، بل هو اسمه الأدبي الذي يستعمله بعد أن احترف الحوار الديني المشترك مع المسلمين، إذ مارسه منذ سنوات طويلة ولا يزال يمارسه، ويزعم أن السبب في استخدام الاسم الأدبي هو تهديدات الموت، لا سيما بعد أن استطاع أن يحول بعض المسلمين إلى المسيحية، والحقيقة أنه يصر على هذا حتى يجذب كثيرًا من الجماهير، ويؤكد جدية محاضراته، وأهميته، بالرغم من أن الاسم الأدبي في الثقافة الغربية أمر معروف وتقليد عريق يحرص عليه الكتاب، فـ(روجر زيلازني) الروائي الأمريكي مثلا اسمه الأدبي (هاريسن دنمارك)، بل هناك من له أكثر من اسم أدبي مثل (د. باربرا ميتز)، التي تكتب تحت الاسم الأدبي (باربارا بيترز)، و(باربارا مايكلز)، ولم يدع أحد منهم أنه يستعمل الاسم الأدبي خشية التهديدات الإسلامية المزعومة.

(جويل ريتشاردسون) بدأ حياته رسامَ بورتريه portrait painter، وهو مهتم بدمج الأفكار بالتقنية منذ طفولته المبكرة، وتقدم للانضمام إلى صفوف النخبة على أنه محترف سياحة بنظام الدوام الكامل full-time Touring Professional.

الإسلام:
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 19].

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

قال تعالى: ﴿ … وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

سبحان الله ينطبق عليه قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [يونس: 15].

قال تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].

ليس من اليسير أن نذكرَ كلَّ ما يُردِّدُه ريتشاردسون عن الإسلام في مقالة موجزة؛ لأن مقالاته تتآزر لتكون في مجموعها سدًّا أمام انتشار الإسلام، وكتبه تعد حملات متواصلة للنيل من الإسلام، فقد كتب مئات المقالات تسيل كلُّها حقدًا وكراهية، وإذا كان دانيال بايبس يطالب بمنع الإسلام، وكرامر يطالب بحجب الإسلام، فإن هذا المستشرق يتفق مع تيري جونز؛ إذ يقول[2]: إن الإسلام من الشيطان، ويشاركه بحماسة واندفاع.

فرية لم يتجرأ مستشرقٌ من قبل أن يقولها، إذ زعمت اليهود أن الله فقير، ويزعم ريتشاردسون أن الله -إله المسلمين- شيطان!!، أستغفر الله العظيم، وفي مقالات كثيرة تعرّض لله بما لا يليق، تعالى الله عما يصفون علوًّا كبيرًا، يقول: إذا كان الإسلام يمثل الدين الحقيقي الرائع، فليس من الضروري أن يلجأ إلى الجهاد والقوة وإراقة الدماء لينتشر بين البشرية، بل إذا أراد الله حقًّا أن ينشر الإسلام، فلماذا لا يسبب الأسباب لنشر الإسلام من خلال الوسائل السلمية؟ أو هل هو -تعالى الله عما يصف!- عاجز أن يعمل ذلك بنفسه؟ فإذا كان كذلك فنحن لا نرى اختلافًا بين الله والشيطان!!

قال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120].

واتهم المسلمين المعروفين في الغرب بحسن سيرتهم وسريرتهم، بأنهم يتقنون استخدام مذهب الكتمان Kithman أو التقية Taqiyya، حقًّا ليس هناك رضى علينا مهما كان يؤكد حسن النية.

وللأمانة فقد كتب ريتشاردسون مقالاً بعنوان جيّد ذكر فيه: لماذا ينبغي للمسيحيين ألا يدعموا تيري جونز في حرق نسخ من القرآن، لكنه ناقض نفسه في المقال نفسه؛ إذ هاجم القرآن هجومًا عنيفًا، قال ريتشاردسون[3]: إنني أتفق مع القس تيري جونز بالكامل بخصوص عنوان كتابه، الإسلام من الشيطان، وهذا بديهي، ليس فيه شك، أو محل سؤال.

يجب أن نتوقف طويلاً عند شبهته التي كثيرًا ما يرددها!! أستغفر الله العظيم، يزعم أن الله -إله المسلمين- شيطان!!، وقد أمرنا الله بالاستعاذة من الشيطان الرجيم:
قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200].

قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 98-100].

وآيات أخرى تنهى عن اتباع خطواته، منها:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168].

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208].

قال تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175].

الرد على فريته الثانية:
قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33].

يقول غوستاف لوبون في كتابه تمدن العرب: "لم ترزق الأرض بفاتحين أكثر رحمة بالمقهورين من العرب المسلمين"، وقال المؤرخ الفرنسي سيدو: "لقد نشر العرب العلم والمدنية حيث وطئت أقدامهم".

فهل يصح أن يصف ريتشاردسون هذه الفتوحات، التي كانت خيرًا وبركة على الشعوب، بأنها إراقة دماء لنشر الإسلام!

يزعم أن الإسلام يلجأ إلى الجهاد والقوة وإراقة الدماء ليزداد انتشاره بين البشرية، ونرد عليه بأدلة غربية:
قدمت مجلة Reader's Digest إحصائيات عن زيادة النسبة المئوية في الأديان الرئيسية العالمية في نصف قرن من 1934 إلى 1984، وقد تبوأ الإسلام قمة الإحصائية بغير منافسة، إذ زاد انتشاره بنسبة 235%.

هل للمسلمين الآن سيف وراء انتشار الإسلام؟! جاء انتشار المسيحية -برغم كثافة حملات التبشير المنظمة والضاغطة- بنسبة 47%.

وبعض الصحف[4] تؤكد أن الإسلام هو الدين الأسرع انتشارًا في العالم، وفي الغرب، وفي الولايات المتحدة، على الرغم من انحطاط المسلمين العلمي وتخلفهم الثقافي، وصاروا محل سخرية، وبرغم الرسوم المسيئة، لا يزال يواصل انتشاره بدفع ذاتي لا يحده أو يوقفه شيء، ﴿ ... لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ... ﴾ [التوبة: 33].


نبي الرحمة:
قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

يصرخ باستفزاز وبأسلوب جائر مكشوف، يتهم فيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، الرحمة المهداة، بالدموية؛ يقول جويل ريتشاردسون: إذا كان الإسلام صادقًا ودينًا طبيعيًّا جذابًا إلى البشرية، فكيف نَجِد مثل هذا النداء المختلف بشكل جذري لقبول الإسلام؟

ويستشهد بقوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

ومع الأسف الشديد لم يقرأ ريتشاردسون القرآن بالرغم مما يزعمه أنه متعمق فيه، ففي القرآن كَفّ، وإخراج!!

كف يتجاهله ورد ذكره في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الفتح: 24]، وفيه إخراج لعله يتنكر له، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].

لم يكتب القتال على المسلمين فقط، بل كتب على الأمم السابقة، وقد سجل القرآن ما دار بين موسى عليه السلام، وصفوة قومه؛ قال تعالى: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 21-26].

تذكر هذا، وتتناسى أن القتال مكتوب على المسيح عليه السلام بعد عودته، إذ يقوم بقتل المسيح الدجال، ولا يوجد في المسيحية قتال، لكن التاريخ يؤكد بشاعة القتال الذي استعمله الاستعمار ليجبر السكان المحليين على اعتناق المسيحية كرهًا، ومحاكم التفتيش التي ليس لها في التاريخ مثيل لا تزال شاهد عيان!.


في كتابه مقدمة لدراسة علم الآخرة في الإسلام[5] الطبيعة السيئة لوحي محمد.
يزعم أن طبيعة الوحي سيئة؛ لأنها لا تتفق مع ما جبلت عليه النفوس التي امتلأت بالعنصرية والشهوات، وقد سبقه إلى هذه الفرية كفار قريش، وسجلها الوحي في قرآن يتلى إلى يوم الدين؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [يونس: 15].

يقول برنارد شو[6]: إنني أعتقد أن قيادة العالم الحديث سوف تنجح في حل مشاكلها بطريقة تجلب السلام والسعادة لو اتبعت أسلوب هذا الرجل المطلوب بشدة عالميا (يقصد محمدًا صلى الله عليه وسلم).

إنه الرجل الأكثر روعةً، الذي جاء كرمز أخلاقي، وبدأ إصلاحات اجتماعية وسياسية عدة، وهو مؤسس مجتمع قوي ودينامي لمزاولة وتمثيل تعاليمه، وأثار عوالم الفكر الإنساني بالكامل، وسلوكه مقوم لكل العصور.

الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica ذكرت أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء نجاحًا، ولم تعلق على مدى نجاح المسيح عليه السلام؛ لتواضع نجاحه مقارنة بنجاحات محمد صلى الله عليه وسلم.


مايكل هارت مؤلف العظماء مائة أصر أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أول القائمة، مع أنه ينظر من منظور مؤرخ علماني، وهو اختيار صحيح؛ لأنه الرجل الوحيد الأجدر بهذه العظمة.
عيسى المسيح عليه السلام جاء ترتيبه الثالث بعد إسحاق نيوتن.

3- Jesus Christ “after Isaac Newton”
يقول جون أسبوسيتو[7]: هكذا جمع رجل واحد، بشكل متفرد، القبائل المتحاربة، وحوّل البدو إلى أقوى أمة، بل وأمة مُتَحضّرة في أقل من عقدين … فالأكاذيب المفتراة على هذا الرجل (محمد صلى الله عليه وسلم) لا تعيبه بل تعيبنا.

ولم تكن سيطرته على بلاد العرب بسبب أنه إستراتيجي عسكري فطن فقط، لكن أيضًا لأنه كان رجلاً غير عادي… وقد وجده أتباعه عطوفًا وصادقًا، وتقيًّا، ومستقيمًا، وجديرًا بالثقة".

كلمة الله:
قال تعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 171].

وروى الإمام أحمد عن ابن عباس عن عمر، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا تُطْرُوني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد اللّه ورسوله"، وهكذا رواه البخاري عن الزهري به ولفظه: "فإنما أنا عبد، فقولوا عبد اللّه ورسوله"، وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك: أن رجلاً قال: يا محمد، يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يا أيها الناس عليكم بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد بن عبد اللّه، عبد اللّه ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني اللّه عزَّ وجلَّ".

قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ [آل عمران: 45].

في تفسير القرطبي: ﴿ مصدقًا بكلمة من الله ﴾ يعني عيسى في قول أكثر المفسرين، وسمي عيسى كلمة لأنه كان بكلمة الله تعالى التي هي "كن" فكان من غير أب.

قوله تعالى: ﴿ وروح منه ﴾ هذا الذي أوقع النصارى في الإضلال؛ فقالوا: عيسى جزء منه فجهلوا وضلوا؛ وعنه أجوبة ثمانية: الأول: قال أبي بن كعب: خلق الله أرواح بني آدم لما أخذ عليهم الميثاق؛ ثم ردها إلى صلب آدم وأمسك عنده رُوح عيسى عليه السلام؛ فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم، فكان منه عيسى عليه السلام؛ فلهذا قال: ﴿ وروح منه ﴾. وقيل: هذه الإضافة للتفضيل وإن كان جميع الأرواح من خلقه؛ وهذا كقوله:﴿ وطهر بيتي للطائفين ﴾ [الحج: 26]، وقيل: قد يسمى من تظهر منه الأشياء العجيبة رُوحًا، وتضاف إلى الله تعالى فيقال: هذا روح من الله أي من خلقه؛ كما يقال في النعمة إنها من الله. وكان عيسى يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى فاستحق هذا الاسم.

وفي تفسير ابن كثير عن ابن عباس، وسئل عن حمل مريم، قال: لم يكن إلا أن حملت فوضعت، مأخوذ من ظاهر قوله تعالى: ﴿ فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ ﴾ [مريم: 22- 23]، فالفاء للتعقيب.

يقول ريتشاردسون[8]: دينكم يُشير إلى السيد المسيح أيضًا بـ"كلمة الله"، ودعني أسألك، هل يمكن لكلمات شخص أن تنفصل عنه؟ أو هل كلمات شخص تفترق دائمًا عنه؟


بهذا الزعم المضحك الذي سبق أن دحضه القرطبي في تفسيره، لا يزال يكرر هذا الزعم، ونرد عليه بقول القرطبي: هذا الذي أوقع النصارى في الإضلال؛ فقالوا: عيسى جزء منه فجهلوا وضلوا!

صلب المسيح:
قال تعالى: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 157 - 158].

يقول ريتشاردسون: إن المسلمين ينكرون الصلب والإحياء... وعند العلماء المسلمين تخمين وحيد يقولون به، واستشهد بهاتين الآيتين:
قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 8].

وقوله تعالى: ﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا ﴾ [النساء: 158].

الآية الأولى ليست موضع دليل ليستشهد بها، بل ليس لها علاقة بالموضوع البتة!

الآية الثانية انتزعها انتزاعًا دون أن يكمل سياق الآيات، ليقنع المسيحيين بأن ذلك موجود في القرآن...

قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا * وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا * فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 153-159].

يقول ريتشاردسون[9]: بين النظريات المختلفة، يزعم ريتشاردسون أن بعض العلماء المسلمين يعتقد أن الله خدع الأتباع (الذين شبه لهم الصلب)، تعالى الله عما يقول، وهو ادعاء لا يستند إلى دليل.

عمر بن الخطاب وصلاح الدين:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118].

يلاحظ من يحتك بالفرنجة احتكاكًا طويلاً أن لهم مواقف ثابتة لا يتزحزحون عنها، وربما لا يحرصون على تأكيدها، فمثلا تلاحظ أن اليهود يحرصون على تأكيد موقفهم لا سيما من بني قريظة، ويحرص الغربيون المسيحيون على تأكيد موقفهم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصلاح الدين رحمة الله عليه، وهذا ريتشاردسون يحاول في ادعاء مكشوف الزعم بأنه متسامح ويتجاوز هذا الموقف.

يقول ريتشاردسون[10]: عندنا زعيمان مسلمان أسطوريان، هما: الخليفة عمر وأيضًا صلاح الدين. هذان الرجلين بين الزعماء الأسطوريين الأكثر احترامًا في كل التاريخ الإسلامي، ويعد صلاح الدين في حد ذاته الزعيم الأجدر بالإعجاب، وعمر أقل زعامة.

لم يتعرض لهذين البطلين العظيمين؟!


لنفكر قليلا...
لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح بيت المقدس سنة خمس عشرة للهجرة، وصف ابن كثير في البداية قدومه رضي الله عنه‏:‏ قدم عمر بن الخطاب الجابية على طريق إيلياء على جمل أورق، تلوح صلعته للشمس، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة، تصطفق رجلاه بين شعبتي الرحل بلا ركاب، وطاؤه كساء أنبجاني ذو صوف هو وطاؤه إذا ركب، وفراشه إذا نزل، حقيبته نمرة أو شملة محشوة ليفًا، هي حقيبته إذا ركب ووسادته إذا نزل، وعليه قميص من كرابيس قد رسم وتخرق جنبه‏.‏

لما قدم عمر الشام عرضت له مخاضة فنزل عن بعيره ونزع مُوقَيْه فأمسكهما بيد وخاض الماء ومعه بعيره‏.‏

فقال له أبو عبيدة‏:‏ قد صنعت اليوم صنيعًا عظيمًا عند أهل الأرض، صنعت كذا وكذا‏.‏

قال‏:‏ فصك في صدره، وقال‏:‏ أولو غيرك يقولها يا أبا عبيدة، إنكم كنتم أذل الناس وأحقر الناس وأقل الناس، فأعزكم الله بالإسلام، فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله‏.‏

ولأن صلاح الدين بطل حطين دخل القدس يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب 583هـ، فعاد الإسلام هناك غضًّا طريًّا، فمَكرُمة فتح بيت المقدس لم يفعلها بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه غيرُ صلاح الدين رحمه الله، فحاز أعظم الفخر وأسمى الشرف‏.‏

لا يكره الفرنجة شخصية مسلمة كراهيتهم لعمر بن الخطاب، وصلاح الدين؛ لأن الأول فتح بيت المقدس، والثاني استعاد بيت المقدس، ولا شك أن هناك ثالثًا سيستعيد بيت المقدس إن شاء الله قريبًا.

نشاطاته:
نشاطاته متنوعة، لا يكل ولا يمل، ولا يشعر بعجز أو إحباط، ويتنوع نشاطه ما بين محاضرات عامة، ولقاءات هامة، ومؤتمرات خاصة، ومجادلات مفتوحة وغير مفتوحة، وحلقات نقاشية، ومناظرات مفبركة، يطوف فيها كل الولايات عبر برنامج وأجندة ثابتة، وفي نهاية هذا الشهر في 30 أكتوبر 2010 مؤتمر كنسي يشارك فيه حول إسرائيل والإسلام، وعلى غلاف كتاب المؤتمر علم الولايات المتحدة يظلل عشرة صفوف من المسلمين في حالة ركوع، يحاضر معه فيكتور خوخلان وممدوح رياض، وفي الشهر القادم لديه مؤتمران في إنديانا بوليس، ولوسيفيل حول الإسلام وأوقات النهاية [11].

كتبه:
قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].

كتب كتبًا كثيرة، جلها يركز على الهجوم على الإسلام بمختلف الأساليب، فكتبه مستفزة مثل كتابه: فهم أوقات النهاية، وأكثر منه إسفافًا وإساءة كتابه: لماذا تركت الإسلام لسوزان كريمب وجويل ريتشاردسون [12].

علامات الساعة:
قال تعالى: ﴿ .. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ﴾ [الإسراء: 104].

قال تعالى: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 82].

قال تعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ [القمر: 1].

المهدي والمسيح عليه السلام:
وردت أحاديث كثيرة منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتملأن الأرض جورًا وظلمًا، فإذا ملئت جورًا وظلمًا، بعث الله رجلاً مني، اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي فيملؤها عدلاً، وقسطًا كما ملأت جورًا وظلمًا، فلا تمنع السماء شيئًا من قطرها، ولا الأرض شيئًا من نباتها، يمكث فيكم سبعًا، أو ثمانيًا، فإن أكثر فتسعًا"، رواه الطبراني وصححه الألباني في الصحيحة 2371.

المهدي ليس هو بالمنتظر الذي تزعمه الرافضة، وترتجى ظهوره من سرداب سامراء.

وروى البخاري، ومسلم من حديث أي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم".

وفي الحديث "يخرج الدجال من أرض بالمشرق يقال لها خراسان"، رواه الترمذي وصححه الألباني.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويَفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها".

روى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأنذركموه، وما من نبي إلا أنذر قومه، ولقد أنذر نوح قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، إنه أعور، وإن الله ليس بأعور".

وفي الحديث "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة" رواه مسلم وأحمد عن أنس رضي الله عنه.

وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال: "خمس قد مضين: الروم والدخان واللزام والبطشة والقمر"، وهذا أمر معروف عند العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات.


درس د. عمر عبد الكافي علامات الساعة، وأعلن في 1974أن 95 علامة من علامات الساعة الصغرى ظهرت، وكلها من أحاديث صحيحة، وأكد ذلك في 1977.
ويعلن ديفيد باوسون [13] في كتابه المثير عندما يعود المسيح، أن هناك 737 نبوءة منفصلة في الكتاب المقدس، ويكشف الكتاب أن 594 نبوءة (بنسبة80 %) من هذه النبوءات قد ظهرت بكل دقة، والنبوءات الباقية التي تتعلق بنهاية العالم لم تحدث بعد؛ منها: المسيح الدجال، ونزول المسيح عليه السلام.

وخلاصة القول: سوف يظهر المهدي، ثم يظهر الدجال، فينزل عيسى عند المنارة البيضاء، شرقي دمشق، ينزل في المسلمين حكمًا عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويصلي مأمومًا، ثم يقتل المسيح الدجال الذي يطوف البلاد غير مكة المكرمة والمدينة المنورة، غير أن ريتشاردسون يتجنى على المسلمين بزعمه ليؤكد للفرنجة أن المسلمين ينتظرون المسيح الدجال، لا ليرفضوه بل ليقبلوه.

وذلك في كتابه المزعج بعنوان "المسيح الدجال الإسلامي حقائق صادمة"، وله كتاب آخر بعنوان المسيح الدجال، المسلمون ينتظرون المسيح الدجال، كتب على غلافه هذه الآية الكريمة التي تعمد أن لا يكملها، قال تعالى: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا.. ﴾ [الكهف: 32].

لم يكملها ليخدم غرضه الذي استهدفه، يقصد أن يبين لهم أن القرآن فيه معانٍ غير مكتملة.

الهلال، الرمز الإسلامي الذي وظفه روبرت موري كرمز إله القمر، وظفه ريتشاردسون كرمز وكحرف في اسم المسيح الدجال، ليوحي لغير المسلمين بأن هذا الرمز وضع أساسًا للمسيح الدجال الذي ينتظره المسلمون ليس ليرفضوه ويقاتلوه، بل ليقبلوه، إذ يزعم لهم أن المسلمين سيتبعون المسيح الجدال والعياذ بالله، فكم حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يعلق د. أمبروزيوس أورليوس [14] على كتاب المسيح الإسلامي المنتظر: إنه تحليل مقارن مخيف للعلم الأخروي الإسلامي والمسيحي، هذا الكتاب مفزع؛ تحليل موازنة للعلم الأخروي الإسلامي والمسيحي، إن المؤلف مسيحي (بروتستانتي) درس الإسلام في أثناء تدخله الطويل في الحوارات الدينية المشتركة في القرآن والسنة النبوية، وميز المسيح الإسلامي المنتظر، بأنه محمد بن عبد الله المهدي، وتعمد الكذب الصراح وقال إنه يتشابه تمامًا مع المسيح الدجال المسيحي،كما وصف في سفر الرؤيا، وفي النبوءات اليهودية لحزيقال ودانيال .

ثم يبين المؤلف أن عودة "السيد المسيح" المدعو (عيسى) في العلم الأخروي الإسلامي يتشابه تمامًا، مشابهة كاملة مع المسيح "النبي المزيف" الذي سيخدم في الحقيقة المسيح الدجال في الغزو ودمار إسرائيل، يقدم نفسه إلى العالم باسم "السيد المسيح".

إن تفسير المؤلف التقليدي بأن المهدي سيجدد الإمبراطوريةَ العثمانيةَ الإسلاميةَ التي بنيت أساسًا على أسس الإمبراطورية البيزنطية المسيحية الأرثوذكسية، هذا الكتاب يخوف في ضوء الاضطراب الحالي، خصوصًا في الخليج العربي على سبيل المثال، وظهور جيش المهدي في العراق.

يقول رورت نيومان [15]: هذا الكتاب يمثل اقتراحًا جديدًا (بقدر ما أعرف) بخصوص شكل أوقات النهاية، فالسيناريوهات السابقة مالت نحو منظور يركز على أن المسيح الدجال يشبه امتلاك السلطة الحاكمة بالارتباط مع المجموعة الأوربية التي تنمو حول العالم كدكتاتورية، وقد اقترح هنا المؤلف أن السيناريو التوراتي أكثر اتساقًا مع الصورة الموجودة في التقاليد الإسلامية، حيث يقترح المؤلف أن المهدي الإسلامي يلائم الصورة التوراتية للوحش mark of the beast. يلائم المسيح الدجال في الـ Revelation 13، وعيسى الإسلامي نبي مزيف Revelation 13، على الطلاب الذين يهتمون بربط نبوءة أوقات النهاية بالأحداث الحالية الجارية أن ينظروا إلى هذا الكتاب.

لتعرفوا كيف يشوهون الإسلام لاحظوا جيدًا ما يقوله غاريت كيكوياما [16] إذ يقرن المؤلف أحداث النهاية في الإسلام والمسيحية جنبًا إلى جنب، والنتائج شكلها مخيف: تحطيم الأرض، مسيح الإسلام المنتظر يتشابه كثيرًا مع المسيح الدجال، السيد المسيح الإسلامي مثل النبي المزيف، مسيح الإسلام الدجال مثل السيد المسيح، ويزعم كذبًا و بهتانًا أن هذه معتقدات الإسلام.

يقول كين دورهام [17]: الدين الإسلامي هو أسرع الأديان انتشارا في العالم، وثاني أكبر دين في العالم، والتنبؤات تشير إلى أنه في سنة 2055 ستكون نصف الولادات العالمية لعوائل مسلمة، فالإسلام هو الدين الأسرع انتشارًا في الولايات المتّحدة، وكندا، وأوربا، ومعظم الزيادة الأمريكية بين السود وسط المدينة، وأغلب هذه المناطق ستكون مسلمة بالدرجة الأولى بحلول الـ2020.

هناك ارتباط قريب بين الأشخاص الأخرويين التوراتيين وأولئك في الإسلام، إن الشخص الرئيس في العلم الأخروي الإسلامي هو المهدي Madhi الذي يشبه الوحش مباشرة في العلم الأخروي التوراتي.

سيبدأ النظام العالمي الجديد ويعيد الخلافةَ الإسلاميةَ (التي ألغيت في 1923). تشير التوراة إلى أن الدجال كالوحش، فكل من درس العلم الأخروي التوراتي والإسلامي يدرك أن المهدي (الإسلام) والوحش (التوراتي) سيعقد هناك هدنة لمدة 7سنوات مع إسرائيل، لكنه سيكسرها بعد فترة تتراوح من سنتين إلى 13 سنة.

يقول نبي العهد القديم دانيال: المسيح الدجال سيغير الأوقات والقوانين، يفسر ريتشاردسون التغيير الذي سيحدثه المسيح الدجال بقوله: يمكن أن تكون مؤسسة قانون الشريعة shariah والتقويم الإسلامي.

يقول جونز بروزن [18]: المسيح الدجال: مسيح الإسلام المنتظر.

يبدأ جويل الكتاب بمناقشة معدلات النمو الإسلامي، ويزعم أنها في الغالب بسبب الولادات، لكن أيضًا بسبب موجات جديدة من المعتنقين منذ 11/9، هذه حقيقة، والكتاب معد للمواجهة.

الجزء الأخير للكتاب "هكذا يجب أن نرد" في هذه الفصول الثلاثة ينطلق شعور من الخوف والعجز بهذا الكتاب، يتعلق بالمستقبل الذي ينتظرنا كمسيحيين، يجب أن تكون مستعدًّا عقليًّا وروحيًّا إلى المشقة المرتقبة الحاسمة التي تنتظرنا، هناك وصف قوي للمسيح الدجال في كتاب جويل، الذي عرف من قبل السيد المسيح في ماثيو 24 ووصف من قبل جون في Revelation 13 وRevelation 20.

إننا مطالبون بتصحيح الرؤية الإسلامية لأحداث النهاية، فلو أحسنا دحض الشبهات التي يروجها جويل ريتشارد وأمثاله بحكمة وموعظة حسنة، وبمؤسسات محترفة مخلصة تبذل جهدًا في عرض الإسلام وتصحيح الصورة فسوف نكسب بإذن الله الجولات كلها، إن سكوتكم على هذه الشبهات عار يلاحقكم جميعًا، ولا عذر لمن يستطيع أن يقدم العون، ولا وقت للتباطؤ، فالخطب عظيم عظيم، والحاجة ماسة، وقد بدأت حملات ريتشاردسون تتلاحق، فلا بد من ملاحقتها.

﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40].
[1] Joel Richardson، Touring Professional,31 Jul 2010، www.joelrichardson.com

[2] Joel Richardson، Will Islam Be Our Future? ,A Study of Biblical and Islamic Eschatology Will Islam Be Our Future?.

[3] Joel Richardson ,Why Christians shouldn’t support Quran burning، September 11th، 2010

[4] HILLARY RODMAN CLINTON، Los Angeles Times، May 31، 1996، p.3 . ABCNEWS، Abcnews.com NEWSDAY، March 7، 1989, NEW YORK TIMES، Feb 21، 1989، p.1
USA TODAY، The population referance bureau، Feb. 17، 1989، p.4A
Dan Rathers، ABCNEWS

[5] Joel Richardson، Will Islam Be Our Future?، Introduction to Islamic Eschatology And Doctrine ,Chapter 11. The Dark Nature of Muhammad’s Revelations

[6] George Bernard Shaw، The Genuine Islam، vol.1,1936

[7] JOHN Esposito ,Islam: The Strait Path، that " Muhammad was among those great religious figures، prophets

[8] Joel Richardson، An Open Letter to President Mahmoud Ahmadinejad، September 6، 2006

[9] Joel Richardson ,Will Islam Be Our Future? — A Study of Biblical and Islamic Eschatology

[10] Joel Richardson، An Open Letter … September 6، 2006

[11] Joel Richardson، All day Islam and the End Times seminar
This event is situated close to Cinci-Dayton، Indianapolis، and Louisville.
New Creations، November 6، 2010


[12] Why We Left Islam: Former Muslims Speak Out by Susan Crimp and Joel Richardson (Hardcover - April 29، 2008)

[13] David Pawson ,When Jesus Returns

[14] Dr. Ambrosius Aurelius ,Frightening Comparative Analysis of Islamic and Christian Eschatology، September 28، 2006

[15] Robert C. Newman ، An Interesting Proposal، Philadelphia، PA، USA، November 21، 2007

[16] Garrett Kikuyama، the future is now، Hilo، HI USA، September 30، 2007

[17] Ken R. Durham "avid reader"The Islamic Antichrist by Joel Richardson، October 19، 2009

[18] Jason Brozen WHAT AN EYE OPENER!!!، Antichrist::Islam's Awaited Messiah KANSAS CITY May 11، 2006







التوقيع :
حملة القضاء على الرافضة والليبرالية
من مواضيعي في المنتدى
»» حيوان ينطق بالشهادتين أمام علي بن أبي طالب عليه السلام
»» وعاد سوق عكاظ والعود أعور
»» حاكم مسلم يطبق فتوى العالم في قتل رافضي
»» فرنسا تتعهد بعدم إرسال مزيد من القوات إلى أفغنستان
»» الأحاديث المسندة الواردة في الخوارج وصفاتهم
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "