العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى > منتدى نصرة سنة العراق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-02-13, 12:34 AM   رقم المشاركة : 1
عبد الله الدليمي
عضو نشيط






عبد الله الدليمي غير متصل

عبد الله الدليمي is on a distinguished road


مبادئ قيادية لقادة الاعتصامات الاحتجاجية – ج 2




بقلم: عبد الله شاكر الدليمي – منقول من موقع القادسية


تضمن الجزء الأول من المقال ثلاثة مبادئ قيادية، وإليكم مثلها:

رابعا: تحليل مجال القوى Force Field Analysis

هذه النظرية من أهم الأدوات الفاعلة في إدارة التغيير Change Management، تعزى إلى عالم النفس الأمريكي "كيرت ليوين "Kurt Lewin - أحد رواد علم النفس الاجتماعي والمؤسسي والتطبيقي.

تقوم هذه النظرية على تحديد القوى المؤثرة على أي مشروع للتغيير وتصنيفها إلى قوى دافعة باتجاه التغيير (مؤيدين) وأخرى مانعة له (معارضين) من أجل تحليلها وتقييمها سعيا إلى تعزيز الدوافع وإزالة الموانع.

مثلا: الإقليم مشروع تغيير استراتيجي وثيق الصلة بمصير أهل السنة، لكن المؤسف أنه ليس محل اتفاق بين جميع المعتصمين. وهنا يأتي دور قادة الاعتصامات في التركيز على الفريق الممانع لكسب تأييده – أو على الأقل تحييده – من خلال طرح الموضوع من زوايا مختلفة وبوسائل متنوعة.

لكن مهلا! القادة أنفسهم غير متفقين على كون الإقليم مطلبا استراتيجيا مهما؛ والمؤمنون بضرورته لا يفصحون عن ذلك، وهذا يعود بنا إلى إشكالية غياب الرؤية والرسالة وانعدام منظومة العمل الاستراتيجي الشمولي.

بل إن من أهل السنة من يرى حرمة الخروج في تظاهرات واعتصامات، استنادا إلى آراء (فتاوٍ) غريبة هي محل نظر صدرت من بعض العلماء في وضع غير طبيعي.

هؤلاء الممانعون بحاجة إلى طرح شرعي حر ومستنير ليذيب حالة الجمود الفكري الذي أوردنا المهالك – ليس من جهة العوام فقط، وإنما من جهة "النخب" كذلك!

وقد كفى الدكتور طه الدليمي – مأجورا مشكورا – مؤيدي الفدرالية عناء البحث في مزاياها في مؤلفات كثيرة منها مطوية مختصرة ومعبرة على هذا الرابط:
http://www.alqadisiyya3.com/q3/index...pdf&Itemid=238

ولأخيكم الكاتب بحث يتناول خيار الفدرالية من زاوية شرعية على هذا الرابط:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=145019


وفي إطار الحديث عن التغيير والسعي لإقناع المعارضين له، تبرز مهارة مهمة هي "التفاوض والتأثير" Negotiation and Influencing.

الناس بطبعهم – الجموديون وعديمو الهمة والرؤية تحديدا - يميلون إلى اعتياد الوضع الذي يألفونه على ما فيه من مثالب خوفا من "المجهول"، وبالتالي فإن إحداث تغيير في قناعاتهم يتطلب وقتا وجهدا ومهارات في التحاور والإقناع- وقبل ذلك كله: إخلاصا وهمة؛ فالإنسان عدو ما يجهل، والخوف من التغيير أمر وارد يجب التعامل معه بحكمة وطول نفس.

هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مرحلة تاريخية تغييرية حاسمة في التاريخ الإسلامي؛ فقد هجر أحب البقاع إليه بما فيها من أجل العقيدة، ولم يؤثر عشيرته وقرابته وبيته (وطنه) على دينه، وفي ذلك درس للمتشبثين بالتراب على حساب الدين والهوية. والإقليم السني هجرة لكن في مواضعنا بدون وعثاء سفر وغربة. فالغربة.. كل الغربة هو التعايش مع وحوش بشرية لا تعترف بحقنا في الحياة.

من أهم العوامل المساعدة على إحداث التغيير هو مستوى الوعي لدى الفئة المستهدفة بالتغيير؛ والأهم من ذلك - لدى أدواته (البشرية).

مأساتنا أن المتصدين لأمرنا - من سياسيين وشيوخ عشائر ومشائخ دين - هم أنفسهم عقبات كأداء في سبيل التغيير المنشود (إلا من رحم ربي.. وقليل ما هم)، فكيف نرجو إصلاح أمر بأدوات هي نفسها بحاجة إلى إصلاح؟!

وإذا عدنا إلى مثال الإقليم (لأهميته)، فبإمكان دعاته من المؤثرين في الحراك السني إقامة ندوات حوارية هادئة مع رافضيه لمناقشة الموضوع من كل جوانبه لإبراز مزاياه والوقوف على ما لدى الطرف المعارض من تحفظات وشبهات للرد عليها بكل احترام وسعة صدر.

خامسا: العمل بالشراكة Partnership

لا يمكن للأعمال والمشاريع أن تتم بدون شركاء أو أصحاب مصلحة (Stakeholders)؛ وكلما كان المشروع ضخما كلما تشعبت أواصر الشراكة مع مختلف الجهات.
فالحشود الضخمة من المعتصمين بحاجة إلى خدمات الكثير من الجهات لإدامة الاعتصامات وخدمة جماهيرها – مثل الخدمات الطبية والبلدية (النظافة) والدفاع المدني والنقل والاتصالات ووسائل الإعلام وتوفير المواد الغذائية واللوجستية.. إلخ.

التنسيق بين هذه الجهات مهم جدا؛ لذا يجب تعيين قائد فضي لكل من هذه الجهات ليرتبط بدوره بقائد فضي مركزي (في ظل غياب الذهبي) يشرف على التنسيق بينها والتواصل معها لضمان سلاسة العمل.

وفي هذا السياق يأتي الحديث عن مبدأ مهم هو: تحليل أصحاب المصلحة (Stakeholder Analysis)، ويعني تحديد وتحليل وتقييم عمل كل من هذه الجهات ودراسة الحلول والبدائل الممكنة في حالة تقصير أو تلكؤ أي منها في عملها.

فمثلا، الإعلام من أهم جوانب الحراك، وتحديدا الفضائيات والانترنت؛ واذا استعرضنا طريقة تعاطي قنواتنا الفضائية مع الاعتصامات لوجدناها تبعث على الغثيان – وبالتالي فلا بد من بدائل. وهذا هو مفهوم الخطة البديلة (Plan B ) فيما يخص التغطية الإعلامية – الذي يمكن تطبيقه على جميع الجوانب الأخرى.

أتمنى من قادة اللجان التنظيمية تشكيل فريق إعلامي من المتظاهرين ممن لديهم خبرة في مجال التصوير والتوثيق لرفع المواد الإعلامية وبثها عبر الفضائيات واليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات. وحبذا اقتباس الممارسات الرائعة في هذا المجال لإخواننا السوريين الذين برعوا في توظيف الإعلام لصالح قضيتهم. فأنا لم أر – مثلا – متظاهرا يحمل ورقة صغيرة مكتوبا عليها اسم المدينة والتاريخ لعرضها أمام الكاميرا؛ وهذه حركة بسيطة جدا لكنها وسيلة توثيقية مهمة.

سادسا: التواصل الفعال Effective Communication

حياة الإنسان – والحيوان- لا معنى لها بلا تواصل يتم من خلاله تبادل الرسائل بمختلف الوسائل.

هناك ثلاثة عناصر أساسية للتواصل: المرسل Sender، والمستقبل Receiver، والرسالة Message.

وإذا ما تحدثنا عن الحراك السني، فإن المرسل- بالمعنى الأشمل – هم المتظاهرون المتضررون؛ والمستقبِل هو الحكومة (مصدر الضرر) وكل من يتابع الحدث؛ والرسالة هي رفض الظلم والمطالبة بالحقوق.

ما يهمني هنا المرسل والرسالة. يجب على المرسلين – والقادة تحديدا - أن يرتقوا إلى مستوى استراتيجي في طرحهم لأن التخبط في الطرح، والمراوحة في النطاق التكتيكي، والتعويل على الأهداف الجزئية قصيرة المدى سينتج رسالة قاصرة عديمة الجدوى (وقد تكون أقرب إلى الفقاعة فعلا!).

التواصل على قسمين رئيسين: تواصل لفظي Verbal، وتواصل غير لفظي Non- Verbal؛ حيث تكون نسبة الأول 45% والثاني 55% من مجموع دورة التواصل Communication Cycle (نسب تقريبية).

يقسم التواصل اللفظي بدوره إلى: الكلمات ( بنسبة 7%) ونبرة الصوت Tone (بنسبة 38%).

من هذه المعادلة يتضح أن الكلمات التي يلقيها الخطباء – على أهميتها - ليست كل شيء؛ فهي تمثل المكون الأقل نسبة من بين مكونات التواصل، وبالتالي فلن تكون مؤثرة بدون الاهتمام بنبرة الصوت (طريقة الإلقاء والتحكم بالصوت حسب السياق.. إلخ) - والأهم من ذلك الاهتمام بطريقة التواصل غير اللفظي (لغة الجسدBody Language ).

ما تقوم به قنواتنا الفضائية هو التجوال بكامراتها بعيدا عن خطيب مفوه يلتهب حماسا تنقله قسمات وجهه وإيماءات يديه وارتعاد جسمه (لغة الجسد) أكثر مما تنقله كلماته (التي قد تضيع وسط الهتافات)، وتنشغل بلقطات تافهة تلهي المشاهد عن فحوى الرسالة التي يبذل المتحدث جهدا في إيصالها.

بل صدر من هذه الفضائيات ما هو أفضع؛ فهي تعرض صورة خطيب يهز الجموع بخطبة عصماء تضج لها حناجر الجماهير، لكن مع صوت أغان "وطنية" راقصة؛ وفي كثير من الأحيان تتطابق حركات الخطيب وإيماءاته مع تلك الأغاني فيظهر كأنه يرقص على أنغامها!

وبمعادلة حسابية بسيطة، نستنتنج أن هذه القنوات تعمل – من خلال تغطيتها السلبية للحدث- على قتل الرسالة المراد إيصالها وتقزيم تأثيرها من 100% إلى 7%.. فتخيلوا حجم الجناية التي ترتكبها قنواتنا بحق أهل السنة وقضاياهم!


البقية في الجزء الثالث والأخير- إن شاء الله.








التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» ابيات شعرية في قناة المستقلة: حول الامسيات العمرية العطرة
»» رسالتي الى امام الشيعة "الخائف" (عج)
»» الشاعر عبد الله الدليمي يهجو احمد الكبيسي الذي تطاول على معاوية
»» مشروع الفدرالية... رؤية شرعية
»» كاتب شيعي يزوّر شهادتي في الشيخ طه الدليمي
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "