أبريل، 2009
حقائق عن إيران و إضطهاد القوميات الغير فارسية
خالد الزرقاني
اعرف عدوك .. مقولة خالدة قالها أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب (رضي الله عنه), ومن هنا فعلينا أن نسعى دائماً الى معرفة طبيعة العدو الذي نتعامل معه وأن نبحث نقاط الضعف والقوة فيه, لهذا أحاول من خلال هذه السطور أن أرفق حقائق مهمة تسمى اليوم "ايران" استنادا الى بعض المعلومات المهمة لمكتبة وكالة المخابرات المركزية (C.I.A) والتي تعتمد في الغالب على تقارير رسمية ايرانية في هذا الشأن.
التسمية فارس "Persia" وقد غيرها رضا خان في العام 1935 الى "ايران" لانشاء بلد قومي للفرس, على غرار تركيا وكردستان وعربستان التي سميت على اسم شعوب تلك البلدان, وللعلم فأن كلمة ايران مأخوذة من كلمة "آريان" الفارسية القديمة, ويقصد بها المتحدرون من العرق الآري, وتعني النبلاء, أما عن نوع الحكومة اليوم فهي "جمهورية الملالي" كما تسميها مكتبة الوكالة.
المناخ والقومياتيوجد في ايران الفارسية 12 كيلومتراً مربعاً من المياه العذبة وأنا كأحوازي أعرف ان أكثر من 40 في المئة من هذه المياه هي مياه عربية أحوازية للأنهر الأحوازية الرئيسية الثلاثة "الكرخة, قارون, الجراحي". بالنسبة للمناخ فمعظم مناطق ايران الفارسية قاحلة أو شبه قاحلة لوجود سلسلة من الجبال ممتدة من اذربيجان التركية وحتى نهاية فارس "شيراز" تمنع وصول الغيوم والرطوبة الى فارس, وفيها صحراء لوط القاحلة بمساحة 175 ألف كيلومتر مربع "عشر مساحة ايران" وكذلك صحراء كوير وتشكلان مساحة واسعة من مدينة قم جنوب طهران وحتى بلوشستان, بينما الأراضي الاستوائية التي تشكل في المئة من ايران فهي أراضي الشعب المازندراني على سواحل بحر قزوين, أما عن شمال شرق ايران وأقصد اقليم "خراسان" الشاسع فتعيش فيه نسبة كبيرة من القبائل البشتونية "غير الفارسية" التي اُجبرت على الصفوية بشكل قسري, ومن المعروف ان قبائل البشتون الموجودة كذلك في أفغانستان وكشمير هي سامية الأصل من أحفاد الأسباط "السبط يوسف عليه السلام" الذين هُجروا على يد الآشوريين من فلسطين الى تلك المناطق "700 ق.م", بهذا فان شمال شرق ايران ليس فارسياً "آري" بشكل كلي, وأما عن الأحواز فهي العربية بشهادة الفاروق عُمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حين قال " بيننا وبينهم "الفرس" جبل من نار", يقصد الحدود الطبيعية لسلسلة جبال زاغروس بين الأحواز"العرب" وفارس. والأحواز جغرافياً جزء من الهلال الخصيب والجغرافيا العربية ولهذا فمساحة 375 ألف كيلومتر من أخصب الأراضي التي تستولي عليها ايران ليست ايرانية. ولا أذيع سراً إن قلت ان بلوشستان ليست فارسية أيضاً ولهذا فالخليج لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون غير عربي, ويتحدر من الفرس القبائل الهندو آرية البدوية والتي تعيش تاريخياً على الجبال وهي قبائل تمارس ما يسمونه الفرس "رحلات ييلاق وقشلاق" وتعنون به رحلة الشتاء والصيف وذلك لتأمين الغذاء لهم ولمواشيهم, وكانت هذه الرحلات تجري حتى أربعينات القرن الماضي قبل التوطين الاجباري لهم على يد رضا خان ولليوم يوجد نحو 10 في المئة من الفرس الرُحل يعيشون على نمط الحياة القديمة في الجبال.
القومية الفارسية في إيرانأما عن التعداد السكاني للفرس في العالم استناداً لمجلس اللغة الفارسية فانهم لا يتجاوزون 56 مليوناً حيث تأتي طاجيكستان في المرتبة الأولى بالنسبة للتعداد السكاني للفرس "والناطقين بالفارسية" ويقدر عددهم هناك ب¯ 90 في المئة من السكان وكان الأحرى أن تسمى طاجيكستان بايران بدلاً من ايران وتأتي أفغانستان في المرتبة الثانية من حيث التوزيع الديموغرافي لهذه القومية ب¯40 في المئة من التعداد السكاني لهذا البلد وتأتي ايران بالمرتبة الثالثة ب36 في المئة فقط من التعداد السكاني للدولة الفارسية "ايران" وذلك باعتراف الكثير من المختصين الفرس وهم بذلك أقلية, وكان الأحرى بالأفغان الدفاع عن الأمة الفارسية وقيادتها بدلاً من ايران, كون الفرس "الآريين" فيها أنقى عرقاً, ويقطنون الجبال, ولم تختلط دمائهم بالشعوب الأخرى بينما الفرس في الدولة الفارسية لا يكادون يفهموا ما كتبه أجدادهم قبل 500 عام فحتى اليوم هناك ما يزيد عن 60 في المئة من كلمات لغتهم وجذورها غير فارسية أو بالأحرى عربية.
البيئة والتلوث
أما عن البيئة فايران من الدول الأكثر تلوثاً للهواء في العالم وخصوصاً المدن الفارسية الايرانية "طهران ب¯ 20 مليون ايراني", هذا وتحتل المراكز الأولى من حيث التلوث الناجم عن عمليات تكرير النفط والنفايات الصناعية السائلة وكذلك تتحمل الخسائر الناجمة جراء الجفاف وتدهور التربة "التملح" وعدم كفاية امدادات مياه الشرب وتلوثها وكذلك مشكلات النفايات الصناعية ومنها النووية والكمياوية, ولم تف ايران بالتزاماتها بالنسبة لاتفاقيات التغيير المناخي وقانون البحار والمحافظة على الحياة البحرية, ولا نستغرب ذلك حين تلوث ايران بشكل دائم خليجنا العربي انهارنا في الأحواز المحتلة وشط العرب, وأما عن المخاطر الطبيعية فتعوم ايران على خطوط النار وهي بذلك من أكثر الدول المعرضة للزلازل المدمرة وكذلك العواصف الرملية والغبار والفيضانات .
الموارد الطبيعية والاقتصاد
أساس الموارد الطبيعية لايران الفارسية - استناداً الى مكتبة الوكالة -تتركز في النفط والغاز الطبيعي "112 مليار متر مكعب سنوياً", ومن المعروف أن ما يقارب ال¯90 في المئة من هذه الثروات هي ثروات الشعب العربي الأحوازي والأرض الأحوازية, وبهذا ثبتت بامتياز طبيعة الاقتصاد الايراني المتطفل على الشعوب الأخرى, أما عن الأراضي الصالحة للزراعة فهي تقدر بنحو 9 في المئة من مساحة ما تسمى ايران اليوم, وأكثر من 50 في المئة من هذه الأراضي هي في الأحواز التي تتشكل من المواد الطميه "الغنية" عبر آلاف السنين للانهار الأحوازية لهذا فإيران دولة صحراوية من دون الأحواز. وجدير بالذكر ان الممر المائي المهم الوحيد الذي تمتلكه الدولة الفارسية هو ممر نهر قارون الأحوازي بطول 850 كيلومتراً.
أما عن اللمحة العامة لاقتصادها "الفارسي", فان ايران تتميز بعدم كفاءة القطاع العام والاعتماد شبه الكامل على ايرادات النفط "العربي الأحوازي", ومعدل تضخم اسعار المواد المستهلكة يزيد على 28 في المئة وذلك قبل الأزمة العالمية "2008 باعتراف الحكومة الايرانية".
معظم النشاط الاقتصادي يسيطر عليه ملالي الجمهورية المعروفين برجال الدين "آخوند" والفساد متفش في السوق وكذلك في السلع على نطاق واسع وخصوصاً بعد تقنين استخدام الوقود ورفع الدعم الحكومي عنه في يوليو عام 2007, وفرض ضريبة مضافة في أكتوبر 2008 عليه, وحتى ارتفاع أسعار النفط بشكل قياسي لم يشفع لهذا الاقتصاد المعرض للانهيار في أي وقت, والأهم من ذلك ان نسبة البطالة وفقاً لتقارير الحكومة الايرانية "2008" تصل الى 12.5 في المئة من التعداد السكاني الا أن الرقم الفعلي ضعف ذلك ويصل الى 70 في المئة في الكثير من المناطق التي تحتلها ايران كالأحواز وبلوشستان وكردستان. أما عن الهجرة غير الشرعية وخصوصاً هجرة الأيدي الماهرة والأدمغة فقد وصلت لذروتها في السنين الأخيرة. وفي مجال انتاج الطاقة "الكهرباء" فان ما يزيد على 85 في المئة من الطاقة المائية تأتي من الأحواز عبر عشرات السدود التي أقامتها ايران منذ 84 عاماً من عمر الاحتلال وبانتاج ما يزيد على 180 مليار كيلو واط في الساعة, وبالمقابل تقطع الكهرباء لساعات عن المدن الأحوازية صيفاً وشتاءً ولم يتم توصيلها بعد لقطاع واسع من شعبنا في الريف الأحوازي. وبما ان ايران دولة بوليسية وعسكرية توسعية, فلابد أن يكون لذلك انعكاسه على أجهزتها العسكرية, فبعد خطة الخميني بانشاء قوات التعبئة الشعبية "البسيج" بتعداد " يبلغ عشرين مليون متطوع", اضحى ملايين الأفراد في ايران من العناصر العسكرية لفروع الأجهزة العسكرية الايرانية الكثيرة وبهذا فهم يضمنون كل المميزات لأن يكونوا مواطنين من الدرجة الأولى على عكس بقية أبناء الشعب, ومن التشكيلات العسكرية في ايران: "الجيش الوطني" الذي يشكك خامنئي بولائه ولا يثق به عموماً, ويطلق عليه في ايران "أرتش", وأما عن القوات البرية والبحرية والجوية فتسمى "نيرو", وبالنسبة لحماة الثورة الايرانية, وهم الأهم في هذه المنظومة اذ يقودون جميع هذه القوات ويملكون قوة جوية وبحرية وبرية واستخبارات عسكرية وتسمى هذه القوات اختصاراً "السباه", أو "سباه باسدران" (حرس الثورة), ومن القوات التابعة لها, فيلق القدس "العمليات الخاصة" وكذلك يوجد هناك قوات لجيش التعبئة الشعبية "البسيج", نواته الشباب الذين يجندون اجباراً لمدة 18 شهراً بعد بلوغهم 19 عاماً وتطوعاً عند بلوغهم ال¯ 15 عاماً, ولابد من التنويه بان اغلبية أن أنوه تسميات هذه القوات هي تسميات آرية قديمة تعود الى عصور الامبراطورية الفارسية القديمة في زمن قورش, فمثلاً تسمية "باسدارن" التي أطلقها الخميني على هذه القوات, تسمية هندوسية لقوات هندوسية تعني حماة المعابد الهندوسية, وهو ما يثير انتباه الباحث عن الشكوك بشأن أصول الخميني الهندية.
النزاعات الدولية
لايران باع طويل بخلق النزاعات الاقليمية والدولية فوفقاً لمكتبة الوكالة الاميركية فلإيران مشكلات مع أفغانستان بسبب سد "كاجاكي"على نهر هلمند في أفغانستان, وتطالب ايران بجزء كبير من هذا النهر يصل الى ¯1100 كيلومتر ويستندون بذلك الى ما ورد في كتاب "أوستا" المجوسي عن النهر, "وللمفارقة فان مؤسس الديانة المجوسية زرادشت شاب أذري وليس فارسياً", ولايران مشكلات حدودية مع كل من أرمينيا اذربيجان شمال ايران حيث تطالب ايران ب¯20 في المئة من بحر قزوين بدل حصتها ال¯11 في المئة على سواحلها المطلة على البحر وذلك على حساب تركمانستان وأذربيجان وأرمينيا, وكذلك لايران مشكلات برية وبحرية ونهرية مع العراق, خاصة على مصب شط العرب. وبعض حقول النفط العراقية والجزر اذا تم غض النظر عن احتلالها للأحواز المحاذية للعراق وكذلك هناك مشكلات بحرية مع دولة الكويت على الحدود.لايران مشكلات دائمة مع جارتها الشمالية الغربية "أذربيجان", حيث تآمرت عليها خلال المئةعام الماضية ودعمت أرمينيا "المسيحية" في حربها ضد أذربيجان "المسلمة" 1988 و1994 لمنع استعادة الأذريين ل¯"خانات أيروان" التي يحتلها الأرمن, وبعد انتصار الرئيس أبو الفضل أيلجي بيك في انتخابات 1992م لأذربيجان ومطالبته بتحرير 25 مليون أذري تحتل ايران أرضهم "محافظات أذربيجان الغربية والشرقية وأردبيل", دعمت ايران انقلاباً عام 1993 ضده لاسقاطه. هذا وتطالب القيادة الايرانية بين الحين والآخر بمملكة البحرين. هذا ولا تغيب مطالبة ايران لثلث حقل غاز قطر الشمالي في مايو 1989 التي ادعت بانه يقع في المياه الايرانية ونفذت عبر "حزب الله" تفجيرات الخبر الارهابية في السعودية عام 1996 كما تتآمر عبر "حزب الله" و"حماس" على جمهورية مصر العربية ولبنان وفلسطين, وكذلك تتآمر ايران على وحدة الاراضي اليمنية عبر دعم الحوثيين وتساهم في احتلال العراق وتفريس وتشييع سورية واختراق المغرب ونشر الصفوية فيها, ولتغذية الفتنة بين المغاربة قامت ايران في فبراير عام 1980 بالاعتراف بدولة البوليساريو (الصحراء الغربية), ولا ننسى ان ايران تزعزع السلم في الخليج العربي بشكل دائم, كما لم تسلم من شر مخططاتها المشاعر المقدسة للمسلمين فأمرت بتظاهرات عام 1987 السياسية الصفوية الداعمة لثورة الخميني في مكة المكرمة وقد طالب الخميني بعيد عودة الامن والاستقرار في مكة بالانتقام من المملكة واسقاط حكومتها "نُصرة" للمجاميع الصفوية التي خرجت في مظاهرات مكة.
الاتجار بالأفراد والأطفال
لايران باع طويل في الاتجار بالأفراد, فهي بلد مصدر لهذه التجارة غير الانسانية وغير القانونية كما أنها بلد العبور لهذا النوع من الارهاب الانساني, وتستغل النساء المتاجر بهن - وفق مكتبة الوكالة - لأغراض عدة منها الاستغلال الجنسي والعبودية, وأما عن المرأة الايرانية فيتم الاتجار بها داخلياً لأغراض البغاء القسري والزواج المؤقت القسري (المتعة) لتسوية الديون وما الى ذلك, وكذلك يتم تصديرهن الى دول الجوار وأوروبا للغرض نفسه. أما عن الاتجار بالأطفال فانه يتم الاتجار بالأطفال والقاصرين الأفغان في ايران على مسمع ومرأى من الحكومة الايرانية ويتم استغلالهم لأغراض تهريب المخدرات والاستغلال الجنسي التجاري والبغاء وكذلك العمل في بلدية طهران لتنظيف الشوارع بحقوق لا تقارن بحقوق المواطن الايراني على الاطلاق, هذا ومن المخاطر التي قد يتعرض لها الضحايا من الأطفال في هذه التجارة في ايران خطر العبودية والعمل لدى عصابات التسول. وايران مصنفة الثالثة عالمياً من حيث خطورة الوضع بالنسبة للطفل حيث لم تقدم أي أدلة على تنفيذها قانون مكافحة الاتجار بالأفراد, والتقارير الموثوقة تشير الى أن السلطات الايرانية تعاقب ضحايا الاتجار بالجلد والسجن, هذا ولم تصادق ايران حتى هذا اليوم على بروتوكول الاتجار بالأفراد للأمم المتحدة لعام 2000 .
تجارة المخدرات في إيران
ايران لا تزال طريقاً رئيسياً لشحن الهيرويين وكل أنواع المخدرات لمناطق أوروبا وجنوب غرب آسيا, خصوصاً العراق والكويت والسعودية ولبنان, وهناك تقارير تشير الى ان الحرس الثوري يساهم بشكل رئيسي في تسهيل عبور التجار, كما أن ايران تعاني من أعلى معدلات الادمان للأفيون في العالم وفق تقارير الأمم المتحدة في هذا المجال, وتتزايد مشكلة المخدرات الاصطناعية شديدة الخطورة على حياة الانسان التي تساهم في تطويرها الاستخبارات المركزية الايرانية و"حزب الله" ومنها على سبيل الذكر مادة "الكراك" التي تعطى للسجناء السياسيين في الأحواز وبلوشستان وتتسبب في الجنون وفقدان الحواس وغيرها من أعراض خطيرة, ولا يوجد لدى ايران نية جدية في مكافحة غسيل الأموال ولم يجرم ذلك أي قانون حتى الآن.
* عضو القيادة للمنظمة الاسلامية السنية الأحوازية
وكالة أنباء بلوشستان المحتلة
http://balochistan4baloch.blogspot.com/
المصدر :
http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009