قال الشعراوي في كتاب
((من فيض الرحمن في معجزة القرآن))
(ص294) -
في أثناء كلامه على الإسراء والمعراج-:
"أما حديث الله سبحانه وتعالى فقد تم في مكان المعجزة، أو مكان الآيات التي أراد الله أن يكشف عنها لرسله، فكشف الله لموسى آياته الكبرى في الأرض؛ وكلمه وهو على الأرض، وكشف الله لمحمد عليه السلام آياته الكبرى في الملكوت الأعلى؛ وكلمه عند سدرة المنتهى، والله موجود في كلا المكانين، وفي كل مكان وزمان !!!، ومن هنا فإن الحديث لم يكن مرتبطاً بتحديد مكان الله سبحانه وتعالى، فهو موجود في الأرض وموجود في السماء؛ لكنه كان مرتبطاً بكشف الله سبحانه وتعالى لآياته الكبرى، فعندما كشف الله آياته الكبرى لموسى في الأرض كان الحديث وموسى على الأرض، ومحمد عليه السلام رأى آيات ربه الكبرى في الملكوت الأعلى، فكان الحديث حيث المعجزة، وهذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى موجود في كل مكان،!!!
وليس كما يقول بعض المشككين (!!)
بأن الله قد رفع إليه محمداً عليه السلام ليكلمه في الملكوت الأعلى، وأن هذا تحديد لمكان يوجد فيه الله سبحانه وتعالى، فالله بالآيتين؛ كلام موسى على الأرض، وكلام محمد في الملكوت الأعلى إنما أعطانا البرهان والدليل على أنه موجود في كل مكان، وأنه يستطيع أن يخاطب من يشاء وكيف يشاء سواءً تم ذلك على الأرض أو في الملكوت الأعلى أو في أي مكان في ملك الله، فالآية هنا دليل على أن الله سبحانه وتعالى لا يحده مكان ولا زمان !!"اهـ.
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله :
"كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق سمواته، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته"
وقد أخبرنا ربنا سبحانه أنه فوق المخلوقات كلها مستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، قال الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} في سبعة مواضع من كتابه.
وهي عقيدة الصحابة الكرام والتابعين والأئمة الأربعة وشيخ الإسلام بن تيمية وابن القيم وغيرهم من العلماء الربانيين العاملين , خلافا لعقيدة الشعراوي الصوفي المنحرف عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بل وصل به الأمر أن يصف أهل السنة بأنهم ( مشككين ) !! , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهذا إجماع السلف الصالح على هذه العقيدة السلفية ولم يخالفهم إلا أهل البدع من الجهمية والمعتزلة , ولمزيد من أقوال العلماء في هذا الأمر راجع كتاب (( مختصر العلوّ )) للشيخ الألباني رحمه الله و((اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة والجهمية)) لابن القيم.
منقول