العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-16, 02:14 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


الباب الذي قلّ من يلجه

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الباب الذي قلّ من يلجه
يحكى عن بعض العارفين انه قال(دخلت على الله من ابواب الطاعات كلها فما دخلت من باب الا رأيت عليه الزحام فلم أتمكن من الدخول،حتى جئت باب الذل والافتقار،فإنه أقرب باب اليه وأوسعه ولا مزاحم فيه ولا معوق،فما وضعت قدمي في عتبته ، فإذا هو سبحانه وتعالى،قد أخذ بيدي وأدخلني عليه )
ان الانسان كلما افتقر وتذلل لله سبحانه وتعالى كلما ازداد قرباً وعزاً،والافتقار والذله لله لا تحصل الا للقلب الذي امتلأ بمحبة الله وخشيته،فمتى استشعر العبد هذه الامور فتح له نوع آخر من المحبة غير بقية ابواب الطاعات)
ويقول ابن القيم(والسالك بهذه الطريق غريب في الناس ،وهم في واد ،وهو في واد،
والذل والانكسار لله يعتبر سجود القلب،السجود الحقيقي وهو سجود القلب،وان كان سجود الاركان مطلوب،فلا تسأل حينئذ عن اللذة التي سيقذف في قلبه وعن العيش الطيب الذي سيجده،نسأل الله من فضله،قيل لبعض العارفين،أيسجد القلب لله،قال،نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها الى يوم القيامة،
واذا سجد القلب لله،هذه السجدة العظمى،سجدت معه جميع الجوارح ،وعنا الوجه للحي القيوم،،وخشع الصوت والجوارح كلها ، وذلّ العبد وخضع واستكان ووضع خده على عتبة العبودية ،ناظراً بقلبه الى ربه ووليه نظر الذليل الى العزيز ،خاضعاً مستعطفا له،
من اعظم الافات التي تعتري طريق السائرين الى الله،آفة العجب ومن أعظم ما ينتفع المسلم في طرده لهذا الداء،
معرفة حقيقة النفس وأنها في الاصل ظلومة جهولة لا خير فيها ،
فليكن عملك في عينك صغيراً،ونعمة الله عليك وتوفيقك لطاعته كبيرة،
وابن القيم يقول( فأي خير ناله من الله استكثره على نفسه،وعلم أن قدره دونه،وان رحمة ربه اقتضت ذكره به، وسياقته اليه،واستقلّ ما من نفسه من الطاعات لربه ،ورآها ولو ساوت طاعات الثقلين،من أقل ما ينبغي لربه عليه،
واستكثر العبد قليل معاصيه وذنوبه،فإن الكسرة التي حصلت لقلبه أوجبت له هذا،فما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور، وما ادنى النصر والرحمة والرزق منه،
وأحب القلوب الى الله،
قلب تمكنت منه هذه الكسرة، وملكته الذلة ، فهو ناكس الرأس بين يدي ربه لا يرفع رأسه اليه حياء منه،
أن من الناس من يخدعه طول الأمل، أو نضرة الشباب، وزهرة النعيم، وتوافر النعم، فيقدم على الخطيئة، ويسوف في التوبة، وما خدع إلا نفسه، لا يفكر في عاقبة،ولا يخشى سوء الخاتمة، ولقد يجيئه أمر الله بغتة(وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيّئَـٰتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنّى تُبْتُ ٱلاْنَ)النساء،
ومن الناس من إذا أحدث ذنباً سارع بالتوبة، قد جعل من نفسه رقيباً يبادر بغسل الخطايا إنابة واستغفاراً وعملاً صالحاً،فهذا حري أن ينضم في سلك المتقين الموعودين بجنة عرضها السماوات والأرض ممن عناهم الله بقوله(وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَـئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ وَجَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِين)آل عمران،

جعلني الله واياكم منهم،بمنّه وكرمه،فإنه لا ينال ما عنده الا بطاعته،
نسأل الله يوفقنا لما يحب ويرضى،وأن يزيدنا من فضله









 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "