العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > مقالات الأستاذ المهتدي عبد الملك الشافعي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 24-11-12, 03:12 PM   رقم المشاركة : 1
عبد الملك الشافعي
شيعي مهتدي






عبد الملك الشافعي غير متصل

عبد الملك الشافعي is on a distinguished road


اضطراب خطير: ضمان العصمة للنبي بتبليغ الإمامة وعدم ضمانها للقرآن حال تبليغها !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فمن خلال تتبع ما يطرحه الإمامية لتثبيت إمامتهم من جهة ، ودفع الاعتراضات عنها من جهة أخرى ، وقفت على اضطراب خطير فاضح قادهم إليه الكتابة بين الجهتين دون محاولة الجمع بينهما ، وإليكم بيانه من خلال حقيقتين وكما يلي:
الحقيقة الأولى: ضمان العصمة من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بتبليغه للإمامة
وهذه الحقيقة قد صرحوا بها عند كلامهم عن حادثة الغدير مفادها أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغ المسلمين إمامة علي رضي الله عنه ، ولكنه تلكأ وخاف ردة فعل من معه من المبغضين الحاسدين تجاههما ، ولذا لم يقدم على التبليغ حتى الوعد من الله تعالى بالعصمة من الناس بقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (المائدة:67)

وحاصل كلام الإمامية أن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم أعلن إمامة علي رضي الله عنه أمام المسلمين واجهر بها صراحة وأنا أكفيك كيد الماكرين المتآمرين.



الحقيقة الثانية: عدم العصمة من الله تعالى للقرآن حال تبليغه للإمامة وتصريحه بها
فقد صرح علماء الإمامة بأن الله تعالى قد أبهم أمر الإمامة في القرآن كيلا تثور حفيظة أعداء الدين فيعبثوا بالقرآن ليتخلصوا من الإمامة التي تحول دون وصولهم لكرسي السلطة.
وهذا الإبهام اتخذ صورتين هما:


الصورة الأولى: إبهام الإمامة بالقرآن بعدم ذكر اسم الإمام صراحة
إن الله تعالى قد أعرض عن ذكر اسم الإمام صراحةً في القرآن مع أن فيه بيان الحق وهداية الخلق لمعرفة أهم أصل من أصول الدين ، وهو ما يتناسب مع وصف القرآن بأنه هدى للمتقين وكونه يهدي للتي هي أقوم.
فمن أقوالهم في ذلك:
1- يقول علامتهم ومحققهم حعفر مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) ) ( 32 / 21 ) :[ ولعله لأجل ذلك لم يذكر اسم الإمام علي " عليه السلام " في القرآن . . حفظاً للقرآن من أن يحرفه من هو أشر وأضر ممن رمى القرآن بالنبل وهو يقول : تهددني بجبار عنيد * فها أنا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم حشر * فقل : يا رب مزقني الوليد نعم ، إنه من أجل ذلك وسواه لم يذكر اسم الإمام علي " عليه السلام " في القرآن بصراحة ].
2- يقول آيتهم العظمى الخميني في كتابه ( كشف الأسرار ) ص131: [ لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن ، فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة ، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته ، ويسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار - وإلى الأبد- بالمسلمين والقرآن ، ويثبتون على القرآن ذلك العيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى ].
3- يقول عالمهم مصطفى الخميني في كتابه ( تفسير القرآن الكريم ) ( 2 / 331-332 ) :[ وحيث اقتضت السياسة الإسلامية والتقية الإلهية كتمان أمر الولي المطلق بالاسم الصريح في الكتاب الإلهي ، حتى يكمل الكتاب التدويني بالتطابق مع الكتاب التكويني ، ويعلم الأصل الثالث لكافة أبناء الهداية وأفراد البشر ، فكأنه تكفل ببيانه وتوضيحه على الوجه الآخر الأحسن ، رعاية لجميع الجهات والجوانب ، ومحافظة على أصل الإسلام من أعدائه ، وصيانة للكتاب الإلهي عن الانحراف والتحريف والتوهين والتكذيب ].
4- يقول آيتهم العظمى علي السيستاني ص 143 :[ 536 . السؤال : ما الحكمة من عدم ذكر اسم الإمام علي في القرآن الكريم ؟
الجواب : يمكن أن تكون الحكمة فيه أن الضغائن التي أوجبت الصاق تهمة الهجر والهذيان بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم - والعياذ بالله - لم يبعد أن توجب التشكيك في صحة ما أنزل من القرآن في علي - عليه السلام - لو كان تصريح باسمه الشريف فتكون النتيجة أسوأ مما هو عليه الآن من الضلال العام ].



الصورة الثانية: إبهام الإمامة بالقرآن بإيراد آياتها وسط سياق يضفي عليها الغموض
إن الله تعالى أبى للإمامة إلا الإبهام والتعمية حتى في الآيات التي يستدل بها علماء الإمامية على إمامة علي رضي الله عنه ، وذلك من خلالها إقحامها في سياق آيات يساعد بحملها على معنى آخر غير الإمامة المقصودة ، وذلك بناءا على قول كبار الإمامية بأن ترتيب سياق الآيات هو من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ( كآية الولاية وسط سياق آيات المحبة والنصرة ، وآية التطهير وسط آيات مخاطبة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وآية إكمال الدين وسط آيات المحرمات ) !!!
فمن أقولهم حول ذلك ما يلي:
1- يقول آيتهم العظمى ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره ( الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ) ( 3 / 602 ) عن وضع آية إكمال الدين التي يفسرونها بتبليغ الإمامة وسط آية المحرمات بأنه إجراء احتياطي من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كيلا تطولها يد التحريف ، وإليكم نص قوله:[ ثانيا : هناك احتمال بأن يكون سبب حشر موضوع واقعة " غدير خم " في آية تشمل على موضوع لا صلة لها به مطلقا ، مثل موضوع أحكام الحلال والحرام من اللحوم ، إنما هو لصيانة الموضوع الأول من أن تصل إليه يد التحريف أو الحذف أو التغيير .. وهي تدل بوضوح على الحساسية المفرطة التي كانت لدى نفر من الناس تجاه قضية الخلافة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث لم يتركوا وسيلة إلا استخدموها لإنكار هذا الامر . فلا يستبعد - والحالة هذه - أن تتخذ اجراءات وقائية لحماية الأدلة والوثائق الخاصة بالخلافة من أجل إيصالها إلى الأجيال المتعاقبة دون أن تمسها يد التحريف أو الحذف ، ومن هذه الإجراءات حشر موضوع الخلافة - المهم جدا - في القرآن بين آيات الأحكام الشرعية الفرعية لإبعاد عيون وأيدي المعارضين والعابثين عنها ].
2- ينقل عالمهم علي الميلاني تصريح آيتهم العظمى عبد الحسين شرف الدين بأن العلة من الإتيان بصيغة الجمع في آية الولاية بدل المفرد هو تجنب إثارة المبغضين بما يدفعهم لتحريفها والعبث بها كي يطمسوا حق الإمامة ، فيقول في كتابه ( نفحات الأزهار ) ( 20 / 67 ):[ والسيد شرف الدين العاملي ذهب إلى أن النكتة هي أنه لو جاءت الآية بلفظ المفرد ، فإن شانئي علي وأهل البيت وسائر المنافقين لا يطيقون أن يسمعوها كذلك ، وإذ لا يمكنهم حينئذ التمويه والتضليل ، فيؤدي ذلك إلى التلاعب بألفاظ القرآن وتحريف كلماته أو نحو ذلك مما يخشى عواقبه على الإسلام ].
3- اعترف آيتهم العظمى جعفر السبحاني بنفس تلك الحقيقة وذلك في معرض بيانه للعلة التي من أجلها وضعت آية التطهير وسط آية الزوجات ، حيث قال في كتابه ( مفاهيم القرآن ) ( 10 / 171 ):[ ولكن يبقى هنا سؤال آخر ، وهو أنه إذا كانت الآية ، آية مستقلة فلماذا جاءت في المصحف جزءا من آية أخرى ، ولم تكتب بصورة آية تامة في جنب الآيات الأخرى ؟
الجواب : التاريخ يطلعنا بصفحات طويلة على موقف قريش وغيرهم من أهل البيت عليهم السلام ، فإن مرجل الحسد ما زال يغلي والاتجاهات السلبية ضدهم كانت كالشمس في رابعة النهار ، فاقتضت الحكمة الإلهية أن تجعل الآية في ثنايا الآيات المتعلقة بنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أجل تخفيف الحساسية ضد أهل البيت ، وإن كانت الحقيقة لا تخفى على من نظر إليها بعين صحيحة ، وأن الآية تهدف إلى جماعة أخرى غير نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما بيناه قبل قليل ].
4- ينقل عالمهم محسن الخزازي تلك الحقيقة عن فيلسوفهم مرتضى المطهري وذلك في كتابه ( بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية ) ( 2 / 72-73 ):[ وأما لما أشار إليه البعض الآخر كالأستاذ الشهيد المطهري - قدس سره - من أنها نزلت في حق الخمسة الطاهرة ، ولكن وضعت بين الآيات المذكورة ، لمصلحة حفظ الإسلام عن تبليغات سوء المنافقين وتمردهم وإعراضهم ، لان النبي - صلى الله عليه وآله - كان خائفا من التمرد الصريح عن الإسلام والقرآن الكريم ، لا من أن يذهبوا إلى التأويل مع قيام القرينة الداخلية والخارجية على المعنى المراد فجعلت الآية المذكورة وأشباهها كآية إكمال الدين في ضمن الآيات الأخر ، لأن يتمكن المخالف من التأويل ، ولا يضطر إلى الإعراض الصريح ، والتمرد الواضح ، فالجملة حينئذ تكون معترضة بين الآيات الأخرى كما لا يخفى ].



فالمتأمل في الحقيقتين سيقف على الاضطراب والتخبط في التقريرات والذي يمكن تصويره بما يلي:

صورة الحقيقة الأولى:
يقول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم قم فأعلن الإمامة وصرح بها جهاراً ولك عندي العصمة من يد الخيانة والتآمر


صورة الحقيقة الثانية:
يقول الله تعالى للقرآن إياك أن تعلن الإمامة وتصرح بها جهاراً فلا عصمة لك عندي من يد الخيانة والتآمر !!!




ملاحظة:


هذا المبحث مستل من كتاب لي بعنوان ( الأزمة بين القرآن والإمامة ) عسى الله تعالى أن يوفقني لإتمامه وطبعه فلا تبخلوا على أخيكم بالدعاء بالتسديد والقبول ويهيئ لي من يعينني على التفرغ لإتمامه.






  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:55 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "