العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى > منتدى نصرة سنة سوريا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-13, 07:39 PM   رقم المشاركة : 1
منذر الفتاح
عضو







منذر الفتاح غير متصل

منذر الفتاح is on a distinguished road


إضاءات على الجهاد الشامي .!

إضاءات على الجهاد الشامي .!




الحلقة الأولى .




بسم الله الرحمن الرحيم








الحمد لله حمدا طيب كثيرا مباركا فيه , والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد :








بداية لابد من بعض الإشارات المهمة لفهم طبيعة العمل المسلح في الساحة السورية .




فمعرفة أسماء الألوية والكتائب وعددها وقادتها لم يعد أمرا فيه تميز ,أو صعبا مناله والوصول إليه , فهذه المعلومات جميعها إنتشرت وتوفرت الان , لكن يبقى الجانب الأهم في نظري ,هو معرفة البنية والتيارات التي تنتمي لها هذه المجاميع المسلحة , والمستوى الشرعي لقادتها , ونظرتهم للكثير من المفاهيم الشرعية المعروفة لدى التيار الجهادي , وعليه :


1- أن الحالة المسلحة الرسمية بدأت مع أول إنشقاق عن الجيش النظامي متمثلة بحسين هرموش وتشكيله للواء الضباط الأحرار , ثم تلاه تشكيل الجيش الحر بقيادة رياض الأسعد , وقبل هذا كانت كان هنالك محاولات متفرقة للمقاومة على شكل أعمال فردية عشوائية كانت النواة لإنتشار"ظاهرة" الكتائب والألوية المشاهدة الان .




فالعمل المسلح الشعبي بدأ مع بعض الأفكار لرد عادية جنود النظام من خلال إستخدام أسلحة بسيطة وخفيفة بدأت في بعض المناطق ببنادق الصيد , دون التفكير ببلورة الحالة لتكون بصيغة كتيبة أو لواء وقيادة لها خطط وإستراتيجيات , لكن الذي حدث أن الحالة تطورت من تلقاء نفسها , بسبب إنضمام متتابع ومتزايد للمتعطشين للعمل المسلح , وحصولهم على بعض الأسلحة الخفيفة كغنائم أثناء الإشتباكات الصغيرة المتقطعة مع دوريات الشرطة والأمن , وتمكنهم من شراء بعض السلاح , وكل كلامي هذا إلى هذا الوقت , عن مجموعات جديدة لم تتجاوز أعدادها العشرين رجل .




مع نجاعة العمل المسلح في رد بعض الدوريات العسكرية , وقتل بعض العساكر , رأى الكثير من الشباب فائدة هذا الأمر , عندها بدأت هذه المجموعات تكبر شيئا فشيئا , وكان العمدة فيها فيما يتعلق بقرار الغزو وشراء السلاح وضم الأفراد متعلقا بالشخصيات الكبيرة , أو المؤثرة , أو القديمة المؤسسة , أي أنه لم توجد قيادة بالمعنى الحقيقي , يرجع لها في هذه الأمور , بل الحالة كانت عشوائية يتم فيها إتخاذ القرار بالتراضي دون حدوث أية مشكلة .




مع تطور الأمر تقدمت بعض الشخصيات بفضل رأيها , وتأثيرها النفسي على من يحيط بهم من المقاتلين لتتصدر المشهد في تجمعها المسلح , فبتنا هنا أقرب لمفهوم القيادة والتنظيم , وبالفعل فقد تم تأمير بعض الشخصيات لتصبح فيما بعد تحمل صفة " القائد " .




2 - هذه التشكيلات المسلحة - لا أقصد الجيش الحر الرسمي - لم تحمل منهجا أو رؤية للصراع , بل كان الحديث الغالب والمنتشر بين صفوفها هو قتال النظام , وجرائم النظام , فمع مفاهيم الجهاد والإستشهاد وهتافات " الله أكبر " كنا نجد كلاما عن الأفاضل في المجلس الوطني , وضرورة التوحد لإسقاط النظام دون النظر للخلفية والهدف, والضغط للإستعانة بالناتو وغيرها .




فهذه صورة عن الفهم الذي كان يسود تلك التشكيلات , لكنه مع الوقت تطور بعد ظهور مفاهيم الراية والشريعة والخلافة وغيرها , فأصبح الخطاب متموجا غير مفهوم في بعض الأحايين , فنفسه المنادي بالخلافة , تجده يتحدث عن الوحدة الوطنية والأخوة مع الطوائف .




وهذا الأمر لم يكن مفاجأة , أو شيئا غريبا, فمعرفتنا بالمستوى الشرعي لهذه التشكيلات وقادتها , جعل الأمر طبيعيا للغاية , فأساسا هذه المفاهيم إلى الان غير مضبوطة عند كبرى التشكيلات العسكرية الإسلامية .




غير مضبوطة لأن الفهم لم يكن هو نفسه عند بداية تأسيسها , بل الخطاب تغير تبعا للظروف وإنتشاره , وتقليده أحيانا أخرى .




وإنما قلت هذا الكلام عن نشأة هذه التشكيلات المسلحة حتى نميز بينها وبين التنظيمات التي ظهرت أساسا ولها قيادة ومنهج ورؤية للصراع , ونزلت للميدان منظمة مرتبة , كبرت مع الوقت , وكان لها خطاب إعلامي يهدف للترويج لما تريده , وخطابها بقي واحدا منذ نشأتها حتى الوقت الحالي .




وكانت نظرتها الشرعية للكثير من المفاهيم محسومة وعلى أساسها بنت تنظيمها وشرعت في العمل .




بالنسبة للنوع الأول : فما ذكرته أعلاه عن نشأة هذه التشكيلات فإن صورته الأمثل تنطبق على الحالة العسكرية التي تشكلت في ريف إدلب , ثم تم تصديرها إلى بقية المحافظات , حتى وصلنا إلى ظاهرة " الألوية والكتائب " , وكان الدافع لإنتشار هذا الظاهرة :




1 - أن فكرة العمل المسلح قد راجت في هذه الفترة , فيما كانت تعد قبلها حديث تشمئز منه الأنفس بذريعة عدم إعطاء النظام المبرر لإستخدام العنف المفرط في قمع الإحتجاجات , لكن ورغم هذا الإدعاء فالنظام أساسا كان يستخدم العنف والإعتقال والإجرام , فنشأ تيار ثالث من ضمن تيار المظاهرات والحراك السلمي أعتبر مؤسس العمل المسلح بعد تغير نظرته - أقول تغير نظرته - لإنه بداية لم يكن يؤمن بالعمل المسلح كما هو حال التنظيمات الجهادية التي استقر رأيها وتحركها على العمل المسلح من البداية .


2 - أن تشكل هذه الكتائب حمل طابعا مناطقيا , فأتجه الجميع للتقليد , فعندما تشكلت كتائب شهداء جبل الزاوية , عمدت مناطق قريبة لتقليد الامر , ثم أنتقلت الظاهرة لحلب , ثم حمص والشرق والجنوب وهكذا , فعلى الرغم من أن مناطق كثيرة من التي ذكرت لم يكن فيها أي نشاط عسكري , إلا أن بعض الرجال باشروا بتشكيل هذه الكتائب لتحمل أسماء مناطقهم , تحت عنوانين أساسين : ( 1- العمل العسكري هو الأنجع , 2 - لما لايكون لمنطقتنا كتيبة كما هو سائر المناطق ) .




ومع إنتشار هذه الكتائب بهذه الصورة التي ذكرتها , كان عددها قد جاوز المئة في بعض المناطق , وحصلت على سلاح متوسط , وبدأت عملياتها تنتظم أكثر فأكثر .. هذا من الجانب العسكري .




من الناحية النفسية و التوجه : فهذه التشكيلات المسلحة كانت مرجعيتها الشرعية والمنهجية العلماء الرسميون في الخليج , أوعلماء الشام المشنقون عن المؤسسة الدينية الرسمية , أو الفارون .




فلم تكن هذه التشكيلات العسكرية تتعب نفسها في البحث عن حقائق المفاهيم الشرعية , بل كان الأمر عندها محسوما في أي مسألة إن تكلم العرور بها .




ومن ضمنها مسألة إقامة الدولة المسلمة , والإستعانة بالناتو , والنظرة للحكام العرب ,وإقامة الحدود في المناطق المحررة , والتفريق بينها وبين الهيئات القضائية الوضعية الثورية ,والحكم الشرعي في الضباط المنشقين ( المتطوعين في الخدمة وليس المجندين .! ) .




وقبل هذا كله الراية , وحكمها , والموقف الشرعي من المجلس الوطني , ومفاوضاته مع الغرب , فكما قلت أن الحسم في هذه الأمور عند هذه التشكيلات هو مايقوله الشيخ الفلاني في الخليج , أو الشيخ الشامي المشبع والمشرب بعقائد الصوفية والأشاعرة والإنحرافات في مفاهيم كثيرة تتعلق بالحكم والإمارة والجهاد .




وللعلم : فمن تجرد من النظرة العاطفية للأحداث في الشام , وتابع الأمر بدقة متناهية , فإنه سيجد تقلبات فكرية متتابعة على إمتداد الثورة منذ بدايتها , تغيرت النظرة للصراع مرات كثيرة , وتغيرت النظرة للمعارضة السياسة ومازالت تتغير , والنظرة العسكرية في أسوأ أحوالها مع كل مامرت به الثورة .




بعد تنامي هذه التشكيلات في مناطق كثيرة من سوريا , حملت تلقائيا إسم الجيش الحر , وعملت تحت رايته , وقبل هذه الفترة وعودة للوراء قليلا و منذ أن إنتظم العمل المسلح وبات متواترا أكثر من ذي قبل , بدأت مخابرات الدول المجاورة في العمل والتحرك على الساحة , بعد مرور فترة صعبة جدا من التضييق المالي والعسكري , حتى صرنا نبحث عن الرصاصة ونجهد في شرائها ولانوفق , وكانت هذه هي اللحظة المناسبة لدخول عروض التمويل والدعم .




وهنا عمدت كل من قطر والسعودية وتركيا والغرب إلى مايلي :




بعد تزايد أعداد المنضمين لهذه المجاميع , وفي الوقت الذي كان فيه جهد التمويل متواضعا جدا وذاتيا يعتمد على أفراد المجموعات نفسها , ولما كان المقاتلون أنفسهم لايجدون أحيانا مايأكلون أو ذخيرة كافية لإدارة إشتباك .




وجدت هذه المجاميع نفسها تسير في منحدر خطير ,فكثرة الأعداد عندها , وتنامي مسؤولياتها المالية , قد يوصلها لنهاية مؤسفة إن هي بقيت هكذا .




تدخلت الدول المذكورة , لا لدعم فصيل معين , بل لإنشاء حالة سيطرة على الساحة , وفق خطة تلخصت بما يلي :




عدم الإكتفاء بدعم فصيل واحد , بل دعم أكثر من تشكيل مسلح , والظهور على الأرض بعدة الوية وكتائب , تكون عند إجتماعها صاحبة ثقل وكلمة مسموعة , فلجأت قطر مثلا لدعم عدة فصائل يصل عددها للعشرة , وتركيا فعلت ذات الأمر مع الألوية التركمانية المقاتلة , والسعودية فعلت كذلك المثل , والغرب دعم الجيش الحر الرسمي والمجالس العسكرية , ليصبح لكل طرف من محركي الصراع أكثر من أداة عسكرية فاعلة , ولا أنسى الإخوان فلهم نفس الأمر .


ومسألة عدم الظهور بفصيل واحد والإكتفاء بدعمه , هو سلوك أمريكي متبع في السيطرة على المجتمعات وخصوصا أثناء الحملات الإنتخابية , من خلال التواجد و الظهور بمؤسسات صناعية وطبية وإجتماعية وكفالية ومصانع حربية , ومؤسسات مدنية وتعليمية , يكون لهم السيطرة على كل هذه , فينتج عند إجتماعها لأمر ما إعتقاد بـإنه " إجماع " على الشخص الفلاني كمنقذ ومخلص للبلاد , ولو أنها ظهرت بوجه وتشكيل عسكري واحد لما استطاعت الحصول على نفس الأمر , ولتمكن الخصوم من ضرب الأداة بكل مايمكن ضربه .




وهذه الأطراف المحركة للصراع في الساحة الشامية , لم تكن لتظهر بفصيل واحد , عمله العسكري محدود , بل تبادر بدعم وشراء أكثر من فصيل , بعلم أو بدون علم هذا التشكيل بأن الجهة الداعمة له هي نفسها من تدعم سرا فصائل أخرى .




فلو أن أمرا ما طرأ على الساحة , فإن الأغلبية الساحقة لاي مشروع ستكون لصالح تركيا والخليج والغرب , ويظهر للناس على أنه إجماع للفصائل المسلحة ... فيما شذ عنه شرذمة قليلون .!!


وقبل قرابة الشهرين خرج قادة إحدى الكتائب المقاتلة للعلاج في تركيا من أصابة تعرض لها في ساقه , وكنت قبل فترة ألتقيت به وحدثني عن مأساة كتيبته التابعه لإحدى الألوية , وكيف أنه انفق أمواله الأخيرة على آخر وجبة طعام لمقاتليه, وكيف سيحل الأمر , ولدى عودته من تركيا , ألتقيت به مرة ثانية , فأخبرني أنه كان مع بعض قيادات لواء عسكري شهير التي أجتمعت مع المخابرات الأمريكية , وقدموا عروضا سخية ودعما مفتوحا .




ومثل هذا الكلام أصادفه كثيرا , إجتماعات في تركيا , وفي الأردن , وفي كردسستان العراق , يضخ من خلاها أموال كثيرة , حتى بتنا نرى هذه التشكيلات التي لم تكن تجد ثمن الرصاصة , باتت تدفع رواتب للمقاتلين , وتشتري أفخر انواع السيارات مع تراجع عملها المسلح على الأرض .


فقد تمت السيطرة على الساحة , وربط الكتائب وقادتها فيها بالدعم المالي والتعهدات


يتبع إن شاء الله ..




بقلم أبي تيمية الشامي


الجمعة 25 أكتوبر 2013 - الموافق - 20 ذو الحجة 1434 هجرى






 
قديم 03-11-13, 07:40 PM   رقم المشاركة : 2
منذر الفتاح
عضو







منذر الفتاح غير متصل

منذر الفتاح is on a distinguished road


إضاءات على الجهاد الشامي - الحلقة الثانية - .!


الحلقة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم



إن فقدان حالة " القيادة والتنظيم " من بنية التشكيلات العسكرية السابق ذكرها , إنما كان مرده لأمرين إثنين :
الأول : قلة الخبرة وربما إنعدامها عند بعض ممن فكر بحمل السلاح , وهذا النوع لاتفريق كبير بينه وبين الضباط المنشقين , فليس حال الأخيرين منهم بأفضل , فكل ماعندهم علوم - أو ربما لا - عسكرية تقليدية , ومهارة في إختصاص معين بحسب عملهم في الجيش النظامي , أما بناء التنظيمات , وقراءة الصراع , ورسم الإستراتيجيات , وبناء التصورات , فأمر أكبر منهم بكثير .
الثاني : أن الحالة النفسية يومها كانت تميل للصدق , والإخلاص للعمل , والرغبة برفع الظلم دون التفكير بأي شيء , وكنا نلاحظ بساطة وتواضعا , وبعدا عن مواضع السلطة والإمارة , قبل أن تدخله حظوظ النفس , ففي الوقت الذي لم يكن يهم أحد منهم مسألة الظهور الإعلامي , أو تلميع إسم كتيبة أو لواء ما , أصبح هذا الأمرهو المسيطر فيما بعد خصوصا عندما ضخت لهم أموال , وأصبحوا رؤوسا , وباتو يعلمون أنهم جزء من المعركة , ولهم كلمتهم , وثقلهم , حتى بتنا نرى حول المعركة الواحدة المشتركة , أكثر من بيان , لأكثر من لواء وكتيبة , مع أنهم جميعهم جيش حر .!
وهنا أتحدث عن تشكيلات تجاوز عددها الألف فما فوق , تشكل معظمها بتوحد كتائب مناطقية صغيرة , كما في لواء التوحيد العامل في حلب مثلا .
جميع هذه التشكيلات العسكرية , كانت تعمل جنبا إلى جنب وتحت راية الجيش الحر المؤسس من قبل الضابط العقيد رياض الأسعد المنشق عن الجيش النظامي .
حملت هذه التشكيلات أسماء إسلامية , وكانت القيادة فيها لغير الضباط , رغم وجود أعداد من المنشقين فيها , وإكما أسلفت تم إهمال النظر في مفاهيم شرعية كثيرة كما قلت , لإن حسم هذه الأمور ليس مناطا بهم , بل بمرجعيتهم التي ذكرت .
الدولة الإسلامية : ولا أقصد مشروع الإخوة في الدولة الإسلامية في العراق والشام , بل إني هنا سأشير لأمر دقيق للغاية , وهو معنى الكثير من الألفاظ عند عامة المسلمين , وعند التشكيلات المسلحة التي يدور البحث حولها , وهو أن تعدد مرجعية هذه الجماعات بين السلفية التقليدية السلطانية في الخليج , والتيار السروري والإخواني , جعل هذه المفاهيم مختلطة أو محسومة عند البعض , توهم من يسمعها دون تحقيق بإن المراد بها هو ماعليه السلف .
فالدولة الإسلامية عند التنظيمات المدعومة من الخليج هي الدولة الإسلامية السعودية ودولة باكستان الإسلامية , والدولة الليبية الحالية بعد الثورة , ودول الخليج مجتمعة بما فيها حكومة ولي الأمر في قطر , ومصر , فكل هذه دول إسلامية ينص الدستور فيها على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي وأنه المصدر ( الرئيسي ) في التشريع , وانتهت القصة والسلام .!
فالكثير من هذه المجاميع المسلحة ينظر لمفهوم الدولة بهذه الطريقة , حتى وإن كان في دستورها قانون وضعي , إلا أنهم لايخرجونها من الدولة الإسلامية الشرعية المطلوب إقامتها , بل فقههم في هذا هو فقه سلفية حزب النور , حيث السيسي ولي أمر والدعوة خير حل ,وعدا عن هذا فلامكان لا لجهاد جولاني ولا ظواهري ولا بغدادي .
فالقصد من هذه الكلمات كلها , أن البحث يسهل عند معرفة مرجعية كل تشكيل مسلح , لإنه سيتحرك ضمن نطاق أدبيات التيار الذي يعتنقه , بعيدا عن أي كذب ودجل يقدم وكلام مباع يراد من وراءه كسب الساحة والإلتفاف على خصم لهم ظهر قويا منافسا .
وبعض التشكيلات المدعومة من تركيا والتي غالبها من ألوية التركمان المقاتلة , تنظر لتركيا على أنها الدولة المسلمة , وأن حفيد العثمانيين ينتهج نهجا نبويا , وأن الحق في تقليد دولة الأتراك .
ومن يدعمه الغرب , ينظر للدولة المسلمة , كنظرة بشار لها , فالدولة المسلمة هي التي تفتح إرسالها التلفزيوني بآيات من الذكر الحكيم وبعده النشيد الوطني , والتي تبث وقائع حفل المولد النبوي على القناة الرسمية , والتي يصلي فيها الرئيس في يوم العيد على الشاشات , والتي تعج بالمساجد , ومسابقات تحفيظ القران , والتي نرى فيها سماحة المفتي جالسا مع الرئيس , والأحوال تمام وكل شي على مايرام , كما هي دولة الجزائر , ودولة المغرب , والعراق وغيرها , أما حاكمية وجهاد وولاء وبراء , فهذا فهم وهابي دخيل , وتطرف يسيء للإسلام السمح , خصوصا إن علمنا أنه في مقابل التيار السلفي السلطاني بشقيه المصري والخليجي , يوجد تيار صوفي له كلمة ووزن وسيطرة على الجماعات المسلحة التي يدعمها , يتمثل هذا التيار بعدد لايستهان به من علماء الشام المنشقين عن المؤسسة الرسمية .!
أو الفارين من بطش النظام من أئمة المساجد في مناطق القتال , وكلا هذين النوعين , مشرب بالمصائب , فمن تراه كان بعثيا , أو صوفيا أو إن أحببت جرب واستفسر عن إعتقاده في بعض الأمور , كحكم الإنضمام للجيش الوطني , ونظرته لدويلات الخليج وحكامها , أو الحاكمية , أو مسائل الإيمان والكفر , ستجد عجبا عجابا , فالمدرسة التي درس فيها أساسا تبتعد عما تراه غلو أثاره التيار النجدي قبل مئتي سنة , وترى الحق في مفاهيم مشايخ الشام الذين أساسا كانوا يرون أن حكم الأسد الأب والإبن حكم شرعي , إنما الذي جرهم للإنشقاق عنه هي الجرائم لا الكفر والشرك الذي كان فيه .
أما الجماعات المدعومة من الإخوان , ففهمها للدولة الإسلامية , والتعامل مع الغرب , والحكام في الخليج وغيرهم , هي ذاتها نظرة التنظيم الدولي المعروفة , فلا حاجة لبسطها , وهم أول من قعد في أحضان الغرب والناتو واجتمعو مع الأمريكان ومخابراتهم في الوقت الذي كان فيه البسطاء يقاتلون النظام ببنادق الصيد .
وقد يقول قائل أن هذا الكلام سابق لأوانه وأنه إمتحان للناس وعدو صائل في البلاد , أقول أن هذا ليس شأني هنا , فأنا أصف لكم هذه الجماعات ومرجعياتها , حتى تكونوا على بينة , أما ماتبقى فكلام آخر , فشكل نظام الحكم , ومن يفاوضك هم هؤلاء شئت أم أبيت , فإن جلست مع من تدعمه قطر لتشاوره على إقامة دولة إسلامية فأنت اساسا تجلس مع القطريين , ولو جلست مع التشكيلات المدعومة من قبل المخابرات السعودية , فأنت تجلس مع رئيس الإستخبارات السعودية ومشايخ المملكة , ولو استعنت بالتنظيمات الإخوانية فأنت تتكلم مع المرشد الأعلى للتنظيم الدولي , ولك في الغرب المثل فتأمل .!
وفي جلستك الحوارية مع أي تنظيم محسوب على سلفية آل سعود , فستجد كلام مشايخهم أمامك ولاشيء غيره , فمن أنت حتى تقدم كلامك أمام سماحة مفتي السعودية وهيئة كبار العلماء ؟ بل من أنت حتى تتكلم في حضرة محمد حسان وتأصيله اللامع ؟ ثم ألا تخجل من نفسك وأنت تعارض علامة الأمة القرضاوي وقد أفتى بالجهاد بالشام ويعتبر مرجعية الإخوان والمؤصل للكثير من المفاهيم عندهم ؟
وكمثال : فإن قائد لواء شهير مقاتل على الأرض يدعو لإقامة الدولة المسلمة , وهو ومن معه من الطبقة البسيطة قبل الثورة , منهم من كان تاجرا , أو حرفيا , نفس هذا الرجل الذي يدعو للدولة الإسلامية يشيد بحكومة الإئتلاف ويكون على رأس مستقبلي رئيس الحكومة "هيتو" في إحدى المعابر الحدودية , ويسير معه في رحلة تفقدية كممثل شرعي للسوريين ورئيسا للحكومة .!
وهذا الرجل ومن معه , لو أنك قدمت له بحثا شرعيا في أية مسألة , فلن يعدك بالنظر والبحث فيها , فهو من معه أساسا ليسو طلبة علم , ولا باحثين في المسائل الشرعية , بل حالتهم القيادية حالة طارئة بسبب الثورة , و إن غاية ماسيفلعه هو أن يقدم البحث أو الإعتراض أو الإستفسار لمرجعيته الشرعية , ويرد عليكم بما يؤصلونه له .
وكذلك كمثال فالنظرة للطائفة النصيرية هي في غالبها نظرة عاطفية تدرج فيها الخطاب منذ بداية الثورة , فلما كانت طائفة كريمة , أصبحت طائفة تحمل وزر السكوت عن خطأ وإجرام ابنائها الحاكمين في دمشق , ثم ضرورة القصاص من كل علوي مشارك في القتال , ثم يجب قتال الطائفة , ثم نحن لسنا ضدهم , ثم عودة مرة ثانية لـ : هم إخوة لنا ولن نستهدفهم , وهكذا دواليك ..
فالخطاب منبعه العاطفة , أو فتاوى مرجعياتهم المتقلبة , والفهم الغير محسوم تجاه الكثير من المسائل .
بعد الوصول لهذه المرحلة , كبرت هذه التشكيلات العسكرية , وبدت حالة الترف المالي ظاهرة عليها , وبات واضحا ان كل مال يقدم يجب أن يكون لولاء لجهة ما , وهذا الأمر عرض علينا أكثر من مرة من المجلس العسكري , وتشكيلات أخرى , بإن نقبل المال مقابل العمل تحت مظلة التشكيل وبأمره , فلما كان الرفض كان الحصار .
بل إن هذه التشكيلات العسكرية التي لم تكن تجد ماتطعم مقاتليها , أصبحت تدفع لهم رواتب , وتتكفل بتقديم خدمات إجتماعية كبيرة مكلفة , يعلم كل من عاش هذه الأجواء أنها تكاليف مالية ضخمة ترهق أعتى وأغنى تنظيم , لكن هؤلاء لايبدو عليهم هذا .
فأنت تتقدم بإسم جبهة النصرة , أو القاعدة أو الدولة , لتقيم مشروعا إسلاميا يعلم حقيقته ومعناها الغرب قبل الشرق , لن يقف الجميع متفرجا عليك وأنت تسيطر على الساحة , بل لن يقف الإخوان والخليج والأتراك متفرجين عليك , ولن يقف الغرب مراقبا , فكما تندفع انت بكل قوتك وثقلك , غيرك سيندفع بكل قوته المالية والإستخباراتية في الساحة , وحتى لو لم تظهر جبهة النصرة , فالخليج والغرب يعلم جيدا , أن أيادي التيار الجهادي موجودة في الشام بشكل أو بآخر وهو أمر قرأه كلا الطرفين , وعلم كلا منهم بوجود خصمه .
الجبهة الفلانية : لاتحلم أن تكون لك السمعة كلها ونحن موجودون , هذا حال لسان الإخوان والخليج والغرب والأتراك , فإن كنت جبهة لنصرة الشام , أو دولة إسلامية , أو قاعدة , فنحن كذلك عندنا مشروع .
بعد بلوغ عدد هذه التشكيلات العسكرية الالاف في بعض المناطق , تراجع أداءها العسكري بشكل فظيع , فأصبح قرار القتال والهدنة والتوقف العرفي ( العسكري ) بيد من يمول ويخطط .
فقادة التشكيلات الكبيرة تغيرت نظرتهم للصراع بعد أن كانت ساذجة لاتتعدى الميدان وإقتحام الحاجز الفلاني والهجوم على الدورية الفلانية , وإنتظار الضربة الجوية المنتظرة من الناتو , والشوق لإنفاذ وعد أردوغان ضد الأسد ليسقط النظام وتنتهي القصة .
فبعد أن اختطلوا بأجهزة المخابرات الإقليمية , وتعاملو مع صناع القرار ومستشاري رؤساء الدول المجاورة , علموا أن الصراع اكبر بكثير مما كانو يتصورون , وأن الأسد لايقاتل وحده , وأن حل المشكلة مرتبطة بتوافق دولي من قبل محركي الصراع الكبار كروسيا والصين وإيران والغرب .
فأية ورطة هذه ؟ إما أن نرفض المال والسلاح , أو نعارض قراراتهم , أو نتفرد بشيء ما , نفقد بعدها كل الدعم , وقد نكون عرضة لتصفية , أو إنقلاب من داخل التشكيل المسلح نفسه , فكل شيء مكشوف , وكل حركتنا لديهم معلومة , فنحن بالإساس متخفين من جواسيس الأسد , وكتائبه العميلة المندسة بيننا , فماذا نقعل ؟
كان الركون للدول الداعمة هنا هو الحل الأمثل , خصوصا أن تم تدعيمه بفتاوى خليجية وشامية ,تؤصل للأمر وتجعله واجبا لصد الأسد وعدوانه .

يتبع بإذن الله ..

بقلم أخيكم
أبي تيمية الشامي

السبت 2 نوفمبر 2013 ميلادى - الموافق - 28 ذو الحجة 1434 هجرى







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "