العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-15, 05:09 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


تفسير سورة القدر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ،وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ،لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ،تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ،سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)سورة القدر،
القدر،بمعنَى الشرف والتعظيم أوْ بمعنى التقديرِ والقضاء،لأنَّ ليلةَ القدر شريفةٌ عظيمة يقدر الله فيها ما يكون في السنةِ ويقضيه من أموره الحكيمة،
قوله تعالى(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
يخبر تعالى، أنه أنزل القرآن ليلة القدر وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل عنها (إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) أقسم جلّ ثناؤه بهذا الكتاب, أنه أنـزله في ليلة مباركة،و
هي ليلة القدر،
وهي من شهر رمضان كما قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )
وصفها الله سبحانه بأنها مباركة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها، فمِن بركتها أنَّ هذا القرآنَ المباركَ أُنْزِلَ فيها ووصفها سبحانَه بأنه يفرق فيها كلُّ أمرٍ حكيم،يعني يفصل من اللوح المحفوظِ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله سبحانَه في تلك السنة من الأرزاقِ والآجال والخير والشر وغير ذلك من كلّ أمرٍ حكيمٍ،
ثم قال تعالى معظما لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها فقال(وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
وقوله تعالى(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)العمل فيها خير من ألف شهر ،أي أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ) ورواه النسائي،
وعن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه)متفق عليه،
وقوله تعالى(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)فيها ثلاث فوائد،
أولاً،الاختصاص بيد الله سبحانه وتعالى،فهو الذي فضل بعض النبيين عن بعض،وفضل بعض الشهور عن بعض،وفضل بعض الأوقات عن بعض،
ثانياً،ليلة القدر،هي في حقيقتها فرصة لإطالة العمر فألف شهر تعادل تقريبياً على ثلاثة وثمانين سنة )فلو حرصت كل الحرص على هذه الليلة فلا تفوتك، وذلك بقيام كل ليالي العشر الأخيرة، واستغلال كل ليلة منها كأحسن ما يكون الاستغلال، كقدوتنا وحبيبنا محمد،صلى الله عليه وسلم،كما روت عنه عائشة رضي الله عنها،أنه إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله،
( وليلة القدر لا تساوي ألف شهر بل هي خير من ألف شهر
ثالثاً،ليست العبرة بطول الأعمار إنما بحسن الأعمال،
وقوله تعالى(
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)
أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها،والملائكة يتنزلون في ليلة القدر إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة وأما الروح المراد به ههنا جبريل عليه السلام خصَّه بالذكر لشرفه وفضله،
وقوله تعالى (
أسَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)سلام هي،ليلة القدر ليلةُ سلامَ للمؤمنين من كل خوف لكثرة من يعتق فيها من النار، ويسلم من عذابِها،
فهي سلام لكثرةِ السلامةِ فيها من العقابِ والعذابِ بما يقوم به العبدُ من طاعةِ الله عز وجل،
(حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)ليلة القدرِ تنتهي بطلوعِ الفجرِ لانتهاءِ عملِ الليلِ به،
وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلّم(تحروا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخر من رمضان) متفق عليه،
ولا تختص ليلة القدر بليلةٍ معينةٍ في جميعِ الأعوامِ بل تنتقل فتكون في عام ليلة سبع وعشرينَ مثلاً، وفي عام آخرَ ليلة خمسٍ وعشرينَ تبعاً لمشيئةِ الله وحكمته،
وقد أخفى الله سبحانه علمها على العبادِ رحمةً بهم ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالِي الفاضلة بالصلاة والذكرِ والدعاء فيزدادُوا قربةً من الله وثواباً،وأخفاها اختباراً لهم أيضاً ليتبينَ بذلك من كانَ جادَّاً في طلبها حريصاً عليها ممن كان كسلانَ متهاوناً،فإن من حرص على شيءٍ جدَّ في طلبِه وهان عليه التعب في سبيل الوصول إليهِ والظفر به،
ليلة القدر يفتح فيها الباب،ويقرب فيها الأحباب، ويُسْمَع الخطاب،ويرد الجواب،ويكتب للعاملين فيها عظيمُ الأجر،ليةُ القدر خيرٌ من ألف شهر،فاجتهدوا في طلبها،فهذا أوانُ الطلب،واحذروا من الغفلة ففي الغفلة العَطَب،
اللهم اغفر لنا زلاتنا التي اقترفناها في السر والعلن,وتقبل منا الصيام والقيام وصالح الاعمال,واجعلنا من عتقائك من النيران،
اللهم اجعلنا من السابقين إلى الخيرات مع الذين أنعمت عليهم ووقيتهم السيئات،وأعذنا من مضلات الفتن،وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن،
وارزقنا شكر نعمتك وحسن عبادتك،واجعلنَا من أهل طاعتك وولايتك،برحمتك يا أرحم الراحمين،
تفسير ابن كثير،رحمه الله.






 
قديم 09-07-15, 01:56 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا وبارك فيك







 
قديم 09-07-15, 04:35 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا وبارك فيك

وبارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي محمد السباعى
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:05 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "