>> فانظر جيدًا بنظر الإنصاف لا الخلاف إلى قولي : (( وقد يكون منهم من ارتكب من الإثم والمخالفة الجسيمة ما يستحق بها اللعن ؛ كهذين الرجلين المذكورين في الحديث ! )) ، وخاصة أمعن النظر في عبارة : ((كهذين الرجلين المذكورين في الحديث ! )) !
>> فأنا أقصد بقولي : (( وهم المنافقون في ذلك العصر وكل عصر )) مَن كان منافقًا خالصًا ، ولا أقصد به هذين الرجلين أبدًا ؛ فلذا فقد سقط وبطل ما كنتَ أنت تحاول زورًا وتلبيسًا أن تنسبه إليّ من أن كلامي يوحي بأنني أزعم أن الرسول ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ـ يمنح المنافقين الزكاة والأجر ؛ فانتبه ، ولا تعد !!
[quote=al_sadri;769397]
لكن حديثا الرسول صلى الله عليه واله في البخاري ومسلم لهما صفة عامة وليست خاصة ....... بدليل تطبيق حديث ( فأي المسلمين لعنته .........) على معاوية وليس هو احد الرجلين ............اي انه عام .....
[/quote]
*س1- متى طُبّق معنى هذا الحديث على أمير المؤمنين معاوية ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ فاتح الأمصار ، وقامع الفجار ـ ؟!
س2 - ومَن الذي طبقه ؟!
>> وعمومًا ؛ فإن كان قد طبّق ـ كما تقول ـ على أمير المؤمنين معاوية ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ ؛ فلقد فاز ـ وربي ـ هذا الصحابي ( معاوية ) بالزكاة والأجر ؛ فطوبى له وحُسن مآب !!
( وقفة) : وعلى ذا ؛ لمَ تلعنون ( الخطاب موجه إلى الروافض ( مذهبًا ) لا إلى الكاتب ( عينًا ) أمير المؤمنين معاوية ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ وقد زكاه رسول الله ـ صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ ؟!
[quote=al_sadri;769397]
وهذا اعتراف منكم ان النبي صلى الله عليه واله يجوز له الخطأ بما فيه السب او اللعن او الغلط ..... كما نفعل نحن البشر عندما نغضب
هل تقبلون هكذا منطق بحق نبيكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نحن لانقبل بهذا ابدا .................................................. ..
[/quote]
*لا ، فلا نقبل بما أردتَ وأوهمتَ ، بل في اعتقادنا أنه ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ـ لا يوجه اللعن إلا إلى مَن يستحق اللعن ـ ولو كان هو ـ عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه ـ غاضبًا !
>> عمومًا ؛ فما تقول أنت فيما ورد في كتبكم أنتم ـ خاصة أنه مشابه ، بل مطابق في بعض ألفاظه ، ما جاء عندنا في صحيح مسلم ـ رحمه الله ـ فقد جاء : عن علاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص : (( اللهم إنما أنا بشر أغضب و أرضىو أيما مؤمنحرمته و أقصيتهأو دعوت عليهفاجعله كفارة وطهوراو أيما كافر قربته أو حبوته أو أعطيته أو دعوت له و لا يكون لها أهلافاجعل ذلك عليه عذابا و وبالا)) [. بحار الانوار / ابواب القضاء / باب 8 جوامعاحكام القضاء ]
>> هل ترد هذا الحديث ؟
>> وما توجيهك له ؛ إن قبلت به ؟!
(لفتة) : ولكنكم ـ يا روافض ( لا أوجه الخطاب للكاتب بعينه ) قد قبلتم بأنّ تجعلوه ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ـ يعلم الغيبَ ، وله ولاية تكوينية ، ويحاسب العباد يوم الميعاد ؛ فأي الفريقين ـ على قبول المقال ـ أحق بالعجب ، وأسوأ اتهامًا لرسول الهدى ـ عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام ـ ؟!
[quote=al_sadri;769397]
زميلي الفاضل كيف استنتجت هذا الاستنتاج ؟؟؟؟
فالنبي موسى عليه السلام لم يخطيء عندما رمى الالواح ....ولو اخطأ ( حاشاه ) لذكر ذلك القرأن الكريم ......
وانتم تقولون ان محمدا صلى الله عليه واله بشرا يصيبه الخطأ فليعن ويسب !!!
والفرق واضح بين الموقفين .....
[/quote]
*نفهم من صريح كلامك أنّ رمي الألواح التي فيها كلام الله تعالى وتقدس كان جائزًا مباحًا !؟
>> وعليه ؛ فإنّ رمي المصحف الذي فيه كلام الله تعالى يجوز للمسلم ! .. فإن كان عندك لا يجوز ؛ فإنه يلزمك أن رمي موسى ـ عليه السلام ـ للألواح كان خطأ ، ولكنه صدر معه في سورة وفورة غضب !
وإن قبلنا ـ جدلاً ـ بإن رمي الألواح كان مباحًا ؛ فما قولك في جرّ نبيّ كريم ؛ وهو هاورن ـ عليه السلام ـ بلحيته أمام الناس أعداءً وأحبابًا ؛ هل هو جائز ـ في عندك ـ هو الآخر ؟! ( وهو فعل موسى ـ عليه السلام ـ )
** وأما في الجزئية الثانية فنعيد عليك ما قد قيل : ما تقول أنت فيما ورد في كتبكم أنتم ـ خاصة أنه مشابه ، بل مطابق في بعض ألفاظه ، ما جاء عندنا في صحيح مسلم ـ رحمه الله ـ فقد جاء : عن علاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص : (( اللهم إنما أنا بشر أغضب و أرضىو أيما مؤمنحرمته و أقصيتهأو دعوت عليهفاجعله كفارة وطهوراو أيما كافر قربته أو حبوته أو أعطيته أو دعوت له و لا يكون لها أهلافاجعل ذلك عليه عذابا و وبالا)) [. بحار الانوار / ابواب القضاء / باب 8 جوامعاحكام القضاء ]
[quote=al_sadri;769397]
والفرق واضح بين الموقفين .....
[/quote]
>> حبذا لو وضّحتَ أنت هذا الفرق !؟
[quote=al_sadri;769397]
ولا يصح المثل هنا فالفعل صدر من النبي صلى الله عليه واله وجاء النهي من الله سبحانه !
انما القولين المتناقضين صدرا من النبي صلى الله عليه واله حسب صحاحكم
فتارة النبي صلى الله عليه واله ينهى عن فعل وتارة يناقض نفسه ( حاشاه) ويعمل بما نهى الاخرين عن عمله ......
[/quote]
*نفهم من صريح كلامك أنك تعتقد أن النهي إذا جاء من النبي ـ صلى الله عليه وآله وصحبه جميعًا وسلم ـ فإنه ليس كالنهي من حيث القبول والوجوب والامتثال إذا جاء من الله ـ جل وعلا ـ : (( وما ينطق عن الهوى * إنه إلا وحي يوحى )) !؟
>> وأما نحن فنعتقد أن النهي والأمر من حيث القبول والوجوب والامتثال واحد سواء كانا من الله ـ جل في علاه ـ أو من رسوله ـ عليه وآله وصحبه أجمعين الصلاة والسلام إلى يوم الدين ـ والحمد لله ربّ العالمين ،،،
( إضاءة ) : هنا أنقل كلام النووي ـ رحمه الله ـ زيادة في الفائدة والإيضاح على هذا الحديث الشريف: ((4705 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَر ، فَأَيّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْته أَوْ سَبَبْته فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاة وَأَجْرًا )
وَفِي رِوَايَة : ( أَوْ جَلَدْته فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاة وَرَحْمَة ) وَفِي رِوَايَة : ( فَأَيّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْته شَتَمْته لَعَنْته جَلَدْته اِجْعَلْهَا لَهُ صَلَاة وَزَكَاة وَقُرْبَة تُقَرِّبهُ بِهَا إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة ) وَفِي رِوَايَة : ( إِنَّمَا مُحَمَّد بَشَر يَغْضَب كَمَا يَغْضَب الْبَشَر ، وَإِنِّي قَدْ اِتَّخَذْت عِنْدك عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ ، فَأَيّمَا مُؤْمِن آذَيْته أَوْ سَبَبْته أَوْ جَلَدْته فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَة وَقُرْبَة ) وَفِي رِوَايَة : ( إِنِّي اِشْتَرَطْت عَلَى رَبِّي فَقُلْت : إِنَّمَا أَنَا بَشَر أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَر ، وَأَغْضَب كَمَا يَغْضَب الْبَشَر ، فَأَيّمَا أَحَد دَعَوْت عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِي بِدَعْوَةٍ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ أَنْ تَجْعَلهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاة وَقُرْبَة ) هَذِهِ الْأَحَادِيث مُبَيِّنَة مَا كَانَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الشَّفَقَة عَلَى أُمَّته ، وَالِاعْتِنَاء بِمَصَالِحِهِمْ ، وَالِاحْتِيَاط لَهُمْ ، وَالرَّغْبَة فِي كُلّ مَا يَنْفَعهُمْ . وَهَذِهِ الرِّوَايَة الْمَذْكُورَة آخِرًا تُبَيِّن الْمُرَاد بِبَاقِي الرِّوَايَات الْمُطْلَقَة ، وَأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُون دُعَاؤُهُ عَلَيْهِ رَحْمَة وَكَفَّارَة وَزَكَاة وَنَحْو ذَلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ أَهْلًا لِلدُّعَاءِ عَلَيْهِ وَالسَّبّ وَاللَّعْن وَنَحْوه ، وَكَانَ مُسْلِمًا ، وَإِلَّا فَقَدْ دَعَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَهُمْ رَحْمَة . فَإِنْ قِيلَ : كَيْف يَدْعُو عَلَى مَنْ لَيْسَ هُوَ بِأَهْلِ الدُّعَاء عَلَيْهِ أَوْ يَسُبّهُ أَوْ يَلْعَنهُ وَنَحْو ذَلِكَ ؟ فَالْجَوَاب مَا أَجَابَ بِهِ الْعُلَمَاء ، وَمُخْتَصَره وَجْهَانِ : أَحَدهمَا أَنَّ الْمُرَاد لَيْسَ بِأَهْلٍ لِذَلِكَ عِنْد اللَّه تَعَالَى ، وَفِي بَاطِن الْأَمْر ، وَلَكِنَّهُ فِي الظَّاهِر مُسْتَوْجِب لَهُ ، فَيَظْهَر لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتِحْقَاقه لِذَلِكَ بِأَمَارَةٍ شَرْعِيَّة ، وَيَكُون فِي بَاطِن الْأَمْر لَيْسَ أَهْلًا لِذَلِكَ ، وَهُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَأْمُور بِالْحُكْمِ بِالظَّاهِرِ ، وَاَللَّه يَتَوَلَّى السَّرَائِر . وَالثَّانِي أَنَّ مَا وَقَعَ مِنْ سَبّه وَدُعَائِهِ وَنَحْوه لَيْسَ بِمَقْصُودٍ ، بَلْ هُوَ مِمَّا جَرَتْ بِهِ عَادَة الْعَرَب فِي وَصْل كَلَامهَا بِلَا نِيَّة ، كَقَوْلِهِ : تَرِبَتْ يَمِينك ، عَقْرَى حَلْقَى وَفِي هَذَا الْحَدِيث ( لَا كَبِرَتْ سِنّك ) وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة ( لَا أَشْبَعَ اللَّه بَطْنك ) وَنَحْو ذَلِكَ لَا يَقْصِدُونَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَقِيقَة الدُّعَاء ، فَخَافَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَادِف شَيْء مِنْ ذَلِكَ إِجَابَة ، فَسَأَلَ رَبّه سُبْحَانه وَتَعَالَى وَرَغِبَ إِلَيْهِ فِي أَنْ يَجْعَل ذَلِكَ رَحْمَة وَكَفَّارَة ، وَقُرْبَة وَطَهُورًا وَأَجْرًا ، وَإِنَّمَا كَانَ يَقَع هَذَا مِنْهُ فِي النَّادِر وَالشَّاذّ مِنْ الْأَزْمَان ، وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا لَعَّانًا وَلَا مُنْتَقِمًا لِنَفْسِهِ ، وَقَدْ سَبَقَ فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُمْ قَالُوا : اُدْعُ عَلَى دَوْس ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اِهْدِ دَوْسًا " وَقَالَ : " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " وَاَللَّه أَعْلَم .)). ا هـ
والله الهادي إلى سواء السبيل ،،،