[الكاتب : أبو جندل الأزدي]
أسلمة الطاغوت صدام وحزب البعث
في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن أسلمة حزب البعث و عدو الله صدام حسين .. وما ذلك - غالبا - إلا حماسة لأي جهة تعادي أمريكا - دمرها الله - فما هي نصيحتكم في ذلك .. وما هو الميزان الصحيح الذي توزن به هذه القضايا ؟
قد يؤيد الله عز وجل في مرحلة من المراحل هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم ولكن هذا لا يجعلنا أن نصفه بغير الفاجر وبأنه لا خلاق له وهذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه
فنحن نفرح أن يكثر أعداء أمريكا ولكن لا نتنازل عن المبدأ الصحيح في وصف هؤلاء بالكفر أو الفسوق أو الفجور كل بحسبه فكوريا الآن تعادي أمريكا وهذا يُفرحنا ولكن لا يجعلنا نوالي الكوريين الكفار ونناصرهم ونحن أيضاً لا تتغير أحكامنا بحسب المصالح كما يفعل البعض حين كان صدام يقاتل إيران وصفوه بصلاح الدين وحامي حمى الإسلام وبوابة الشرق الخ وتغاضوا عن جرائمه وبعثيته وكفره فلما جاءت أحداث حرب الخليج الثانية بدأوا يذكرون ما سكتوا عنه بالأمس فكفروه وذكروا أن حزب البعث حزبٌ كافر وأن صدام كافر الخ نحن لسنا من هؤلاء بل مواقفنا في تقويم الأشخاص والجماعات والدول هو كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة وعلمائنا الصادقون بينوا حكم صدام وحكم حزب البعث من أيام قتاله مع الرافضة وبعد أحدث الخليج الثانية وأيضاً في حرب الخليج الثالثة ولعل من المفيد للأمة أن نذكر بعض أقوال هؤلاء العلماء الأجلاء وهم ما بين طريد وأسير وقتيل نسأل الله أن يرحم ميتهم ويفك أسيرهم ويؤوي طريدهم:
أولاً : يقول الشيخ عبد الله عزام رحمه الله في كتاب القومية (14): (اعتناق مبادئ القومية العربية وغير العربية كالكردية والإيرانية كفر ينقل عن الملة ويخرج من الإسلام فمن اعتنق مبادئ القومية فإنه يخرج من الإسلام فلا تؤكل ذبيحته، ولا تنكح البنت القومية، ولا يزوج القومي من بنات المسلمين ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ولا يقبر في مقابر المسلمين، ولا يرد عليه السلام، ولا يترحم عليه إذا مات ـ فلا نقول يرحمه الله ـ ولا يرث الشاب القومي من أبيه المسلم، ولا يرثه أبناؤه إن كانوا مسلمين ويخالفونه في مذهبه القومي. وإذا اعتنق الشاب القومية وهو متزوج مسلمة فتطلق منه وتحرم عليه وإذا بقيت على صلة به، فالصلة الجنسية بينهما زنا، وأولادهما أولاد زنا، وعورة المرأة المسلمة أمام الفتاة القومية كعورتها أمام الرجل فلا يحل لها كشف رأسها أمام الفتاة القومية. والمرأة إذا اعتنقت القومية وهي متزوجة مسلما ينفسخ العقد حالاً.
1ـ سيقول أناسٌ: ان بعضهم يصلي ويصوم أحياناً فنقول: إن الصلاة والصيام لا يقبلان مع فساد العقيدة والشرك، فلقد كان الجاهليون يصلون ويحجون ويدعون ولكن الله رد أعمالهم كلها لأنها ليست مبنية على إيمان بالله وبرسوله وبدينه، ولأن الأفعال الصالحة لا تقبل من الكفار.
2 ـ وسيقول آخرون: إن كثيراً من الحزبيين منتفعون من أجل المناصب والأموال يقبلون على الحزب، فنرد عليهم: نحن لا نعلم الغيب ونجري أحكامنا على الظاهر ونحاسبهم على ما يخرج من أفواههم وندع قلوبهم إلى الله عز وجل فالقاعدة العامة أن القومي كافر والاستثناء إنما هو استثناء من عموم القاعدة فلا يثبت إلا بدليل قوي يرجح على الأصل أي أننا إذا تأكدنا من شاب أنه يكره القومية ويحب انتهاءها ويقاوم في الواقع انتشارها فإننا نحكم له بالإسلام. ولا بد من معرفة أن هؤلاء المنتفعين هم أنصار الكفر بهم ينتشر وعلى أكتافهم يقوم.
3 ـ وسيقول فريق ثالث: إن معظم الأفراد جهلة بالحكم الشرعي فنرد عليهم: الجاهل يعلم ويبين له الحكم فإن أصر فإنه يحكم عليه بالكفر. فإذا كتب بعض العلماء الذين يوثق بدينهم مقالات أو كتباً في تكفير القوميين فإن هذا يكفي في التبليغ ولم يبق الجهل عذراً بعد البيان ).
وقال في ظلال سورة التوبة (59): (أنا لا أحب طبعاً أن ينتصر الخميني على صدام مع أنني أعتقد أن صدام كافر خارج من الملة...... على كل حال صدام خارج من الإسلام من زمان, لأنه بعثي ومن دعاة الحزب البعثي, واتخذ النصراني الكافر إماما له (ميشيل عفلق), ولا يقول عنه إلا الأستاذ المعلم والأب القائد, ويقول: إني أجلس بين يدي الأستاذ القائد ساعة أو ساعات فأستلهم روحا لستة أشهر قادمة, فهذا كفر يخرج من الملة, ثم أي بعثي يدعو إلى البعثية ويحاول نشرها ويظن أو يعتقد أن حزب البعث بديل عن الإسلام وأن القومية العربية هي محور التجمع للعرب, وأحسن من الإسلام فهذا خارج من الملة, وطبعا حزب البعث يرى أن العروبة, وكما قالوا من خلال إذاعة دمشق:
آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثاني
وكما هم يقولون: العروبة عندنا دين, نحن القوميون العرب! القوميون العرب مثل البعثيين.. دين, لكل عصر نبوته ـ كما يقول محمود تيمور ـ ونبوة هذا العصر هي القومية العربية, ويجب على العربي أن يؤمن بالعروبة إيمان المسلم بالقرآن, فهؤلاء كفار, فهو جمع حوله مجموعة من البعثيين المنتفعين وصاروا يطبلون ويزمرون له, فرفع هذا وسلم هذا وزارة وسلم هذا.. سماه شاعر الحزب, وسمى هذا بطلا , وهذا سلموه إدارة الجامعة إلى آخره, حتى قال شفيق الكمالي شاعر حزب البعث ينشد لصدام حسين هذا البيت:
تبارك وجهك القدسي فينا كوجه الله ينضح بالجلال
فهؤلاء تعدونهم مسلمين?! وتعد الشيعة كفاراً ? لا, هؤلاء كفار قبل الشيعة, فالذي يريد أن يتكلم عن الشيعة يجب أن يتكلم عن حزب البعث, مفهوم? كلهم سواء, لكن خطر الشيعة فعلاً على العالم العربي أكثر من حزب البعث, وأخطر من صدام, لأن صدام غداً يموت وحزب البعث يندثر كله, مثل البثرة في جلد الأمة الإسلامية سرعان ما يلفظها الجلد ويعافى منها, أما الشيعة عقيدة تريد أن تنشر عقيدتها بالدم والضحايا, فإذا أضفت إلى هذا أن حافظ أسد كافر بإجماع الأمة خارج من الإسلام لأنه من النصيرية, وأن النصيرين يمسكون بسوريا, وأضف إلى هذا أن (أمل) الآن تمسك لبنان, الشيعة, وأضف إلى هذا في تركيا أكثر من ثلاثة ملايين نصيري في جنوب تركيا, شمال سوريا, وأضف إلى هذا حوالي ثلاثة عشر مليون شيعي في باكستان يتسلمون مناصب هامة, فهم يريدون أن تتم الحلقة التي تأخذ بخناق العالم الإسلامي بأهل السنة, فإذا سقط صدام ولا نحب أن يسقط مع اعتقادنا الجازم بكفره, لا نحب أن يسقط, إذا سقطت العراق خلاص ذهبت الجزيرة وذهبت الأردن, لأنها ماذا تحتمل?! وسورية الشيعة, ولبنان شيعة, يصبح الهلال الخصيب كله بالإضافة إلى الجزيرة العربية, أضف إلى هذا الشيعة الذين في شرق الجزيرة العربية متحفزون ومتعاطفون مع الشيعة في إيران ).
==========================
ابوقتادة
كتاب الجرح والتعديل: (صدّام حسين التكريتي البعثيّ الكافر اللعين. . . صدّام حسين، هذا الرئيس الذي تزيد أفعاله ضدّ المسلمين أفعال الصّليبيّين في بلاد الإسلام ).
ويقول في مقالاته المقال رقم (97): ( عدو الله ميشيل عفلق من أكابر المجرمين وهو أحد مؤسسي حزب البعث المرتدّ وقد زعم النظام البعثي في بغداد أنه أسلم آخر عمره وسمى نفسه بأبي محمّد وللأسف صدّقه بعض المغفّلين وطبّلوا لهذا وزمّروا ).
رابعاً : يقول الشيخ أبو محمد المقدسي فك الله أسره في مقاله (لم نُصدم بصدام): (لم نصدم بصدام لأننا لم نكن نعقد عليه وعلى جيشه الآمال كما كان حال غيرنا .. فقد كنا نعرف ونعلن أن المعركة التي خاضها جيشه ومنذ اللحظة الأولى ليست بمعركتنا ومن ثم فهزيمته ليست هزيمتنا ، ولم يكن شيء من معارك الطواغيت وجيوشهم ـ ولن يكون في يوم من الأيام ـ معركة لنا حتى وإن كانت في وجه أعدائنا اليهود أو الصليبيين أو غيرهم ، وعليه فهزائمهم لا تعنينا وليست هزائم لنا .. فالبراءة من هؤلاء الطواغيت وأنصارهم وجيوشهم وأعمالهم من لوازم وأركان التوحيد عندنا ، ونحن نفقه ما جاء في كتاب ربنا ونقول كما علمنا : ( أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) .
لم نصدم بهزيمة جيش صدام لأن نظام البعث نظام طاغوتي كافر نعرف حكمه وحاله من قبل ، ولم تتغير نظرتنا إليه في يوم من الأيام أو في حرب من الحروب التي خاضها تبعاً لاستصلاحات كان يغيّر كثير من الناس نهجهم وعقيدتهم لأجلها .. نظام صدام نظام مجرم طاغوتي وجيشه جيش كافر وقد كان هذا النظام كافراً عندنا قبل أن يبيد إخواننا المسلمين الأكراد في حلبجة وغيرها بالكيماوي ، وكان كذلك عندنا يوم كان يقاتل رافضة إيران وقبل ذلك وبعده ، ولم نشاهد وجه طاغوته على صفحة القمر ليلة البدر كما شاهده غيرنا في أحلام اليقظة ، ولم نكن بحمد الله ممن طبّل له وزمّر يوم كان يقاتل الرافضة لأننا كنا نعلم أنه ما كان يقاتلهم لسواد عيون السنة بل ليحفظ عرشه وطغيانه ..
لم نصدم بكفر صدّام وجرائمه وباطله الذي لم يكتشفه بعض الناس إلا بعد تسلطه عليهم واحتلاله لبلادهم ولم يكتشفه آخرون إلا بعد سقوط نظام حكمه ؛ فهذا ليس بجديد بل هو بيّن معروف لكل صاحب بصيرة استبان سبيل المجرمين ، وإنما صدم به من كان ينهى عن تعلم أحكام التكفير أو الخوض بها ويقولون : ماذا تستفيدون من تكفير الحكام ؟؟ ونحو ذلك من سقيم الأقوال والأفهام .. ولذلك لم نطبل من قبل لصدام أو نزمر كما طبّل ورقص وزمّر غيرنا ممن يبنون مواقفهم ومناهجهم على اليافطات المزخرفة والعناوين البراقة التي يرفعا الطواغيت في مناسبات شتى ليموّهوا بها على الطغام ؛ فيغتر بها السفهاء ، بل يغتر بها ويا للأسى كثير من المنتسبين للدعوة والعلم ؛ أليس قد زعم بعضهم آنذاك أن في رقبة كل مسلم دين للعراق الأبي وقيادته الفذة !!
================
لم نصدم بهزيمة صدام وجيشه ولم نحزن لذلك لأن نظام البعث نظام كافر ذاق منه المسلمون الويلات ، وأعرف الناس به إخواننا مسلمي العراق العرب منهم والأكراد ، وحقد هذا النظام وجلاوزته على الإسلام وعداوتهم للمسلمين الدعاة والمجاهدين أمر لا يجادل فيه إلا جاهل أو معاند ؛ وأمريكا كذلك نظام صليبي حاقد على الإسلام والمسلمين والمجاهدين في كل مكان ، وما دامت المعادلة هكذا ؛ كافر في مواجهة كافر فالنتيجة أن المنتصر هو الأكثر أخذاً بالأسباب المادية فهي معادلة محسومة ولا دخل للموحد فيها من قريب أو بعيد ما دام ليس من الطائفتين .. ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون )).