بسم الله الحمد لله والصلاة السلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
الأخت / أمل
اولا / ما كتمت حقا ولا قلت باطلا
ثانيا/ أربأ بك عن قولك (ومازال الكذب مستمرا ) فمن أين لك بهذا؟ و ما فعتله ولا استجزته فحبذا لو تخليت عن مثل ذلك فهو أحرى من نسبة الكذب للناس لمجرد مخالفتك لما عندهم
ثالثا/ كل ما نقلته حضرتك ما هوإلا شذوذيات تنسب لأصحابها ولا يتحمل التصوف تبعتها
فنقلك عن الحلاج الحلول ونحوه هو أمر يلزمه هو ولا يلزم التصوف كله
وكذلك في بقية المسائل القول فيها كهذه
طيب
متى يعتبر الكلام حكما على المذهب ؟
إن أقر كل أهل المذهب أو عمدهم هذا الكلام
فحينما تجدين مثلا من أركان التصوف التي ينبغي على الصوفي اتباعها الحلول والاتحاد والقول بمشاركة الانبياء والاولياء لله في التصورف في ملكه حينئذ لك ان تقولي إن هذا المنهج باطل
واما إن كان المنهج لا يقر ذلك فهذا الباطل يحمله من أتى به ومن قاله ولا يحمل المنهج تبعته
تماما كمثلنا نحن المسلمين الان أعمالنا وأقوالنا تزخر بالمعاصي والمخالفات فهل يحمل الإسلام ذنبنا ؟
قطعا لا
لماذا ؟
لأن الإسلام كمنهج مخالف لما نفعله
فمن يفعل ما يخالف يحمل هو وحده تبعته
وكذلك الامر في التصوف
فالتصوف كفكر وكمنهج زهدي ليس من أركانه ولا من مبادئه القول بالحلول والاتحاد
بل ابن عربي رحمه الله يقول ( وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد ومن قال بالحلول فهو معلول فإن القول بالحلول مرض لا يزول)
ثم يا أختنا الصوفية لا يقولون إن لله شركاء بل هذا خطأ
وإنما يقولون
يقول الامام القشيري: "اعلموا أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعدهم على أصول صحيحة في التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع، ودانوا بما وجدوا عليه السلف، وأهل السنة من توحيد، ليس فيه تمثيل ولا تعطيل" اهـ.
ويقول الإمام الجنيد ( التوحيد إفراد القديم من المحدث)
فكيف بعد هذا نقول إن الأصول الصوفية منها الحلول والاتحاد بل ننسب هذا إلى الصوفية كاعتقاد يعمهم؟
ويقول الإمام الجيلاني رحمه الله تعالى (طر إلى الحق بجناحي الكتاب والسنة )
فأين هذا مما نسبته يا أختنا لهم ؟
ويقول الإمام الرفاعي رحمه الله تعالى (· الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة ويبعدك عن المحدثة والبدعة)
ويقرر رحمه الله ان الحقيقة لا تخالف الشريعة وان الشيخ والمربي لابد وأن يكون الشرع حاكما له فيقول
(· الشيخ باطنه الشرع، وظاهره الشرع)
ويقول الإمام الدسوقي رحمه الله تعالى
(الطريق كلها ترجهع لكلمتين تعرف ربك وتعبده)
ويقول الإمام الجنيد
(· الطريق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول).
ويقول الامام الشاذلي رحمه الله تعالى
(· من علامة النفاق ثقل الذكر على اللسان، فتب إلى الله يخف الذكر على لسانك.)
فيا أختنا
إنما نقلت لك ما نقلته لتعلمي ان المعتمد عند الأئمة الصوفية هو الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فما كان لك أصلحك الله أن تنعتيني بالكذب فما كذبت ولا دلست وإنما اجبت وفق ما خططوه هم ورسموه
وما كان من خطا فعله آحاد المنتسبين للتصوف فإنهم يحملون هم تبعته ولا يحمله التصوف فهو منه برئ لأنه طريق قام على الكتاب والسنة
وما أخرني عن الرد تلك الفترة إلا أنني أصبت في حادث وبدئت أصابعي تتماثل للشفاء فعاودت الكرة من جديد
وصلى الله وسلم على حضرة سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين