شبهة استسقاء النصارى بقبر أبي أيوب الأنصاري
يستدل بعضهم بتوسل نصارى الروم بقبر أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه على جواز الاستغاثة والتوسل وغيرها من مسائل القبورية قال الحاكم في المستدرك : حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا سليمان بن داود ثنا محمد بن عمر قال : (( آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي أيوب وبين مصعب بن عمير وشهد أبو أيوب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي عام غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية سنة اثنتين وخمسين وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم فيما ذكر يتعاهدون قبره ويزورونه ويستسقون به إذا قحطوا )) [ ص 518 / 3 ] .
وجاء في تاريخ دمشق أن عظموا قبر أبي أيوب فبنوا عليه قبة بيضاء وأسرجوا عليه قنديلا [ ص 62 / 16 ] إذن النصارى أول من بنى القباب على قبور المسلمين وهذا من سنتهم وقد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك )) [ مسلم ح 6425 ]
فإن لم يكن فيه إلا أن النصارى من فعل هذا لكفانا لما جاء في شرعتنا من مخالفتهم وأن من تشبه فهو منهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) [ رواه أحمد ص 50 / 2 ]
واتباع النصارى في بناء القباب على القبور أشار له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن )) [ رواه البخاري ح 3269 ]