حسين فضل الله و التعليق عن دعاء سيدنا علي لمغفرة ذنوبه
281 - الإمام يخاطب الله: لا ريب أنك تعلم صدق اعتذاري وندمي على ما أسرفت وفرطت من عمري وتعلم صدق توبتي (في رحاب دعاء كميل: 58 ط 1).
282 - يبدأ بسؤال المغفرة للذنوب التي من شأنها أن تمس كيانه وشخصيته, فتحيلها إلى شخصية متهالكة ضعيفة لا حول لها ولا قوة, فاقدة لأي اعتبار أو موقع أو دور فاعل وإيماني في الحياة.. لذا فإنه (ع) يسأل الله أن يغفر له الذنوب التي لها أمثال هذه النتائج لكي يصلح سره وعلانيته معا, فيستعيد مكانته وموقعه في الحياة. (في رحاب دعاء كميل: 72 ط 1).
283 - لذا يسأل علي الله سبحانه أن يغفر له الذنوب التي تميت القلب, والتي تضع القلب في التيه والضلالة, حتى يبقى على صلة الأمل بالله. (في رحاب دعاء كميل: 82 ط 1).
284 - ماذا نشعر ونحن نرى عليا يسأل المغفرة تلو المغفرة, ثم لا يكتفي بذلك بل يتجاوزه إلى سؤال شفاعة الله سبحانه له. ألا تشعر أن عليا لا يزال خائفا ولا سيما أن الذنوب والخطايا التي طلب من الله سبحانه وتعالى أن يغفرها له هي من الذنوب الكبيرة التي يكفي ذنب واحد لينقصم الظهر منها.. وكأن عليا تارة ينظر إلى الله بوصفه القاضي فيتوسل إليه
(79)
=============
راجيا أن يخفف عنه الحكم, وطورا بوصفه الخصم فيتوسل إليه أن يسحب دعواه ويبطلها بحيث لا يبقى عليه شئ فيستريح ويطمئن (في رحاب دعاء كميل: 94 ط 1).
التعليق: إنما نحتاج الشفاعة حينما لا تكفي أعمالنا للوصول إلى المبتغى الذي توصلنا به الشفاعة. بمعنى أن الإمام لم تكفه أعماله كي يحصل على المغفرة فراح يبتغي بالشفاعة أن يتدارك ما قصرت به أعماله عن إيصاله إليه!
285 - يطلب الإمام الرحمة من الله والسماح من الله حول ما أسلف من خطايا وذنوب. (في رحاب دعاء كميل: 108 ط 1).
286 - ويتابع الإمام (ع) ببيان حاله قائلا: ولا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري، يا رب هنالك الكثير من الأشياء التي أقوم بها من دون أن يراني أحد, أو أتكلم بشئ ولا يسمعني أحد, وأنت الساتر الرحيم، فيا رب لا تفضحني في الدنيا وفي الآخرة, وأعدك بأني سأتراجع عن خطئي وإساءتي ومعصيتي. (في رحاب دعاء كميل:
159 ط 1).
التعليق: الأمل متابعة رجوع الضمائر في كلمة بيان حاله وما سيلحق بها من كلمات.
287 - فالإمام يسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يعاجله بالعقوبة على ما عمله في خلواته. (في رحاب دعاء كميل: 160 ط 1).
288 - فالإمام يقول يا رب لقد خلقت لي هذه الغرائز (الجوع والعطش والجنس وحب الذات) ومن حولي أجواء تثير هذه الغرائز, تستيقظ غرائزي عندما تحف بها الروائح والأجواء الطيبة التي تثيرها.. أعطيتني عقلا, ولكن غرائزي في بعض الحالات تغلب عقلي فأقع في المعصية. (في رحاب دعاء كميل: 169 ط 1).
289 - في هذه الكلمات ينفتح الإمام بروحه ومشاعره وأحاسيسه على الله بعد أن يسأله أن يغفر ذنبه وأن يغفر جرمه.. كان يتطلع إلى الله ليجعل حواسه خالية من كل ذنب.. وكان يريد أن يعيش بألطاف الله في ما يغفره من ذنوب، وفيما يستره من عيوب.. (في رحاب دعاء كميل: 253 ط 1).
290 - يقول الإمام علي: يا رب أنا ليس لي ثقة بعملي، لأنه قد يكون فيه غش كثير.. (في رحاب دعاء كميل: 270 ط 1).
===========
291 - ويختم الإمام دعاءه بأن يسأل الله أن يتخذ بحقه ما يناسب ساحة قدسه لا أن يأخذه بما يناسب وضعه، لأنه لو أخذه بما يناسب وضعه، لما استحق سوى العذاب.. (في رحاب دعاء كميل: 275 ط 1).
292 - لسان حال علي يقول: أنا يا رب أهل للعذاب، أستأهل العذاب، لأني في مقام العاصي والمذنب والمقصر بحقك وواجباتك ولذا يا رب أسألك بحق محمد وآل محمد أن تحاسبني بما أنت أهل له، لأن في ذلك نجاتي، ولا تأخذني بما أنا أهل لأن في ذلك خسراني وعذابي. (في رحاب دعاء كميل: 275 - 276 ط 1)