رقم الحديث في مبحثي(31)رقم الحديث في الكتاب(159)
حدّثنا عبد الله بن صالح قال : حدَّثني معاوية بن صالح , عن عبدالرحمن بن جُبير بن نُفير , عن أبيه , عن أبي الدَّرداء , أنّه كانَ قول للناس : " نحنُ أعرفُ بكُمْ من البَيَاطرةِ بالدَّواب , قد عرفنَا خِياركُم من شِرَارِكُم . أمّا خيارُكُمْ : الذي يُرجى خيرُهُ ويُؤمن شرُّهُ . وأمَّا شِرارُكُمْ : فالذي لا يُرجى خيرُهُ , ولا يُؤْمَنُ شرُّهُ , ولا يُعْتَقُ محرَّرُهُ".
تخريج الحديث:
صحيح , أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/221) , والبيهقي في الشعب (1196) . وصح بيان الخيار والشرار مرفوعاً من حديث أبي هُريرة عند الترمذي (2263), وليس عنده " ولا يُعتق محرَّرُهُ".
شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
ولا يُعتق محرَّره : أي أنهم إذا أعتقوا استخدموا فإن أراد فراقهم ادّعوا رِقّه.
ِفقه الحديث:
1/ فيهِ الصورة الصادقة لخيار الناس وشرارهم , فالذي يرجوا الناس منهُ الإحسان ويأمنون إساءته وإيذائه فهو خيرُ الناس والذي لا يُرجى منه الخير ولا يؤمن شرّه فهو شرُّ الناس (والعِياذ بالله).
ملاحظتي وتعليقي:
1/الحقيقة هُناك قوْل نُسِب في كثيرٍ من الكُتب لعليّ بن أبي طالب "رضي الله " ,ومِن تلِك الكتاب ( كتاب : جواهر عربيّة , للمؤّلف / سالم عبد القادر المريشد) ,ولم أعلم عن صحّة نِسبته لعلي " " من عدمها ,وذكرتُ هذا التفصيل عنْ القوْل خشيةَ من أن أقع في الكذبْ عن هذا الصحابي وإن كان للفائدة, ولكن سأذكر القوْل للفائدة ولأنّه يخصُّ موضوع الحديث , ألا وهوْ : (إذا سألت كريماً حاجة فدعه يفكر,فإنه لايفكر إلا بالخير وإذا سألت لئيماً حاجة فعاجله فإنه إن فكر عاد إلى طبعه).
2/ ومِن المؤلم أنّ هُناك من يتباهى بخشية الناس له , وعدم أمانهم لشرّه , سواء كان لقوّته أو سوء لِسانه وفظاظة أخلاقه أو أي سوءٍ ينتجُ منه , ويعتبر ذلك انتصاراً , مع جهلِه بأنّه من شرّ الناس , فالمُسلمين شهود الله في خلقه ,
فعن حديث أنس بن مالك والذي رواه الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان يوماً جالساً بين أصحابه، فمرت جنازة فأثنى الناس على صاحب هذه الجنازة خيراً فقال صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت ثم مرت جنازة فأثنوا عليها شرا.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت فقالوا ما وجبت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أما الأول فأثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وأما الثاني فأثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه)) , لذلك يجب على المُسلم , أن يُحسن إلى المُسلمين محتسباً ذلك لله جلّ وعلا , حتّى يشهدوا لهُ بالخيْر والبر , فمصيبةٌ على المُسلم أن لايُؤمنْ شرّه, ولا يُرجى خيرُه , ويعرِفُ منه الناس ذلك . (نسأل الله السلامة) , ومن ابتُلي بذلك فليجأ إلى الله أنْ يُعافيه وأن يحسَّن خُلُقَه , فعن ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ كَمَا أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي)). رواهُ أحمدُ، وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ. هذا دُعاء خيْر البشرِ صلى الله عليهِ وسلّم , فما بالكم بمن هو دونه؟.
انتهى.
ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)