السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
الأخ الفاضل ,
هناك خيط ضئيل بين همة الرد والبيان , وبين تتبع زلات العلماء ,
لم يقل أحد بأن علماءنا معصومون أو أنهم بغير أخطاء ,
ولكن يظل الحكم على العالم بالنظر إلى منهجه وما قدم لدينه وقياس أخطائه إلى جوار أفضاله ,
ويظل العلماء لهم حشمتهم والذب عنهم واجب , وكذلك بيان أخطائهم واجب
ولكن بيان الأخطاء شيئ ـ يرحمنا الله وإياك ـ وتسقيط العلماء شيئ آخر
إسقاط العلماء يجب أن يكون على يد أمثالهم من العلماء وفى حالة إذا كان العالم المقصود يتبع منهج الإفساد فى الدين ديدنا له , مثل على جمعه مثلا
أما كبار علمائنا كالشيخ الشعراوى رحمه الله ,
فما الذى كان يضيرك يا أخى الفاضل لو أنك صغت الموضوع بأدب وبعنوان مناسب وتعرضت لسيرة العالم الراحل بشيئ من التعريف والبيان ورسالته العلمية فى اتفسير والرد على المستشرقين والعلمانيين وغيرهم ,
ثم طرحت فصلا بعنوان أخطاء وقع فيها رحمه الله
فبينتها بهدوء كى يتحاشاها الناس لكن فى نفس الوقت يأخذون من علمه فيما اجتهد فأصاب
وهل تستطيع أخى الفاضل أن تقول لنا هل هناك ما يمنع أن يكون الشعراوى متأولا لا متعمدا والعياذ بالله
لأنك تتبعت عوراته وبينت كما لو أنه أحد هادمى الإسلام وتحذر منه وكأن أحد الشيعة
فلو أنك عدت لمقدار عطائه ودوره ستجد أنك سلكت طريقا غير مناسب فى البيان ,
وعلى مدار التاريخ يا أخانا هناك أخطاء جسيمة وقع فيها فحول العلماء الكبار الذين نسترشد بهم ,
لكن هذا لم يدفع أحدا من معاصريهم إلا اتباع ما اتبعته أنت
وكان أولى بك وأنت تتبع سلفنا الصالح أن تنتهج نهجهم
ألم يتأول العسقلانى عن الحاكم النيسابورى فى منهج كتابه المستدرك رغم أنه بين بعد التأويل وكيف أن الحاكم النيسابورى بفعلته وغفلته تلك غفرها الله له سبب لغطا شديدا لتصحيحه أحاديث ساقطة وجعلها على شرط البخارى ومسلم ,
وقال نصا ( لقد صحح أحاديث ساقطة لا تغيب عن مثله ولو كان يعلم لكانت خيانة عظيمة )
وها هو المستدرك اليوم أحد مراجع الروافض فى الطعن على أهل السنة ,
وصرح العسقلانى أنه به تشيع واضح وإن لم يظهر الرفض
معنى هذا أنه وقف بحدود البدعة وكاد يتخطاها
ومع ذلك رفض العسقلانى وغيره أن يسقطوا الحاكم عن الاعتبار وتأولوا له وتفادوا زلاته الجسيمة وأبقوا على علمه
فأيهما أشد من وجهة نظرك
التشيع وخدمته , أم الزلل الصوفي
والألبانى رحمه الله أكبر محدث فى زمانه والرجل الذى استنقذ السنة النبوية وأدى للإسلام خدمات عظمى ,
ألم تحدث منه أخطاء بشأن كلامه على الصحيحين ,
ألم يصبح كلامه هذا حجة من حجج الروافض للكعن على البخارى ومسلم ,
وهل ترى الكلام على الصحيحين أمرا هينا لا سيما عندما يصدر من مثل الألبانى
ألم ينتقد الحوينى أستاذه الألبانى فى تفسيره لسبب حديث شر صفوف الرجال آخرها ؟!
وأقسم بالله لقد رددت غيبة الألبانى فى أحد المنتديات عندما أنشأ أحدهم موضوعا مشابها لموضوعك للطعن عليه
ولست أعنى أننى عالم أو حتى طالب علم حتى يمكننى رد غيبته , لكنى استعنت بالكتب التى صدرت للدفاع عنه ولم أتوان
أقول هذا هذا حتى لا يسارع أحد بالاتهام
وهذه نصيحة أخ ألا تجعل رغبتك المحمودة فى خدمة الدين تزل إلى هذا المنزلق ,
ونحن كمتلقين وحتى كطلبة علم ,
أول درس تعلمناه من السلف الصالح أن ننزل الأمور منازلها لا سيما بحق العلماء
ولو أننا اتبعنا منهجك هذا بحق الصحابة , لتبعنا الروافض فى إسقاطهم
فمهما كانت الأخطاء كبيرة وجسيمة لابد من النظر إلى فاعلها والتماس التأويل له ما دام من الرموز
واليك أخى الكريم شهادة بحق الشعراوى من رمزين من رموز السلفية الشيخ الحوينى والشيخ محمد حسان
فانظر إلى أدبهما ـ رغم مقدارهما ـ مع هذا العالم الجليل ,
http://www.youtube.com/watch?v=PdWSU...eature=related
http://www.youtube.com/watch?v=kb3Ox...eature=related
وفقنا الله وإياك لكل خير