العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-16, 04:19 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


التاجر الصدوق والمال الحلال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التاجر الصدوق والمال الحلال
قال تعالى﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾التكاثر،
قال علي رضي الله عنه،حين قال،الدنيا حلالها حساب وحَرَامُها عِقاب،
معنى(حلالها حساب)أن الإنسان يسأل عن المال الحلال الذي دخل عليه في الدنيا من أَين أخذه،فإن أخذه من حلال نجا وما عليه عُقوبَةٌ،
وإِن كان جمعه من حرام، فإنَّه يستحق العقاب ولو صرفه في طرق الخيرِ،إنما المؤمن السالم هو الذي اتقى ربه عز وجل وجمع ما وصل إليه من المال بطريق حلال وصرفه في طَريقٍ مُباح،
وقال عليه الصلاة والسَّلام(طلبُ الحلالِ واجبٌ على كلّ مُسْلِمٍ)
فعلى من أراد البيع والشراء أن يتعلّم كيف يبيع ويشتري بطريق الحلال،
والسبيل لتجنب أَكل المال الحرام التفقه في دين الله تعالى،وقد ثبت عن سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قوله(لا يقعد في سوقِنا من لم يتفقه)
وقولُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم(التاجرُ الصدوقُ يُحشَرُ يَوْمَ القيامةِ مَعَ النَّبيينَ والصّدّقينَ والشُّهداءِ)أخرجه الترمذي،
بشارةٌ لِمَنْ تَعاطى التّجارةَ واتَّقى اللهَ بِتَجَنُّبِ ما حرَّمَ اللهُ تعالى مِنْ أنواعِ التِّجاراتِ المحرَّمَةِ والخِيانَةِ والغَشّ والتَّدْليسِ، والْتَزَمَ الصّدْقَ في وَصْفِهِ لبِضَاعَتِهِ وسِلْعَتِهِ وفي إخبارِهِ بالثَّمَنِ، بشارةٌ لَهُ بأنَّهُ مِنَ الذينَ لا خوفٌ عليهمْ ولا هُمْ يَحْزَنونَ،
وكذلك يحرم بيع ما حرمه الله كالخمر،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنّ الله حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه)رواه أبو داود،
قالَ عليهِ الصلاةُ والسلام(إذا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إلى مَنْ هوَ أفضلُ منْهُ في المالِ والخلْقِ فلينْظُرْ إلى مَنْ هُوَ أسفلُ مِنْه)كثيرٌ مِنَ النَّاسِ يَنْظرونَ إلى مَنْ عِنْدَهُ مالٌ أكثرَ منهمْ ينظرونَ إلى زينةِ الدّنْيا ومباهِجِ الدُّنيا وزخارِفها، فَبَعْضُهُمْ يتحسَّرُ في قلْبِهِ ويسعى لِجَمْعِ المالِ ولا يسألُ، ويأكلُ المالَ الحرامَ ولا يسألُ، ويَدْخُلُ في معاملاتٍ فاسدةٍ مخالفةٍ للشرع ولا يسأل،
اللَّهُمَ اكْفِنا بِحَلالِكَ عنْ حرامِكَ وبِطاعَتِكَ عنْ مَعْصِيَتِكَ وأَغْنِنا بِفَضْلِكَ عمَّنْ سِوَاكَ يا أرحَمَ الراحِمينَ.
أن ديننا الإسلامي الحنيف يحث على كسب الرزق الحلال،ويحذر من الكسب الحرام، كما ورد في الحديث الشريف أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)البقرة،
ثم ذكر الرجل يُطيل السفر، أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء
(يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّى بالحرام، فأني يستجاب له)أخرجه مسلم، والترمذي،
ومما يُؤْسف له أن بعض الناس يحرصون على جمع المال بوسائل غير مشروعة كالسرقة والخديعة والغش والتدليس وسرقة الموازين، والخيانة في الأمانة، والأيمان الكاذبة،
فقد حذر ديننا الإسلامي الحنيف من أكل أموال الناس بالباطل،قوله سبحانه وتعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)النساء،
ونقف هنا مع هذا التاجر الصدوق(جاءته امرأة بثوب من الحرير تبيعه له فقال كم ثمنه، قالت مئة، فقال هو خير من مئة، يعني هو من يقول لها ارفعي الثمن فهو يستحق أكثر ولا يستغل الفرصة كتاجر،فقالت مئتين، فقال هو خير من ذلك، حتى وصلت إلى أربع مئة،فقال هو خير من ذلك، قالت أتهزأ بي،فجاء برجل فاشتراه بخمسمائة،يعنى،هو من جاءها بالمشتري ابتغاء مرضاة الله ولم يأخذ نسبة على الوساطة،


إنَّ الرزق الطيب الحلال هو ما اكتسب عن طريق عمل مشروع، وحرفة لا ريبة فيها ولا شبهة، وإنَّ الحلال بيِّن، وإنَّ الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، وإنَّ المال الحرام رزق خبيث ممحوق البركة، موجب لصاحبه النّار، ومانع له من استجابة الدعاء)
والإسلام عندما يُحرّم أمراً، فإنّه يوجد البديل، فقد حرّم الزنا وأحلّ الزواج، وحرّم الربا وأحلّ التجارة، فالتجارة عمل شريف وطيب إن التزم صاحبها الطريق المستقيم،

وقال(التاجر الصدوق تحت ظلِّ العرش يوم القيامة)أخرجه السيوطي)
وأباح الإسلام للتاجر أن يربح، ولم يجعل للربح حداً، بشرط أن يبتعد التاجر عن الاحتكار والاستغلال والغشِّ،

كما يجب على التاجر أن يبتعد عن احتكاره لبعض السلع، واستغلال حاجة الناس للطّعام والشّراب،
لأن ذلك يتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحث على مساعدة الفقراء والمحتاجين، كما جاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال(من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)أخرجه مسلم،
ففي سبيل دراهم معدودة، يبيع التاجر المحتكر ذمَّته ودينه، ويحلف بالله العظيم كاذباً متعمداً في سبيل ربح ضئيل ومكسب قليل، يُخسِّر التاجر شرفه ودينه ويصير منافقاً جاحداً، في سبيل الدنيا يبيع الدين، وفي سبيل المال يجترئ على رب العالمين، كما في قوله سبحانه وتعالى(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ)البقرة،
وهناك فئة من التُّجار تُروّج البضائع الفاسدة،من طعام وشراب، وحليب،وأدوية، تضر بالأمة،ونسي هؤلاء أن المال الحرام سيكون زادهم إلى النار والعياذ بالله،كما جاء في الحديث عن رفاعة،رضي الله عنه،أنه خرج مع رسول الله،صلى الله عليه وسلم،إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون،فقال،يا معشر التجار،فاستجابوا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم،ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه،فقال،إن التجار يُبعثون يوم القيامة فُجَّاراً إلاّ من اتقى الله وبَرَّ وصدق)أخرجه الترمذي،
إنَّ الأموال التي تأتي عن طريق الغش،ما هي إلاّ قَبَسٌ من نارٍ وجذوة من لهيب، يتأجج في بطون آكليها،
أيها التاجرعليك بالحلال،وابتعد عن الحرام، فالدنيا بعدها آخرة، وهناك الحساب،مِنْ أينَ جمعه،وفيمَ أنفقه فتدبر أمرك،
واجعل قدوتك الرسول التاجر،عليه الصلاة والسلام،والصحابة الكرام،رضي الله عنهم أجمعين،الذين ملأوا طباق الأرض عدلاً، ومن هؤلاء الصحابة الكرام عبد الرحمن بن عوف،رضي الله عنه ،الذي كان مثالاً للتاجر الصادق الأمين الواثق بربه،حتى أصبح من كبار التُّجار في عصره، فلما سُئِل عن سرِّ ذلك،قال(لم أبع معيباً، ولم أُرد ربحاً كثيراً، والله يبارك لمن يشاء)حتى قال(لو رفعتُ حجراً لوجدتُ تحته مالاً)

ومما أثر عن أبى حنيفة في حرصه على الكسب الحلال،
أنه كان يقول،أفضل المال الكسب من الحلال وأطيب ما يأكله المرء من عمل يده،

اللهم ارزقنا مالاً حلالاً طيباً مباركاً فيه،وباعد بيننا وبين السحت والربا وبارك لنا في حلالٍ قليلٍ واصرف عنا الحرام الكثير يا قادر يا كريم،واسترنا في الدنيا والآخرة وأحسن خاتمتنا
اللهم ارزقنا رزق حلال طيب مبارك فيه،ويسر لنا سبله يا رب العالمين.









 
قديم 04-07-17, 01:55 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "