العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-16, 08:30 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


القسوة والشدة سبب انحراف الإبن

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
القسوة والشدة سبب انحراف الابن
قال تعالى( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )الكهف،
أيها الأب،إن وجودَ الولدِ في حياتك نعمةٌ كبيرة، تسعدُ به، وتقرُ عينك معه، ويقفُ معك في حياتك ويساعدكَ في أزماتك، وما أجمل أن يكونَ الولدُ على نصيبٍ من الصلاح والاستقامة،
إذا كنا نفرحُ بوجودِ الأبناء ونحمدُ الله عليهم، فهل نحن نسعى لإصلاحهم واستقامتهم، أم أننا نمارسُ ألواناً من الأسباب التي قد تكون سبباً في انحرافهم،
هناك عدةُ عوامل يمارسها بعض الآباء والأمهات تكون سبباً في انحراف الأبناء،
الاستهزاءُ بالابن لأجل استقامته وهدايته،وهذا أمرٌ قد يمارسه بعض الآباء مع أبنائهم كقول بعض الآباء،إن ابني أصبح متشدداً، والسبب أن ابنه بدأت عليه مظاهرُ الاستقامة أو لعله بدأ يجالسُ الصالحين،
فليعلم الأب أنه عندما يصف ولدهُ بالتشدد لأجلِ تدينه أنه بذلك يضعُ عقبةً كبيرة في استمرارِ استقامةِ الابن على الدين، وهل أصبح التمسكُ بالدين نوعاً من التشدد،
وقد يكونُ الأبُ سبباً لانحراف ابنه عندما يمنعه من مجالس الخير، مثل،حلقات التحفيظ،والدروس العلمية والمحاضرات,والملتقيات الشبابية التربوية،
وهنا لا بد للأب أن يعلم أن من أكبرِ أسبابِ صلاح الابن أن يعيشَ في بيئةٍ صالحة ليقوى دينُه،وعندما يمارسُ الأب منع الابن فإنه بذلك يحرمُ ابنه من الاستمتاعِ بمجالسةِ الصالحين الذين هم أقوى وسيلة للثبات وخاصةً في هذا العصر،
فإن الأب إذا منع ابنه من مجالسةِ الأخيار فيا ترى هل سيبقى الابنُ وحيداً،بالطبع لا ، بل سيبحثُ عن رفقةٍ أخرى , وقد تكونُ هي بداية الانحراف،

وعندما يعامله بالقسوةِ والشدة،
فذلك الابن لا يسمعُ من أبيه إلا ألفاظَ السبِ والشتم، ولا يرى من والده إلا الشدةَ والجفاء،
فحينها يصابُ الابنُ بأزمةٍ نفسية ويصبحُ يكرهُ البيت ويكره والده، ويحاول الهروب من البيت، ويبدأ في البحثِ عن البديل لذلك البيت،
أيها الأب إن قسوتك على ولدك تجعله يسير في طريقٍ المخاطر،
فلتكن رفيقاً بولدك،

اجعل ابنك يفرحُ بالجلوسِ معك والخروجِ معك وهذا لن يتحقق إلا إذا كنتَ رفيقاً وفي الحديث الصحيح ( ماكان الرفقُ في شيء إلا زانه ولانزع من شيءٍ إلا شانه )صحيح الجامع،
أن بعض الآباء يحرم ولده من المال مما يترتب على ذلك أن يبحث الابن عن المال بطرق غير شرعية ، وقد تكون تلك الطرق (السرقات وغيرها ) والسعيد من وعظ بغيره،
والأبُ الحكيم يتوازن في إعطاءِ ولدهِ المال فيما يحتاجه ، ويربيه منذ نشأته على الحكمةِ في التعاملِ مع المال،

بعض الآباء يريدُ من ابنهِ أن يبقى ملازماً للبيت لا يخرج،للترفيه عن نفسه،مما يجعل الابن يمل ويضجر من ذلك،مما يترتب على ذلك الاكتئاب والملل وبعد ذلك الانحراف التدريجي،
أيها الأب يجب أن تدرك حاجةَ ابنك للاستمتاع بالحياة في جوٍ من المباحات مع مراعاةِ الضوابطَ في ذلك وأن تكونَ عوناً له لا مانعاً له بسبب حرصك الشديد عليه،
أحياناً يريد الأب من الابن أن يسلك وظيفةً معينة أو تخصصاً جامعياً والابن لا يريد ذلك التخصص ولا تلك الوظيفة،لأنها لاتناسبه ولاتوافق أهدافه وطموحاته، ثم يبدأ الخلافُ بينهما والقسوة في التعامل،
والاعتدال،أن تسمح لابنك أن يختار التخصص الذي يناسبه والوظيفة التي يهواها مع توجيه،

قد يكون الأب سبباً لانحراف الابن عندما يكونُ همّ الأب هو البحث عن الرزق والغفلةِ عن البيت،
فالأب لديه عملٌ في النهار،وربما غاب في الليل لارتباطه بمحل تجاري هنا وهناك،ويغيبُ عن البيتِ لساعاتٍ طويلة، مما يجعلُ غيابهُ سبباً للانحراف التدريجي عند الأبناء والبنات،

والحل هو،التوازنُ في الحضور إلى البيت وعدمُ الغياب الدائم، والحرصُ على تكوينِ علاقةِ مودةٍ ورحمة مع الأسرة، مع الحرص على تفقد الأبناء والنظر في دينهم ودنياهم،
ليعلم الآباء أن الدعاء على الأبناء من أكبر أسباب انحرافهم، فبعض الآباء يدعو على أبنائه أو بناته، وقد يستجيبُ الله له،ولهذا ثبت في الحديث الصحيح( لا تدعوا على أموالكم ولا على أولادكم لا توافقوا من الله ساعة فيستجيب لكم ) رواه مسلم،
أيها الأب،قبل أن تدعو على أبنائك تذكر أن هذا الدعاء قد يستجاب،وبعد ذلك قد يكون الضياع والانحراف لأبنائك،

عود لسانك الدعاء لأبنائك وبناتك بأمور الخير والصلاح،لعل هذا يكون مفتاح خير لهم(لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)الطلاق،
فالمثل الشائع يقول(إن كبر ابنك خاويه) فلماذا يمعن بعض الآباء في القسوة على أولادهم وقفل جميع أبواب النقاش معهم وتجريمهم الدائم واتهامهم بالاستهتار واللامبالاة والفشل،


يُشعر الأب،بأن الابن في حاجة إلى جرعة مكثفة من القسوة والشدة حتى يصبح رجلاً كما يجب، على اعتبار أن سياسة الصداقة والتوادد والحب لا تصلح لخلق رجل،


والنتيجة تكون قيام حواجز بين الطرفين، وخلق مساحات من النفور والحنق، وقد يصل الأمر إلى انعدام الحب والاحترام، ويبدأ الابن في تجاهل والده وكراهيته والتمرد على أوامره وعصيانه الدائم،لأن طبيعته الإنسانية وسنه الحرجة ترفض الضيم وتثور للكرامة،
ويبدأ الابن في الهروب من المنزل تفادياً لثورة الوالد وهذا الهروب قد يقوده للتعرف على أصدقاء السوء ومعرفة طريق الانحراف ليتحول فعلياً إلى (ولد فاشل) لا فائدة تُرجى منه على الإطلاق،
فلماذا لا يبدأ هؤلاء الآباء في تغيير سياستهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه،
إن الولد سند لأبيه، يحمل اسمه، ويمشي على دربه، ويعينه على أيامه، ويُعرف بين الأهل والأحباب بالأخلاق الكريمة والرجولة الحقة،
بل إن البعض يتعمد إلى طرد ابنه من المنزل كلما عاد متأخراً إلى المنزل، إلى أين يذهب هذا الابن في تلك الساعة،بل إلى أين يظنه والده ذاهباً،وماذا يتوقع من إبنه بعد ذلك،
وكيف نطالبه بالالتزام واحترام ومحبة هذا الأب الجائر،
إن الأبوة حنان وحكمة ومُثُل أعلى للأبناء،
كثرة المشاكل الزوجية قد تكون سبب لانحراف الأبناء،وجودَ الخلافاتِ الزوجية وخاصة أمام الأبناء يسبب اضطراباً كبيراً في نفسياتهم ويجلبُ لهم المزيدَ من التوترِ والقلقِ وغيابِ الأمن النفسي والتربوي،
فلا يكن الخلاف والحوار أمامَ الأبناء، بل لا بد أن يكون في غرفة خاصة حتى لا يشعر الأبناءُ بشيء،


اللهم اجعلنا سبباً لصلاح أولادنا وبناتنا،وارزقهم الحكمة والمعرفة في تربية الأبناء والبنات،وأقر أعين الآباء بصلاح الأبناء،ووفقنا لفعل الخيرات والصالحات يارب العالمين .






 
قديم 07-07-20, 05:03 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "