العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-12-10, 04:45 PM   رقم المشاركة : 21
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



باب ما جاء في الرقى والتمائم



أما التمائم فهي تعاليق تتعلق بها قلوب متعلقيها

والقول فيها كالقول في الحلقة والخيط كما تقدم

فمنها ما هو شرك أكبر

كالتي تشتمل على الاستغاثة بالشياطين أو غيرهم من المخلوقين

فالاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك

كما سيأتي إن شاء الله


ومنها ما هو محرم

كالتي فيها أسماء لا يفهم معناها لأنها تجر إلى الشرك .


وأما التعاليق التي فيها قرآن أو أحاديث نبوية أو أدعية طيبة محترمة

فالأولى تركها لعدم ورودها عن الشارع

ولكونها يتوسل بها إلى غيرها من المحرم ,

ولأن الغالب على متعلقها أنه لا يحترمها

ويدخل فيها المواضع القذرة .



وأما الرقى ففيها تفصيل :


فإن كانت من القرآن أو السنة أو الكلام الحسن

فإنها مندوبة في حق الراقي لأنها من باب الإحسان ,

ولما فيها من النفع ,


وهي جائزة في حق المرقي


إلا أنه لا ينبغي له أن يبتدئ بطلبها ,


فإن من كمال توكل العبد وقوة يقينه

أن لا يسأل أحدا من الخلق لا رقية ولا غيرها :

بل ينبغي له إذا سأل أحدا أن يدعو له

أن يلحظ مصلحة الداعي والإحسان إليه

بتسببه لهذه العبودية له مع مصلحة نفسه ,

وهذا من أسرار تحقيق التوحيد ومعانية البديعة

التي لا يوفق للتفقه فيها والعمل بها إلا الكمل من العباد .


وإن كانت الرقية يدعى بها غير الله

ويطلب الشفاء من غيره

فهذا هو الشرك الأكبر

لأنه دعاء واستغاثة بغير الله ,


فافهم هذا التفصيل ,

وإياك أن تحكم على الرقى بحكم واحد

مع تفاوتها في أسبابها وغاياتها .







من مواضيعي في المنتدى
»» لامية ابن عمر الضمدي في الاستسقاء
»» القرآن الكريم في رأي أحد المستشرقين
»» التوحيد أولاً للعلامة عبد الله بن حميد رحمه الله تعالى
»» مراجعهم يأكلون الذهب وأتباعهم يأكلون التراب
»» أثمن ثلاث ساعات في رمضان
 
قديم 16-12-10, 09:43 PM   رقم المشاركة : 22
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


باب من تبرك بشجر أو حجر أو غيرهما


أي فإن ذلك من الشرك ومن أعمال المشركين

فإن العلماء اتفقوا على أنه لا يشرع التبرك بشيء

من الأشجار والأحجار والبقع والمشاهد وغيرها


فإن هذا التبرك غلو فيها

وذلك يتدرج به إلى دعائها وعبادتها

وهذا هو الشرك الأكبر كما تقدم انطباق الحد عليه


وهذا عام في كل شيء

حتى مقام إبراهيم وحجرة النبي صلى الله عليه وسلم

وصخرة بيت المقدس وغيرها من البقع الفاضلة .


وأما استلام الحجر الأسود وتقبيله

واستلام الركن اليماني من الكعبة المشرفة

فهذا عبودية لله وتعظيم لله وخضوع لعظمته

فهو روح التعبد فهذا تعظيم للخالق وتعبد له

وذاك تعظيم للمخلوق وتأله له



فالفرق بين الأمرين


كالفرق بين الدعاء لله
الذي هو إخلاص وتوحيد

والدعاء للمخلوق
الذي هو شرك وتنديد .






من مواضيعي في المنتدى
»» هدم الصنم الإيراني
»» عهد أردوغان اللغة العربية تعود لمناهج تركيا
»» فضائح الصوفية / للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
»» د.السميط.. أسلم على يديه 11مليونًا ولا زال مقصرًا!
»» مشائي يقر بتزوير انتخابات الرئاسة الإيرانية لصالح نجاد
 
قديم 17-12-10, 09:13 AM   رقم المشاركة : 23
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



باب ما جاء في الذبح لغير الله


أي أنه شرك ,

فإن نصوص الكتاب والسنة صريحة في الأمر بالذبح لله ,

وإخلاص ذلك لوجهه ,

كما هي صريحة بذلك في الصلاة

فقد قرن الله الذبح بالصلاة في عدة مواضع من كتابه ,


وإذا ثبت أن الذبح لله من أجل العبادات وأكبر الطاعات ,

فالذبح لغير الله شرك أكبر
مخرج عن دائرة الإسلام ,



فإن حد الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده

أن يصرف العبد نوعا أو فردا من أفراد العبادة لغير الله .

فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع

فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص ,

وصرفه لغيره شرك وكفر ,


فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر الذي لا يشذ عنه شيء ,


كما أن حد الشرك الأصغر


هو كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر

من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة ,


فعليك بهذين الضابطين للشرك الأكبر والأصغر ,

فإنه مما يعينك على فهم الأبواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب ,

وبه يحصل لك الفرقان بين الأمور التي يكثر اشتباهها

والله المستعان .








من مواضيعي في المنتدى
»» راعي البنات المغازلجي
»» مدون إيراني يروي قصة هروبه من الوحشية إلى باكستان
»» قصيدة ممانع بالثرثرة لأحمد مطر‎
»» إنه يتكلم عن السيستاني فهل كلامه صحيح ؟
»» أنا السبب
 
قديم 17-12-10, 09:14 AM   رقم المشاركة : 24
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road





باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله



ما أحسن اتباع هذا الباب بالباب الذي قبله ,

فالذي قبله من المقاصد وهذا من الوسائل .

ذاك من باب الشرك الأكبر ,

وهذا من وسائل الشرك القريبة ,


فإن المكان الذي يذبح فيه المشركون لآلهتهم

تقربا إليها وشركا بالله

قد صار مشعرا من مشاعر الشرك ,

فإذا ذبح فيه المسلم ذبيحة ولو قصدها لله

فقد تشبه بالمشركين وشاركهم في مشعرهم ,


والموافقة الظاهرة تدعو إلى الموافقة الباطنة والميل إليهم .

ومن هذا السبب نهى الشارع عن مشابهة الكفار

في شعارهم وأعيادهم وهيئاتهم ولباسهم

وجميع ما يختص بهم


إبعادا للمسلمين عن الموافقة لهم في الظاهر

التي هي وسيلة قريبة للميل والركون إليهم ,


حتى أنه نهى عن الصلاة النافلة في أوقات النهي

التي يسجد المشركون فيها لغير الله

خوفا من التشبه المحذور









من مواضيعي في المنتدى
»» فتوى في زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور / لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
»» إيران أعلى معدل من أحكام الإعدام ضد الأحداث وأكبر عدد من الصحفيين المسجونين
»» توجيهات لأعضاء المنتدى الكرام
»» الفرقة الشيعية وملاعبة مصر بورقة الصحابة
»» كسب القلوب على الطريقة الإيرانية
 
قديم 17-12-10, 01:20 PM   رقم المشاركة : 25
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



باب من الشرك النذر لغير الله

باب من الشرك الاستعاذة بغير الله

باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره



متى فهمت الضابط السابق في حد الشرك الأكبر ,

وهو أن من صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك ,

فهمت هذه الأبواب الثلاثة التي والى المصنف بينها ,


فإن النذر عبادة مدح الله الموفين به :

وأمر صلى الله عليه وسلم بالوفاء بنذر الطاعة ,

وكل أمر مدحه الشارع أو أثنى على من قام به أو أمر به فهو عبادة ,

فإن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه

من الأعمال والأقوال الظاهرة , والنذر من ذلك .


وكذلك أمر الله بالاستعاذة به وحده من الشرور كلها

وبالاستغاثة به في كل شدة ومشقة ,


فهذه إخلاصها لله إيمان وتوحيد ,

وصرفها لغير الله شرك وتنديد .



والفرق بين الدعاء والاستغاثة


أن الدعاء عام في كل الأحوال ,

والاستغاثة هي الدعاء لله في حالة الشدائد ,

فكل ذلك يتعين إخلاصه لله وحده ,

وهو المجيب لدعاء الداعين

المفرج لكربات المكروبين ,



ومن دعا غيره من نبي أو ملك أو ولي أو غيرهم ,

أو استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله

فهو مشرك كافر ,

وكما أنه خرج من الدين

فقد تجرد أيضا من العقل ,

فإن أحدا من الخلق

ليس عنده من النفع والدفع مثقال ذرة

لا عن نفسه ولا عن غيره

بل الكل فقراء إلى الله في كل شئونهم .






من مواضيعي في المنتدى
»» منهج الحق / منظومة للشَّيخ عبد الرَّحمٰن السِّعدي / تُنشر لأوَّل مرَّة
»» موضع جرح "المرأة من جديد" / للشيخ لطف الله خوجه
»» صور إسلامية نافعة
»» إلى محبي الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
»» مفاسد المتعة بين السيستاني والمنتفضين له
 
قديم 29-12-10, 07:10 PM   رقم المشاركة : 26
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



باب قول الله تعالى
"أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون”



قول الله تعالى :

( أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ )


[ سورة الأعراف : الآية 191 ]




هذا شروع في براهين التوحيد وأدلته ,


فالتوحيد له من البراهين النقلية والعقلية ما ليس لغيره ,



فتقدم أن التوحيدين : توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات من أكبر براهينه وأضخمها .



فالمتفرد بالخلق والتدبير ,

والمتوحد في الكمال المطلق من جميع الوجوه ,


هو الذي لا يستحق العبادة سواه .




وكذلك من براهين التوحيد

معرفة أوصاف المخلوقين , ومن عبد مع الله ,


فإن جميع ما يعبد من دون الله من ملك وبشر ومن شجر وحجر وغيرها


كلهم فقراء إلى الله ,


عاجزون ليس بيدهم من النفع مثقال ذرة ,


ولا يخلقون شيئا وهم يخلقون ,


ولايملكون ضرا ولانفعا ,
ولاموتا ولاحياة ولانشورا ,




والله تعالى هو الخالق لكل مخلوق ,

وهو الرازق لكل مرزوق ,


المدبر للأمور كلها ,

الضار النافع , المعطي المانع ,


الذي بيده ملكوت كل شيء

وإليه يرجع كل شيء


وله يقصد ويصمد ويخضع كل شيء ,



فأي برهان أعظم من هذا البرهان


الذي أعاده الله وأبداه في مواضع كثيرة من كتابه وعلى لسان رسوله ,


فهو دليل عقلي فطري كما أنه دليل سمعي نقلي على وجوب توحيد الله ,


وأنه الحق وعلى بطلان الشرك .




وإذا كان أشرف الخلق على الإطلاق


لا يملك نفع أقرب الخلق إليه

وأمسهم به رحما

فكيف بغيره :


فتبا لمن أشرك بالله
وساوى به أحدا من المخلوقين :


لقد سلب عقله بعد ما سلب دينه :





فنعوت الباري تعالى وصفات عظمته وتوحده في الكمال المطلق


أكبر برهان على أنه
لا يستحق العبادة إلا هو ,



وكذلك صفات المخلوقات كلها


وما هي عليه من النقص والحاجة والفقر إلى ربها في كل شئونها


وأنه ليس لها من الكمال إلا ما أعطاها ربها


من أعظم البراهين على

بطلان إلهية شيء منها ,




فمن عرف الله وعرف الخلق


اضطرته هذه المعرفة إلى عبادة الله وحده ,


وإخلاص الدين له والثناء عليه ,


وحمده وشكره بلسانه وقلبه وأركانه



وانصرف تعلقه بالمخلوقين خوفا ورجاء وطمعا



والله أعلم .








من مواضيعي في المنتدى
»» الحوثيون يزعمون أحقيتهم بعسير ونجران وجازان
»» المنظومة الهائية / للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
»» محاكم ديوان التفتيش العراقية
»» منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول
»» أختاه هل تريدين السعادة ؟
 
قديم 30-12-10, 07:39 PM   رقم المشاركة : 27
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


باب قول الله تعالى "حتى إذا فزع عن قلوبهم”





قول الله تعالى : ( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )




[ سورة سبأ : الآية 23 ]






وهذا أيضا برهان عظيم آخر على وجوب التوحيد وبطلان الشرك ,




وهو ذكر النصوص الدالة على كبرياء الرب وعظمته




التي تتضاءل وتضمحل عندها عظمة المخلوقات العظيمة ,




وتخضع له الملائكة والعالم العلوي والسفلي ,




ولا تثبت أفئدتهم عندما يسمعون كلامه أو تتبدى لهم بعض عظمته ومجده ,




فالمخلوقات بأسرها خاضعة لجلاله معترفة بعظمته ومجده خاضعة له خائفة منه ,





فمن كان هذا شأنه




فهو الرب الذي لا يستحق العبادة والحمد



والثناء والشكر والتعظيم والتأله إلا هو ,





ومن سواه ليس له من هذا الحق شيء ,





فكما أن الكمال المطلق والكبرياء والعظمة ,




ونعوت الجلال والجمال المطلق كلها لله لا يمكن أن يتصف بها غيره




فكذلك العبودية الظاهرة والباطنة كلها حقه تعالى الخاص




الذي لا يشاركه فيه مشارك بوجه .








من مواضيعي في المنتدى
»» إلى محبي الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
»» الرافضة في الهند
»» دفاع عن الصحابة / قصيدة للشيخ عائض القرني
»» ذراعٌ جديد للمد الصفوي
»» مخططات الإرهاب الإيرانية في الكويت والخليج العربي
 
قديم 31-12-10, 01:33 PM   رقم المشاركة : 28
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


باب الشفاعة




إنما ذكر المصنف الشفاعة في تضاعيف هذه الأبواب



لأن المشركين يبررون شركهم ودعاءهم للملائكة والأنبياء والأولياء بقولهم



نحن ندعوهم مع علمنا أنهم مخلوقون مملوكون ,



ولكن حيث أن لهم عند الله جاها عظيما ومقامات عالية



ندعوهم ليقربونا إلى الله زلفى وليشفعوا لنا عنده


كما يتقرب إلى الوجهاء عند الملوك والسلاطين



ليجعلوهم وسائط لقضاء حاجاتهم وإدراك مآربهم.




وهذا من أبطل الباطل ,




وهو تشبيه لله العظيم ملك الملوك
الذي يخافه كل أحد ,



وتخضع له المخلوقات بأسرها ,




بالملوك الفقراء المحتاجين للوجهاء والوزراء في تكميل ملكهم ونفوذ قوتهم ,



فأبطل الله هذا الزعم




وبين أن الشفاعة كلها له
كما أن الملك كله له ,




وأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ,



ولا يأذن إلا لمن رضي قوله وعمله ,



ولا يرضى إلا توحيده وإخلاص العمل له .




فبين أن المشرك ليس له حظ ولا نصيب من الشفاعة ,



وبين أن الشفاعة المثبتة التي تقع بإذنه



إنما هي الشفاعة لأهل الإخلاص خاصة



وأنها كلها منه , رحمة منه وكرامة للشافع ,



ورحمة منه وعفوا عن المشفوع له ,



وأنه هو المحمود عليها في الحقيقة



وهو الذي أذن لمحمد صلى الله عليه وسلم فيها وأناله المقام المحمود .




فهذا ما دل عليه الكتاب والسنة في تفصيل القول في الشفاعة .




وقد ذكر المصنف رحمه الله كلام الشيخ تقي الدين في هذا الموضع وهو كاف شاف , ( 1 )




فالمقصود في هذا الباب



ذكر النصوص الدالة على إبطال كل وسيلة وسبب يتعلق به المشركون بآلهتهم ,



وأنه ليس لها من الملك شيء :



لا استقلالا ولا مشاركة ولا معاونة ومظاهرة ,



ولا من الشفاعة شيء ,




وإنما ذلك كله لله وحده ,



فتعين أن يكون المعبود وحده .



==================



1/ قال أبو العباس: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون


فنفى أن يكون لغيره مُلْك أو قسط منه، أو يكون عوناً لله، ولم يبق إلا الشفاعة: فبين أنـها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب كما قال:


{ ولا يشفعونَ إلا لمنِ ارتضَى } (الآية 28: الأنبياء).



فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن،

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم :



" أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده ـ لا يبدأ بالشفاعة أولاًـ


ثم يقال له: ارفع رأسك وقل يُسمَع وسل تعط واشفع تشفَّع "



[ البخاري (3/250) ، مسلم (1/184) ].




وقال أبو هريرة له صلى الله عليه وسلم: "


من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه "


[ البخاري (1/52) ]،




فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله.



وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع



ليكرمه وينال المقام المحمود.




فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك؛ ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع،



وقد بيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم أنـها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. اهـ كلامه.









من مواضيعي في المنتدى
»» الخديعة الإيرانية
»» مراجع إيرانية تخالف خامنئي بتحديد أول أيام العيد
»» حزب الله يروّج زواج المتعة ليسيطر على الشيعة
»» من هو الإمام الغزالي رحمه الله تعالى ؟
»» الرافضة في الهند
 
قديم 31-12-10, 05:43 PM   رقم المشاركة : 29
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



باب قول الله تعالى "إنك لا تهدي من أحببت"



قول الله تعالى : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ )


[ سورة القصص : الآية 56 ]




وهذا الباب أيضا نظير الباب الذي قبله ,



وذلك أنه إذا كان صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلق على الإطلاق


وأعظمهم عند الله جاها وأقربهم إليه وسيلة ,


لا يقدر على هداية من أحب هداية التوفيق


وإنما الهداية كلها بيد الله ,


فهو الذي تفرد بهداية القلوب كما تفرد بخلق المخلوقات ,


فتبين أنه الإله الحق ,



وأما قوله تعالى :


( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )


[ سورة الشورى : الآية 52 ]



فالمراد بالهداية هنا هداية البيان


وهو صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله وحيه الذي اهتدى به الخلق .







من مواضيعي في المنتدى
»» دفاع عن الصحابة / قصيدة للشيخ عائض القرني
»» آل البيت عليهم السلام وحقوقهم الشرعية
»» فضيحة الشيخ طنطاوي
»» الرد على الخرافيين / للشيخ سفر الحوالي
»» تعددت الأصنام والشرك واحد
 
قديم 02-01-11, 01:44 PM   رقم المشاركة : 30
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


باب أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم

هو الغلو في الصالحين




والغلو هو مجاوزة الحد بأن يجعل للصالحين من حقوق الله الخاصة به شيء ,



فإن حق الله الذي لا يشاركه فيه مشارك



هو الكمال المطلق , والغنى المطلق ,



والتصرف المطلق من جميع الوجوه ,



وأنه لا يستحق العبادة والتأله أحد سواه ,




فمن غلا بأحد من المخلوقين حتى جعل له نصيبا من هذه الأشياء



فقد ساوى به رب العالمين وذلك أعظم الشرك ,




ومن رفع أحدا من الصالحين فوق منـزلته التي أنزله الله بها



فقد غلا فيه وذلك وسيلة إلى الشرك وترك الدين .





والناس في معاملة الصالحين ثلاثة أقسام :




أهل الجفاء



الذين يهضمونهم حقوقهم ولا يقومون بحقهم من الحب والموالاة لهم والتوقير والتبجيل ,




وأهل الغلو



الذين يرفعونهم فوق منـزلتهم التي أنزلهم الله بها ,




وأهل الحق



الذين يحبونهم ويوالونهم ويقومون بحقوقهم الحقيقية



ولكنهم يبرأون من الغلو فيهم وادعاء عصمتهم ,




والصالحون أيضا يتبرأون من أن يدعوا لأنفسهم حقا من حقوق ربهم الخاصة ,



كما قال الله عن عيسى صلى الله عليه وسلم :



( سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ )



[ سورة المائدة : الآية 116 ]





واعلم أن الحقوق ثلاثة :




حق خاص لله لا يشاركه فيه مشارك



وهو التأله له وعبادته وحده لا شريك له ,



والرغبة والإنابة إليه وحده
حبا وخوفا ورجاء ,





وحق خاص للرسل



وهو توقيرهم وتبجيلهم والقيام بحقوقهم الخاصة :




وحق مشترك



وهو الإيمان بالله ورسله , وطاعة الله ورسله , ومحبة الله , ومحبة رسله :



ولكن هذه لله أصلا وللرسل تبعا لحق الله ,




فأهل الحق يعرفون الفرقان بين هذه الحقوق الثلاثة



فيقومون بعبودية الله وإخلاص الدين له ,



ويقومون بحق رسله وأوليائه على اختلاف منازلهم ومراتبهم



والله أعلم .










من مواضيعي في المنتدى
»» بدعة يوم البقيع فتنة صفوية جديدة / صباح الموسوي
»» جند الله السنية تقتل 16 من الحرس الثوري الإيراني
»» إقصاء العراقيين في العراق
»» الله أكبر: شيعي يعلن هدايته على الهواء مباشرة
»» الكلاب عند الصوفية !
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "