قرأت ما كتبه الأخ سيف الإسلام وتمعنت فيه كثيرا وقرأته مرة ومرتين وثلاث مرات ولكن في كل مرة أقرأ فيها ما كتبه الأخ الكريم
أحاول الوصول إلى المستوى النفسي الذي وصل إليه الأخ في طرحه وأن ألعن الحاضر والمستقبل وأن أعلن الحرب على الجيد والسيئ
وأن أرهن نفسي وتفكيري لسلسلة من العوامل والأزمات التي إن رهنت نفسي لها وسلمت تفكيري لعبثها فلن أستطع النهوض مرة أخرى
وأنت قد أسميت نفسك بـ سيف الإسلام فكن كما إسمك سيفاً للإسلام تقوي النفوس وتشحذ الهمم لتناطح أعالي السحاب
نعم أخي الكريم كما ترى العنوان ومعذرة إليك [ فنحن أمة لا توصم بالجبن ] والشواهد كثيرة والعلامات أكثر من أن تحصر في هذا المقام
لا يحق لك ولا لغيرك وفي حالة إنهزام وتقهقر للنظم العربية والإسلامية أن تعمم ذلك الحال على أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم
نعم الأمة تعاني من خلل وأصبحت تتكالب عليها الأمم من كل حدب وصوب وأصبحت الأمة كغثاء السيل لا نفع منه
وهذا مرض قد استفحل فيها وبدل من جلد الذات وكسر النفوس كان الأولى أن نجدد العهد مع الله عز وجل وأن نعود لدينه عودا حميدا
يرفع به الله عز وجل مقته وغضبه وذله عنا فلسنا والله بأمة جبن وإنما الذنوب والمعاصي تفعل فعلها وتطعن الأمة في مقتل
إن أمة خرج من رحمها الفاتحون لبلاد الله الداعون لدين الله المجاهدون في سبيل الله قديما وحديثا لا يمكن وصمها بالجبن
قد تحتاج تلك الأمة لأن تدرك أنها أمة لا عزة لها إلا بالإسلام فإن ابتغت العزة بدونه أذلها الله
قد تحتاج تلك الأمة لأن تعلم أنه لا يصلح حال هذا الأمة في آخرها إلا بما صلح به أولها
قد تحتاج تلك الأمة لأن تفهم بأنها خير أمة أخرجت للناس وإن أصابها الداء فلا بد من الدواء
إن ما تمر به الأمة أخي الكريم من إمتحان وابتلاء وتمحيص هو دليل خير وبشريات نصر بإذن الله عز وجل
وفي مثل هذه الأوقات العصيبة والممحصات الكثيرة لا ينبغي أن يعلوا صوت فوق صوت رفع المعنويات وشحذ الهمم
فالأمة مقبلة على استحقاقات مهمة لا ينفع معها الصراخ والعويل وإنما ينفع حسن التوكل على الله وإتخاذ الأسباب الموصلة للنصر
ومن يلاحظ ما يجري في عالمنا اليوم وبنظرة دقيقة لمجريات الوضع يدرك أن الطريق لم ولن يكون سهلاً أمام هذه الأمة
وأن الثبات في المحن مع الصبر على ذلك إلتزاماً بالتوجيهات الربانية هي من أهم الموجبات لنصر الله عز وجل قال تعالى :
( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليما حكيما ) الأية
فالفرق بيننا وبين أعداء هذه الأمة واضح وجلي وما النصر إلا مع الصبر فكن أخي الكريم ممن يشدون العزم ويطلبون النصر
ولا تكن ممن يثبطون العزائم ويبعثون في النفوس الهزائم ولكل جواد كبوة وهذه الأمة لا شك ولا ريب منصورة بوعد الله لها
وإن تراجعت وذلت فإن ما بعد ذلك خير ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .
أخوك / أبو عمر القحطاني