بـسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
كُنت أتناقش مع أحد الروافض عن تبريره لـسكوت علي بن أبي طالب وبرودة أعصابه وقت الهجوم المزعوم للإمام الأعظم الثاني عُمر بن الخطاب صلوات الله وسلامه عليه على بيت فاطمة والسبب في عدم انتفاضته غيرة على عرضه وشرف زوجته وحياة ولده الأسطوري المحسن
فلما رأى الرافضي بأنه لا وجود لأي تبرير يقبله العقل قـاس ما بدر من سكوت علي وبرودة أعصابه بما كـان من أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم مقتله فـقد كـان رضي الله عنه على اطمئنان تام ولم يبادر بالدفاع عن نفسه وأيـضا فإنـه تـرك زوجته نائلة يعتدى عليها أمام ناظريه بالإضـافة إلى أمره للصحابة بعدم الدفاع عنه والتخلية بنيه وبين أحداثه فكـاني ردي عليه
أولا :: مـن قال لك بأن أمير المؤمنين عثمان بن عفان عليه السلام لم يقم بأي عمل تجاه القتلة مُنذ بداية الأزمة . في الحقيقة ربما لم يترك أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فرصة لإزالة الفتنة واجتاثها إلا وانتهزها أو حاول على الأقل فهو تارة يرسل الُرسل إلى الولايات لتفقد أعمال الولاة من أجل التأكد من شائعات الثوار وتارة أخرى يحاورهم ويناظرهم بعد مجيئهم للمدينة مندسين وسط الحجيج ويبطل شبهاتهم وتارة أخرى يـناشدهم الله ويعضهم من بيته وقـت الحصار فـمن قال لكم بأن أمير المؤمنين عثمان بن عفان عليه السلام لم يكن جادا في حماية نفسه ؟؟؟
ثانيا :: لا يمكنك مقارنة الوضعين بأي حال , فـهذا علي بن أبي طالب حسب تصوركم يملك من المقدرات والأوصاف الخرافية ما يفوق عدد حبات الرمال بل عدد مجرات الفضاء لا بل عدد الثواني والدقائق منذ أن خلق الله آدم وبالـتالي فإن كثرة المهاجمين لبيته حسب ادعاءكم ليست عائقا أبدا ولا تشكل أي مانع لعلي بن أبي طالب في الدفاع عن نفسه وأهل بيته بل يستطيع بكل سهولة أن يفتعل مقتلة في المهاجمين وأهل الأرض كـافة بدون أدنى شك فالنصر بلا شك كان حليفه بالمقايييس المادية أما أميرنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد كان إنسانا يملك المواصفات العادية تكالبت عليه جيوش يناهز عددها الألف أو الثلاثة آلاف أو العشرة آلاف وبالتالي فموته يقين ومتحتم رضي الله عنه بالمقاييس المادية فـلذلك من الطبيعي أن يوقن الخليفة عثمان باستشهاده لا محالة وبعبث الدفاع عنه أمـا لو قلنا بأنه يمتلك مواصفات خرافية كمواصفات علي عندكم فالأمر مختلف تماما
ثالثا :: عُثمان رضي الله عنه لم يـكن قد أمـر الصحابة بترك الدفاع عنه منذ البداية بل قد ثبت بأن جمهرة من الصحابة دافعوا عن بيته وقت الهجوم عليه واستشهد بعضهم وأصيب بعضهم أيامة إصابة كمروان بن الحكم رضي الله عنه فقولكم بأن عثمان رضي الله عنه كـان قد أمـر بأن يترك لمصيره المحتوم منذ البداية أمر في غاية السخف والغباء
رابعا :: وقـد تقول بأن الهجوم على بيت عثمان بن عفان رضي الله عنه كـان نتيجة طبيعية لأحداث سابقة أما الهجوم على بيت فاطمة فقد كان حدثا فجائيا وهذا سخف كبير فإمامكم علي كان يعلم الغيب كما تقولون إذا كان يعلم بأمر هذا الهجوم منذ الأزل فكيف تقولون بأنه حدث فجائي ؟؟ نعم هو فجائي بالنسبة لبشر ولكنه ليس فجائيا لكائن خُرافي له صفات علي بن أبي طالب
خـامسا :: تقولون بأن عثمان رضي الله عنه لم يدافع عن زوجته نائلة بنت الفرافصة رضي الله عنها وهـذا سُخف وغباء لأن أحد قتلة عثمان رضي الله عنه لما حاول إذاء نائلة اندفع إليه أحد غلمان عثمان وقتله وعثمان لم يقتل بعد ولم ينكر على الغلام ثم إن عثمان رضي الله عنه كان في ذلك الموقف شيخا مسنا وقد تشارك في قتله عشرات الرجال في آن واحد فكيف تريدون منه أن يتغلب عليهم جميعا ليهب لحماية زوجته من الذين أرادوا الاعتداء عليها , أليس عجزه هو الأمر الواقع في الأمر بينما علي كان يقدر على القضاء بكل سهولة على هؤلاء المهاجمين الذين كسروا ضلع زوجته ولم يفعل فكيف تقارنون بمن يستطيع بمن لا يستطيع ؟؟