العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-14, 07:19 AM   رقم المشاركة : 11
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up أقوال السلف والعلماء في الحسد

- وقال أبو الليث السمرقندي:

(يصل إلى الحاسد خمس عقوبات

قبل أن يصل حسده إلى المحسود:

أولاها: غمٌّ لا ينقطع.

الثانية: مصيبة لا يُؤجر عليها.

الثالثة: مذمَّة لا يُحمد عليها.

الرابعة: سخط الرب.

الخامسة: يغلق عنه باب التوفيق)






من مواضيعي في المنتدى
»» قصيدة سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح المصطفى عليه السلام
»» ممارسات وثنية في قلب العالم الإسلامي
»» من الأخلاق المذمومة : التقليد والتبعية
»» بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي
»» Meaning of life \ معنى الحياة / فيديو رائع مترجم
 
قديم 15-04-14, 01:14 PM   رقم المشاركة : 12
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up أقوال السلف والعلماء في الحسد

- وقال الجاحظ:

(ومتى رأيت حاسدًا يصوب إليك رأيًا إن كنت مصيبًا،
أو يرشدك إلى صواب إن كنت مخطئًا،
أو أفصح لك بالخير في غيبته عنك،
أو قصر من غيبته لك؟

فهو الكلب الكَلِب، والنمر النَّمِر،
والسمُّ القَشِب،
والفحل القَطِم ، والسيل العَرِم .

إن ملك قتل وسبى،
وإن مُلِك عصى وبغى.
حياتك موته،
وموتك عرسه وسروره.

يصدِّق عليك كلَّ شاهد زور،
ويكذِّب فيك كلَّ عدل مرضي.

لا يحب من الناس إلا من يبغضك،
ولا يبغض إلا من يحبك.

عدوك بطانة وصديقك علانية...


أحسن ما تكون عنده حالًا أقل ما تكون مالًا،
وأكثر ما تكون عيالًا،
وأعظم ما تكون ضلالًا.

وأفرح ما يكون بك
أقرب ما تكون بالمصيبة عهدًا،

وأبعد ما تكون من الناس حمدًا،

فإذا كان الأمر على هذا فمجاورة الموتى،
ومخالطة الزَّمنى ،
والاجتنان بالجدران،
ومصر المصران،
وأكل القردان،

أهون من معاشرته والاتصال بحبله)






من مواضيعي في المنتدى
»» شرح حديث: يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر
»» من موحِّد إلى ملحد / د . عائض القرني
»» شهر فضائح الرافضة
»» العلاقة بين التشيع والتصوف / رسالة دكتوراه
»» من كرامات الصوفية الخرافية
 
قديم 15-04-14, 05:06 PM   رقم المشاركة : 13
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up أقوال السلف والعلماء في الحسد

- وقال الجرجاني:

(كم من فضيلة لو لم تستترها المحاسد
لم تبرح في الصدور كامنة،

ومنقبة لو لم تزعجها المنافسة
لبقيت على حالها ساكنة!

لكنها برزت فتناولتها ألسن الحسد تجلوها،
وهي تظن أنها تمحوها،

وتشهرها وهي تحاول أن تسترها؛

حتى عثر بها من يعرف حقها،
واهتدى إليها من هو أولى بها،

فظهرت على لسانه في أحسن معرض،

واكتست من فضله أزين ملبس؛

فعادت بعد الخمول نابهة،
وبعد الذبول ناضرة،

وتمكنت من برِّ والدها فنوَّهت بذكره،
وقدرت على قضاء حقِّ صاحبها،
فرفعت من قدره

{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }
[البقرة: 216])







من مواضيعي في المنتدى
»» معنى { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر }/ سماحة الإمام عبد العزيز بن باز
»» النعامة الصوفية
»» الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة ..!!
»» محرك بحث متخصص للبحث عن الفتاوى في مواقع علماء أهل السنة والجماعة
»» كشف شبهات الصوفية الرد على الشبهات تفصيلا / للشيخ شحاتة صقر
 
قديم 15-04-14, 06:31 PM   رقم المشاركة : 14
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up أقوال السلف والعلماء في الحسد

- وقال ابن المعتز:

(الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له،
ويبخل بما لا يملكه،
ويطلب ما لا يجده) .


- وقال ابن حزم:

(إنَّ ذوي التراكيب الخبيثة
يبغضون لشدة الحسد كلَّ من أحسن إليهم،
إذا رأوه في أعلى من أحوالهم) .


- وقال الخطاب بن نمير السعدي:

(الحاسد مجنون؛
لأنَّه يحسد الحسن والقبيح)







من مواضيعي في المنتدى
»» القوة و الشجاعة
»» فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف في انحرافات الطرق الصوفية
»» حكم الاحتفال بالمولد النبوي - لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
»» كل هؤلاء مسئولون يوم القيامة عن انفلات النساء في بلاد الحرمين
»» تلاوة من سورة الحجرات للشيخ محمود خليل القارئ / مسجد القبلتين
 
قديم 15-04-14, 11:44 PM   رقم المشاركة : 15
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


آثار الحسد

الحسد مذموم مرذول،

أجمل الماوردي مذمته في قوله:

(ولو لم يكن من ذمِّ الحسد إلا أنَّه خُلُقٌ دنيء،
يتوجَّه نحو الأكفاء والأقارب،
ويختصُّ بالمخالط والمصاحب،

لكانت النزاهة عنه كرمًا،
والسلامة منه مغنمًا،

فكيف وهو بالنفس مضرٌّ،
وعلى الهمِّ مصرٌّ،

حتى ربما أفضى بصاحبه إلى التلف،
من غير نكاية في عدو،
ولا إضرار بمحسود)

ثم ذكر للحسد أربع مساوئ فقال:

1- حسرات الحسد وسقام الجسد،
ثم لا يجد لحسرته انتهاء،
ولا يؤمل لسقامه شفاء،

قال ابن المعتز:
الحسد داء الجسد.

2- انخفاض المنزلة وانحطاط المرتبة؛
لانحراف الناس عنه،
ونفورهم منه،

وقد قيل في منثور الحكم:
الحسود لا يسود.

3- مقت الناس له،
حتى لا يجد فيهم محبًّا،
وعداوتهم له، حتى لا يرى فيهم وليًّا،
فيصير بالعداوة مأثورًا،
وبالمقت مزجورًا.

4- إسخاط الله تعالى في معارضته،
واجتناء الأوزار في مخالفته،
إذ ليس يرى قضاء الله عدلًا،
ولا لنعمه من الناس أهلًا .

وقال الجاحظ:
(الحسد -أبقاك الله- داء ينهك الجسد،
ويفسد الودَّ،
علاجه عسر، وصاحبه ضجر،
وهو باب غامض، وأمر متعذر،
فما ظهر منه فلا يداوى،
وما بطن منه فمداويه في عناء)

ثم قال:

(ولو لم يدخل- رحمك الله-
على الحاسد بعد تراكم الهموم على قلبه،
واستمكان الحزن في جوفه،
وكثرة مضضه ،
ووسواس ضميره،
وتنغيص عمره،
وكدر نفسه،
ونكد لذاذة معاشه،

إلا استصغاره لنعمة الله عنده،
وسخطه على سيده بما أفاد الله عبده،
وتمنيه عليه أن يرجع في هبته إياه،
وألا يرزق أحدًا سواه،

لكان عند ذوي العقول مرحومًا،
وكان عندهم في القياس مظلومًا) .

5- يؤدي إلى المقاطعة، والهجر، والبغضاء، والشحناء.

6- يؤدي إلى الغيبة، والنميمة.

7- يؤدي إلى الظلم، والعدوان.

8- يؤدي إلى السرقة، والقتل







من مواضيعي في المنتدى
»» فتاوى أئمة الإسلام في ضلال الطرق الصوفية البدعية
»» معرفة المأمور به والمحذور في زيارة القبور
»» إشكالية الغلو في الجهاد المعاصر / للشيخ علوي السقاف
»» الصوفية في سوريا .. خزايا وبلايا
»» محاضرات ودروس فـضيلة الشيخ أ. د . عـبـد الـقـادر عـطـا صـوفـي
 
قديم 16-04-14, 01:16 AM   رقم المشاركة : 16
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


أقسام الحسد

قسم العلماء الحسد إلى عدد من الأنواع،
ومنهم ابن القيم الذي قسمه إلى ثلاثة أنواع:

1- حسد يخفيه ولا يرتب عليه أذى بوجه ما؛
لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده،
بل يجد في قلبه شيئًا من ذلك،
ولا يعاجل أخاه إلا بما يحب الله.


2- تمني استصحاب عدم النعمة،
فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة،
بل يحب أن يبقى على حاله؛
من جهله، أو فقره، أو ضعفه،
أو شتات قلبه عن الله، أو قلة دينه.


3- حسد الغبطة؛
وهو تمني أن يكون له مثل حال المحسود،
من غير أن تزول النعمة عنه،
فهذا لا بأس به ولا يعاب صاحبه،
بل هذا قريب من المنافسة .


وقسمه الغزالي إلى أربعة أنواع:

1- أن يحب زوال النعمة عنه،
وإن كان ذلك لا ينتقل إليه،
وهذا غاية الخبث.


2- أن يحب زوال النعمة إليه لرغبته في تلك النعمة،
مثل رغبته في دار حسنة، أو امرأة جميلة،
أو ولاية نافذة، أو سعة نالها غيره،
وهو يحبُّ أن تكون له،
ومطلوبه تلك النعمة لا زوالها عنه.


3- أن لا يشتهي عينها لنفسه، بل يشتهي مثلها،
فإن عجز عن مثلها
أحب زوالها كيلا يظهر التفاوت بينهما.


4- أن يشتهي لنفسه مثلها،
فإن لم تحصل فلا يحب زوالها عنه،
وهذا هو المعفو عنه إن كان في الدنيا،
والمندوب إليه إن كان في الدين






من مواضيعي في المنتدى
»» قصيدة أبي تمام ( السيف أصدق أنباء من الكتب )
»» المتابعة والاقتداء بسنة خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه
»» إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا
»» تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله
»» مطويات ونشرات في التوحيد والعقيدة
 
قديم 16-04-14, 06:10 AM   رقم المشاركة : 17
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


أسباب الوقوع في الحسد

للحسد أسباب كثيرة تجعل النفس المريضة
تقع في حبائل تلك الخصلة الذميمة،

وقد أحسن الجرجاني إجمالها فقال:

(التفاضل -أطال الله بقاءك- داعية التنافس؛
والتنافس سبب التحاسد؛

وأهل النقص رجلان:

رجل أتاه التقصير من قبله،
وقعد به عن الكمال اختياره،
فهو يساهم الفضلاء بطبعه،
ويحنو على الفضل بقدر سهمه.

وآخر رأى النقص ممتزجًا بخلقته،
ومؤثلًا في تركيب فطرته،
فاستشعر اليأس من زواله،
وقصرت به الهمة عن انتقاله؛

فلجأ إلى حسد الأفاضل،
واستغاث بانتقاص الأماثل؛

يرى أنَّ أبلغ الأمور في جبر نقيصته،
وستر ما كشفه العجز عن عورته،
اجتذابهم إلى مشاركته،
ووسمهم بمثل سمته ) .


وفصَّل الغزالي أسباب التحاسد في سبعة أمور هي:

1– (العداوة والبغضاء:

وهذا أشد أسباب الحسد،
فإنَّ مَن آذاه شخص بسبب من الأسباب،
وخالفه في غرض بوجه من الوجوه،
أبغضه قلبه، وغضب عليه،
ورسخ في نفسه الحقد.

والحقد يقتضي التشفي والانتقام،
فإن عجز المبغض عن أن يتشفَّى بنفسه
أحبَّ أن يتشفَّى منه الزمان،

وربما يحيل ذلك على كرامة نفسه عند الله تعالى،
فمهما أصابت عدوه بلية فرح بها،
وظنَّها مكافأة له من جهة الله على بغضه وأنها لأجله،
ومهما أصابته نعمة ساءه ذلك؛
لأنَّه ضدُّ مراده،

وربما يخطر له أنه لا منزلة له عند الله؛
حيث لم ينتقم له من عدوه الذي آذاه،
بل أنعم عليه.


2- التعزز:

وهو أن يثقل عليه أن يترفع عليه غيره،
فإذا أصاب بعض أمثاله ولاية،
أو علمًا، أو مالًا
خاف أن يتكبر عليه،
وهو لا يطيق تكبره،
ولا تسمح نفسه باحتمال صلفه ،
وتفاخره عليه،
وليس من غرضه أن يتكبر،
بل غرضه أن يدفع كبره،
فإنَّه قد رضي بمساواته مثلًا،
ولكن لا يرضى بالترفع عليه.

3- الكبر:

وهو أن يكون في طبعه أن يتكبر عليه،
ويستصغره، ويستخدمه،
ويتوقَّع منه الانقياد له،
والمتابعة في أغراضه،
فإذا نال نعمة خاف ألا يحتمل تكبره
ويترفع عن متابعته،
أو ربما يتشوَّف إلى مساواته،
أو إلى أن يرتفع عليه،
فيعود متكبرًا بعد أن كان متكبرًا عليه.


4- التعجب:

فيجزع الحاسد من أن يتفضل عليه
من هو مثله في الخلقة،
لا عن قصد تكبر،
وطلب رياسة، وتقدم عداوة،
أو سبب آخر من سائر الأسباب.


5- الخوف من فوت المقاصد:

وذلك يختص بمتزاحمين على مقصود واحد،
فإن كان واحد يحسد صاحبه
في كلِّ نعمة تكون عونًا له في الانفراد بمقصوده،

ومن هذا الجنس تحاسد الضرات
في التزاحم على مقاصد الزوجية،

وتحاسد الإخوة في التزاحم على نيل المنزلة في قلب الأبوين؛
للتوصل به إلى مقاصد الكرامة والمال.


6- حب الرياسة وطلب الجاه:

وذلك كالرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير
في فنٍّ من الفنون،
إذا غلب عليه حب الثناء،
واستفزه الفرح بما يمدح به
من أنه واحد الدهر، وفريد العصر في فنه،
وأنه لا نظير له،

فإنه لو سمع بنظير له في أقصى العالم لساءه ذلك،
وأحبَّ موته،
أو زوال النعمة عنه التي بها يشاركه المنزلة؛
من شجاعة، أو علم، أو عبادة،
أو صناعة، أو جمال، أو ثروة،
أو غير ذلك مما يتفرد هو به،
ويفرح بسبب تفرده.


7- خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى:

فإنك تجد من لا يشتغل برياسة وتكبر ولا طلب مال،
إذا وصف عنده حسن حال عبد من عباد الله تعالى
فيما أنعم الله به عليه؛
يشقُّ ذلك عليه،

وإذا وصف له اضطراب أمور الناس، وإدبارهم،
وفوات مقاصدهم، وتنغص عيشهم فرح به،

فهو أبدًا يحبُّ الإدبار لغيره،
ويبخل بنعمة الله على عباده،
كأنهم يأخذون ذلك من ملكه وخزانته.
وهذا السبب معالجته شديدة؛

لأنَّ الحسد الثابت بسائر الأسباب أسبابه عارضة،
يتصور زوالها فيطمع في إزالتها،
وهذا خبث في الجبلة
لا عن سبب عارض، فتعسر إزالته)







من مواضيعي في المنتدى
»» ما هي الأنانية ؟
»» نور السنة وظلمات البدعة
»» العلاقة بين الصوفية والشيعة
»» صفا بين السيستانية والنايلساتية
»» [[ الأشاعرة : عرض ونقض ]] لفضيلة الشيخ سفر الحوالي
 
قديم 16-04-14, 06:31 AM   رقم المشاركة : 18
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


الوسائل المعينة على ترك الحسد

ذكر العلماء وسائل للحاسد الذي يريد النجاة
من مغبة هذا الخلق الذميم،
ويودُّ الخلاص من آفته التي أقضَّت مضجعه،
ومن تلك الوسائل:

1- قطع النظر عن الناس،
وتعليق قلبه بالله سبحانه وتعالى،
وسؤاله من فضله.

2- المنافسة في الأعمال الصالحة لا في أمور الدنيا.

3-التربية منذ الطفولة على حب الخير للناس.

4- أن يدرب نفسه على قول:
ما شاء الله لا قوة إلا بالله،
والدعاء بالبركة، إذا أعجبه شيء.

5- الدعاء للمحسود بالزيادة من فضل الله تعالى،
إذا وجد في نفسه شيئًا من الحسد المذموم.

6- الرضا بقضاء الله وقدره، والتسليم لحكمه،
فهو الذي يعطي النعم ويسلبها،

قال تعالى:
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }
[الزخرف:32].


7- التفكر في نتائج الحسد،
والنظر في عواقبه الوخيمة عليه وعلى من حوله؛

فهو يتألم بحسده ويتنغص في نفسه،
فيبقى مغمومًا، محرومًا،
متشعب القلب، ضيق الصدر،

قد نزل به ما يشتهيه الأعداء له،
ويشتهيه لأعدائه،

قال تعالى:
{ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ }
[فاطر: 43].


8– أن يحذر نفور الناس منه، وبعدهم عنه، وبغضهم له؛
لأنَّ الحسد يظهر في أعمال الجوارح،

قال تعالى:
{ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ
وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ }
[آل عمران: 118]،

فيخاف عداوتهم له وملامتهم إياه،
فيتألفهم بمعالجة نفسه،
وسلامة صدره.


9– أن يعمل بنقيض ما يأمره به الحسد؛
فإن حمله الحسد على القدح في محسوده،
كلَّف لسانه المدح له والثناء عليه،
وإن حمله على التكبر عليه ألزم نفسه التواضع له،
والاعتذار إليه،
وإن بعثه على كفِّ الإنعام عليه،
ألزم نفسه الزيادة في الإنعام عليه.


10- أن يصرف شهوة قلبه في مرضاة الله تعالى:
فقد جعل الله في الطاعة والحلال
ما يملأ القلب بالخير،

وما من صفة من الصفات
إلا وجعل لها مصرفًا ومحلًّا ينفذها فيه،

فجعل لصفة الحسد مصرفًا وهو المنافسة في فعل الخير،
والغبطة عليه، والمسابقة إليه،

وجعل لصفة الكبر التي تؤدي للحسد مصرفًا،
هو التكبر على أعداء الله تعالى وإهانتهم،

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
لمن رآه يختال بين الصفين في الحرب:
((إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن)) ،

وجعل لقوة الحرص مصرفًا
وهو الحرص على ما ينفع،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((احرص على ما ينفعك))







من مواضيعي في المنتدى
»» محرك بحث متخصص للبحث عن الفتاوى في مواقع علماء أهل السنة والجماعة
»» جواب الشيخ سفر الحوالي عن سؤال : الغلو أخطر أم الإرجاء ؟
»» اغضب / قصيدة للشاعر فاروق جويدة
»» قصيدة الإمام الشوكاني في ذم الصوفية
»» اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن
 
قديم 16-04-14, 12:07 PM   رقم المشاركة : 19
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


الوسائل المعينة على دفع شر الحاسد عن المحسود


ذكر ابن القيم عشرة أسباب
تدفع شر الحاسد عن المحسود :


1- التعوذ بالله تعالى من شره، واللجوء والتحصن به،
والله تعالى سميع لاستعاذته، عليم بما يستعيذ منه،

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ
وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ
وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
}
[سورة الفلق].

2- تقوى الله، وحفظه عند أمره ونهيه؛
فمن اتَّقى الله تولى الله حفظه، ولم يكله إلى غيره،

قال تعالى:
{ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا }
[آل عمران: 120]،


وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس
رضي الله عنهما:
((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك)) .

فمن حفظ الله، حفظه الله ووجده أمامه أينما توجه،
ومن كان الله حافظه وأمامه، فممن يخاف؟!

3- الصبر على عدوه، وألا يقاتله، ولا يشكوه،
ولا يحدث نفسه بأذاه أصلًا،
فما نصر على حاسده وعدوه
بمثل الصبر عليه والتوكل على الله،

ولا يستطل تأخيره وبغيه،
فإنه كلما بغى عليه،
كان بغيه جندًا وقوة للمبغي عليه المحسود،
يقاتل به الباغي نفسه وهو لا يشعر،
فبغيه سهام يرميها من نفسه،


وقد قال تعالى:
{ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ
لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ
}
[الحج: 60]،

فإذا كان الله قد ضمن له النصر
مع أنه قد استوفى حقَّه أولًا،
فكيف بمن لم يستوفِ شيئًا من حقِّه؟!

4- التوكل على الله:
{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }
[الطلاق: 3]

والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد
ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم،

فإنَّ الله حسبه أي كافيه،
ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه،
ولا يضرُّه إلا أذى لا بد منه،
كالحرِّ والبرد والجوع والعطش،

وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون أبدًا،
وفرق بين الأذى الذي هو في الظاهر إيذاء له؛
وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه،
وبين الضرر الذي يتشفى به منه.



5- فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه،
وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له،
فلا يلتفت إليه، ولا يخافه،
ولا يملأ قلبه بالفكر فيه،
ولا يجعل قلبه معمورًا بالفكر في حاسده،
والباغي عليه، والطريق إلى الانتقام منه،

فهذا التفكير مما لا يتسع له إلا قلب خراب،
لم تسكن فيه محبة الله ،
وإجلاله وطلب مرضاته،
وهذا العلاج من أنفع الأدوية،
وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره.



6- الإقبال على الله والإخلاص له،
وجعل محبته وترضيه والإنابة إليه
في محل خواطر نفسه وأمانيها،
تدب فيها دبيب الخواطر شيئًا فشيئًا،
حتى يقهرها، ويغمرها، ويذهبها بالكلية،

فتبقى خواطره، وهواجسه،
وأمانيه كلها في محابِّ الرب،
والتقرب إليه، وتملقه،
وترضيه، واستعطافه، وذكره.



7- تجريد التوبة إلى الله من الذنوب
التي سلطت عليه أعداءه،

فإنَّ الله تعالى يقول:
{ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ
فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ
}
[الشورى: 30]

وقال لصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم:
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا
قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا
قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ
}
[آل عمران: 165]

فما سلط على العبد من يؤذيه
إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه،
وما لا يعلمه العبد من ذنوبه
أضعاف ما يعلمه منها،
وما ينساه مما علمه وعمله
أضعاف ما يذكره.



8- الصدقة والإحسان ما أمكنه،
فإنَّ لذلك تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء،
ودفع العين وشرِّ الحاسد،
فما يكاد العين والحسد والأذى
يتسلط على محسن متصدق،

وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملًا فيه
باللطف والمعونة والتأييد،
وكانت له فيه العاقبة الحميدة.



9- إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه،
فكلما ازداد أذى وشرًّا وبغيًا وحسدًا،
ازددت إليه إحسانًا،
وله نصيحة، وعليه شفقة،

وهذا من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها،
ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله،

قال تعالى:
{ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ
كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
}
[فصلت: 34 – 36]


واعلم أنَّ لك ذنوبًا بينك وبين الله، تخاف عواقبها،
وترجوه أن يعفو عنها،
ويغفرها لك، ويهبها لك.
ومع هذا ينعم الله عليك، ويكرمك،
ويجلب إليك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمِّله،


فإذا كنت ترجو هذا من ربِّك أن يقابل به إساءتك،
فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه،
وتقابل به إساءتهم؛
ليعاملك الله هذه المعاملة؛
فإنَّ الجزاء من جنس العمل.



10- تجريد التوحيد والانتقال بالفكر إلى المسبب العزيز الحكيم،

والعلم بأنَّ الحسد لا يضرُّ ولا ينفع إلا بإذنه،
فهو الذي يصرفها عنه وحده لا أحد سواه،


قال تعالى:
{ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ
}
[يونس: 107]


وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس
رضي الله عنهما:
((واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك،
لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك،
ولو اجتمعوا على أن يضروك،
لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك
)) .


وقال الجاحظ:
(فإذا أحسست -رحمك الله- من صديقك بالحسد،
فأقلل ما استطعت من مخالطته،
فإنَّه أعون الأشياء لك على مسالمته،

وحصن سرَّك منه تسلم من شرِّه وعوائق ضرِّه،
وإياك والرغبة في مشاورته،
ولا يغرنك خدع ملقه ،
وبيان ذلقه ،
فإنَّ ذلك من حبائل نفاقه
)








من مواضيعي في المنتدى
»» الحب الحقيقي للحسن بن علي رضي الله عنهما ؟
»» من موحِّد إلى ملحد / د . عائض القرني
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» [[ الخُراسانية ]] لـفـضـيـلـة الـشـيـخ عـبـد الـعـزيـز الـطـريـفـي
»» مطويات ونشرات في التوحيد والعقيدة
 
قديم 16-04-14, 12:45 PM   رقم المشاركة : 20
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation نماذج من الحساد

نماذج من الحساد



حسد إبليس



خلق الله جل وعلا آدم عليه السلام وشرَّفه وكرَّمه،
وأمر الملائكة بالسجود له،
ولكن إبليس تكبر وبغى،
وحسده على هذه المنزلة؛



قال تعالى:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ
ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ
فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ
لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ

قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ
قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ
خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }

[الأعراف: 11-12]

قال قتادة:

(حسدعدو الله إبليس آدم عليه السلام
ما أعطاه من الكرامة،
وقال: أنا ناريٌّ وهذا طينيٌّ) .


وقال ابن عطية:
(أول ما عُصي الله بالحسد،
وظهر ذلك من إبليس) .



ومن شدة حسد إبليس
أنه لما تبين مقت الله له وغضبه عليه،
أراد أن يغوي بني آدم ليشاركوه المقت والغضب،

وقد ذكر الله حال إبليس هذا،


قال تعالى:
{ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ
وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ
وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }

[الأعراف: 16-17]


قال ابن القيم:

(الحاسد شبيه بإبليس،
وهو في الحقيقة من أتباعه؛
لأنَّه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس،
وزوال نعم الله عنهم،

كما أنَّ إبليس حسد آدم لشرفه وفضله،
وأبى أن يسجد له حسدًا،
فالحاسد من جند إبليس) .







من مواضيعي في المنتدى
»» من هو ابن عربي ؟ للشيخ محمد صالح المنجد
»» بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي
»» ابن عربي - عقيدته وموقف علماء المسلمين منه
»» خلاصة دين الصوفية
»» ممارسات وثنية في قلب العالم الإسلامي
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "