العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-10, 07:47 AM   رقم المشاركة : 1
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


نبذة من أقوال السلف و العلماء في اثبات الصفات حقيقة بلا كيف و لا تعطيل

الخلاف حول آيات الصفات قديم بين السلف والخلف منذ أن أظهر الجعد بن درهم بدعة نفي الصفات، وتلقفها عنه الجهم بن صفوان، ثم تقسمتها الطوائف بعدهما، وقتلا جراءها أوائل المائة الثانية،
وصار السلف ينعتون أتباعهما بالجهمية،
ولهم في الرد عليهم والتحذير من بدعتهم مصنفات،
كالردعلى الزنادقة والجهمية للإمام أحمد،
وخلق أفعال العباد للإمام البخاري صاحب الصحيح،
والاختلاف في اللفظ، والرد على الجهمية والمشبهة للإمام ابن قتيبة،
والرد على الجهمية للإمام عثمان بن سعيد الدارمي، وغيرها كثير..

النقول عن العلماء

قال ابن كثير في تفسيره الآية 54\الأعراف
وأما قوله تعالى { ثم استوى على العرش } فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها
وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا
وهو إمرارها كما جاءت
من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل
والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله لا يشبهه شيء من خلقه
و { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }
بل الأمر كما قال الأئمة منهم
نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال
من شبه الله بخلقه كفر
ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر
وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه
فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الايات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى

وقد ثبت عن الإمام مالك إثبات العلو
رروى أبو داود في المسائل (ص263) بسندصحيح
عن عبدالله بن نافع عن الامام مالك أنه قال
( الله في السماء وعلمه في كل مكان)

حدد ابن حجر رحمه الله معنى ( بلا كيف )
التي قالها السلف حين قال بأن السلف
(لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن
كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل،
لكون العقول لها حد تقف عنده)
فتح الباري 13/350

و ليس ما يعلم معناه !


و في تفسير البغوي 1\235:
"{ ثم استوى على العرش }
قال الكلبي و مقاتل : استقر
وقال أبو عبيدة : صعد
وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء
وأما أهل السنة فيقولون :
" الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف"

يجب على الرجل الإيمان به ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله : { الرحمن على العرش استوى } [ طه - 5 ] كيف استوى ؟
فأطرق رأسه مليا وعلاه الرحضاء ثم قال :
الاستواء غير مجهول
والكيف غير معقول
والإيمان به واجب
والسؤال عنه بدعة
وما أظنك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج

-و ليس و المعنى غير معقول!-
وروي عن سفيان الثوري و الأوزاعي و الليث بن سعد و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهة :
أمروها كما جاءت بلا كيف

-و ليس بلا معنى-

و أثبت ابن جرير الطبري صفة المجيء
حيث قال في تفسيره وقوله: (وجاء ربكوالملك صفا صفا)
يقول تعالى ذكره: وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه صفوفا صفا بعدصف

وقد قال القرطبي ( وهو من أهل التأويل ) في تفسيره
( والذي عليه جمهورأئمة أهل السنة أنهم يقولون:
يجيء وينزل ويأتي. ولا يكيفون
لأنه "ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير" )

- و ليس و لا يفهمون شيئا كما تقول المعطلة المفوضة!-


وقوله
ولا يكيفون يدل على أنهم يثبتون المعنى
ولكن أشاعرةاليوم يعتبرون هذا القول من أقوال أهل التجسيم والتشبيه

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (7 / 152)
أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بهاوحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك
ولا يحدون فيه صفة محصورة
وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة
ويزعمون أن من أقر بها مشبه
وهم عند من أثبتها نافون للمعبودوالحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمدلله


الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 1/365
قال : حدّثني الحسن بن أبي طالب قال: نبّأنا أبو الحسنمنصور بن محمد بن منصور القزاز قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن عثمان السمسار والد أبي حفص بن شاهين يقول:
حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(( إنَّ الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا ... ))،
فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علوّ؟!،
فقال أبو جعفر الترمذي:
النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.


وأورده الذهبي في العلوّ ، قال الألباني -رحمه الله-: (( وهذا إسنادرجاله كلهم ثقات ... )) - مختصر العلوّ ص:232
وعلّق الذهبيُّ على هذا الأثربقوله
(صدق فقيهُ بغداد وعالمُها في زمانه؛ إذ السؤال عن النزول ما هو؟ عيٌّ؛
لأنَّه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة، وإلاّفالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليّةٌ واضحةٌ للسامع،
فإذا اتّصف بها من ليس كمثله شيء، فالصفة تابعةٌ للموصوف،
وكيفية ذلك مجهولة عندالبشر،
وكان هذا الترمذي من بحور العلم ومن العباد الورعين.
مات سنة خمس وتسعين ومائتين)
- مختصر العلوّ ص:231

أبو علي الحسين بن الفضل البجلي :
سئل عن الاستواء وقيل له : كيف استوى على عرشه؟
فقال:
(أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلاَّ مقدار ماكُشف لنا،
وقد أعلمنا جلّ ذكره انَّه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى)
رواه الصابوني في عقيدة السلف ص:40

قال الإمام الترمذي صاحبالسنن بعد روايته حديث:
"إِنَّ اللهَ يَقبَلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْخُذُهابِيَمِينِه"
- الترمذي (662)- وتصحيحه له:

(وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذاالحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى، كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا:
قد تثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها ولا يُتوهم،
ولا يقال: كيف).
هكذا روي عن
مالك
وسفيان بن عيينة
وعبد الله بن المبارك،
أنهم قالوا في هذه الأحاديث:
(أمروها بلا كيف).

وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة،
وأماالجهمية فأنكرت هذه الروايات
وقالوا: (هذا تشبيه).
وقد ذكر الله عز وجل، في غيرموضع من كتابه اليد، والسمع، والبصر،
فتأولت الجهمية هذه الآيات،
ففسروها على غيرما فسر أهل العلم،
وقالوا: (إن الله لم يخلق آدم بيده).
وقالوا: (إن معنى اليد هاهنا القوة)

. وقال إسحاق بن إبراهيم:
(إنما يكون التشبيه إذا قال:
يد كيد، أو مثل يد،
أو سمع كسمع، أو مثل سمع.
فإذا قال: سمع كسمع، أو مثلسمع.
فهذا التشبيه،
وأما إذا قال، كما قال الله تعالى: يد، وسمع، وبصر.

ولا يقول: كيف.

ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع.
فهذا لا يكون تشبيهًا،
وهو كما قال الله تعالى، في كتابه:
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
[الشورى: 11] السنن (3/50، 51).




ونقل الإمام البخاري في (خلق أفعال العباد)
عن يزيد بن هارون قوله:

من زعم أن الرحمن على العرش استوى
على خلاف مايقر في قلوب العامة فهو جهمي،

ونقل أيضًا قول الفضيل بن عياض:

إذا قال لك جهمي:
أنا كافر برب يزول عن مكانه.
فقل: أنا أؤمن برب يفعل مايشاء

ونقل أيضًا قول سليمان التيمي:
(لو سئلت: أين الله؟
لقلتُ: في السماء،فإن قال: فأين كان عرشه قبل السماء؟
لقلت: على الماء، فإن قال:
فأين كان عرشه قبل الماء؟
لقلتُ لا أعلم
قال الإمام البخاري:
(وذلك لقوله تعالى: (وَلاَيُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ).
يعني إلا بما بين.


قال الإمام أبو حنيفة:



وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكرهالله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس

فهو له صفات بلا كيف،

ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال…
[الفقهالأكبر ص302]


قال الذهبي في السير في ترجمة أبو بكر الإسماعيلي الإمام الحافظ الحجةالفقيه رحمهالله
(ولد سنة 277 هــ) :

أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بنالفراء ، أخبرنا الشيخ موفق الدين عبد الله ، أخبرنا مسعود بن عبد الواحد ، أخبرناصاعد بن سيار ، أخبرنا علي ابن محمد الجرجاني ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أخبرنا أبوبكر الإسماعيلي ، قال :
اعلموا - رحمكم الله - أن مذاهب أهل الحديث الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وقبول ما نطق به كتاب الله ، وما صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا معدل عن ذلك .
ويعتقدون بأن الله مدعو بأسمائه الحسنى،
وموصوف بصفاته التي وصف بها نفسه ، ووصفه بها نبيه ،
خلق آدم بيديه ،ويداه مبسوطتان
بلا اعتقاد كيف،
واستوى على العرش
بلا كيف ،
وذكرسائر الاعتقاد . اهــ

و قال في ترجمة أبي ذَرّ الهَرَوِيّ رحمه الله (ولد سنة 356 هــ) :

هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان ، وبالحضرة رءوس المعتزلةوالرافضة والقدرية وألوان البدع ، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية ، وكان يرد على الكرامية، وينصر الحنابلة عليهم ، وبينه وبين أهل الحديث عامر ، وإن كانوا قديختلفون في مسائل دقيقة ، فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام ، وقد ألف كتابا سماه:
"الإبانة" ، يقول فيه : فإن قيل :

فما الدليل على أن لله وجهاويدا؟

قال : قوله : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ وقوله : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
فأثبت - تعالى - لنفسه وجها ويدا ... إلى أن قال:
فإن قيل: فهل تقولون: إنه في كل مكان ؟
قيل : معاذ الله ! بل هو مستوٍ على عرشه كما أخبر في كتابه اهــ


و قال في ترجمة الخطيب البغدادي رحمه الله (ولد سنة 392 هــ) :
أخبرنا أبو علي بنالخلال ، أخبرنا أبو الفضل الهمداني ، أخبرنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا محمد بن مرزوق الزعفراني ، حدثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال :

أما الكلام في الصفات ، فإنما روي منها في السنن الصحاح ،

مذهب السلف إثباتها
وإجراؤها على ظواهرها ،
ونفي الكيفية
والتشبيه عنها ،

وقد نفاها قوم ، فأبطلوا ما أثبته الله ، وحققها قوم منالمثبتين ، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف ، والقصد إنما هو سلوكالطريقة المتوسطة بين الأمرين ، ودين الله ءتعالىء بين الغالي فيه والمقصر عنه
. والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات ، ويُحتذى في ذلك حذوهومثاله ،
فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين إنما
هو إثبات وجود لا إثبات كيفية،
فكذلك إثبات صفاته
إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف .

فإذا قلنا :
لله يد وسمع وبصر ، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه ،
ولا نقول : إن معنى اليد القدرة ، ولا إن معنى السمع والبصر العلم ، ولا نقول : إنها جوارح . ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل،
ونقول : إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله : لَيْسَكَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ . اهــ

في سنن ابن ماجة في مقدمته عنونبابابعنوان :
باب فيما أنكرت الجهمية
و وضع فيه هذه الأحاديث :
عنأبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق :
رحمتي سبقت غضبي "

سعيد بنالمسيب ، أن أبا هريرة ، كان يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقبضالله الأرض يوم القيامة ، ويطوي السماءبيمينه، ثم يقول : أنا الملك ، أين ملوك الأرض ؟ "

عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلمقال : " يمين الله ملأى، لا يغيضها شيء ، سحاء الليلوالنهار ، وبيده الأخرى الميزان ، يرفع القسط ويخفض ، قال : أرأيت ما أنفق منذ خلقالله السموات والأرض ؟ فإنه لم ينقص مما في يديه شيئا "

عبد الله بن عمر ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو علىالمنبر يقول : " يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده،وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها "
، ثم يقول : " أنا الجبار ، أينالجبارون ؟ أين المتكبرون ؟
" ، قال : " ويتميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن يساره ، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه ، حتى إني أقول : أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم

أبا إدريس الخولاني ، يقول : حدثني النواس بن سمعان الكلابي ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما منقلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن ، إن شاء أقامه ، وإن شاء أزاغه " وكان رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا مثبت القلوب ، ثبت قلوبنا على دينك .
قال :والميزان بيد الرحمن،
يرفع أقواما ويخفض آخرين ، إلى يومالقيامة "

فأنظروا كيف أثبت ابن ماجة صفة اليدين لله عز و جل
فهذا مذهب أهل الحديث و السلف.


قال أبو حسن الأشعري في كتابه الإبانة :

وقد اعتل معتل بقول الله تعالى ( 1 / 130 ) :
( والسماء بنيناها بأيد ) من الآية ( 47 / 51 ) قالوا : الأيد القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى : ( بيدي ) بقدرتي قيل لهم : هذا التأويل فاسد من وجوه :

أحدها
: أن الأيد ليس جمع لليدلأن جمع يد أيدي
وجمع اليد التي هي نعمة أيادي وإنما قال تعالى : ( لما خلقت بيدي ) من الآية ( 75 / 38 ) فبطل بذلك أن يكون معنى قوله : ( بيدي ) معنى قوله : ( بنيناها بأيد )
وأيضا فلو كان أراد القوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقولمخالفنا وكاسر لمذهبهم لأنهم لا يثبتون قدرة واحدة فكيف يثبتون قدرتين . ( 1 / 132 )
وأيضا فلو كان الله تعالى عنى بقوله :
( لما خلقت بيدي ) القدرة لم يكن لآدمصلى الله عليه وسلم على إبليس مزية في ذلك والله تعالى أراد أن يرى فضل آدم صلىالله عليه وسلم عليه إذ خلقه بيديه دونه ولو كان خالقا لإبليس بيده كما خلق آدم صلىالله عليه وسلم بيده لم يكن لتفضيله عليه بذلك وجه وكان إبليس يقول محتجا على ربه
: فقد خلقتني بيديك كما خلقت آدم صلى الله عليه وسلم بهما فلما أراد الله تعالىتفضيله عليه بذلك وقال الله تعالى موبخا له على استكباره على آدم صلى الله عليهوسلم أن يسجد له : ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت ؟ ) ( 75 / 38 ) دل علىأنه ليس معنى الآية القدرة إذ كان الله تعالى خلق الأشياء جميعا بقدرته وإنما أرادإثبات يدين
ولم يشارك إبليس آدم صلى الله عليه وسلم في أن خلق بهما .
الإبانة الأشعري [ جزء 1 صفحة 133 ]

من أثبت صفة النزول من السلف
وقال أحمد بن سلمة :
"سمعت إسحاق بن راهويه يقول:
جمعني وهذا المبتدع -يعني إبراهيم بن أبي صالح- مجلس الأمير عبد الله ابن طاهر ، فسألني الأمير عنأخبار النـزول فسردتها.قال ابن أبي
صالح:
كفرت برب ينـزل من سماء إلى سماء
. فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء" .
رواه البيهقي في الأسماء والصفات عن الحاكمسمعت محمد بن صالح بن هاني سمعت أحمد بن سلمة فذكره
وإسناده صحيح
وفيه الرد علىمن زعم أن السلف كان مذهبهم التفويض أو ما يسمونه بالسكوت

وممن أثبت النزول) أبو العباس السراج ولد عام 217 وتوفي عام 313)
قال الذهبي في سير اعلام النبلاء
أخبرنا إسماعيل بن إسماعيلفي كتابه:
أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك أخبرنا أبو روح بهراة أخبرنا محمد بنإسماعيل أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف
حدثنا أبوالعباس السراج إملاء قال:
من لم يقر بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلىالسماء الدنيا فيقول:" من يسألني فأعطيه"
فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربتعنقه ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين
قلت وإسناده صحيحشيخ الذهبيإسماعيل بن إسماعيل بن جوسلين أبو الفداء عماد الدينقال اليونيني ذيل مرآةالزمان (( كان إماماً عالماً فاضلاً ورعاً عاملاً(
وأحمد بن تميم حافظ معروفوأبو روح اسمه عبد المعز بن محمد له ترجمه في تاريخ الإسلام
قال الذهبي( عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل بن أحمد بن أسعد بن صاعد. الشيخ المعمَّر، حافظالدين أبو رَوْح الساعدي، البزّاز، الهَرَوي، الصوفي، مسند العصر بخُراسان.
ولدفي ذي العَقْدة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة بهَراة(وشيخه محمد بن إسماعيل بنالفُضيلله ترجمة في الأنساب للسمعانيقال السمعاني (( محمد بن إسماعيل بنالفضيل الفضيلي من أهل هراة، كان مشهوراً بالعدالة والتزكية عالماً باللغة، سمعالحديث الكثير وكان من بيت الحديث )) وأما المليحي فلهترجمة في الأنساب للسمعانيقال السمعاني (( محدث هراة في وقته ومسندها(وأما شيخه الخفاف فقد ذكر السمعاني ( كما نقل الألباني ) في الأنساب أنسماعاته من أبي العباس السراج صحيحة
والأثر واضح وهو والذي قبله فيهما رد علىمن زعم أن السلف كانوا مفوضة

وقال [الترمذي] لما روى حديث أبي هريرة
"إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينهفيربيها"
: "هذا حديث صحيح روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال غيرواحد من أهل العلم في هذا الحديث، وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كلليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن به، ولا نتوهم، ولايقال كيف هذا
وروي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذهالأحاديث:
أمروها بلا كيف.وهكذا قول أهل العلم، من أهل السنة والجماعة.
وأماالجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه، وفسروها على غير ما فسرأهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وإنما معنى اليد ها هنا النعمة،
وقالإسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد، أو مثل يد، وسمعكسمع
قلت وقوله ولا يقال كيف إثبات للصفة إذ ما لم يثبت معناه لم نحتج نفيالعلم بكيفيته أو السؤال عن كيفيته ووما على أن الترمذي أراد الإثبات أنه لم يفرقبين صفات السمع والبصر واليد
ومما يؤكد أنه أراد الإثبات إثباته لصفة العلو فيموضع آخر من سننه
الرابع الدارمي ( وهو من طبقة شيوخ البخاري) صاحب السنن حيثبوب في سننه ( باب في شأن الساعة ونزول الرب تعالى )
الخامس ابن أبي عاصمالنبيل صاحب كتاب السنة فقد باباً في النزول في كتابه السنة
السادس عثمان بنسعيد الدارمي ولم ينكر عليه أحد من السلف إثباته للصفات بل أثنى أبو زرعة علىتصنيفه
السابع ابن أبي داود حيث قال في منظومته
وقل ينـزل الجبار في كلليلة بلا كيف جل الواحد المتمدح
وقال بعد منظومته
(( هذا قولي، وقول أبي، وقولشيوخنا، وقول من لقيناهم من أهل العلم، وقول العلماء ممن لم نرهم كما بلغنا عنهم،فمن قال غير ذلك فقد كذب)
وقد قدمنا إثبات كل من ابن عباس وام سلمة رضي اللهعنهما لصفة النزول وإنما قصدنا هنا ذكر من أثبت صفة النزول من غيرالصحابة





- ابن حجر رحمه الله :

حدد رحمه اللهمعنى ( بلا كيف ) التي قالها السلف حين قال بأن السلف
لم يخوضوافي صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل، لكون العقول لهاحد تقف عنده) فتح الباري 13/350

- إمام الأئمة ابن خزيمة :

)نشهد شهادة مقر بلسانه مصدقبقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية ، لأننبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزلوالله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمردينهم فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الاخبار من ذكر النزول غير متلكفين القولبصفته أو ((بصفة الكيفية)) إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول( التوحيد لابنخزيمه 1/289-290



- الإمام المفسر القرطبي الأشعري :

(قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهولوالسؤال عنه بدعة)

وينقل إجماع السلف ويقول
- (ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلكلأنه أعظم المخلوقات وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته)تفسير القرطبي 7/140-141



-
- العلامة جمال الدين القاسمي :

قال في تفسيره "محاسن التأويل" في شرح آية الإستواء :

قال البخاري في آخر [صحيحه] في كتاب الرد على الجهمية، في باب قوله تعالى "وكان عرشه على الماء": [قال مجاهد: استوى: علا على العرش] انتهى .

وفي كتاب [العلو] للحافظ الذهبي:
قال إسحاق بن راهويه: سمعت غير واحد من المفسرين يقول:
"الرحمن على العرش استوى"
أي ارتفع،
ونقل ابن جرير عن الربيع بن أنس أنه بمعنى ارتفع،
وقال: إنه في كل مواضعه بمعنى علا وارتفع

وأقول: لا حاجة إلىالاستنكار من ذلك، فإن الاستواء غير مجهول
وإن كان الكيف مجهولاً

- أبو علي الحسين بن الفضل البجلي :

سئل عن الاستواء وقيل له : كيف استوى على عرشه؟
فقال:
((أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلاَّ مقدار ما كُشف لنا،
وقد أعلمنا جلّ ذكره انَّه استوى على عرشه
ولم يخبرنا كيف استوى))
رواه الصابوني في عقيدة السلف ص:40


- الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي :

يقول في قصيدته في السنة :

وأن استواء الرب يعقل كونه ويجهل فيه الكيف جهل الشهارب

العلو للذهبي 191 وطبقاتالسبكي 6/137


- أبو بكر بنالعربي الأشعري : عارضةالاحوذي 3/166

وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث
- منهامعلوم المعنى
- ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة




- الإمام حماد بن أبي حنيفة رحمه الله :

قال محمد بن الحسن : قال حماد بن أبي حنيفة رحمه الله :

قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله -عز وجل : (( وجاء ربك والملك صفاً صفاً)

قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً ، وأماالرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ولا ندري كيف مجيئه.

فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكن نكلفكم أن تؤمنوابمجيئه ، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفاً ماهو عندكم؟

قالوا: كافر مكذب.

قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافرمكذب

راوه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف ص64 وإسناده في غايهالصحة


و نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله في الحموية:
) روى أبو بكر الخلال في كتاب السنة عن الأوزاعي قال: سئلمكحول والزهري عن تفسير الأحاديث فقالا :
- (( أمرّوها كما جاءت(

وروى أيضاًعن الوليد ابن مسلم قال: سألت مالك ابن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات ، فقالوا: (( أمرُّوها كما جاءت ))، ـ وفي روايةقالوا:
- (( أمرُّوها كما جاءت بلا كيف)

وقولهم -رضي الله عنهم-:
(( أمرّوهاكما جاءت )) ردٌّ على المعطِّلة
وقولهم: (( بلا كيف )) ردٌّ على الممثِّلة،
والزهري ومكحول هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصرتابعي التابعين، ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهما ... (

وأورد أثر مالك وربيعة ثم قال:

) فقول ربيعة ومالك (( الاستواءغير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب )) موافق لقول الباقين:
(( أمرُّوهاكما جاءت بلا كيف ))
فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة،

ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرّد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله
لما قالوا (( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول ))،
ولما قالوا: ((أمرّوها كما جاءت بلا كيف)،
فإنَّ الاستواء حينئذ لا يكون معلوماً، بل مجهول بمنزلة حروف المعجم، وأيضاًفإنَّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى، إنما يحتاج إلىنفي علم الكيفية إذا أُثبتت الصفات.

وأيضاً فإنَّ من ينفي الصفات الخبرية أوالصفات مطلقاً لا يحتاج إلى أن يقول:
(( بلا كيف ))، فمن قال: إنَّ الله ليس علىالعرش، لا يحتاج أن يقول: بلا كيف، فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر لماقالوا: بلا كيف.

وأيضاً فقولهم:
(( أمرّوها كما جاءت ))
يقتضي إبقاء دلالتهاعلى ما هي عليه،
فإنها جاءت ألفاظاً دالَّة على معاني، فلو كانت دلالتها منتفيةلكان الواجب أن يقال أمرّوا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد، أو: أمرّوالفظها مع اعتقاد أنَّ الله لا يوصف بما دلّت عليه حقيقةً، وحينئذ تكون قد أُمرَّتكما جاءت، ولا يقال حينئذٍ: (( بلا كيف ))؛ إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو منالقول.

وروى الأثرم في السنة وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة وأبو عمروالطلمنكي وغيرهم بإسناد صحيح عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ـ وهوأحد أئمة المدينة الثلاثة الذين هم: مالك بن أنس وابن الماجشون وابن أبي ذئب
وقدسُئل عما جحدت به الجهمية:

(( أما بعد فقد فهمتُ ما سألتَ فيما تتابعت الجهمية ومنخلفها في صفة الرب العظيم الذي فاقت عظمته الوصف والتدبر، وكلّت الألسن عن تفسيرصفته، وانحصرت العقول دون معرفة قدرته، وردت عظمته العقول فلم تجد مساغاً فرجعتخاسئة وهي حسيرة، وإنما أُمروا بالنظر والتفكير، فيما خلق بالتقدير، وإنما يقال(كيف )) لمن لم يكن مرّة ثم كان، فأما الذي لا يحول ولا يزول ولم يزل وليس له مثل،فإنه لا يعلم كيف هو إلاّ هو، وكيف يعرف قدر من لم يبدأ، ومن لا يموت ولا يبلى؟،
وكيف يكون لصفته شيء منه حدٌّ أو منتهى يعرفه عارف، أو يحدُّ قدره واصف؟

، على أنَّهالحق المبين لا حق أحق منه ولا شيء أبين منه، الدليل على عجز العقول عن تحقيق صفتهعجزها عن تحقيق صفة أصغر خلقه، لا تكاد تراه صغراً، يحول ويزول، ولا يُرى له سمعولا بصر، لما يتقلّب به ويحتال من عقله أعضل بك وأخفى عليك مما ظهر من سمعه وبصره،فتبارك الله أحسن الخالقين، وخالقهم، وسيِّد السادة، وربُّهم، ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير.

اعرف -رحمك الله- غناك عن تكلف صفة ما لم يصف الرب من نفسهبعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها، إذا لم تعرف قدر ما وصف فما تكلّفك علم ما لميصف؟!، هل تستدل بذلك على شيء من طاعته؟، أو تزجر به عن شيء من معصيته؟(

إلى أن قال:
(( فما وصف الله من نفسه فسماه على لسان رسوله صلى الله عليهوسلم سميناه كما سماه، ولم تتكلّف منه صفة ما سواه، لا هذا ولا هذا، ولا نجحد ماوصف، ولا نتكلّف معرفة ما لم يصف)
إلى آخر كلامه -رحمه الله- الحمويةص:24 ـ 27






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» سبب حنق فروخ الفرس و اليهود على العهد الأموي
»» الحقد الفارسي على العرب صريح في واجهة المكتبة العامة في طهران
»» أعطي صوتك (الى المشرفين نرجوا نقل هذه المواضيع)
»» كارثة خروج زبالات الفلسفة اليونانية من بلاد الروم إلى بلاد المسلمين
»» فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله في تحديد سن الزواج في بعض البلدان
 
قديم 28-05-10, 10:02 PM   رقم المشاركة : 2
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


عقيدة الأئمة الأربعة في توحيد الأسماء والصفات

كتبه الشيخ أبو إبراهيم الرئيسي العماني.

(18 من صفر 1423هـ)




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، اللهم فصل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين صلاة وسلاما دائمين متلازمين أبد الآبدين آمين.

وبعد

قد سألني بعض الأصدقاء حفظهم الله تعالى أن أعمل مختصراً في عقيدة الأئمة الأربعة رحمة الله عليهم ورضوانه، ليقرب على المتعلم درسه ويسهل على المبتدئ حفظه ويتبين بطلان قول كثير من أهل الزيغ والبدع - أخزاهم الله - الذين انتسبوا إلى بعض من الأئمة الأربعة كالماتريدية والأحباش وغيرهم، ونسبوا إليهم عقيدة التعطيل بالتأويل الباطل، وهذا فرية بلا مرية، ومن شك في ذلك، فليطالع "أصول البزدوي" و"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" و"روح المعاني" و"الفقه الأبسط" و"شرح العقيدة الطحاوية" و"الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام" و"ذم الكلام" و"الصفات" و"الشريعة" و"الأعتقاد" و"التمهيد" و"عقيدة السلف أصحاب الحديث" و"الفتح" و"ترتيب المدارك" و"آداب الشافعي" و"الحلية" و"السنن الكبرى" و"الأسماء والصفات" و"شرح السنة" و"إثبات صفة العلو" و"العلو" و"مختصر العلو" و"مجموع الفتاوى" و"الرسالة" و"الانتقاء" و"اللسان" و"ذم التأويل" و"الطبقات" و"اجتماع الجيوش الاسلامية" و"السير" و"كتاب المحنة" و"مناقب الشافعي" و"السنة" و"سير أعلام النبلاء" و"تهذيب التهذيب" و"مناقب الإمام" و"درء تعارض العقل والنقل" و"طبقات الحنابلة" وأخيراً "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" يظهر له أن زعمه موقع له في خسران، وإن ليس كل من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة وبقية أئمة أهل السنة والجماعة - رضوان الله عليهم - يعدُّ موافقاً له في أصول الدين وفروعه، بل هناك من كبار المبتدعة من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة، وأبو حنيفة بريء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف، فبالمقارنة بين الإمام أبي حنيفة وأبي منصور الماتريدي والماتريدية يظهر إنَّهما مختلفان في المنهج متباعدان في التطبيق في كثير من مسائل الاعتقاد. فلم يكن الماتريدي والماتريدية على منهج الإمام أبي حنيفة في الاعتقاد وإن انتسبوا إليه في الفروع، وإنه ليس من منهج الإمام أبي حنيفة نوع من التشبيه أو التعطيل، وكذلك لا يوجد في كلام الإمام تفويض مطلق، بل الذي في كلام أبي حنيفة تفويضٌ مقيَّدٌ بنفي العلم بالكيفيَّة فقط لا المعنى، فقد أثبت الإمام جميع الصفات: ذاتيَّة كانت أو فعليَّةً بدون تأويلٍ، أو تحريفٍ، وظلَّ ملتزماً بمنهجه هذا أثناء التطبيق؛ فأبى أن يُؤوِّل اليد بالقدرة أو النعمة، والرضا بالثواب، والغضب بالعقاب. وكذلك يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي - رضي الله عنه، فهم يُأولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فيُأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية، والإمام الشافعي يثبت صفات الله بلا كيف ولا تعطيل، وهذا هو الصراط المستقيم في باب صفات الله إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل. فعقيدة الأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - رضوان الله عليهم - اعتقاد واحدٌ في أصول الدين. وقد جمعت نصوص الأئمة الأربعة الواضحة في بيان عقيدتهم ليعرف القارئ الكريم أنهم متفقون في باب الاعتقاد. والحمد لله الذي يسَّر وأعان على إتمام هذا، فللَّهِ وحده الفضل والمنَّة.






الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه

هو النعمان بن ثابت بن زوطي, التيمي بالولاء. أبو حنيفة. فقيه العراق وإمام الحنفية وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة. ولد ونشأ بالكوفة, ولما شب تلقى الفقه على حماد بن أبي سليمان الأشعري وسمع كثيرا من علماء التابعين وروى عنهم كعطاء ابن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر والشعبي والزهري وغيرهم. وروى عنه جماعة منهم ابنه حماد وزفر والهذيل ومحمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف القاضي وغيرهم. كان زاهدا ورعا, أراده يزيد بن هبيرة, أمير العراق, أيام مروان بن محمد أن يلي القضاء فأبى وأراده بعد ذلك المنصور العباسي على القضاء فامتنع وقال: لن أصلح للقضاء, فحلف عليه المنصور ليفعلن, فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل, فحبسه المنصور إلى أن مات, وقيل إنه قتله بالسم وقيل إنه توفي وهو يصلي. كان واسع العلم في كل العلوم الإسلامية وهو الذي تجرد لفرض المسائل وتقدير وقوعها وفرض أحكامها بالقياس وفرع للفقه فروعاً زاد في فروعه, وقد تبع أبا حنيفة جل الفقهاء بعده ففرضوا المسائل وقدروا وقوعها ثم بينوا أحكامها. وكان أبو حنيفة يتشدد في قبول الحديث ويتحرى عنه وعن رجاله, فلا يقبل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا رواه جماعة عن جماعة, أو إذا اتفق فقهاء الأمصار على العمل به . توفي في بغداد عن سبعين سنة. [الأعلام ج9 ص4، تاريخ بغداد ج13 ص323- 378، وفيات الأعيان ج5 ص405، المسعودي ج3 ص304، البداية والنهاية ج10 ص107، تذكرة الحفاظ ج1ص168 العبر ج1 ص214، النجوم الزاهرة ج2 ص12، مروج الذهب ج3 ص304، المعارف ص495، دائرة المعارف الإسلامية: مادة أبو حنيفة]

عقيدة الإمام أبو حنيفة - رضي الله عنه - في التوحيد:

1) قال الإمام أبو حنيفة:

لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه. [الفقه الأبسط ص56]

2) قال الإمام أبو حنيفة:

وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال… [الفقه الأكبر ص302]

3) قال البزدوي:

العلم نوعان علم التوحيد والصفات، وعلم الشرائع والأحكام. والأصل في النوع الأول هو التمسُّك بالكتاب والسُّنة ومجانبة الهوى والبدعة ولزوم طريق السنُّة والجماعة، وهو الذي عليه أدركنا مشايخنا وكان على ذلك سلفنا أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وعامة أصحابهم. وقد صنف أبو حنيفة - رضي الله عنه - في ذلك كتاب الفقه الأكبر، وذكر فيه إثبات الصفات وإثبات تقدير الخير والشر من الله. [أصول البزدوي ص3، كشف الأسرار هن أصول البزدوي ج1 ص7، 8]

4) قال الإمام أبو حنيفة:

لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله تعالى ربّ العالمين. [شرح العقيدة الطحاوية ج2 ص427 تحقيق د. التركي وجلاء العينين ص368]

5) سئل الإمام أبو حنيفة عن النزول الإلهي، فقال:


ينزل بلا كيف. [عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ص456، وسكت عليه الكوثري، شرح الطحاوية ص245، شرح الفقه الأكبر للقاري ص60]

6) قال الملاَّ علي القاري بعد ذكره قول الإمام مالك: "الاستواء معلوم والكيف مجهول…":

اختاره إمامنا الأعظم – أي أبو حنيفة – وكذا كل ما ورد من الآيات والأحاديث المتشابهات من ذكر اليد والعين والوجه ونحوها من الصفات. فمعاني الصفات كلها معلومة وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذْ تَعقُّل الكيف فرع العلم لكيفية الذات وكنهها. فإذا كان ذلك غير معلوم؛ فكيف يعقل لهم كيفية الصفات. والعصمة النَّافعة من هذا الباب أن يصف الله بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يثبت له الأسماء والصفات وينفي عنه مشابهة المخلوقات، فيكون إثباتك منزهاً عن التشبيه، ونفيك منزَّهاً عن التعطيل. فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطل ومن شبَّهه باستواء المخلوقات على المخلوق فهو مشبِّه، ومن قال استواء ليس كمثله شيء فهو الموحِّد المنزه. [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج8 ص251]

7) قال الإمام أبو حنيفة:

ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأنَّ فيه إبطال صفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال. [الفقه الأكبر ص302]

8) قال الألوسي الحنفيُّ:

أنت تعلم أن طريقة كثير من العلماء الأعلام وأساطين الإسلام الإمساك عن التأويل مطلقاً مع نفي التَّشبيه والتجسيم. منهم الإمام أبو حنيفة، والإمام مالك، والإمام أحمد، والإمام الشافعيَّ، ومحمد بن الحسن، وسعد بن معاذ المروزيُّ، وعبد الله بن المبارك، وأبو معاذ خالد بن سليمان صاحب سفيان الثوري، وإسحاق بن راهُويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، والترمذي، وأبو داود السجستاني.. [روح المعاني ج6 ص156]

9) قال الإمام أبو حنيفة:

ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته... [الفقه الأكبر ص301]

10) قال الإمام أبو حنيفة:

وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلَّم لا ككلامنا... [الفقه الأكبر ص302]

11) قال الإمام أبو حنيفة:

لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين.
[الفقه الأبسط ص56]

12) قال الإمام أبو حنيفة:

وصفاته الذاتية والفعلية:
أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته. [الفقه الأكبر ص301]

13) قال الإمام أبو حنيفة:

ولم يزل فاعلاً بفعله، والفعل صفة في الأزل، والفاعل هو الله تعالى، والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق.
[الفقه الأكبر ص301]

14) قال الإمام أبو حنيفة:

من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض.
[الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301]

15) قال الإمام أبو حنيفة للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده؟

قال: إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض، فقال رجل:
أرأيت قول الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ}
[سورة الحديد: الآية 4]
قال:
هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه.
[الأسماء والصفات ص429]

16) قال الإمام أبو حنيفة:

والقرآن غير مخلوق.
[الفقه الأكبر ص301]

17) قال الإمام أبو حنيفة:

ونقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق.
[الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام ص10]




18) قال الإمام أبو حنيفة:
ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة.
[شرح الوصية ص10]





الإمام مالك بن أنس
رضي الله عنه



هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، ينتهي نسبه إلى ذي أصبح، وهي قبيلة من اليمن. أبو عبد الله. قدم أحد أجداده من اليمن إلى المدينة وسكنها، وكان جده أبو عامر من أصحاب رسول الله، شهد معه المغازي كلها ما عدا بدرا. هو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية. أخذ العلم عن نافع مولى عبد الله بن عمر، وأخذه عن ابن شهاب الزهري، وأما شيخه في الفقه فهو ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي. كان مالك إماما في الحديث، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم، وكان رجلا مهيبا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط. حدث عنه كثير من الأئمة، منهم ابن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد والشافعي. قال البخاري. أصح الأحاديث عن مالك عن نافع عن ابن عمر. كان يعتمد في فتياه على كتاب الله ثم على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما ثبت عنده منهما، وكان يعطي لما جرى عليه العمل في المدينة أهمية كبرى، ولا سيما عمل الأئمة وفي مقدمتهم الشيخان: أبو بكر وعمر. حمل إلى جعفر بن سليمان العباسي، والي المدينة فضربه سبعين سوطا لأنه أفتى بعدم لزوم طلاق المكره، وهي فتوى ذات وجه سياسي، لأنها تسري إلى أيمان البيعة التي أحدثوها، وكانو يكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند المبايعة، فرأوا أن فتوى مالك تنقض البيعة وتهون الثورة عليهم. سئل مالك عن البغاة أيجوز قتالهم؟ فقال: يجوز قتالهم إن خرجوا على خليفة مثل عمر بن عبد العزيز، فقيل له: إن لم يكن مثله، قال: دعهم ينتقم الله من ظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما، فكانت هذه الفتوى سبب محنته. استند في إبطال يمين المكره على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ‌‌‌‌‌‌‌‌‌ رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه. ولما بلغ الخليفة ما فعل والي المدينة بمالك أنكره وعزل جعفر بن سليمان عن المدينة وأمر أن يؤتى به إلى بغداد محمولا على قتب (أي على جمل) . ثم لقي المنصور مالكا في موسم الحج سنة 163هـ واجتمع به في منى واعتذر إليه وطلب منه أن يدون علمه في كتاب يتجنب فيه شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد الله بن عباس وشواذ عبد الله بن مسعود، وأن يقصد إلى أواسط الأمور وما اجتمع عليه من الأئمة والصحابة، وأمر له بألف دينار وكسوة، فصنف مالك الموطأ وهو أول كتاب ظهر في الفقه الإسلامي. ومن كتبه (المدونة) وهي مجموعة رسائل من فقه مالك جمعها تلميذه أسد بن الفرات أقام مالك بالمدينة ولم يرحل منها إلى بلد آخر، وقد وجه إليه الرشيد ليأتيه فيحدثه، فقال: العلم يؤتى، فقصده الرشيد إلى منزله، وجلس بين يديه فحدثه. أكثر من رحل إليه المصريون والمغربيون من أهل أفريقية والأندلس، وهم الذين نشروا مذهبه في شمال أفريقية وفي الأندلس، ثم ظهر مذهبه في البصرة وبغداد وخراسان بواسطة فقهاء رحلوا إليه من تلك البلاد. توفي في المدينة عن 86 عاما ودفن بالبقيع. [الأعلام ج6 ص128، البداية والنهاية ج10 ص174، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج2 ص178-180، تذكرة الحفاظ ج1 ص207، شذرات الذهب ج1 ص289، الفهرست ص 286، وفيات الأعيان ج4 ص135، المعارف ص 498]

عقيدة الإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه - في التوحيد:

1) سئل مالك عن الكلام والتوحيد؛ فقال مالك:


محال أن يُظنَّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علَّم أمَّته الاستنجاء، ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فما عُصم به المال والدم حقيقة التوحيد. [ذم الكلام ق - 210]

2) عن وليد بن مسلم قال:

سألت مالكاً، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات؛ فقالوا أمِرّوها كما جاءت.

[الصفات للدارقطني ص75، الشريعة للآجري ص314، الأعتقاد للبيهقي ص118، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص149]

3) قال ابن عبد البر:

سئل مالك أيُرى الله يوم القيامة؟

فقال:
نعم يقول الله عزَّ وجلَّ:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23] وقال لقوم آخرين: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [الانتقاء ص36]

4) عن ابن نافع، وأشهب، وأحدهما قال:

يزيد على الآخر: يا أبا عبد الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23]، ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين؛ فقلت له: فإن قوماً يقولون: لا ينظر إلى الله، إنَّ {نَاظِرَةٌ} بمعنى منتظرة الثواب. قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف: الآية 143] أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال الله: {لَن تَرَانِي} [سورة الأعراف: الآية 143] أي في الدنيا لأنها دار فناء ولا ينظر ما يبقى بما يفنى فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص42]

5) عن جعفر بن عبد الله قال:

كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه: الآية 5] كيف استوى؟ فما وجد - جاء في لسان العرب ج3 ص446: وجد عليه في الغضب يُجِدُ وجداً ومَوْجِدَة ووجداناً غضب، وفي حديث الإيمان، إني سائلك فلا تجد عليَّ أي لا تغضب من سؤالي - مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعودٍ في يده علاه الرحضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني ص17-18، التمهيد ج7 ص151، الأسماء والصفات للبيهقي ص407، قال الحافظ ابن حجر في الفتح ج13 ص406، 407: إسناده جيد. وصححه الذهبي في العلو ص103]

6) عن يحيى بن الربيع قال:

كنت عند مالك ابن أنس، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق فاقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته. فقال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظَّم هذا القول. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص249، ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص44]

7) عن عبد الله بن نافع قال:

كان مالك بن أنس يقول: من قال القرآن مخلوق، يوجع ضرباً، ويحبس حتى يتوب.
[الانتقاء ص35]

8) عن عبد الله بن نافع قال:

قال مالك:
الله في السماء، وعلمه في كل مكان.
[مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138]






الإمام محمد بن إدريس الشافعي
رضي الله عنه




هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي، بن عبد المطلب بن مناف. أبو عبد الله. موطن أبيه مكة خرج أبوه إلى غزة فولد له ابنه محمد، فعادت به أمه إلى مكة وهي يمانية من الأزد، وهو ابن سنتين بعد وفاة أبيه. استظهر القرآن في صباه، ثم خرج إلى قبيلة هذيل بالبادية، وكانوا من أفصح العرب، فحفظ كثيرا من أشعارهم، ثم عاد إلى مكة وقد أفاد فصاحة وأدبا. لزم مكة وقرأ على مسلم بن خالد الزنجي، وهو يومئذ شيخ الحرم المكي ومفتيه، حتى أذن له أن يفتي. ثم أتى الإمام مالكا في المدينة فقرأ عليه الموطأ فاكتسب فقها من مسلم وحديثا من مالك. رحل إلى اليمن وولي عملا لقاضيها مصعب بن عبد الله القرشي، وكانت اليمن مهدا لكثير من الشيعة، فاتهم بالتشيع، وكان الخليفة آنئذ هارون الرشيد، فحمل إليه، وهو في مدينة الرقة مع جماعة من المتهمين، وقد تعرض بهذه التهمة لخطر شديد، لولا لطف الله ثم شفاعة الحاجب الرشيد الفضل بن الربيع، فدافع عنه حتى أثبت براءته، وتكلم الشافعي أمام الرشيد فأعجب به وأمر بإطلاقه ووصله، وكان ذلك عام 184 هـ. انتهز الشافعي فرصة وجوده بالعراق فدخل بغداد واتصل بمحمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة، فأنزله عنده وأخذ الشافعي عنه واطلع على كتب فقهاء العراق واكتسب من فقههم، فجمع بين طريقة الفقهاء وطريقة أهل الحديث وكانت له مناظرات مع محمد بن الحسن مملوءة بكتب الشافعي. عاد بعد ذلك إلى مكة وكانت محجة العلماء من سائر الأقاليم، فاستفاد وأفاد وناظر وأخذ عنه كثيرون، ثم رحل إلى بغداد سنة 195 هـ في خلافة الأمين، وأخذ عنه علماء العراق، وأملى هناك كتبه في مذهبه (العراقي أو القديم) ، واجتمع بعلماء بغداد وأئمتها ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، ثم عاد إلى مكة وقد انتشر ذكره في بغداد وانتحل طريقته كثير من علمائها. في سنة 198 هـ عاد إلى العراق في رحلته الثالثة إليه، ومكث في العراق قليلا وسافر منه إلى مصر، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم، وكان من أصحاب مالك، وكانت طريقة مالك منتشرة بين المصريين، وفي مصر صنف كتاب (الأم) وهو من كتبه الجديدة التي أملاها مع كتابه (الرسالة) في الأصول. والشافعي هو أحد الأئمة الأربعة. وقد نشر مذهبه بنفسه بما قام به من رحلات، وهو الذي كتب كتبه بنفسه وأملاها على تلاميذه ولم يعرف هذا لغيره من كبار الأئمة. والشافعي شاعر مقل، قريب المعاني، سهل الأسلوب، نجد في بعض مقطوعاته روح الشاعر. هو أول من صنف في أصول الفقه وأول من قرر ناسخ الحديث من منسوخه. من تصانيفه: كتاب الأم، رسالة في أصول الفقه، سبيل النجاة، ديوان شعره وغير ذلك. توفي في مصر عن 54 سنة. [الأعلام ج6 ص249، تاريخ بغداد ج2 ص56-73، وفيات الأعيان ج4 ص163، تذكرة الحفاظ ج1 ص361، شذرات الذهب ج2 ص9، حسن المحاضرة ج1 ص303، البداية والنهاية ج10 ص251، العبر ج1 ص243، حلية الأولياء ج9 ص63، طبقات الشافعية ص 6، معجم الأدباء ج6 ص367، الفهرست ص294]

عقيدة الإمام ابن إدريس الشافعي - رضي الله عنه - في التوحيد:

1) عن الربيع بن سليمان قال:

قال الشافعي:
من حلف باللهِ، أو باسم من أسمائه، فحنث؛ فعليه الكفارة.
ومن حلف بشيء غير اللهِ، مثل أن يقول الرجل:
والكعبة، وأبي، وكذا وكذا ما كان، فحنث؛ فلا كفارة عليه. ومثل ذلك قوله:
لعمري.. لا كفارة عليه.
ويمين بغير اللهِ فهي مكروهة، منهي عنها من قبل قول الرسول - صلى الله عليه وسلم:
إن اللهَ عزَّ وجلَّ نهاكم أن تحلِفوا بأبائكم، فمن كان حالفاً فليحلِف بالله أو ليسكت.
[مناقب الشافعي ج1 ص405]
وعلل الشافعي ذلك بأن أسماء اللهِ غير مخلوقة؛ فمن حلف باسم اللهِ، فحنث؛ فعليه الكفارة.
[آداب الشافعي لابن أبي حاتم ص193، الحلية لابي نعيم ج9 ص112، السنن الكبرى للبيهقي ج10 ص28، الأسماء والصفات للبيهقي ص255، 256، شرح السنة للبغوي ج1 ص188، والعلو للذهبي ص121، ومختصره للألباني ص77]

2) عن الشافعي أنه قال:

القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء.

[اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني ص176]

3) عن المزني قال:

قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلَّق به خاطري من أمر التوحيد؛ فالشافعي، فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت:
هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟
فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟
قلت: نعم.
قال: هذا الموضع الذي أغرق اللهُ فيه فرعون، أبلغك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بالسؤال عن ذلك؟
قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟
قلت: لا، قال: أتدري كم نجماً في السماء؟
قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، ممَّ خُلِق؟
قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها، ففرَّعها على أربعة أوجهٍ، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيءٌ تحتاج إليه في اليوم خمس مرات؛ تدع عِلْمَهُ وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك. فارجع إلى قول اللهِ تعالى:
{وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ {163} إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ}
[سورة البقرة: الآيتان 163، 164]
فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك.
[سير أعلام النبلاء ج10 ص31]

4) عن يونس بن عبد الأعلى، قال:

سمعت الشافعي يقول:
إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المُسمى، أو الشيء غير الشيء، فاشهد عليه بالزندقة.
[الانتقاء ص79، مجموع الفتاوى ج6 ص187]

5) قال الشافعي في كتابه الرسالة:

والحمد لله... الذي هو كما وصف به نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه.
[الرسالة ص7، 8]

6) عن الشافعي أنه قال:

نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن، ووردت بها السنة، وننفي التشبيه عنه، كما نفى عن نفسه، فقال: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
[سورة الشورى: الآية 11]
[السير للذهبي ج20 ص341]

7) عن الربيع بن سليمان قال:

سمعت الشافعي يقول في قول الله عزَّ وجلَّ:
{كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}
[سورة المطففين: الآية 15]
أعلمنا بذلك أن ثم قوماً غير محجوبين، ينظرون إليه، لا يضامون في رؤيته.
[الانتقاء ص79]

8) عن الربيع بن سليمان قال:

حضرت محمد ابن إدريس الشافعي، جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قوله تعالى:
{كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}
[سورة المطففين: الآية 15]
قال الشافعي:
فلما حجبوا هؤلاء في السخط؛ كان هذا دليلاً على أنه يرونه في الرضا. قال الربيع: قلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال: نعم به أدين اللهَ.
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص506]

9) عن الجارودي قال:

ذُكر عند الشافعي، إبراهيم بن إسماعيل بن عُلَيَّة [قال عنه الذهبي:
جهمي هالك كان يناظر ويقول بخلق القرآن.
ميزان الاعتدال ج1 ص20، وانظر ترجمته في لسان الميزان ج1 ص34، 35] فقال:
أنا مخالف له في كل شيء، وفي قوله لا إله إلا الله، لست أقول كما يقول.
أنا أقول: لا إله إلا الله الذي كلَّم موسى عليه السلام تكليماً من وراء حجاب، وذاك يقول لا إله إلا اللهُ الذي خلق كلاماً أسمعه موسى من وراء حجاب.
[الانتقاء ص79، والقصة ذكرها الحافظ عن مناقب الشافعي للبيهقي، اللسان ج1 ص35]

10) عن الربيع بن سليمان، قال الشافعي:

من قال القرآن مخلوق؛ فهو كافر.
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص252]

11) عن أبي محمد الزبيري قال:

قال رجل للشافعي، أخبرني عن القرآن خالق هو؟
قال الشافعي:
اللهم لا، قال: فمخلوق؟
قال الشافعي: اللهم لا.
قال: فغير مخلوق؟
قال الشافعي: اللهم نعم،
قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟
فرفع الشافعي رأسه وقال: تقر بأن القرآن كلام الله؟ قال: نعم.
قال الشافعي:
سبقت في هذه الكلمة، قال الله تعالى ذكره:
{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ}
[سورة التوبة: الآية 6]
{وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}
[سورة النساء: الآية 164]
قال الشافعي:
فتقر بأن الله كان، وكان كلامه؟
أو كان الله، ولم يكن كلامه؟
فقال الرجل:
بل كان الله، وكان كلامه.
قال: فتبسم الشافعي وقال:
يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرُّون بأن الله كان قبل القبل، وكان كلامه.
فمن أين لكم الكلام:
إن الكلام اللهُ، أو سوى اللهِ، أو غير اللهِ، أو دون اللهِ؟ قال: فسكت الرجل وخرج. [
مناقب الشافعي ج1 ص407، 408]

12) وفي جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي - من رواية أبي طالب العُشاري - ما نصه قال:

وقد سئل عن صفات الله عزَّ وجلَّ، وما ينبغي أن يؤمن به، فقال:
للهِ تبارك وتعالى أسماء وصفات، جاء بها كتابه وخبَّر بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - أمته، لا يسع أحداً من خلق الله عزَّ وجلَّ قامت لديه الحجَّة أن القرآن نزل به، وصحَّ عنده قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روى عنه، العدل خلافه، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجَّة عليه، فهو كافر بالله عزَّ وجلَّ. فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر؛ فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالدراية والفكر.
ونحو ذلك إخبار الله عزَّ وجلَّ
أنه سميع وأن له يدين
بقوله عزَّ وجلَّ:
{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}
[سورة المائدة: الآية 64]
وأن له يميناً بقوله عزَّ وجلَّ:
{وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}
[سورة الزمر: الآية 67]
وأن له وجهاً
بقوله عزَّ وجلَّ:
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}
[سورة القصص: الآية 88]
وقوله:
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
[سورة الرحمن: الآية 27]
وأن له قدماً بقوله - صلى الله عليه وسلم:
"حتى يضع الرب عزَّ وجلَّ فيها قدَمه."
يعني جهنم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -
للذي قُتِل في سبيل الله عزَّ وجلَّ أنه:
"لقي الله عزَّ وجلَّ وهو يضحك إليه."
وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا، بخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وأنه ليس بأعور لقوله النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ ذكر الدجال فقال:
"إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"،
وأن المؤمنين يرون ربهم عزَّ وجلَّ يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر، وأن له إصبعاً بقوله - صلى الله عليه وسلم:
"ما من قلب إلاَّ هو بين إصبعين من أصابع الرحمن عزَّ وجلَّ"
وإن هذه المعاني التي وصف الله عزَّ وجلَّ بها نفسه، ووصفه بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لا تُدرَك حقيقتها تلك بالفكر والدراية، ولا يكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه به، وإن كان الوارد بذلك خبراً يقول في الفهم مقام المشاهدة في السَّماع؛ وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة عليه، كما عاين وسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم،
ولكن نثبت هذه الصفات، وننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال:
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
[سورة الشورى: الآية 11]...
آخر الاعتقاد.
[ذم التأويل لابن قدامة ص124، الطبقات لابن أبي يعلى ج1 ص283، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، السير للذهبي ج10 ص79]






الإمام أحمد بن حنبل
رضي الله عنه



هو أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المروزي البغدادي. أبو عبد الله. أصله من مرو ولد في بغداد وفيها تعلم. رحل إلى الكوفة و البصرة وإلى الشام والحجاز واليمن، وعني في هذه الأسفار بطلب الحديث، ثم عاد إلى بغداد. ولما قدم الشافعي إلى بغداد تفقه عليه، ثم اجتهد لنفسه. صاحب المذهب الحنبلي والإمام في الحديث والفقه. وقف وقفته المشهورة في المحنة بخلق القرآن، وتزعم الفريق الذي عارض هذه الفكرة واحتمل مع أصحابه كثيرا من الأذى والضرر، فقد أمر المعتصم بضربه بالسياط، فضرب حتى تمزق جسمه وحبس نحو ثمانية وعشرين شهراً وهو في العذاب، ثابت محتسب، فلما علموا أنه لا يجيب أطلقوا سراحه. في عهد الخليفة الواثق بالله منع من الفتيا وأمر أن يختفي، فلزم بيته حتى مات الواثق فارتفعت المحنة في عهد الخليفة المتوكل وتلاشت فكرة خلق القرآن وقد أظهر المتوكل إكرامه له، فاستدعاه إليه وأكرمه وأمر له بجائزة كبيرة فلم يقبلها، وخلع عليه خلعة سنية فاستحيا منه أحمد فلبسها إلى الموضع الذي كان نازلا فيه، ثم نزعها نزعاً عنيفاً وهو يبكي، وجعل المتوكل يرسل إليه في كل يوم من طعامه الخاص ويظن أنه يأكل منه، ولكنه كان صائماً طاوياً تلك الأيام حتى غادر سامراء وعاد إلى بغداد. سمع الحديث من أكابر المحدثين وشيوخ بغداد وروى عنه البخاري ومسلم وطبقتهما، وكان إمام أهل الحديث في عصره، وعداده في رجال الحديث أثبت منه في عداد الفقهاء. من تصانيفه: المسند ويحتوي على نيف وأربعين ألف حديث. كتاب طاعة الرسول. كتاب الناسخ والمنسوخ. كتاب العلل، كتاب الجرح والتعديل، وغير ذلك. توفي عن 77 سنة. [الأعلام ج1 ص192، تاريخ بغداد ج4 ص412، البداية والنهاية ج10 ص316، شذرات الذهب ج2 ص96، وفيات الأعيان ج1 ص63، العبر ج1 ص435، الفهرست ص320، دائرة المعارف الإسلامية: مادة ابن حنبل]

عقيدة الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - في التوحيد:

1) إن الإمام أحمد سئل عن التوكل، فقال:

قطع الاستشراف بالإياس من الخلق.
[طبقات الحنابلة ج1 ص416]

2) قال الإمام أحمد:

لم يزل الله عزَّ وجلَّ متكلماً، والقرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، غير مخلوق، وعلى كل جهة، ولا يوصف الله بشيءٍ أكثر مما وصف به نفسه، عزَّ وجلَّ.
[كتاب المحنة لحنبل ص68]

3) عن أبي بكر المروذي قال:

سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها، وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمر الأخبار كما جاءت.
[مناقب الشافعي لابن أبي حاتم ص182]

4) قال عبد الله بن أحمد:

إن أحمد قال:
من زعم أن الله لا يتكلم فهو كافر، إلاَّ أننا نروي هذه الأحاديث كما جاءت.
[طبقات الحنابلة ج1 ص56]

5) عن حنبل أنه سأل الإمام أحمد عن الرؤية فقال: أحاديث صحاح، نؤمن بها، ونقر، وكل ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسانيد جيدة نؤمن به ونقر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص507، السنة ص71]

6) أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدَّد وفيه:

صفوا الله بما وصف به نفسه، وانفُوا عن الله ما نفاه عن نفسه...
[سير أعلام النبلاء ج10 ص591، تهذيب التهذيب ج10 ص107]

7) قال الإمام أحمد:

وزعم - جهم بن صفوان -
أن من وصف الله بشيءٍ مما وصف به نفسه في كتابه، أو حدَّث عنه رسوله كان كافراً وكان من المشبِّهة. [مناقب الإمام أحمد ص221]

8) قال الإمام أحمد:

نحن نؤمن بأن الله على العرش، كيف شاء، وكما شاء، بلا حد، ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد؛
فصفات اللهِ منه وله، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار.
[درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ج2 ص30]

9) قال الإمام أحمد:

من زعم أن اللهَ لا يُرى في الآخرة فهو كافر مكذب بالقرآن.
[طبقات الحنابلة ج1 ص59، 145]

10) عن عبد الله بن أحمد، قال:

سألت أبي عن قوم يقولون:
لما كلم اللهُ موسى، لم يتكلم بصوت
فقال أبي:
تكلم اللهُ بصوت، وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص185]

11) عن عبدوس بن مالك العطار، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول:

... والقرآن كلام اللهِ، وليس بمخلوق، ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق؛ فإن كلام اللهِ منه، وليس منه شيء مخلوق.
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص157]





والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.







التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» نصيحة امام الشيعة المعصوم للشيعية بأن تعمل مثل الكلب عندما يبول
»» تكفير المسلمين أصل من أصول الفكر الشيعي
»» برنامج التهريج المسمى الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة
»» نقل العاصمة الإيرانية من طهران تحسبًا لزلزال مدمر
»» أصول أه السنة و الجماعة لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان
 
قديم 30-05-10, 06:36 AM   رقم المشاركة : 3
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


رد شبهة يحتج بها المعطلة
من قول الإمام أحمد
( نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى )


جاء في الزناد في شرح لمعة الاعتقاد
لعلي الخضير 8-10"
ومثل ذلك قول الإمام أحمد
الذي ذكره المصنف قال :


( نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا "معنى" )


ويقصد بقول
ولا "معنى"
في كلام أحمد:
أي
"المعنى الباطل"
وهوالتأويل في اصطلاح المتأخرين


وهو صرف اللفظ
عن معنى راجح
إلى معنى مرجوح

ومما يدل على ذلك
ما نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء
لما ترجم للخطيب البغدادي
ذكر عقيدة الخطيب الموافقة لمذهب السلف
إلى أن قال :



" كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ...
إلى أن قال :
فإذا قلنا :
إن للَّه يد وسمع وبصر،
فإنما هي صفات أثبتها اللَّه لنفسه ،
فلا نقول
أن" معنى " اليد القدرة
ولا نقول
السمع والبصر العلم .



والشاهد قوله:
ولا نقول
أن " معنى " اليد :القدرة


فجعل تسمية اليد بالقدرة :
"معنى "


فأصبح باصطلاحهم
إذا نفوا
"المعنى "
في صفات اللَّه

يكون المقصود به شيئان


1 - نفي الكيفية
أي لا تكييف .


2 - نفي "المعنى " الباطل
وهو التأويل .



ومن قال إن اليد هي القدرة


فقد جعل لها " معنى ".

هذا إذا أطلقت كلمة

"معنى"

. أما إذا قال :

" لا كيفية ولا معنى "

فجمع بين المعنى والكيفية

كما فعل الإمام أحمد

فيحمل "المعنى "
على التأويل الباطل .

وبذلك نكون قد انتصرنا لقول المؤلف


وأنه كلام سليم على اصطلاحهم
وأنه موجود في كلام السلف
نفي "المعنى"
بل موجود في كلام السلف


نفي التفسير فيقولون ولا نفسرها .

كما نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء


عن أبي عبيدالقاسم بن سلام قال أبو عبيد :

وقال عبد العزيز الماجشون

في رسالته في الرد على الجهمية
ونقلها ابن تيمية في الحموية ،
قال في المقدمة بعدما حمد اللَّه وأثناء عليه قال :
وكلّت الألسن عن تفسير صفته ،
فمعنى نفي التفسير في كلام السلف


أي نفي الكيفية أو التأويل الباطل
مثل كلمة نفي "المعنى "


ومثله أسلوب درج عليه السلف
في آيات الصفات
أمِرّوها كما جاءت

أي لا تكيفوا
ولا تذكروا " معنى" باطل .



وقال صالح ل الشيخ
في الملاحظات على لمعة الاعتقاد

" قال الإمام بن قدامة:
(قالَ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ محمدٍ بنِ حنبلٍ
رحمه الله
في قولِ النَّبي صلى الله عليه و سلم

«إنَّ اللهَ ينزِلُ إلى سماءِ الدُّنْيَا»
و«إنَّ الله يُرى في القيامَةِ»

وما أشبه هذه الأحاديثَ، قال:

نؤمِنُ بها ونُصَدِّقُ بها
لاكَيْفَ ولا مَعْنَى
ولا نَرُدُّ شيئا منْها


وهذه أيضا مما أُخذ على المؤلف
حيث لم يُوضِح المراد من كلام الإمام أحمد.



وأهل العلم يقولون

إن الإمام أحمدأراد بقوله

(بلا كيف ولا معنى)

الرد على طائفتين:


1.الطائفة الأولى

المشبهةالمجسمة
رد عليهم بقوله
(بلا كيف)
يعني الكيفية التي تتوهمها العقول
أو وَصَفَ اللهَ جل وعلا بها المجسمة أو الممثلة.




2.وقوله (ولا معنى)
ردّ بها رحمه الله على المعطلة

الذين جعلوا معاني النصوص
على خلاف الظاهر المتبادر منها


فقالوا
إن "معنى" النزول الرحمة

وقالوا
إن "معنى" الاستواء الاستيلاء



وقالوا
إن "معنى" الرحمة الإرادة
إرادة الإحسان أو إرادة الخير



وإن الغضب "معناه"
إرادة الانتقام


ونحو ذلك فهذا تأويل منه.




فالإمام أحمد يقول
(بلا كيف)
الكيف الذي جعله المجسمة


(ولامعنى)
الذي جعله المعطلة
يعني "المعنى" الباطل
الذي صرف الألفاظ إليه المبتدعة المؤولة.


فإذن قوله
(بلا كيف ولا معنى)

يريد بقوله (ولا معنى):
"المعنى الباطل"
الذي تأول به وإليه المبتدعة
نصوص الصفات والنصوص الغيبية.






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» قبل الدعوة إلى الله تعالى (أحكم أصول أهل السنة و الجماعة في عقيدتك)
»» نصر الله "استنجد بالدولة بعد "إنفلات" تجارة المخدرات من أيدي "حزب الله"
»» بتقريظ الشيخين ابن باز و ابن عثيمين كلمة للألباني في التكفير
»» القرضاوي الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة ولا يعارض تحول المسلم إلى دين آخر
»» موثق جنايات سيد قطب على الاسلام وأهله
 
قديم 30-05-10, 06:51 AM   رقم المشاركة : 4
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


تكاثرت النصوص عن السلف
بقولهم في نصوص صفات الله تعالى

"أمروها بلا كيف"
- و ليس أمروها بلا معنى -

و هذه العبارة
تعني تلقائياً إثبات المعنى

وإلا

فما فائدة نفي الكيفية
عن شيء لا يعرف معناه أصلاً !

فنفي الكيف فرع عن إثبات المعنى

أما المفوضة
الذين يفوضون العلم بالمعنى

- بدلاً من تفويض العلم بالكيفية
مع إثبات المعنى كما هو مذهب السلف -

قولهم هذا يعني

أن الله تعالى
عندما أنزل آيات الصفات
في القرآن

على قلب نبيه
صلى الله عليه و سلم



فالمعنى
الذي فهمه منها



النبي
(عليه الصلاة و السلام ) ابتداءً

وثم يفهمه سامعها

العربي

و الصيني

و الإسباني

و الروسي


و الفرنسي


و الألماني


كلهم يفهمون شيئاً واحداً
و هو :







"لا شيء" !






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف يثبت القضاء على مذهب الشيعة أن الزناة يزنون ولا يتمتعون
»» حمل محاضرة رائعة عن أول ملوك الاسلام الصحابي معاوية رضي الله تعالى عنه
»» الرد على محاضرات قصص تاريخية لطارق السويدان
»» أصبح " للبابا " نسخة صوفية و أول مطلب منه إنهاء النزاع من الشيعة
»» آيات من القرآن غفل عنها الشيعة
 
قديم 30-05-10, 07:24 AM   رقم المشاركة : 5
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


رابط
مناقشة الشيخ الألباني لأحد شيوخ الأزهر
يفند فيها قوله
من قال أن الله تعالى
في السماء
- أي فوق السماء -
فهو مشبه لله تعالى بمخلوقاته
لأنه جعل الله تعالى في مكان !

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=100499






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» هل سيصبح فضح الفكر الرافضي في الشرق كالهولوكوست و معاداة السامية في الغرب
»» عمرو خالد المدافع عن إبليس والمنكر لكفره
»» جالية اليمن بجيزان تدشن حملة تبرع بالدم لدعم الجيش السعودي
»» تكفير المسلمين أصل من أصول الفكر الشيعي
»» بيان من طلاب الشيخ الألباني في تكذيب دعوى تراجع الشيخ عن التحذير من جماعة التبليغ
 
قديم 31-10-15, 08:33 AM   رقم المشاركة : 6
طه الترباني
مشترك جديد







طه الترباني غير متصل

طه الترباني is on a distinguished road


انت تقول الفضل بن عياض مثبت غير صحيح لانه كان معطل للصفات كان يقول لا خقيقه في السماء وهدا الانحراف مشهور غنه رخمه الله







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:22 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "