العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-15, 08:39 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


مقابلة الإساءة بالإحسان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقابلة الإساءة بالإحسان
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)الأعراف،
آيه كريمة رسمت المنهج الانساني في معاملة الناس بينهم وسياستهم الاجتماعية والدينية والخلقية وجمعت كل مكارم الاخلاق،
الخطاب فيها خاص وموجه للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،والكافة المؤمنين والمسلمين،
والعفو عن الناس خلق قويم اساسه التسامح والتجاوز عن كل تقصير ويدخل في هذا الامر صلة الرحم وان تصل من قطعك منهم والعفو عن كل ظلم واذى وكذلك الابتعاد عن الخشونه في التعامل مع الاخرين والتزام التسامح والتسامح والتيسير،ويدخل فيها الابتعاد عن الغضب والحقد والكراهيه،لأن من التزم جانب العفو صغى قلبه لفعل الخير،والخلق القويم الذي دعى اليه الاسلام ،
وصفهم الله تعالى بأبخس الاوصاف وسماهم (الْجَاهِلِينَ)فأعرض عنهم وتجاوز عما يقولون وما يصدر عنهم من سفاهة الرأي وسوء الخلق وامض في تحقيق ما أمر الله تعالى به،
إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، ولمن صح توجيه الخطاب إليه،وهو أمر بالعفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان كما قال تعالى(ادفع بالتي هي أحسن)والأمر بالمعروف ومقابلة الجاهلين بالإعراض عن جهلهم وسفههم، وما أحوجنا للعمل بهذا الأمر الرباني وتطبيقه في واقعنا، حيث كثر الجهل و السفه والإساءة،
ولو قوبل أصحاب هذه الأوصاف الدنيئة بالمثل لما صفت حياة المسلم أو طابت، فهذا يستهزء وآخر قد يشتم وثالث ورابع،فما أحوجنا إلى التربية الخلقية الرفيعة السامية التي أسسها القرآن الكريم في كثير من الآيات،
العلامة السعدي قي تفسيره حيث يقول،هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو،أي،ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق،
فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم،
(وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) أي،بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية،
ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فصله،ومن ظلمك فاعدل فيه،
ولتطبيق هذا الأمر القرآني في حياتنا نحتاج،إلى الاستعانة به سبحانه،فهو نعم المعين لمن استعان به،والإلحاح في دعائه سبحانه أن يحسن أخلاقنا ويرزقنا الخلق الحسن،وهو كظم الغيظ والحلم و الصفح،
ثم إن النظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم،وقد صح عنه صلى الله عليه سلم أنه قال(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
قال الإمام ابن القيم(وقد جمع الله له مكارم الأخلاق في قوله تعالى(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
قال الإمام القرطبي،رحمه الله،هذه الآية من ثلاث كلمات،تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات،
فقوله(خُذِ الْعَفْوَ)دخل فيه صلة القاطعين،والعفو عن المذنبين،والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين،
تولى جانب اللين،ونفي الحرج في الأخذ والإعطاء والتكليف،
ودخل في قوله(وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ)صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام،وغض الأبصار،والاستعداد لدار القرار،
وفي قوله(وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)الحض على التعلق بالعلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة،
قال بعض العلماء،الناس رجلان فرجل محسن فخذ ما عفا لك من إحسانه،
وإما مسيء فمره بالمعروف فإن تمادى على ضلاله واستعصى عليك واستمر في جهله فأعرض عنه فلعلّ ذلك أن يرد كيده،
ما تضمنته هذه الآية،من حسن المعاشرة مع الخلق وأداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم، فلو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم وشفتهم ، فإن العفو ما عفى من أخلاقهم وسمحت به طباعهم ووسعهم بذله من أموالهم وأخلاقهم،فمع القيام بها فكل ما يحصل له من الناس فهو خير وإن كان شراً في الظاهر ، فإنه يتولد من الأمر بالمعروف ولا يتولد منه إلا خيراً وإن ورد في حالة شر وأذى
ماأوسع رحمته تعالى،يأمرنا بعبادته وحده ثم يبين لنا ما هو خير لنا ،وما هو شر،يعلمنا كيف نتعامل فيما بيننا لكي يسود الإخاء والتآلف فسبحانه،
قال يحيى بن معاذ،بئس الصديق صديقٌ يلجئك إلى الاعتذار،أي أنه يمحو أثر الخطأ والتقصير،
ولو استمسك الناس بها ونفذوها بحكمة ودراية لايبقى بينهم غيض وتغسل قلوبهم من من كل انواع الغل والحقد والكراهية والضغينه والانانية،ولحل محلها الرضى والوئام لعاش الناس بامان وطمأنينه،
إذا أردت أن يسهل طريق استقامتك لتصل سريعاً فالزم ثلاث خصال هي،العفو،واﻷمر بالمعروف،واﻹعراض عن الجاهل،سعود الشريم.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "