العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-15, 05:13 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


فاعتبروا يا أولي الأبصار

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاعتبروا يا أولي الأبصار
الظلم مهما طال عهده فمآله إلى زوال،والحلم الوديع ينقلب تحت الضغط إلى مارد لا يوقفه أحد،
وتلك الأحداث تسير وفق سنن إلهية،هذه السنن التي تشل حركةَ الظالمين،بل قد يكون هذا الدفع على أيدي أضعفِ المخلوقات، التي لا يعيرها الإنسانُ اهتماماً،
فهذا النمرود الذي تكبَّر وتَجبَّر في الأرض حتى قال﴿ أنا أحيي وأميت ﴾فأَماته الله ببعوضة ضعيفة،ولكنها جند من جنود الله،
ونمرود آخر قال﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾، وذلك عندما غره ملكُه وسلطانُه، وتفاخر بذلك قائلاً﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ﴾الزخرف،
فحطمه الله بملكه،وأجرى الأنهار من فوقه،لأنَّ ملك الملك فوق كل ملك، وسلطانه فوق كل سلطان،
وقد ظن الظالمون أنَّ الإمهالَ إنَّما هو منحة فوق منحة، وعطية فوق عطية، ولم يعلم هؤلاء أنَّ ذلك استدراج،قال تعالى﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ،وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ الأعراف،القلم،لقد تناسى هؤلاء،أنَّ الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون، وأنَّ الله يمهل ولا يهمل، ألم يقرؤوا قوله،تعالى﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ﴾إبراهيم،
لقد ضَلَّت عقولهم،لأَن الإمهال يعقبه الأخذ، والأخذ يكون لعبرة وحكمة،قال تعالى﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ،وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾هود،
هذه الآيات الثلاث في العبرة لإهلاك الظلمة في الدنيا، ويتلوها العبرة بعذاب الآخرة،أي،من تلك القرى ما له بقايا مائلة، وآثار باقية، كالزرع القائم في الأرض، كقرى قوم صالح، ومنها ما عفى ودُرِسَت آثاره، كالزرع المحصود الذي لم يبقَ منه بقية في الأرض، كقرى قوم لوط،
قال تعالى﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ﴾هود،
أي،وما كان إهلاكهم بغير جرم استحقوا به الهلاك، ولكن ظلموا أنفسهم بشركهم وفسادهم في الأرض، وإصرارهم حتى لم يَعُد فيهم بقية من قَبول الحق، وإيثار الخير على الشر،بحيث لو بقوا زمنًا آخرَ، لَما ازدادوا إلا ظلمًا وفجورًا وفساداً،كما قال نوح،عليه السَّلام ﴿ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾ نوح،
وقد بالغت رسلهم في وعظهم وإرشادهم، فما زادهم نُصحهم لهم إلا عناداً وإصراراً، وأنذروهم العذاب، فتماروا بالنذر؛ استكباراً، واتَّكَلُوا على دفع آلهتهم العذاب عنهم إن هو نزل بهم،
﴿ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ﴾هود،
أي،فما نفعتهم آلهتهم التي كانوا يدعونها، ويطلبون منها أنْ تدفع عنهم الضر بنفسها أو بشفاعتها عند الله،تعالى،لما جاء عذابُ ربك تصديقًا لنذر رسله﴿ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴾هود،أي،هلاك وتخسير وتدمير،
تَتْبِيبٍ،أي،الخسران، والهلاك،
﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ ﴾هود،
أي،ومثل ذلك الأخذ بالعذاب،في حال تلبسها بالظلم في كل زمان﴿ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾هود،
أي،وجيع قاسٍ لا هوادةَ فيه، ولا مَفَرَّ منه ولا مناص،
أخرج أحمد، والبخاري، ومسلم،والترمذي، وابن ماجه، عن أبي موسى الأشعري،رضي الله عنه،قال(إنَّ الله،سبحانه وتعالى،ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته)
ثم قرأ،صلَّى الله عليه وسلم،هذه الآية،لكن الظالمين كانوا مع ظلمهم مَغرورين بدين يتحلون بلقبه، ولا يحسبون حساباً لإملاء الله تعالى،واستدراجه،هذه عبرة للظالمين،
فاعتبروا يا أولي الأبصار،من الوقوع، بسبب الشهوات، فتفرطوا في دينكم فتستحقوا العقوبة،
للاعتبار والاتعاظ للدعاة والمصلحين أن يثبتوا وألا يتنازلوا عن ثوابتهم،ليكونوا من الناجين مِن عقاب الله في الدارين،
التوبة والعمل الصالح وطاعة الله سبب للرزق الواسع الحلال، قال تعالى(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأعراف،
وقال النبي،صلى الله عليه وسلم(إن الله،تعالى،يقول،يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك،وإلا تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أسد فقرك)رواه أحمد،والترمذي،وابن ماجه،وصححه الألباني،
بدلاً من أن يتوبوا إلى الله ازدادوا عصياناً(فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام،
قال،صلى الله عليه وسلم(إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك أَن يَعُمَّهُم الله بِعِقابِهِ)رواه أحمد، وصححه الألباني،
أين الفئة الساكتة عن الإنكار،قيل،هلكوا مع الفئة العاصية لسكوتها،روي عن ابن عباس،رضي الله عنه،قيل،سكتوا على الباطل فسكت القرآن عنهم،
وكان ابن عباس،رضي الله عنهما،يبكي إذا سمع هذه الآية،قال تعالى(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)الذاريات،
ويقول،رأينا أشياءً وسكتنا،
نسأل الله أن ينفعنا بما فيها مِن موعظة، وأن ينجينا مِن مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.






 
قديم 04-06-15, 02:49 AM   رقم المشاركة : 2
العز بن عبد السلام
مشرف







العز بن عبد السلام غير متصل

العز بن عبد السلام is on a distinguished road


كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ







التوقيع :
• كتاب: ثم أبصرت الحقيقة

مقالات
الأستاذ عبد الملك الشافعي

قالَ شيخ الإسلام الحافظ الإمام الزاهد أبو إسماعيلَ عبد الله بن محمدٍ الهروي:
عرضتُ على السيفِ خمسَ مرات، لا يقالُ لي ارجع عن مذهبك، لكن يقالُ لي: اسكت عما خالفك، فأقولُ لا أسكت.

[تذكرة الحفاظ: 3/1184]


من مواضيعي في المنتدى
»» كتاب: البراءة والتحذير من خطر التكفير
»» كتاب: تأثر المسيحية بالأديان الوضعية
»» كتاب: عبد الله بن مسعود عميد حملة القرآن وكبير فقهاء الإسلام
»» كتاب: معركة النص
»» فكر الخوارج والشيعة في ميزان أهل السنة والجماعة - د علي الصلابي pdf
 
قديم 04-06-15, 05:52 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العز بن عبد السلام مشاهدة المشاركة
   كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "