ماذا يحدث في مركز ************سون? التخطيط للانحراف بالصوفية الى منزلق الفكر الغربي لضرب الإسلام
المصدر : فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود
يرى الغرب ان الاسلام هو القوة التي تقف في وجه مخططاتهم للسيطرة على العالم الاسلامي.. لانها قوة روحية وفكرية وهم يخشون من روح المواجهة مع هذه القوة الاسلامية.. ومن هنا وضعوا استراتيجيتهم لتدمير الاسلام النقي والعمل على تغريبه فكرا ومنهجا وطريقة بهدف الحياد به عن اصوله ومبادئه. لم يستطع الغرب ان يأتي الينا بمنظماته التبشيرية ليدخلوا المسلمين في الديانة النصرانية.. ولكنهم استخدموا اسلوبا آخر في تقريب المسلمين اليهم في امريكا لضرب المسلمين بعضهم ببعض. وخير مثال على ذلك, المؤتمر الذي عقد في مركز (************سون) في امريكا في الرابع والعشرين من اكتوبر عام 2003م تحت عنوان (فهم الصوفية والدور الذي ستلعبه في رسم السياسة الامريكية) وقد اعلن المنظمون لهذا المؤتمر ان الهدف منه هو تقديم (الاسلام الوسطي) او (الاسلام الثقافي) لصانعي القرار والاكاديميين في امريكا. اما المشاركون الرئيسيون في المؤتمر فهم: 1- الكاتب الامريكي (بيرنارد لويس) وهو من اكبر اعداء الاسلام. 2- الدكتور كوركوت اوزال وهو أخو رئيس تركيا تورغوت اوزال. 3- الشيخ محمد هشام قباني (نائب رئيس المجلس الأعلى الاسلامي في امريكا )ISCA( الذي تأسس عام 1997م), ويتبع الطريقة النقشبندية الصوفية ولها من الاتباع 2 مليون نسمة. وقبل ان نتحدث عن هذا المؤتمر وتطلعاته يجب ان نركز على هذه الشخصيات المشاركة لنتفهم الاهداف الخفية وراء هذا المؤتمر: فالكاتب بيرنارد لويس, يعتبر من أشد الناس عداوة للاسلام من خلال كتاباته الناقدة والمستهدفة للاسلام. والشيخ محمد هشام قباني ساهم في تأسيس المجلس بهدف رسم مستقبل المسلمين في امريكا وفي ارجاء العالم. واعترف بهذا المجلس صانعو القرار في امريكا والأكاديميون باعتباره المجلس المختص والأفضل في طرح (الاسلام الكلاسيكي) حسب تصنيفهم, كما ان الشيخ القباني قدم في يناير عام 1999م محاضرة في وزارة الداخلية الامريكية بعنوان (التطرف الاسلامي وخطورته على الامن القومي الامريكي) وعلق فيما بعد بأن حدسه كان صائبا بتوقعه بأحداث 9/11/2001م واوضح لهم انهم كصوفيين يبقون المتحدثين الاهم عن الجمعيات الاسلامية لمحاربة الارهاب والتجمعات المتطرفة الدينية. علما بأن علاقة هذا المجلس بالبيت الابيض علاقة قوية جدا ويمارسون دور المستشارين عن الاسلام ويساعدونهم في رسم سياستهم الخارجية والداخلية التي تؤثر في مستقبل الشعوب والمجتمعات الاسلامية, وعادة ما تتم المقابلات الروتينية بين اعضاء هذا المجلس وبين بول ولوفتس نائب وزير الدفاع الامريكي لمناقشة الاسلام والحرب على الارهاب... حتى ان ولوفتس لقب الشيخ القباني بالرجل الشجاع والأهم بامريكا لانه يبشر بالقيم مثل (كرامة الانسان, حرية الرأى, العدالة المتساوية, احترام المرأة والتسامح الديني). كما ان السناتور الجمهوري (دايل كلدي) اثنى على المجلس وعلى (مسجد ومؤسسة الصديق) وهو المسجد الوحيد الذي افتتح بعد احداث 9/11-ويتبع لمجلسهم وذلك في جلسة الكونغرس في 16/نوفمبر/2001م وقال عنهم انهم يمثلون الاسلام الحقيقي المتسامح. وقد جاء مؤتمر مركز ************سون ليكشف الاسلوب الماكر الذي تحاول فيه الادارة الامريكية الدخول للاسلام لتمزيقه وتغريبه حيث وضح ذلك من خلال المشاركين في المؤتمر, وللأسف ان من يشاركهم ايضا ويسهم معهم في ذلك رجل مسلم ونائب المجلس النقشبندي الصوفي الاسلامي وهو الشيخ محمد هشام القباني. يهدف مؤتمر (فهم الصوفية والدور الذي ستلعبه في رسم السياسة الامريكية) الى الانحراف بالصوفية الى منزلق الفكر الغربي ضد الاسلام, وما تحدّث فيه القباني بالمؤتمر لدليل على انه اصبح اداة يحركها الغرب كما يشاء لضرب الاسلام حيث قال: (بأنه يجب على الحكومة الامريكية التعامل مع الصوفيين وليس (الوهابيين) لان الوهابيين يريدون الهيمنة على العالم الاسلامي مثلما تسيطر امريكا على الغرب وزعم بأن السعوديين يّدعون بأنهم سلفيون مثلما كان السلف الصالح في القرن الاول والثاني والثالث وهم في الحقيقة غير ذلك)!!!! واثبت قوله بيرنارد لويس بترديده: (إن الصوفية تشجع التسامح وتتقبل العلاقة مع الغرب بينما الوهابية تدعو الى العنف... واضاف زاعماً ان الوهابية لاتمثل المسلمين ولكن اهميتهم كانت بسبب اكتشاف البترول وان منطقتهم هي المكان الذي يحج اليه المسلمون)... كما وزعت في المؤتمر دراسة بيانية توضح المذاهب الاسلامية ونسبة المسلمين المنتمين لها, وبان مجموعة السلفية الذين ينتمون الى مدرسة ابن تيمية التي اطلقوا عليه اسم (جماعة الاسلام السياسي) والتي وضعوها داخل دائرة حمراء تضم حسب قولهم: (الوهابية, الجماعات الفلسطينية الارهابية, الجماعات الاسلامية, حزب التحرير, جماعة التبليغ) هي التي تشكل خطرا على الاسلام. هنا يجب ان نحاول تحليل هذا الدور الغربي وتوضيحه والوقوف بوجهه وكشف اهدافه ووقف امتداده من خلال الصوفيين الحقيقيين انفسهم خاصة ومنا كمسلمين عامة. فالغرب يريد تحويل الصوفية من صوفية ربانية التي صوفية رهبانية يدعمونها بمنهجية تجعل المسلم يهرب من الحياة ويتحلل من مسؤولياته الاجتماعية تجاه مجتمعه التي فرضها الله عليه. فالصوفية الحقة ظهرت في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية يقوم فيها اصحابها بالعبادة الخالصة لله والزهد في الدنيا بهدف احكام الرقابة على انفسهم من الانغماس في الترف الحضاري الذي بدأ في الامة الاسلامية بعد ا لفتوحات العظيمة.. ولقد كانت عقيدتهم صحيحة لله باتباع القرآن الكريم والسنة المطهرة وعملوا على تربية النفس ومحاولة الوصول بها الى معرفة الله تعالى... ولعل هذا الدور الذي كان يقوم به الصوفية في بداية عهدهم لاخلاف عليه وهو دور يمارسه كل المسلمين. ولكن عندما تفرعت الصوفية الى اشكال مختلفة حيث مارس البعض منهم الزهد الذي هو امر مطلوب في ديننا الى طرق فيها بعد عن الحق - فتعددت الطرق الروحية التي يتبعها علماء الصوفية للوصول الى الله سبحانه وتعالى واختلفوا في المنهج والممارسات والاسلوب فكان لكل شيخ طريقة واهداف وغايات واتباع وجنح بعضها عن اصل الدين خاصة بعد ان اختلف المسلمون وانشقوا وظهرت الفتن بعد عهد التابعين والصحابة, وهو الامر الذي عزز ابتعاد الصوفيين عن المجتمع طلبا لسلامة دينهم.. الا ان ابتعادهم هذا لم يساعدهم في ابقاء الدين نقيا بل ادخلهم في مفاهيم مختلفة عن اصول العبادة... حيث ان ظهورهم في البصرة والكوفة جعلهم يتأثرون بالفرس والفلسفة اليونانية.. فتشابهوا في افكار وحدة الوجود والحلول والاشراق والفيض, تبع ذلك ظهور طبقات للتصوف في القرن الثالث والرابع الهجري ولكل طبقة سمات ومسالك مما سبب في تفرقهم وتشتتها عن العقيدة الاصلية وعن بعضها البعض. ولقد عمل حجة الاسلام الشيخ ابوحامد الغزالي في القرن الخامس الهجري الى ارجاع التصوف الى أصوله الاسلامية التي وقعت تحت تأثير معتقدات فارسية خارجة عن الاسلام, فكان له دور بارز في تنقية الفكر الاسلامي من الفلسفة اليونانية التي اتبعها العديد من الفلاسفة العرب مثل ابن رشد وعمل على نصر مذهب السلف بقوله (الدليل على ان مذهب السلف هو الحق: ان نقيضه بدعة, والبدعة مذمومة وضلالة والخوض من جهة العوام في التأويل والخوض بهم من جهة العلماء بدعة مذمومة, وكان نقيضه هو الكف عن ذلك سنة محمودة). ( إلجام العوام عن علم الكلام - ص96) الا انه ابتداء من القرن السادس الهجري ظهرت الطرق الصوفية المتعددة المنسوبة لافراد. ولعل هذا الاختلاف الذي مرت به الصوفية وتعددية طرقها وبالتالي تعددية اتباعها هو المدخل الذي دخل عليه الغرب للاسلام لتفتيته وابعاده عن طريقه الصحيح. فعبر الغربيون عن اعجابهم بروحانية التصوف, بقيام الكثير من مستشرقيهم بدراسة الصوفية شرحا وتنظيرا وذلك لاسباب عدة واهمها الفراغ الروحي الذي اوجدته الكنيسة المسيحية من خلال ابتعادها عن الحياة اليومية والقيم في المجتمعات الغربية. ففقدان الروحانية في المسيحية الغربية خلال القرون الماضية جعلتهم يتطلعون الى روحانيات الشرق واسراره الخفية, فدرسوا اليوغا, والزن, والصوفية, وتوزم, والبوذية والهندوسية وكتبوا الكثير مما فهموه عنها. وظهرت هناك مدارس كثيرة, ومعلمون, وشيوخ طرق, وغوروز الذين توجهوا الى الغرب لنشر تعاليمهم مقابل الشهرة والمال خاصة في امريكا. وكان اهتمام الغرب سطحيا في فهم هذه الروحانيات التي يمتد تاريخها الى آلاف السنين, فظهرت كتابات كثيرة ومختصون ومُدربون على طرق التأمل والتركيز وانتشرت اليوغا واصبحت معروفة واخذت نمطها الغربي فابتعدت فيه عن جذورها وروحانياتها. فالاهتمام بالعالم الروحي في الغرب ظل سطحيا, لانهم ركزوا على دراسات جدلية تخاطب المنطق لا الوجدان, الا الاقلية الذين اعتنقوا هذه الديانات ومارسوها. كما ظهر اهتمامهم بالصوفية من خلال الترجمات الكثيرة لعلماء الصوفيين, وكثير من هذه الترجمات اعيدت ترجمتها لفقدانها الكثير من الروح التي كتبت فيها, فدرسوا الأدب الصوفي (الشعر, النثر) والموسيقى وترجموا مؤلفات لشعراء وعلماء مسلمين صوفيين مثل (حافظ, الرومي, ابن العربي, ابن الفارض, الغزالي) وظهرت اختلافات كثيرة في فهم حقيقة الصوفية من الغربيين, فالمستشرقون الانجليز مثلا ارادوا ابعاد حقيقة الصوفية عن النمط الاسلامي ليتناسب مع تصوراتهم عن الصوفية. وفي الوقت الحاضر وبعد (9-11) نجد ان المؤسسات الاكاديمية الغربية والمؤسسات الحكومية بدأت بالاهتمام أكثر وبشكل جدي بالصوفية وذلك للاسباب التالية: اولا: رغبة الغرب باظهار الجانب السلبي (الاستلامي) في بعض طرق الصوفية وهم بذلك يحققون هدفين: الهدف الاول: تغريبه عن أصوله الصحيحة لانهم يرون الاسلام الخالي من الشوائب هو القوة التي تعوق سيطرتهم على مصير الامة الاسلامية بمقدراتها, ويحاولون تأصيل الروح الاستسلامية المنهزمة في نفس المسلم. الهدف الثاني: هو اعطاء صورة سلبية للاسلام لدى غير المسلمين لتشويه صورته حتى لايدخلوا في الاسلام الصحيح, ويتبعوا (الاسلام الامريكي). وعمل الغرب على تحقيق ذلك من خلال قاعدة العولمة الامريكية فبدأوا بالالتفاف حول الجماعات المسلمة في المؤتمرات وبتمويل الابحاث الاسلامية التي تقدم صورة الاسلام وفق المنهجية الغربية وتكوين طليعة من رموز الاسلام لتكون رموزا مروضة وأليفة قابلة للتطويع الامريكي الغربي وان يتم تطويعها لخدمة الاهداف والمصالح الامريكية والعمل على ايجاد (الاسلام الامريكي) الذي ينادي بشعارات اسلامية داخل اطار الاهداف والسياسات الامريكية وبالتالي تطويع الفكر الاسلامي من خلال العولمة الامريكية وهو من اخطر الاساليب واشدها مكرا واقلها ظهوراً لنا. كما انها اقل تكلفة من شن الحروب المتتالية على البلدان الاسلامية. ثانيا: التقارب الفكري بين بعض الطرق الصوفية وبين الرهبانية المسيحية في بعض طرقها وفروعها, وبالتالي فان الغرب يرى ان تفعيلهم للصوفية بهذا الشكل سيكون امتدادا للتوجه نحو الرهبانية المسيحية. ثالثا: ميل بعض (منحرفي الصوفية) الى قبول ممارسات بعض طقوس الأديان المختلفة مثل البوذية والكونفشسية والهندوسية وغيرها, خاصة ان الكثير من هذه الأديان تتبع نفس السلوكيات الصوفية حتى وان لم تكن لها جذور اسلامية لانهم اتفقوا جميعا على ا نها وسيلة للتربية الروحية. رابعا: محاولة تعميق الصراع بين المسلمين من خلال مساعدة المنحرفين الصوفيين لمحاربة الفكر الاسلامي والعقيدة والشريعة الاسلامية وتثبيت هذا الفكر وتأصيله لانه يتوافق ومتطلبات الهيمنة الغربية الامريكية. وفي المقابل نجد ان الغرب يهاجم السلفية لانها تضع المنهج العملي لاسلوب التغيير الحالي بعد انحرافه, والرجوع به الى عصر النبوة والخلافة الراشدية عندما كان الاسلام هو القوة العظمى, وهم بذلك يحاولون قمع (العولمة الاسلامية) بل وقمع اي استراتيجيات وتنظيمات اسلامية, وابعادها عن المفهوم الاسلامي الصحيح الذي يعبر عن روح الاصالة لدى المسلم وفق هدي الدين الاسلامي الحنيف كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ومنهج السلف الصالح. ولقد حاول الغرب اطلاق لفظ (الأصولية الاسلامية) وهو مصطلح غير اسلامي ليرسخوا في اذهاننا تطابق خصائص من يُطلق عليهم (الاصوليين الاسلاميين) مع مصطلح (الأصوليين الغربيين Fundamentalismz الذي يعني الاعتراف بالذات وعدم الاعتراف بالآخرين.. فالأصولية الغربية هي مصطلح سياسي ولقد عرّفه قاموس لاروس الصغير سنة 1966م بالتالي: (الأصولية: هي موقف اولئك الذين يرفضون تكييف العقيدة مع الظروف الجديدة) وهو الامر الذي يتنافى مع (شخصية المسلم السلفي) حيث ان السلفية تدعو الى عدم العصبية ولا تفضيل فيها لمسلم على مسلم بأي جنسية وبأن (المسلمين اخوة). بل ان الاسلام النقي السلفي لايهدف الى العنف ضد الآخرين, ولكن المسلمين بحكم الاحتلال الصهيوني الامريكي نجدهم يدافعون عن اوطانهم ويواجهون من يحاول اذلالهم وقهرهم وتغريب اسلامهم والغاء حرياتهم. والاسلام وفق منهج السلف لم يكن منغلقا بل انه دين يؤمن بالحوار, والتاريخ الاسلامي خير شاهد على ذلك حيث حاور الاسلام المنافقين والمشركين واهل الكتاب. فالمسلمون السلفيون يؤمنون بأن الاسلام الذي هو (شرع الله) ليس محدودا بزمان, او مكان, فالله عز وجل عندما انزل لنا الشريعة الاسلامية من خلال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أوجدها صالحة للبقاء في مختلف العصور ولكن سوء التطبيق منا كمسلمين هو الذي خلق الثغرات التي دخل من خلالها اعداؤنا لتدمير الاسلام. ولمزيد من التفكك وترسيخ المفاهيم الخاطئة اطلق الغربيون مصطلحات شاذة بدأ المسلمون بتكرارها وترديدها فظهر: مصطلح (الوهابية) و(التقليديون و (الإرهاب الإسلامي) و (الأصولية الإسلامية) و(الاسلام الثقافي) و(الاسلام الكلاسيكي) وشوهوا بذلك صورة المسلمين من خلال المؤسسات الاعلامية الغربية. بالتعاون مع بعض المؤسسات الاسلامية في الغرب وبعض الدول الاسلامية. ولو تمعنا في الكتابات والدراسات الغربية لفهمنا اسباب حقدها وكرهها للاسلام الحقيقي, فهم في كتاباتهم يدعون الى الحذر وقمع اي شكل من اشكال الصحوة الاسلامية في العالم الاسلامي لانهم يرون ان التقدم والانتصار الاسلامي يشكل خطرا على المصالح الغربية السياسية والاقتصادية في افريقيا وآسيا والدول العربية. فدعوا الى الحد من المد الاسلامي, ومن ذلك محاربتهم لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لانها ركزت على فكرة التوحيد ونزهت العبادة من البدع. فهي الحركة التي قامت بالدفع الايجابي لتكوين طليعة من دعاة الاصلاح في العالم الاسلامي ونتج عن ذلك قدرتهم على مواجهة الاستعمار, ولان اعداءنا لا يريدون ظهور مثل هذه الحركات الاصلاحية فبدأوا بضربها من خلال اتهامها بالارهاب, علما بأن موجة الارهاب التي عمت العالم ومست وطننا نبعت بالأصل كردة فعل للسياسة الامريكية, ثم استغلت لزعزعة الامن في بلادنا. وبذلك اختلط الامر على الكثيرين وبدأت الامور بالتشابك وانعدمت رؤية الحقيقة, لانهم استخدموا وسائل اخرى لغزونا كتشتيتنا فكريا وتشكيكنا في بعضنا البعض للقضاء على المسلمين بيد المسلمين انفسهم والعمل على تصفية حقيقة ومنبع الاسلام وهذا مانشاهده الان يحدث على كل الجبهات وفي كل الاتجاهات.. وهو الأمر الذي يتطلب منا ان نواجه اعداءنا بالسلاح الذي يخشونه.. وهو عقيدتنا والعمل على تصفيتها مما ألحق بها من الشوائب, وان نرجع باسلامنا لمنبعه الاصلي وهو الكتاب والسنة ليكون اعتقادنا على أسس سليمة وعن علم واتباع لا عن تقليد وبدع.. فالواجب يُحتم على علماء الصوفية الآن ان يقوموا بمواجهة اعداء الامة الاسلامية وان يمنعوا من يحاول استغلالها وتشويهها واستخدامها في تحريف الاسلام وتدمير عقيدتنا وامتنا الاسلامية, على ان تقوم منظمة المؤتمر الاسلامي بتكثيف جهودها في مواجهة هذا المد الفكري الغربي الذي يطول عقيدتنا بدعوة جميع علماء المسلمين في العالم الاسلامي للتضامن ونشر الدعوة الاسلامية الخالصة من الشوائب ليكون ردنا عليهم بالحوار وتأصيل الفكر الاسلامي, وتنظيم مؤتمر لعلماء المسلمين لتحديد المصطلحات الاسلامية التي تتفق مع الفكر والثقافة الاسلامية بدلا من المصطلحات الغربية التي فرضت علينا لتطويعنا لارادتهم بمسح ذاكرة المسلمين وفق جدول زمني محدد لم يبق منه الا القليل لفرضه على أرض الواقع.
صحيفة عكاظ الثلاثاء 14 ذو القعدة
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2004/1/6/Art_62375.XML
06-01-04, 05:09 PM
العرض العادي
