بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: قبر نوح عليه السلام: وهو قبر مشهور بالكرك (والكرك قرية كبيرة قرب بعلبك) والعجيب أن هذا القبر لم يظهر إلا في القرن السابع، أي أنه لم يقل أحد قبل هذا أن هذا القبر هو قبر نوح عليه السلام، يقول شيخ الإسلام: وهو قول باطل محال لم يقل أحد ممن له علم ومعرفة أن هذا قبر نوح ولا كان لهذا القبر ذكر ولا خبر أصلا. ويقول: وقد حدثني جيران القبر الذي بجبل لبنان بالبقاع الذي يقال أنه قبر نوح ... وأصله أنهم شموا من القبر رائحة طيبة ووجدوا عظاماً كبيرة فقالوا هذه تدل على كبير خلق البنية فقالوا بطريق الظن هذا قبر نوح، وكان بالبقعة موتى كثيرون من جنس هؤلاء. (مجموع الفتاوى)
ثانياً: قبر هود عليه السلام: يزعم جهلاء القوم أن قبر هود عليه السلام بجامع دمشق!! وهو كذب باتفاق أهل العلم، فإن هوداً عليه السلام لم يجئ إلى الشام بل بعث باليمن وهاجر إلى مكة فقيل إنه مات باليمن وقيل إنه مات بمكة. (اقتضاء الصراط المستقيم)
ثالثاً: قبور الأنبياء يونس وإلياس وشعيب وزكريا عليهم السلام: فقد سئل عنها شيخ الإسلام فقال: لا تُعرف. (مجموع الفتاوى)
رابعاً: قبر أبي بن كعب رضي الله عنه في دمشق: والناس متفقون على أن أبي بن كعب مات بالمدينة. (اقتضاء الصراد المستقيم)
خامساً: قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بظاهر النجف: فإن المعروف عند أهل العلم أن عليا رضي الله عنه دفن بقصر الإمارة بالكوفة، ودفن بالقصر خوفاً عليه من الخوارج أن ينبشوا قبره رضي الله عنه، وأما الذي بالنجف فلم يكن أحد يذكر أنه قبر علي ولا يقصده أحد أكثر من ثلاثمائة سنة.
سادساً: قبر عبد الله بن عمر رضي الله عنه في الجزيرة: (والجزيرة هي جزيرة ابن عمر بلدة فوق الموصل) والناس متفقون على أن عبد الله بن عمر مات بمكة عام قتل ابن الزبير وأوصى أن يدفن في الحل لكونه من المهاجرين فشق عليهم ذلك فدفنوه بأعلى مكة. (سير أعلام النبلاء)
سابعاً: قبر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: الذي بظاهر حِرَّان (حران مدينة من جزيرة أقور وهي على طريق الموصل والشام) والناس متفقون على أن جابراً توفي بالمدينة النبوية وهو آخر من مات من الصحابة بها رضي الله عنهم أجمعين.
ثامناً: قبر ينسب إلى أم كلثوم ورقية بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقد اتفق الناس على أنهما ماتتا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة تحت عثمان رضي الله عنه.
تاسعاً: قبر ينسب لأم سلمة أو أم حبيبة في دمشق: وهو كذب بلا خلاف لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توفين بالمدينة.
عاشراً: مشهد الرأس الذي بالقاهرة: فإن المصنفين في مقتل الحسين رضي الله عنه، اتفقوا على أن الرأس ليس بمصر ويعلمون أن هذا كذب، وأصل هذه الكذبة: أنهم زعموا أن رأس الحسين كان بعسقلان ثم نقل للقاهرة، وهذا كذب. ويكفي أن تعلم أن المشهد المزعوم الذي في عسقلان بني سنة خمسمائة وأربعين وشيء، أي بعد مقتل الحسين بأكثر من أربعمائة وثلاثين سنة، ثم يزعمون أنهم نقلوا الرأس من عسقلان إلى القاهرة بعد أكثر من خمسمائة سنة من مقتل الحسين رضي الله عنه.
حادي عشر: قبر علي بن الحسين رضي الله عنهما الذي بمصر: فإنه كذب قطعاً فإن عليا بن الحسين توفي في المدينة بإجماع الناس ودفن في البقيع.
ثاني عشر: قبر أويس القرني غربي دمشق: وهو كذب ولم يقل أحد من أهل العلم أنه مات بدمشق، فإن أويساً قدم من اليمن إلى أرض العراق، فأما الشام فلم يقدم إليها فضلاً عن أن يموت بها.
وكذلك كثير من قبور الأنبياء والصالحين إنما هي مزعومة باطلة وضعها أعداء الإسلام ليضحكوا بها على السذج ويأكلوا أموالهم باسم النذور والكفارات والتي كلها تذهب في جيوب الدجالين.
وكثير من المسلمين اليوم باسم الدين يفعلون ما يفعلون من الشرك عند هذه القبور وغيرها، ويكفي المسلم أن يعلم ما فعله الصحابة بقبر دانيال وكيف أخفوه عن الناس سداً للذريعة من الوقوع فيما وقعوا فيه اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله.