السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الزميل : K.a.m.a.l : -
..........................................قبس1425 أهلا وسهلا بك
وقبل كل شي ء أرجو ألا تدافع عن باطل وأنت تعلم أنه باطل واتبع الحق وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم تسعد سعادة لا تشقى بعدها أبدا
واعذرني زميلي العزيز فكلامك لا يصلح ولا حتى في درس التعبير .... ويبدو أنكم تخلطون بين التعبير والتوحيد .....
التوحيد .. يا زميلنا هداك الله .. وأماتك على الإسلام والإيمان ... لابد فيه من دليل صريح من القرآن أو من السنة أو منهما معا ... وإلا فتوقف ولا تتكلم
وللظن الحسن بك قد يكون القصد من كلامك تنزيه الله وهذا جميل لكن لابد أيضا من الدليل ...
الجواب :
............ أولاً : - اشكر لك حسن ظنك بي ، و ارجوا من الله تعالى أن يجعلنا جميعا من الذين يستمعون القول و يتبعون احسنه .
............ أما ثانياً : - فإن التوحيد هو من الأمور الخاصة بالعقيدة ، فلا يمكن الأعتماد على النقل من غير العقل ، و لا على العقل من غير النقل ، بل كلاهما معاً .
فإن الله تعالى أول ما أرسل الرسل ، طلب من الناس أن يعتمدوا على عقولهم لتصديق الرسل ، مثلاً قال تعالى قال تعالى { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } و قال تعالى { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } .
و لو اعتمد على النقل ، لكان لكل نقله الخاص به ، فالنصارا لهم نقل خاص بهم و اليهود لهم نقل آخر و هكذا .
............ ثالثاً :- توجد هناك أمور لا نعرفها إلا بالنقل مثل عدد ركعات الصلاة و مثل صفات الله تعالى ، فيكون النقل هو الحاكم .
و توجد هناك أمور نعرفها بالعقل مثل عدم اجتماع النقيضين ، و أن لكل أثر مؤثر و هكذا ، فيكون العقل هو الحاكم .
و لا يمكن أن يأتي نقل صحيح يخالف العقل السليم . و إذا جاء ما يخالف فلا بد له من تأويل . كما قلنا في قضية قوله تعالى { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} ::::: فإذا لم نقم بتأويله فإنه يحصل الحرج .
............ رابعاً : - أنت ذهبت مع الذين فسروا قوله تعالى { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } يعني النظر بالعين . و لكن هناك من يخالف هذا الرأي و من السنة أيضاً فلماذا تركته ؟
لحظ معي أن كلمة ( ناظرة ) ذكرت في القرآن في موضعين في سورة النمل آية 35 ، و في سورو القيامة آية 23 .
قال تعالى في سورة النمل { وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ }
في تفسير القرطبي : - قوله تعالى { فَنَاظِرَةٌ } فَنَاظِرَة " أَيْ مُنْتَظِرَة
-----------------.:::::::::::::::::::::::::::::::::::::---------------
و قال تعالى في سورو القيامة { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
في تفسير الطبري:- اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : أَنَّهَا تَنْظُر إِلَى رَبّهَا .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : أَنَّهَا تَنْتَظِر الثَّوَاب مِنْ رَبّهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
27629 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا عُمَر بْن عُبَيْد , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { وُجُوه يَوْمئِذٍ نَاضِرَة إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة } قَالَ : تَنْتَظِر مِنْهُ الثَّوَاب *- قَالَ ثنا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة } قَالَ : تَنْتَظِر الثَّوَاب مِنْ رَبّهَا . * - حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة } قَالَ : تَنْتَظِر الثَّوَاب . * - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور عَنْ مُجَاهِد { إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة } قَالَ : تَنْتَظِر الثَّوَاب مِنْ رَبّهَا , لَا يَرَاهُ مِنْ خَلْقه شَيْء . 27630 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن إِبْرَاهِيم الْمَسْعُودِيّ , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدّه , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ مُجَاهِد { وُجُوه يَوْمئِذٍ نَاضِرَة } قَالَ : نَضِرَة مِنْ النَّعِيم { إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة } قَالَ : تَنْتَظِر رِزْقه وَفَضْله.
27632 - قَالَ ثنا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله { إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة } قَالَ : تَنْتَظِر مِنْ رَبّهَا مَا أَمَرَ لَهَا . 27633 - حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّاب الْحَسَّانِيّ , قَالَ : ثنا مَالِك , عَنْ سُفْيَان , قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد , عَنْ أَبِي صَالِح , فِي قَوْله : { وُجُوه يَوْمئِذٍ نَاضِرَة إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة } قَالَ : تَنْتَظِر الثَّوَاب .
............ و أخيراً : - أن القرآن نفسع الذي اخذت من قوله تعالى { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } ، نفسه القرآن توجد به آيات تنفي الرؤيا و هي قوله تعالى { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } و قوله تعالى { قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي } .