ومن المؤسف أن دراسة التراث الصوفي في العالم، حتى اليوم، يغلب عليه الجانب الفلسفي.
وقالوا أيضا "الصوفي ابن وقته"
وما أجدرنا أن ندخل في برامج مدارسنا هذا التوجه، فلا نقتصر على دراسة مأساة الحلاج وقلق الغزالي وفتوح ابن عربي والشعر الجميل للرومي
بل ندرس إلى جانب هذا كله مشارب عدة، كمشرب أبي العباس السبتي دفين مراكش وهو الذي أدار مذهبه على التضامن، يأخذ من هذا ليعطي لذاك، وقد أثار سلوكه إعجاب الفيلسوف ابن رشد ، فأرسل إليه من يتحرى أحواله من الأندلس. فلما رجع المتحري إليه بتقرير قال ابن رشد: "هذا رجل يعتقد أن الوجود ينفعل بالجود، وهذا مذهب القدماء".
يقصد فلاسفة اليونان قبل سقراط.
وليس معنى هذا الاقتصار على الأدوار الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وليس معناه أن متصوفة المغرب كانوا قصيري الباع في المعرفة، بل إن العكس هو الصحيح. يشهد بذلك عطاؤهم بواسطة عدد من الأعلام الذين طبقت شهرتهم الآفاق.
وفي هذا الصدد يذكر ابن الزيات التادلي أن رجلا من هؤلاء المتحققين قال: "غلبت في ابتداء أمري، أي غلبه شهود انفراد الواحد بالأحدية" قال:" فإن تكلمت هلكت وإن سكتت هلكت. فذهبت إلى بلاد العجم فأتكلم بتلك الأشياء فلا يفهمونها لعجميتهم، فلما سكن ذلك عني عدت إلى الناس". هذا مثال بسيط ولكنه يفيد أن مأساة أبي الحسين الحلاج كانت في الحقيقة قضية انزياح لغوي قبل كل شيء.
المصدر: موقع وزارة الاوقاف والشؤون الدينية - المملكة المغربية
----------------------
ننبه العضو الصوفي مرة أخرى بألا يضع مواضيع صوفية في موقعنا فلديه مواقع صوفية تشجع ما نشره.
ولقد تركت بعض مشاركته هنا ليرى الأخوة ما بين السطور:
فالقوم يؤمنون بوحدة الوجود ، ويمجدون الحلاج وابن الرومي وغيرهم من ضلال الصوفية.