[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم[/ALIGN]
ماذا تعني الله الله الله الله الله ؟؟؟
نقصد فيها مناداة الله ، فمعناها إذاً يا الله يا الله يا الله
و هي ليست أفضل الأذكار ، بل أفضل الذكر لا إله إلا الله كما ورد عن الحبيب محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم.
و نحن نشغل أنفسنا بذكر الله تهليلاً و تسبيحاً و تحميداً و لكن نختلي مع الله جلسة في الصباح و جلسة في المساء نناجيه فيها و نستشعر فيها بعظمته و حنانه و حلمه من خلال مناداته باسمه قائلين بتفكر ... الله.... الله .... الله
أدلة من القرآن مع ذكر أقوال المفسرين:
1-
قال تعالى: (( قل ادعو الله أو ادعو الرحمن أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى ))
2-
قال تعالى: (( قد افلح من تزكى * و ذكر اسم ربه فصلى ))
قال البيضاوي:
وذكر اسم ربه: بقلبه ولسانه فصلى كقوله : أقم الصلاة لذكري ويجوز أن يراد بالذكر تكبيرة التحريم ، وقيل تزكى تصدق للفطر وذكر اسم ربه كبره يوم العيد فصلى صلاته .
و في تفسير فتح القدير:
وذكر اسم ربه فصلى: قيل المعنى: ذكر اسم ربه بالخوف فعبده وصلى له، وقيل ذكر اسم ربه بلسانه فصلى: أي فأقام الصلوات الخمس ...
3-
قال تعالى: (( و اذكر اسم ربك بكرة و أصيلاً ))
قال القرطبي في تفسير هذه الآية:
يقول تعالى ذكره : واذكر يا محمد اسم ربك فادعه به وتبتل إليه تبتيلا يقول : وانقطع إليه انقطاعاً لحوائجك وعبادتك دون سائر الأشياء غيره ،
و في تفسير فتح القدير:
واذكر اسم ربك أي ادعه بأسمائه الحسنى، وقيل اقرأ باسم ربك في ابتداء صلاتك، وقيل اذكر اسم ربك في وعده ووعيده لتوفر على طاعته وتبعد عن معصيته، وقيل المعنى: دم على ذكر ربك ليلاً ونهاراً واستكثر من ذلك.
و قال البغوي:
واذكر اسم ربك ، بالتوحيد والتعظيم،
4-
طريقة ذكر اسم الله كانت على زمن كل المفسرين رضي الله عنهم ، و لو كانت بدعة أو حراماً حقاً للمحوا إلى ذلك أثناء تفسير الآيات.
أدلة من الأحاديث:
1-
روى الإمام مسلم في صحيحه, في باب: ذهاب الإيمان آخر الزمان (1/131) عن سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله . فأنا أريد ان أقول الله الله فهل خالفت!!!!!!!
2-
وروى مسلم أيضا في الصحيح (1/131) عن سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله. حاضر يا رسول الله ... ها أنذا أقول ... الله الله حتى لا تقوم الساعة علي.
ورواه أحمد في المسند (3/259,201,107), و الترمذي في السنن (4/492)، وابن حبان في الصحيح (15/263), وأبوعوانة في مسنده (1/94-95), وأبو يعلى في مسنده (6/234), و الحاكم في مستدركه (4/539،540) وغيرهم.
وبهذا الحديث الصحيح الصريح ولاسيما اللفظ الثاني (لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله) يتضح بطلان كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى القائل فيه: فأما ذكر (الاسم المفرد) فلم يشرع بحال، و ليس في الأدلة الشرعية مايدل على استحبابه.اهـ
أدلة من آثار الصحابة:
1-
في الجامع للإمام معمر بن راشد (11/234) الملحق بمصنف الإمام عبدالرزاق ما نصه: أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني قال: كنت عند سعيد بن المسيب فذكر بلالا –رضي الله تعالى عنه- فقال: كان شحيحا على دينه و كان يعذب في الله عز وجل، و كان يعذب على دينه فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله الله. وذكر بقية الحديث في شراء سيدنا أبي بكر سيدنا بلالا رضي الله تعالى عنهما. ورواه ابن عبدالبر في الاستيعاب (1/181) من طريق عبدالرزاق به.
2-
وروى ابن أبي شيبة في المصنف (6/396), (7/338,337,13), و أحمد في المسند (1/404)، (2/420)، و ابن ماجه في السنن (1/53), و ابن حبان في الصحيح (15/558)، والحاكم في المستدرك (3/320), و أبو نعيم في الحلية (1/149,148), والبيهقي في السنن الكبرى(8/209) و غيرهم قول سيدنا بلال رضي الله تعالى عنه –حين كان يعذبه المشركون- فكان يقول: (أحد أحد).
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.أهـ
و قال الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (1/23) ما نصه: هذا إسناد رجاله ثقات.أهـ
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (1/348) بعد أن أورد كلام سيدنا بلال رضي الله تعالى عنه –كما أورده في غير هذا الموضع-, قال الحافظ الذهبي ما نصه: وله إسناد آخر صحيح.أهـ.قلت: هذا القول مشهور شهرة تغني عن إسناده. فهذا أيضا قد ثبت ما نفاه العلامة ابن تيمية رحمه الله نفيا قاطعا.
أدلة من الأدعية المأثورة:
1-
18367- كان رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا راعه شيء قال: الله الله الله ربي لا شريك له. (ن عن ثوبان). كنز العمال.
2-
واخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابي جعفر قال: كان علي بن حسين يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا ختم القران حمد الله بمحامده وهو قائم، ثم يقول: "الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق السموات والارض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذي كفروا بربهم يعدلون .... الله الله الله اكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة واصيلا والحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب .... ". من كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
أقوال العلماء:
1-
قال العلامة المحدث المناوي شارحاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه" [أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه]: (... وليس للمسافر إلى الله في سلوكه أنفع من الذكر المفرد القاطع من الأفئدة الأغيارَ، وهو [الله] ....) ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" للعلامة المناوي ج2/ص309].
2-
وقال الإمام الجنيد رحمه الله (الذي أثنى عليه ابن تيمية) : (ذاكر هذا الاسم [الله] ذاهب عن نفسه، متصل بربه، قائم بأداء حقه، ناظرٌ إليه بقلبه، قد أحرقت أنوار الشهود صفات بشريته) ["نور التحقيق" ص174].
3-
قال أبو العباس المرسي رحمه الله: (ليكن ذكرك [الله، الله]، فإن هذا الاسم سلطان الأسماء، وله بساط وثمرة، فبساطه العلم، وثمرته النور، فينبغي الإكثار من ذكره، لتضمنه جميع ما في [لا اله إلا الله] من العقائد والعلوم والآداب والحقائق... إلخ) ["نور التحقيق" ص 174].
4-
قال العارف بالله ابن عجيبة: (فالاسم المفرد[الله] هو سلطان الأسماء، وهو اسم الله الأعظم، ولا يزال المريد يذكره بلسانه ويهتز به حتى يمتزج بلحمه ودمه، وتسري أنواره في كلياته وجزئياته... إلى أن قال: فينتقل الذكر إلى القلب ثم إلى الروح ثم إلى السر، فحينئذ يخرس اللسان ويصل إلى الشهود (المراقبة)) ["تجريد ابن عجيبة على شرح متن الأجرومية" ص15].
الإجماع:
لم يقل جمع من علماء السلف الصالح أن ذكر اسم الله بدعة أو حرام ... الا ابن تيمية و ابن القيم الجوزية رحمهما الله. و لو كان ذكر اسم الله بدعة حقاً لنوه إلى ذلك جمع من العلماء ...
و هنا نسأل ... لماذا لم ينتبه أحد إلى هذا إلا ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله ؟؟؟ و لماذا لا يحرم أحد من المسلمين قاطبة ذكر اسم الله إلا أتباع ابن تيمية رحمه الله ؟؟؟ و بما أن العلماء لم يجمعوا على تحريم أو تبديع شيء ما فمعنى ذلك أن هذا الشيء مبـــــــــــــــــاح.
إن لم يقتنع السلفي أنها مشروعة ... و أصر على أنها بدعة ، فهي بدعة حسنة قياساً على ما يلي:
1-
حديث رفاعة الزرقي "كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركوع وقال سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه ربنا لك الحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاته قال: من المتكلم آنفا؟ قال: أنا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا" رواه البخاري.
قال الحافظ ابن حجرفي الفتح في شرح هذا الحديث: "واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور" ا.هـ.
2-
قال النووي في روضة الطالبين في دعاء القنوت ما نصه: "هذا هو المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد العلماء فيه: "ولا يَعِزُّ من عاديت" قبل: "تباركت وتعاليت" وبعده: "فلك الحمد على ما قضيت أستغفرك وأتوب إليك". قلت: قال أصحابنا: "لا بأس بهذه الزيادة". وقال أبو حامد والبَنْدَنِيجيُّ وءاخرون: مستحبة" ا.هـ. كلام النووي.
3-
يقول الحافظ السيوطي رحمه الله: ((ولا يجوز أن يقال : كل شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم سواء وافق شرعه أم خالفه فهو مردود ، لا ، بل لا بد من التفصيل))
4-
وروى أبو داود عن عبد الله بن عمر أنه كان يزيد في التشهد: "وحده لا شريك له"، ويقول: "أنا زدتها" ا.هـ.
5-
بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " سلوه لأي شيء يصنع ذلك " فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخبروه أن الله يحبه". رواه مسلم
يشير هذه الحديث إلى مدى الفهم العميق الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن والشريعة . فإن إكثار الصحابي لتلاوة قل هو الله أحد حتى في كل ركعة لحبه تلك السورة كان أمرا جديدا محدثا لم يسبقه أحد بذلك لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غيره من الصحابة فهو بدعة لكن تلك البدعة كانت بدعة حسنة لا بسبب تقرير وموافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم له لأن ذلك حدث فيما بعد ولكن بسبب أن تلك البدعة تتماشى مع روح الدين في تعظيم الله وتقديسه وحبه وحب الآيات من القرآن التي تعظم صفاته . ثم بعد ذلك جاء الحديث الشريف هذا في إقرار ما قام به الصحابي واعتبار فعله سنة يجازى بها بحب الله تعالى له.
إن كان الأخ السلفي لا يزال مصراً أن ذكر اسم الله بدعة و ضلالة فعليه أن يعطينا أدلة تبين ((( تحريم ))) ذكر اسم الله:
1- من القرآن
2- من الحديث
3- من آثار الصحابة
4- من الأدعية المأثورة
5- من أقوال العلماء
6- الإجماع
تماماً كما بينت و أعطيتكم الأدلة. هذا و الله تعالى أعلم.
مع خالص حبي و تقديري