الاعتقادات في دين الإمامية - الشيخ الصدوق - الصفحة ١٠٧
(٣٩) (باب الاعتقاد في التقية) قال الشيخ - رحمه الله -: اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة (١).
وقيل للصادق - عليه السلام -: يا ابن رسول الله، إنا نرى في المسجد رجلا يعلن بسب أعدائكم ويسميهم. فقال: (ما له - لعنه الله - يعرض بنا).
وقال الله تعالى: ﴿ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم﴾ (2).
قال الصادق - عليه السلام - في تفسير هذه الآية: (لا تسبوهم فإنهم (3) يسبون عليكم) (4).
وقال - عليه السلام -: (من سب ولي الله فقد سب الله).
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (من سبك - يا علي - فقد سبني، ومن سبني فقد
(١) العبارة في م: كان كمن ترك الصلاة.
(٢) الأنعام ٦: 108.
(3) أثبتناها من ر، وهامش م. وفي بعض النسخ: فلانهم فيسبوا عليكم.
(4) في م زيادة: فلما نزلت الآية، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا تسبوا عليا، فإن ذاته ممسوس بذات الله).
(١٠٧)
---
العجيب ان التقية والتي تركها بمنزلة ترك الصلاة كما يقول الصدوق ) هي سبب اختلاف اخبارهم وتناقض مروياتهم كما قال البحراني
الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ١ - الصفحة ٨
فقال: ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد فوضه إلينا).
ولعلك بمعونة ذلك تعلم أن الترجيح بين الأخبار بالتقية - بعد العرض على الكتاب العزيز - أقوى المرجحات. فإن جل الاختلاف الواقع في أخبارنا بل كله عند التأمل والتحقيق إنما نشأ من التقية (1) ومن هنا دخلت الشبهة على جمهور متأخري أصحابنا رضوان الله عليهم، فظنوا أن هذا الاختلاف إنما نشأ من دس أخبار الكذب في أخبارنا، فوضعوا هذا الاصطلاح ليميزوا به صحيحها عن سقيمها وغثها من سمينها، وقوى الشبهة فيما ذهبوا إليه شيئان: (أحدهما) رواية مخالف المذهب وظاهر الفسق والمشهور بالكذب من فطحي وواقفي وزيدي وعامي وكذاب وغال ونحوهم.
و (ثانيهما) ما ورد عنهم عليهم السلام من أن لكل رجل منا رجلا يكذب عليه وأمثاله مما يدل على دس بعض الأخبار الكاذبة في أحاديثهم عليهم السلام، ولم يتفطنوا نور الله ضرائحهم إلى أن هذه الأحاديث التي بأيدينا إنما وصلت بعد أن سهرت