مجلة "فوربس" الاقتصادية تنشر تحقيق عن الخمس ومليارات المعممين باسم
Millionaire Mullahs
المقال طويل (وللتنبيه, هو من عام 2003).. لكن مما جاء فيه..
*اجمالي الناتج المحلي للفرد 1800 دولار سنويا, ومعدل التضخم 25%.
*أسهل طريقة للثراء هو عن طريق شراء ريالات ايرانية (التومان = عشرة ريالات ايرانية) حيث يمكن الاستيراد بالدولار 1750 ريال من الخارج, ثم البيع في الداخل بسعر السوق, 8000! لكن فقط ان كان لديك العلاقات الكافية لفعل ذلك. ويقدر اقتصادي ايراني قيمة هذه التجارة ب 3 الى 5 مليار دولار سنويا. (والرقم كبير بالنسبة لايران).
والنصيب الأكبر من هذه الارباح ذهبت الى 50 عائلة, اهمها من عشيرة يهودية اسلمت قبل عدة اجيال, تسمى الاسجرولادية.
أسد الله الاسجرولادي, كان يصدر المواد الغذائية والآن تقدر ثروته ب 400 مليون دولار. وذلك بمساعدة أخيه حبيب الله الاسجرولادي, الذي كان وزيرا للتجارة بالثمانينات, مما ساعد أخيه على الحصول على الرخص.
* عند تولي الخميني الحكم, تم نزع ملكية عقارات "المرتدين" (طبعا بدون تثمين).. لاعادة توزيعها بانشاء مراكز صحية الخ. وهي تسمى "البونياد" أو البونيادات, وتشكل 10-20% من اجمالي الناتج المحلي... والى عهد قريب لا يشرف عليها البنك المركزي ولا وزارة المالية أو أي جهة حكومية. كلها تحت السيطرة والادارة المباشرة من خامنئي ومعفية تماما من الضرائب.
ومقابل ال الخمس, أو ال 20% التي تؤخذ من الناس لتعطى كعمل خيري للمساجد المحلية حتى تذهب للفقراء, البونياد أصبح وسيلة لترهيب وترغيب التجار بدفع الأموال لصاحبها. وتقريبا كل مدينة رئيسية يوجد بها بها بونيادات مرتبطة بمعممين محليين. (هل الكوراني يدير واحدة؟) .
ويقول أحد الاقتصاديين الايرانيين" يشتكي اصحاب المحلات الصغيرة من أنهم ان بدأوا في كسب المال, يأتي احد كبار المعممين ويطلب منه دفع صدقة لدعم الخير. وان رفضت, تتهم في دينك, وسيأتي شهود زور لاتهامك باهانة الرسول ثم ترمى في السجن."
ثاني أكبر مؤسسة مالية بعد شركة النفط المملوكة من الحكومة, هي جهة خيرية تسمى "مؤسسة المستضعفين ومعاقي الحروب" Mostazafan & Jambazan Foundation . والى عهد قريب, السائق محسن رفيق دوست, بائع الخضار الذي اختير لقيادة سيارة الخميني عند عودته من باريس وأصبح وزيرا للحرس الثوري, ترأس ايضا هذه المؤسسة. وهي توظف ما يقارب 400,000 شخص, وتمتلك أصولا بقيمة 10 مليار دولار.
نظريا, مؤسسة المستضعفين هذه هي مؤسسة للضمان الاجتماعي. وبحلول 1996, أصبحت تستلم أموال من الحكومة لدفع أموال الضمان. لكن المسؤوليات الاجتماعية هذه جميعها ستلغى قريبا, لتصبح عبارة عن تكتل تجاري بحت. مملوكة لمن بالضبط؟ هذا غير واضح. ولماذا تبقى المؤسسة أصلا؟ "لا اعرف, اسأل رفيق دوست" يقول عباس مالكي, مستشار رفسنجاني للسياسة الخارجية.
ويقول رجل اعمال ايراني, أن مؤسسات كمؤسسة المستضعفين, أصبحت مصدر مهم للسيولة. وتذهب الى اتباع المعممين, والآلاف من الناس الذين يركبون الباصات للذهاب الى "مظاهرات دينية" في طهران أو بلطجية حزب الله الذي يعتدون بالضرب على الطلاب (المتظاهرين). كما أنها تخدم ماليا من يدير المؤسسة كمصدر مهم للكاش.
ويقول رجل الاعمال هذا, انه عندما يريد رجل اعمال أجنبي الاستثمار, فهو يذهب الى مدير هذه المؤسسة ليخبره بتفاصيل استثماره. فيقول المدير "حسنا وافقت, اذهب الى مدير الاعمال لمناقشة التفاصيل". ومدير الاعمال بدوره يقول له "لدينا هنا اقتصادان, اقتصاد رسمي, واقتصاد غير رسمي, ويجب ان تكون جزء من الاقتصاد الغير رسمي حتى تتمكن من النجاح. لذلك يجب عليك ان تودع هذا المبلغ في حساب خارجي, حتى يمكن للصفقة ان تتم."
اليوم, رفيق دوست يرأس مؤسسة النور, التي تمتلك مجمعات سكنية, اضافة الى دخل 200 مليون دولار من استيراد الادوية, السكر, ومواد البناء. لكن رفيق دوست سرعان من ينكر ثراءه بالقول "أنا رجل عادي, وبثروة عادية", ثم يعدل جلسته لتصبح كجلسة نابليون "لكن ان تم تهديد الاسلام, سأصبح كبيرا مرة أخرى".
معنى هذا انه لديه قدرة على الوصول الى احتياطات بأموال سرية عندما تستدعي الحاجة. وربما هذا ما كان يقصده رفسنجاني عندما اعلن أنه "يجب ان يكون لدينا احتياطات مالية كبيرة."
المؤسسات الايرانية لها قوانين خاصة بها, وأكبر جهة "خيرية" (على الأقل من ناحية امتلاك الأصول العقارية) هي مؤسسة الروضة والتي تعنى بالاهتمام بمرقد الامام الرضا - الامام الثامن عند الشيعة- بمدينة مشهد بالشمال الايراني. ويديرها (معمم) متشدد باسم آية الله فائز الطبسي الذي يتجنب الظهور الاعلامي, الا عندما يريد التحريض لقتل "مرتد" أو اي معارض للنظام الديني هناك.
مؤسسة الروضة تمتلك عقارات في كل انحاء ايران, من فنادق, مصانع, مزارع, ومحاجر. ويستحيل تقدير قيمة ممتلكات المؤسسة لأنها غير معلنة. لكن يقدر اقتصاديون ايرانيون يتحدثون عن أصول بقيمة 15 مليار دولار. كما أنهم يستلمون أموال يدفعها زوار المرقد بسخاء عند حجهم اليه كل سنة.
فأين تذهب هذه الأموال؟ بكل تأكيد ليس فقط لصيانة المساجد والمكتبات والمقابر والمدارس. ففي العقود الماضية تم زيادة املاكهم من العقارات وتم تأسيس بنوك استثمارية وايضا ذهب لتمويل صفقات تجارية كبيرة في الخارج.
والقوة الدافعة للتوجه التجاري لمؤسسة الروضة, تأتي من ابن آية الله فائز الطبسي, واسمه ناصر, الذي تم اختياره لادارة منطقة التجارة الحرة Sarakhs على حدود دولة الاتحاد السوفييتي سابقا, تركمانستان. وفي التسعينات, مولتهم مؤسسة الروضة بمئات الملايين من الدولارات, لدعم سكة حديد بين ايران وتركمانستان, وطرق سريعة, مطار دولي جديد, فنادق, وابراج مكتبية.
لكن هذا لم يدم طويلا. فقد تم طرد ناصر وعزله من منصبه. وبعدها بشهرين, تم اعتقاله واتهامه باحتيال له علاقة بمؤسسة مقرها دبي واسمها "مكاسب". والتفاصيل (كالعادة) غامضة, وبعدها باشهر تم تبرئته بمحكمة طهران العامة.
ويختتمون المقال بحديث مع "آية الله طاهري" خطيب جمعة باصفهان, الذي استقال ليبدي احتجاجه. ينقلون عن طاهري قوله :
"اشعر بالاشمئزاز عندنا اسمع عن أناس من اصحاب "النسب الشريف" ومن الخواص - وبعضهم يرتدي العمامة - يتنافسون في الحصول على أكبر ثروة ممكنة." "انا مبتل بعرق من العار".
والله اعلم ماذا وراء "رابطة آل البيت" في لندن, والتابعة لمحمد الموسوي الذي ناظر شيخنا عثمان الخميس!