|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muhtaj
ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر |
|
|
|
|
|
متى بايع علي رضي الله عنه أبو بكر الصديق ؟!
إن الحقيقة التي تغيب عن الرافضة الخرافيين و ربما عن بعض المسلمين ,, هي ان علي رضي الله عنه بايع الصديق أبو بكر منذ اليوم الاول لخلافته مع جمهور المهاجرين و الانصار ,, لا كما يعتقد بأنه تاخر عن بيعته ,,
و قد ثبت هذا وصح في رواية لا تقبل الشك
ففي سنن البيهقي الكبرى (8\143): حدثنا أبو عبد الله الحافظ (الحاكم صاحب المستدرك) إملاءً، وأبو محمد بن أبي حامد المقري قراءة عليه، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب (جيد) ثنا جعفر بن محمد بن شاكر (ثقة ثبت) ثنا عفان بن مسلم (ثقة ثبت) ثنا وهيب (ثقة ثبت) ثنا داود بن أبي هند (ثقة ثبت) ثنا أبو نضرة (العبدي، ثقة) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قام خطباء الأنصار (في دار سعد بن عبادة)، فجعل الرجل منهم يقول: «يا معشر المهاجرين، إن رسول الله كان إذا استعمل رجُلاً منكم قَرَنَ معَهُ رجلاً مِنّا. فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان: أحدهما منكم، والآخر منا». فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك. فقام زيد بن ثابت فقال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين. وإن الإمام يكون من المهاجرين. ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله». فقام أبو بكر فقال: «جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبّتَ قائِلَكُم». ثم قال: «أما لو ذلك لما صالحناكم». ثم أخذ عمر بن الخطاب بيد أبي بكر فقال: «هذا صاحبكم فبايعوه». ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكر رضي الله عنه على المنبر، نظر في وجوه القوم فلم ير علياً . فسأل عنه فقام ناسٌ من الأنصار، فأتوا به. فقال أبو بكر: «ابن عم رسول الله وختنه، أردتَ أن تشُقّ عصا المسلمين؟». فقال: «لا تثريب يا خليفة رسول الله ». فبايعه. ثم لم ير الزبير بن العوام . فسأل عنه، حتى جاءوا به. فقال: «ابن عمة رسول الله وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟». فقال مثل قوله: «لا تثريب يا خليفة رسول الله». فبايعه.
وهذا حديث صحيح .. صححه مسلم بن حجاج وابن خزيمه و ابن حبان والحاكم في مستدركه ,,
ومما يشهد لذلك أيضا من مبايعة علي والزبير لأبي بكر - رضي الله عنهم - في بداية الأمر ما رواه الحاكم (( في المستدرك 3/70، ح4422 وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه،ووافقه الذهبي)) من حديث إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وفيه أن أبا بكر لما بويع خطب الناس وذكر من عدم حرصه على الخلافة، وعدم رغبته فيها إلى قوله: (فقبل المهاجرون ما قال وما اعتذر به، قال علي والزبير: ما غضبنا إلا لأنا قد أخرنا عن المشاورة، و إنَّا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لصاحب الغار، وثاني اثنين و إنا لنعلم بشرفه وكبره، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حـي)
فإن قال قائل بأن هذا يعارض ما جاء في رواية البخاري عن عائشة رضي الله عنه بأن علي رضي الله عنه بايع أبي بكر الصديق بعد ستة اشهر من خلافته ,,
فإن الجواب على ذلك ,,
بأن :-
1) الجمع بين الروايتين بأن عليا بايع أبا بكر مرتين ، الأولى : عقب تولي أبي بكر الخلافة مباشرة ، والثانية : بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها وذلك بعد ستة أشهر من وفاة النبي واستخلاف أبي بكر ، وكانت البيعة الثانية تجديدا للبيعة الأولى ، وسبب البيعة الثانية إزالة الوحشة التي وقعت بينهما بسبب أرض فدك .
2) أن المثبت مقدم على النافي فالصحيح هو إثبات مبايعة علي لأبي بكر مع مبايعة بقية الصحابة له على الفور ، أما ما يذكر من تخلف علي رضي الله عنه عن البيعة الاولى فهو وهم توهمه بعض الرواة فحسب أنه يلزم من كون علي بايع بعد ستة أشهر أنه تخلف عن البيعة الأولى ، وهذا ليس بصحيح .
وهذان الوجهان هما خلاصة ما أجاب به شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر وغيرهم من الأئمة.
يقول ابن كثير :" فهذه البيعة التي وقعت من علي رضي الله عنه لأبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها بيعة مؤكدة للصلح الذي وقع بينهما، وهي ثانية للبيعة التي ذكرناها أولاً يوم السقيفة كما رواه ابن خزيمة، وصحَّحه مسلم بن الحجاج، ولم يكن علي مجانباً لأبي بكر هذه الستة الأشهر بل كان يصلي وراءه، ويحضر عنده للمشورة، وركب معه إلى ذي القصة، كما سيأتي.
وفي صحيح البخاري أن أبا بكر رضي الله عنه صلى العصر بعد وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بليال، ثم خرج من المسجد، فوجد الحسن بن علي يلعب مع الغلمان فاحتمله على كاهله وجعل يقول: يا بأبي شبه النَّبيّ ليس شبيهاً بعلي، وعلي يضحك، ولكن لما وقعت هذه البيعة الثانية اعتقد بعض الرواة أن علياً لم يبايع قبلها فنفى ذلك، والمثبت مقدم على النافي، كما تقدم وكما تقرر، والله أعلم. "
البداية والنهاية الجزء الخامس: 84-239
قال ابن كثير -رحمه الله- بعد أن ساق بعض الروايات الدالة على مبايعة علي لأبي بكر في بداية عهده: ((وهذا اللائق بعلي - رضي الله عنه - والذي تدل عليه الآثار من شهوده معه الصلوات، وخروجه معه إلى ذي القصة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبذله له النصيحة والمشورة بين يديه، وأما ما يأتي من مبايعته إياه بعد موت فاطمة، وقد ماتت بعد أبيها رضي الله عنها بستة أشهر، فذلك محمول على أنها بيعة ثانية أزالت ما كان قد وقع من وحشة بسبب الكلام في الميراث، ومنعه إياهم ذلك بالنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..)) البداية والنهاية 6/306-307.
وقال ابن حجرفي الفتح في شرح حديث عائشة رضي الله عنه
(شرح حديث 4241):"... وَقَدْ تَمَسَّك الرَّافِضَةُ بِتَأَخُّرِ عَلِيٍّ عَنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْر إِلَى أَنْ مَاتَتْ فَاطِمَة , وَهَذَيَانُهُمْ فِي ذَلِكَ مَشْهُور . وَفِي هَذَا الْحَدِيث مَا يَدْفَع فِي حُجَّتِهمْ , وَقَدْ صَحَّحَ اِبْن حِبَّانَ وَغَيْره مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ وَغَيْره أَنَّ عَلِيًّا بَايَعَ أَبَا بَكْر فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ , وَأَمَّا مَا وَقَعَ فِي مُسْلِم " عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ لَمْ يُبَايِع عَلِيٌّ أَبَا بَكْر حَتَّى مَاتَتْ فَاطِمَة , قَالَ : لَا وَلَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِم " فَقَدْ ضَعَّفَهُ الْبَيْهَقِيُّ بِأَنَّ الزُّهْرِيَّ لَمْ يُسْنِدْهُ , وَأَنَّ الرِّوَايَةَ الْمَوْصُولَةَ عَنْ أَبِي سَعِيد أَصَحّ , وَجَمَعَ غَيْره بِأَنَّهُ بَايَعَهُ بَيْعَة ثَانِيَة مُؤَكِّدَة لِلْأُولَى لِإِزَالَةِ مَا كَانَ وَقَعَ بِسَبَبِ الْمِيرَاثِ كَمَا تَقَدَّمَ , وَعَلَى هَذَا فَيُحْمَل قَوْل الزُّهْرِيِّ لَمْ يُبَايِعهُ عَلِيٌّ فِي تِلْكَ الْأَيَّام عَلَى إِرَادَة الْمُلَازَمَةِ لَهُ وَالْحُضُورِ عِنْدَهُ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَإِنَّ فِي اِنْقِطَاع مِثْلِهِ عَنْ مِثْلِهِ مَا يُوهِمُ مَنْ لَا يَعْرِف بَاطِن الْأَمْر أَنَّهُ بِسَبَبِ عَدَمِ الرِّضَا بِخِلَافَتِهِ فَأَطْلَقَ مَنْ أَطْلَقَ ذَلِكَ , وَبِسَبَبِ ذَلِكَ أَظْهَر عَلِيٌّ الْمُبَايَعَةَ الَّتِي بَعْدَ مَوْتِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ لِإِزَالَةِ هَذِهِ الشُّبْهَةِ ".
فتح الباري 7/495